كردستان … متى ظهر هذا الأسم ؟

زبير بلال إسماعيل*
 
لسنا هنا بصدد البحث عن مدلول لفظ كردستان اي أرض الكرد من الوجهة التاريخية والجغرافية منذ القرن السابع قبل الميلاد والى الاّن , فقد كان مدلول هذه التسمية يتضمن جميع بلاد الكرد , ولكننا نريد معرفة وقت ظهور هذا الأسم .
ولقد ذكر بعض المؤرخين أن منازل الشعب الكردي تمتد من الخليج العربي الى بحر قزوين . وتقول دائرة المعارف الأسلامية : أن لفظ كردستان وضع للاطلاق على المواطن التي سكنها ولا يزال يسكنها الكرد حتى الاّن , مثال ذلك أطلاق  لفظ (كردستان الخرسان) على المناطق الكردية بأقليم خراسان , 
ولكن هذه الدائرة جعلت كردستان أصغر من مساحتها الحقيقية حين حددتها : بأنها قطعة أرض مستطيلة تمتد من (لورستان) في الجهة الشمالية الغربية , وهذا التحديد ناقص لأنه لا يشمل على لورستان , ولأن الحدود الشمالية الحقيقية تصل لغاية (الشكرد) و (أرضروم) .
ولمعرفة فترة تبلور ملامح وحدود أنتشار الكرد ومنازلهم , لا بد لنا من العودة الى العهد الميدي . لا شك أن الدولة الميدية الصغيرة التي ظهرت في بعض البقاع المحيطة ببحيرة أورميا  في أيام سرجون الاشورى (722- 705 ق.م) وضعت الملامح الاولى للوطن الكردي , فقد تأسست هده الدولة على يد (ديوكو) الميدي ثم توسعت في أيام أبنه ( خشاترينا) المعاصر للملك الاشوري سنحاريب (705 – 681 ق.م) فأمتدت رقعتها من همدان الى شرق نهاوند وحتى جنوب ايران . ثم قتل خشاترينا في سنة 653 ق.م فوقعت بلاد ميديا اتحت حكم الاسكيثيين حتى سنة 625 ق . م ثم جاء أبنه كي اخسار (كى خسرو) الذي حكم بين  (625 – 584 ق . م) فحرر البلاد من احتلالهم واستولى على جميع بلاد مناى (البلاد المحيطة ببحيرة أورميا ) , وقضى على الدولة الاشورية بالتعاون مع الكلدان في سنة (612 ق . م ) ثم على دولة اورارتو (البلاد الممتدة بين بحيرتي اورميا و وان) وكانت دولة اورارتو قد تأسست بين سنة (883 – 859 ق. م) على يد الملك الاورارتى (الخلدى) سردور الاول . ومَدّ الاورارتيون نفوذهم الى حدود الدولة الاشورية حتى أصبحت المقاطعات الاشورية الشمالية الممتدة من شمال سوريا الى نهر (خاليس= قزل) تحت نفوذهم في فترات ضعف الاشوريين . وكانت منطقة مصاصر (برادوست الحالية ) ضمن نفوذهم وفيها مقرهم الرئيسي (خلديا) في سنة (590 ق .م ) وأصبحت اكبتانا (همدان الحالية ) عاصمة لمملكته المتحدة , ثم أندفع كي خسرو الى الغرب نحو مملكة (ليديا) فألتحم مع قواتها في حرب طاحنة استغرقت خمس سنوات (590 – 585 ق .م) ولكن بدون نتيجة حاسمة . ثم تزوج استياكس ابن كي خسرو ابنة ملك ليديا(اسيا الصغرى) . وفي سنة (584 ق . م ( تسلم استياكس العرش الميدي واتفقت الدولتان الميدية والليدية على أن يكون نهر الخالص (خاليس= قزل ايرمق) هو الحد بينهما , وبأستثناء مملكة ليديا قسمت اّسيا الصغرى والامبراطورية الاشورية بين الميديين والبابليين (الكلدان) فأخذ الميديون القسم الشمالي بما فيه بلاد اّشور , وأخذ البابليون سوريا وفلسطين وجنوب وادي الرافدين وبلاد عيلام . ويذكر أن الميدين  لكي يحتفظوا بمنفذ لتجارتهم من بوابة زاكروس (طريق خانقين) نحو البحر الابيض  المتوسط جعلوا نصيبهم من الامبراطورية الاشورية القسم الشرقي من حوض دجلة , ثم سقطت الدولة الميدية في عام (550 – 549 ق . م) حيث دخلت ميديا ضمن ممتلكات الدولة الاخمينية وبذلك تكون الدولة الميدية قد عاشت حوالي 175 سنة .
ان الانتصارات الميدية أدت  الى تحرك ملحوظ للقبائل الميدية نحو الغرب . وبعد قيام الدولة الاخمينية ووقوع ثورات في ميديا ضد الفرس أدى الى هجرة جماعات جديدة من الميديين نحو الغرب بعد القضاء على ثوراتهم , ثم ان نزوح القبائل البارثية أوالفرثية الى أذربيجان الجنوبية كان سببا لدفع أقسام اخرى من الميديين نحو الغرب الى داخل الدولة الارمينية الجديدة , ويقول مينورسكي : “عندما أتفحص تاريخيا وأتذكر جميع هجرات القبائل الايرانية الكبيرة نحو الغرب فأنني لا أجد نزوحا غير هجرة الميديين لتفسير أنتشار الاكراد الى المنطقة الواقعة جنوبي أنقرة في اسيا الصغرى والى شمال سوريا , بأعتبار أن الاكراد هم أحفاد الميديين .
في الواقع  أن كردستان الحالية تمثل مناطق أنتشار القبائل الميدية او الكردية في العهد الميدي وبعده على جانبي جبال زاكروس وشرق الاناضول وشمال سوريا , يقول طه باقر  بعد أن يشير الى هجرة الميديين في مطلع الالف الاول ق . م واستيطانهم  في أقليم همدان : ” إن أول اشارة  تاريخية مهمة الى هذه الهجرة جاء في كتابات الملك الاشوري شلمانصر الثالث في مطلع القرن التاسع  ق . م  ،  أذ أن جيوشه التي غزت جبال زاغروس اصطدمت لأول مرة بقبيلتين جاء إسم أحداهما في كتاباته بصيغة ماد اي والثانية بأسم (بارسا ) أي الفرس . وكانت قبائل هذه الهجرة بهيئة فرسان متنقلين , ولما حل بعض هذه القبائل في شمالي العراق وجدت بقايا أقوام قديمة مثل الكوتيين واللولوبيين والحوريين وغيرهم كانوا زراعيين مستقرين فسيطرت عليها وفرضت سيادتها ,ولكن أخذت هذه القبائل تستقر وتمتزج بالسكان الاصليين بمرور الزمن .
ومهما يكن فأن مدلول لفظ كردستان وخاصة بعد سقوط الدولة الميدية لم يكن يعني جميع بلاد الكرد , ففي عهد الدولة اليونانية (331 – 248 ق . م) والفرثية ( 248 ق . م– 226 م) والساسانية (226 – 627م) والرومانية , لم تكن بلاد الكرد تذكر بأسم خاص شامل لجميع أجزائها  بل أن كردستان الاوسط منه معروفا  بأسم (أرمينيا) , كما أنه في صدر الاسلام في خلافة عمر بن الخطاب (رض) كان قسم كبير من الوطن الكردي جزءا من أقليم أذربيجان  وكان القسم الاوسط منه معروفا بأسم ( الجزيرة) , وبقيت هذه التقسيمات الادارية نفسها بعد تحوير بسيط متبعة في عهد الامويين والعباسيين , حتى أصبحت البلاد الكردية من الوجهة الادارية تشمل معظم المقاطعات التالية ( الجزيرة , ومنطقة حلوان في العراق ) وملطية وتوقات وسيواس في بلاد الروم , ووان وبرذعة وتبريز وأردبيل ومراغة في أقليم أرمينيا , وموقان (موكان) أي (كورة الموغ وبين أدربيل ونهر الرس ) في أقليم ايران , وسلطانية وهمدان وقرمبيسن (كرمانشاه)  واربيل وشهرزور في أقليم الجبال , ومهما يكن فأنه لم تكن هناك وحدة أدارية تحت أسم (كردستان)  قبل العهد السلجوقي وأن لفظة كردستان أطلقها السلاجقة على البلاد الواقعة في غربي أقليم الجبال التي كانت تابعة لمقاطعة مستقلة سميت بكردستان .
 أقليم الجبال وظهور أسم كردستان
يقول لسترنج : ” في جنوب شرقي أقليم أذربيجان , أقليم ما ذى (ميديا) الخصب الذي أحسن العرب في تسميته بأقليم الجبال , لإن جباله تشرف على سهل مابين النهريين الاسفل , وهذه الجبال تمتد شرقا حتى تبلغ حدود المفازة ( الصحراء) الكبرى في اواسط ايران , ولما  علا شأن الاكراد وعظم أمرهم  في الازمنة الاخيرة عرف القسم الغربي من أقليم الجبال بكردستان وفي أقليم الجبال مدن كثيرة , ففي الغرب كرمانشاه وهمدان (أكبتانا القديمة) , وفي الجنوب الشرقي : أصفهان , ثم أبتنى المغول (مغول فارس) مدينة السلطانية في سهول هذا الاقليم الشمالية وقد أخذت مكان بغداد حينا من  الزمن  .
