عبدالغني علي يحيى
عنوان المقال مأخوذ من خطاب للرئيس ( دونالد ترامب) القاه في مؤتمره الاسبوعي قبل أيام قال فيه ( انا مستعد أن أقسم ب 3 حافلات ممتلئة بالقران والانجيل والتوراة أن العراق لن يستقر على الاطلاق) واضاف: ان وضع العراق مثل يد شاسوار عبدالواحد لأنها يد غير قابلة للعلاج) و ( لا يوجد أمل في هذه الدولة ) وشبه ترامب حكام العراق باللصوص الذين يتقاسمون الكعكة الان ولا يوجد أي تغيير).
كاتب المقال طرح الرأي نفسه اكثر من مرة في وسائل الاعلام وقبل تنصيب (ترمب) رئيساً للولايات المتحدة قائلاً: ان العراق ميؤس من شفائه وانه سيبقى مضطرباً الى أبد الابدين أو الى يوم يبعثون حيا، واتهمت في حينه بالتشاؤم و السوداوية وانهالت علي الشتائم والمسبات من انصار الوحدة العراقية القسرية،
بيد اني رغم ذلك مازلت مقتنعاً بعدم شفاء العراق من امراضه القاتلة ولن يشفى منها، ومن أن كل المشاريع والافكار والمقترحات التي يتقدم بها الساسة العراقيون لتحقيق الاستقرار والسلام في العراق في اطار الابقاء على الوحدة القسرية فيه مألها الفشل، وهي اي الافكار والمقترحات كثيرة تتبناها الاحزاب والافراد على حد سواء منها: التوافق، الشراكة. المصالحة الوطنية، حكم الغالبية مبادرة موطني، المشروع الوطني لجمال الضاري والتسوية السياسية للتحالف الوطني الشيعي.. الخ وعندي ان المكان المناسب و المفضل لكل مشروع فاشل هو سلة المهلات كونها معالجات خاطئة ساذجة عاطفية بدليل ان ايا منها لم يترجم الى ارض الواقع بل لم يناقشها احد باستثناء اصحابها، كذلك لن يجدي نفعاً الركض وراء: التكتل البرلماني الاكبر لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة الشاملة، وتشكيل تحالف وراء تحالف. وفي مقالاتي السابقة عرضت لسبب رئيسي لأستحالة تحقيق الامن والسلام في البلاد العراقية، وذلك منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وقلت ان العراق كدولة لم يعرف الاستقرار والسلام ولم تفارقه الحروب والانقلابات والمذابح في جميع العقود التي مربها. في عقدي العشرينات والثلاثينات، شهد ثورات ومعارك متصلة للشيخ محمود الحفيد وثورة بارزان بقيادة الشيخ احمد البارزاني وثورة فمذبحة للاشوريين في سهل سميل بدهوك عام 1933، وانقلاب بكر صدقي العسكري، وحركة رشيد العالي الكيلاني وثورة بارزان في الاربعينات، ووثية كانون، وكان عقد الخمسينات من القرن الماضي، عقد مظاهرات واضرابات ومقاومة لحلف بغداد فتشكيل جبهة باسم جبهة الاتحاد الوطني لأسقاط النظام الملكي وتوج ذلك العقد بانقلاب الزعيم عبدالكريم قاسم في 14 تموز علم 1958، فوقوع تمرد عسكري قادة المرحوم عبدالوهاب الشواف في الموصل، اعقبته مذابح القتل والسحل والاعدامات في الموصل وكركوك وكذلك حملة الاغتيالات في الموصل التي راح ضحيتها المئات من الناس وبالاخص من الشيوعيين والمسيحيين، وحصلت في عقد الستينات ايضاً، نشوب ثورة كردية عارمة 1961 – 1975 فانقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963 والذي قيم كأسوا انقلاب عسكري ليس في العراق فقط أنما في العالم ايضا وفي العام عينه قاد في تشرين الثاني منه العقيد عبدالسلام عارف انقلاباً اسقط البعث وبين 1963 و 1968 شهد العراق محاولات انقلابية عدة اشهرها انقلاب 17 تموز 1968 و تكملته انقلاب 30 تموز من العام نفسه، وفي عقد السبعينات انقلابات عسكرية فاشلة منها انقلاب ناظم كزار مدير الامن العام واغتيال العديد من الشيوعيين في الفترة بين 1975 و 1978 وفي 1978 شنت السلطات حملة ابادة ضد الحزب الشيوعي العراقي وفي ذلك العقد ايضاً ازيح احمد حسن البكر عن السلطة واعدم قادة كثيرون من المعارضين البعثيين لصدام عقذاك ايضاً. وكان عقد الثمانيات عقد الحروب والمذابح والانفالات، ففي عام 1980 اشعل العراق نار حرب الخليج الاولى التي دامت 8 سنوات 1980 – 1988 وفي ذلك العقد جرت انفلة البارزانيين في 1983 وكذلك الفيليين ووقعت مجازر الانفال التي ادت الى مقتل وابادة 182000 انسان وتم هدم اكثر من 4500 قرية كردية وتسويتها مع الارض اضافة الى دفن عشرات الالوف في المقابر الجماعية وفيه ايضاً استخدم السلاح الكيمياوي ضد الشعب الكردي في حلبجة يوم 16-3-1988. أما في عقد التسعينات فلقد اندلعت حرب الخليج الثانية