القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

نصوص أدبية: بيان

 
الجمعة 29 اذار 2024


إبراهيم محمود

إن كتم الوردُ وجْهته في لحظة ما
إن صمت مهموماً بساقه المرتعشة
وانسحبت أفوافه إلى الداخل
منتظراً من يأتي إليه بالخبر اليقين

إن حبس الطريق أنفاسه
بناء على خبر  آلمه سريعاً
وضم جانبيه إلى بعضهما بعضاً
وداخله حزن ذو رائحة أبكى أحجاره بحرقة


إن أغلق الصبح حقيبته الضوئية
وغمره ظل كآبة لا يقاوَم
واستسلم لعمى موجع
وأسبلت الشمسُ جفنيها بدمع مديد

إن شهق النهر بكامل مائه
مقارباً بين ضفتيه
وانكمش على نفسه متأسفاً
وهو يرتعش بوجوم لا يُسبَر

إن ألبس الشجر أغصانه  وشاحاً أسود 
وعيناه النباتيتان تعانقان إفريز شباكك الوحيد
وفي جذعه اشتعلت آلام مفاصله
وجذوره تكاد تفارق تربتها الملتهبة

إن أوقفتْ سحابة عابرة نشاطها المطري
وانحبست خيالات شديدة السخونة في مآقيها الألف
وانذهل لسانها الأحمر في مساحة لافتة
تاركة كل ما يعنيها إلى إشعار آخر

إن شحب لون البلبل الذي كان يطربه صدى صوتك
وأودع رأسه جناحيه مثقلاً بالحرج
وقلَّصَ زاوية الإبصار في عينيه الحائرتين
منتظراً هسيساً في هواء عالق في الفراغ

إن بدا المكان موحشاً كما لم يحصل من قبل
حتى النمل نفسه في وضعية التوقف عن العمل
حتى عشب المكان نفسه بالكاد ينبض
والأفق من بعيد لا يخفي اضطرابه

فاعلمي يا ذات الحياة التي شغفت بها الحياة
اعلمي يا ذات الوجه الذي يتغزل به جماد الأرض نفسه
اعلمي يا ذات النفَس الذي على إيقاعه ينظّم النهر جريان مائه
أن تأخراً لا يُذكَر في خروجك وراء هاتيك الحالات
فرجائي العميم ألا تعيديها ثانية
لأن قصيدتي فيك سستلفظ أنفاسها الأخيرة 
وسينفلت كل شيء.. كل شيء في الوجود ..
وأعدمُني جرّاء هذا الخلل الحاصل والمكلف غالياً جداً جداً
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات