بقلم: هدى مرشدي*
يوم الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٨ انعكس تقرير الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيرز حول تدخلات إيران في اليمن على جميع وكالات الانباء العالمية. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة الى التحقيقات التي أجراها خبراء الأمم المتحدة وعلى أساسها حملت القطع المتبقية من الصواريخ التي أطلقت من اليمن باتجاه المملكة العربية السعودية علامات كتب عليها صنع في إيران.
وأكثر من ذالك ففي ١٢ يناير 2018 كان قد أعلن خبراء الامم المتحدة في تقرير مكون من ٧٩ صفحة بأن النظام الإيراني لم يلتزم بقرار منع ارسال السلاح والعتاد للمتمردين في اليمن. وجاء هذا التقرير بعد سلسلة التحقيقات في بقايا الصواريخ التي أطلقت مستهدفة السعودية. وجاء في تقرير خبراء الأمم المتحدة ما يلي:
“يعتقد خبراء الامم المتحدة أن جمهورية إيران الإسلامية، قد انتهكت الفقرة 14 من القرار 2216”.
وجاء في هذا التقرير أيضا: “إن طهران لم تتخذ الاجراءات اللازمة من أجل منع الشراء المباشر أو الغير مباشر للسلاح وأيضا بيع ونقل الصواريخ من نوع بركان “دو- اش” وخزانات أكسدة الوقود السائل للمحركات الصاروخية والطائرات بدون طيار من نوع ” ابابيل ” لتحالف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق صالح.
كان قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 قرارًا تم تبنيه في 14 أبريل 2015 بأغلبية 14 صوتًا وامتناع روسيا فيما يتعلق بالحرب الداخلية اليمنية. اعتمد القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وبدون الإشارة إلى العمليات العسكرية السعودية على الأراضي اليمنية فقد تم حظر تسليح القوات العسكرية في اليمن.
إن التدخل المميت للنظام الإيراني في اليمن كان موضوعا أشار اليه سابقا رئيس هذا البلد عبد ربه منصور في عام ٢٠١٥ حيث صرح في ذاك الوقت في مقابلة له مع قناة العربية في ٥ مايو ٢٠١٥ قائلا: “إن خطر تدخل إيران في اليمن وتشجيع مجموعات الحوثيين على استمرار العنف والحرب وسفك الدماء يتخطى خطر الشبكات الارهابية كالقاعدة وغيرها”.
بالاضافة الى هذا وفي أحدث اجراء سبق تقرير الامين العام للامم المتحدة قامت وزارة الخزانة الامريكية أيضا في يوم ٢٢ مايو ٢٠١٨ بفرض عقوبات ضد ٥ مسؤولين بارزين مرتبطين بقوات الحرس التابعة للنظام الإيراني. هؤلاء الافراد كانوا متهمين بتوفير وعرض التعليم الفني المتعلق بالصواريخ البالستية لمليشيات الحوثيين في اليمن. وكما تم اتهامهم أيضا بنقل السلاح من قوات فيلق القدس التابعة لقوات الحرس الى اليمن قبل بدء الصراع اليمني في هذا البلد.
ان الانهاء التام لتدخلات النظام الإيراني في المنطقة التي تشكل فيها اليمن أحد ضحاياه قد تحول الان لمطلب محوري في العالم العربي.
ان دول المنطقة تريد السلام والتعايش السلمي وأن تعود إيران الى ما كانت عليه مهدا للحضارة والتقدم والرقي وبلدا يؤمن بالأخوة والمساواة ويقدم للعالم وجها جديدا وساطعا ينهي كل هذه السنوات من القتل والذبح والقسوة والجنون في هذه المنطقة الساخنة.
إن مثل هذا الإيراني يتجلى اليوم في وجه السيدة مريم رجوي تلك المرأة المسلمة التي تملك ارادة وصلابة وثباتا واستعدادا لاسقاط نظام التخلف والاجرام نظام الملالي ولاهداء الحرية الحقيقية لكل نساء ورجال إيران ولكل المنطقة ايضا.
المقاومة الإيرانية في هذا الخصوص لديها موعد في ٣٠ حزيران ٢٠١٨ [بوسمة #FreeIran2018] في قاعة فيلبنت في باريس حيث ستعلن للعالم كله خلال هذا المؤتمر مرة أخرى عن عزمها للوصول الى هذا الهدف الغاضب. من أجل الوصول الى عالم خال من الاصولية الاسلامية التي ينبض قلبها في إيران الملالي.
إن تقرير الامين العام للامم المتحدة وتصريحات السفيرة الامريكية في الامم المتحدة حول صواريخ النظام الإيراني تثبت مرة أخرى أن: “اسقاط النظام الديني هو طريق الحل النهائي والقطعي لانهاء الازمات في المنطقة“.
*كاتبة ايرانية