والانتفاضات الكردية الاذارية في كردستان والشيعية الشعبانية في الجنوب، وفي ذلك العقد ايضاً وقعت اكثر من مواجهة دموية مسلحة بين العراق والولاايات المتحدة. ولقد استهل العقد الاول من القرن ال 21 في العراق بجرب اسقاط النظام العراقي 9-4-2003 بعد ذلك ساد العهد الارهابي في العراق ( القاعدة) اولاً و ( داعش) ثانياً وفيه ذبح المئات ذبح الشاة على يد الارهاب، اما في العقد الثاني من القرن الجديد 21 فان داعش احتل ما يقارب الاكثر من الثلث من اراضي العراق وتخللت الفترة من حزيران 2014 والى عام 2018 معارك طاحنة بين الحكومة العراقية وداعش اسفرت عن تهجير مئات الالوف من الناس من دورهم وقراهم ومدنهم مع تدمير مدن وقصبات برمتها،وفي العقد الثاني من القرن الحالي احتلت القوات العراقية بقيادة الجنرال قاسم سليماني مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها بتاريخ 16-10-2017 والذي نجم عنه نزوح اكثر من 200,000 انسان من كركوك وحدها وكذلك من طوزخورماتو.. وغيرهما من المدن دع جانبا اعمال القتل والنهب وهتك الاعراض التي صاحبت احتلال كركوك وفي هذا العقد ايضاً ولكن في اواخره، فان العراق شهد حرباً جديدة لداعش عام 2018 بالاخص وما تزال هذه الحرب مستمرة وهي تدق الان ابواب العاصمة العراقية بغداد فيما تشهد المناطق الحدودية مع تركيا حرباً شبه يومية اسفرت عن بناء تركيا لاكثر من 11 قاعدة عسكرية في مناطق سيدكان وبرادوست وجبال قنديل في محافظة اربيل وفي مناطق بشمال دهوك ايضاً، وما زالت هذه الحرب تتواصل ولقد توجت في شهر ايار الماضي ومطلع شهر حزيران من هذا العام بحرب مائية رهيبة شنتها الجارة تركيا من خلال قطعها لمعظم مياه نهر دجلة وشنتها ايران كذلك بقطعها لمياه نهر الزاب الصغير ومن المؤكد ان هذه الحرب لم تلحق الاذى بالبشر فقط بل بالحيوانات والاسماك والمزروعات ايضاً. وقلت في اكثر من مقال، ان العراق لن يستقر ولن يهداً ما لم يتم تقسيمه على 3: شيعي وكردي وسني منه المقال في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية واعيد نشرة في صحف اخرى.
ان الذين يتحملون مسؤولية المذابح والمحن التي جرت وتجري في العراق هم حكام العراق الحاليون والسابقون الذين ينطلقون من الجهل والغباء ويفضلون اققتال ابنائه على تقسيمه – ويليهم في تحمل المسؤولية الحكام المتوحشون الهمج في ايران وتركيا وسوريا من الذين اثروا ابتلاء شعوبهم وبلدانهم بحروب دائمة على تمتع الشعب الكردي بالسيادة والاستقلال كما ويتحمل المسؤولية كذلك حكام الدول من اصحاب القرار وعلى راسهم حكام الولايات المتحدة. وكلما تقدم العمر بالدولة العراقية القائمة على الوحدة القسرية كلما زادت المظالم والمساويء في العراق، حتى بلغت المساويء درجة من السوء هذه الايام راحت توصف على وزن افعل العاصمة العراقية اسوأ واقذر عاصمة لسنتين متتاليتين في العالم وان النظام التعليمي والصحي والخدمي هو الاسوأ من نوعه في العالم. حتى جواز سفره اسوأ جواز سفر في العالم واسطوله الجوي كذلك ممنوع في سماية اوروبا، وليس هناك في الافق اي مؤشر على اصلاحه (العراق) او تحسين وضعه انما العكس هو الصحيح ولن تنقذه من الوضع المزري الذي يعيشه لا تأسيس الكتلة البرلمانية الاكبر وصولاً لتشكيل الحكومة الجديدة الشاملة ولن يكتب لكليهما النجاح في تحقيق السلم المجتمعي والامان في العراق، ومما قلته ان اي مشروع يطرح اذا خلا من تقسيم العراق وعدم الاعتراف باستقلال كردستان فأنه مشروع فاشل. ان الذين يحلمون بعراق افضل حالاً يحل في المستقبل محل عراق الدم والدمار سذج دوواهمون اغبياء وجهلة وهم اعداء للانسانية المعذبة في هذا البلد لا يريدون الخير لشعوبه ومواطنية وابنائه وبناته. قبل ايام وصفوا طريق بغداد – كركوك بطريق الموت وقبل اكثر من عشرة اعوام وصفوا المنطقة السنية في العراق بمثلث الموت وفي عام 1963 كان الحديث عن قطار الموت، فألي متي يعيش العراق في الموت وفي ختام المقال لا يسعني الا مشاركة الرئيس دونالد القسم ثلاث حافلات ممتلئة بالقرأن والانجيل والتوراة ان العراق لن يستقر اطلاقا واضيف مالم يقسم مثلما قسم الاتحاد السوفيتي السابق وجيكوسلوفاكيا السابقة ويوغسلافيا السابقة. من سابع المستحيلات توقع حصول الاستقرار والسلم في العراق.