ويقول أيضا : أن البلاد الواسعة التي سماها اليونان ميديا (ماذى) الممتدة من سهول العراق والجزيرة في الغرب الى مفازة فارس الملحية الكبرى في الشرق قد سماها البلدانيون العرب أقليم الجبال , ثم بطل أستعمال هذا الاسم وصار الاقليم أيام ملوك السلجوقية في المئة السادسة (12م) يعرف خطأ بعراق العجم , أي أن العجم هم الذين أطلقو ا على أقليم الجبال  ذلك الاسم , وأشا ر ياقوت الحموي (ت 626 هـ ) الى ان تسمية العجم لهذا الاقليم  بالعراق  في أيامه غلط , وهو أصطاح  محدث , وقد أستعمل ياقوت الحموي الاسم القديم  فقال : (الجبال) ولكن القزويني (زكريا بن محمد ت 683 هـ ،  في كتابه : ” اّثار البلاد وأخبار العباد ” أطلق على هذا الاقليم مايرادفه بالفارسية فسماه (قوهستان = كوهستا)  أي أقليم الجبل , ومهما يكن من أمر فأن لفظ (الجبال) بطل أستعماله على ما يظهر بعد الفتح المغولي .
وينقسم أقليم الجبال الى قسمين : الصغير وهو كردستان في الغرب والكبير وهو عراق العجم في الشرق , وكانت المدن الاربعة القديمة : قرميسين (كرمانشاه الحالية ) وهمدان والري وأصفهان , أجمل  مدن النواحي الاربعة لهذا الاقليم منذ القدم , ففي أيام بويه (في القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي  كانت دواوين الدولة في ( الري  – قرب طهران الحالية ) . ثم أصبحت همدان في القرن التالي  قاعدة سلاجقة بلاد فارس , ولكن أصفهان كانت في جميع الاوقات على ما يظهر أوسع بلاد الجبال وأخصبها وأكثرها مالا , أما الولاية الغريبة التي تتبع كرمنشاه  , فقد كانت منذ أيام السلاجقة تعرف عادة بكردستان ويراد بذلك بلاد الكرد .
ثم يقول : ” أما ما يقال في أصل أقليم كردستان , فيروى أنه في نحو منتصف المئة السادسة (12م) أقتطع السلطان سنجر السلجوقي (511 – 552 هـ/1117 – 1157م) القسم الغربي من أقليم الجبال , أي ماكان منه من أعمال كرمنشاه , وسماه (كردستان)  وولى عليه ابن أخيه سليمان شاه  الملقب ابو (او ابوه) وهو الذي صار فيما بعد – أي منذ سنة (554 – 556 هـ/1159 – 1161م) خلفا لعمه في رئاسة البيت السلجوقي وسلطة العراقيين .
وهذه في رواية المستوفي القزويني (حمدالله بن بكر في كتابه نزهة القلوب بالفارسية , الفه في عام 740 هـ )  الذي قال : ” أن كردستان في ايام سليمان شاه أزدهر ازدهارا عظيما وبلغ أرتفاعه مليوني دينار ذهبا (ما يعادل مليون أسترليني ) وهو عشرة أضعاف ماكان يدره هذا الاقليم في المئة الثامنة 14م أيام الحكم المغولي حين كان المستوفي نفسه مستوفبا اموال الدولة  , أي أن ربعه أنخفض في زمانه الى (500/201) دينارا , وأتخذ سليمان شاه ( بهار) وهي مدينة مازالت قئمة على نحو ثمانية أميال شمال همدان قاعدة له , وكان فيها قلعة منيعة , وبعد قرنين من الزمان أعاد المغول تشكيل الاقليم  فوسعوا حدود أقليم كردستان باضافة مناطق واسعة اليه أخذ من عراق العجم (الجبال) .
وفي ايام المغول بنى السلطان (الجايتو)  عاصمة ثانية في سلطان اباد جمجمال قرب حافة جبل بيستون , وقد وصف المستوفي هذه المدينة فقال : هي وسط صقع وافر الخيرات كثيرة القمح .. وهي على أربعة فراسخ حوالي 24كم من قرية (سحنة) وستة من كرمانشاه , وما زالت أطلالها قائمة , وقد ذكر علي اليزدي  ( ت 858 هـ /1454م) في كتابه ظفرنامة او تأريخ تيمور بالفارسية وضعه في 828 هـ / 1425 م هذه المدينة غير مرة  حين وصف زحف تيمور الى كردستان , ومن المدن التي يقع ذكرها في أخبار حروب تيمور , واشار اليها المستوفي مدينة (دربندتاج خاتون) أو (دربند تاشي خاتون) . كما ذكرها علي البزدى و (دربند زنكي) وكانتا في الحدود الغربية لبلاد كردستان على ما يظهر (بين شهرزور وحلوان) في الجبال تهيمن على سهول ما بين النهرين .
وذكر المستوفي أيضا  أربع مدن أخرى في كردستان هي : (الاني) و (اليشترا) و(خفتيان) و (دربيل) وقال  ان هذه المدن كانت في أيامه جليلة , أما اليوم فليس من اليسير تعيين مواضعها , وكانت ( الاني) وتدور ذكرها في بعض المخطوطات بصورة (الابي) في المئة الثامتة ( 14 م ( قصبة الاقليم المعتبرة على ما يظهر ، وان لم يذكرها غير المستوفي على ما نعلم , ويكثر فيها القمح , وهواؤها طيب , ومروجها وافرة وتكثر العيون في أنحائها .
وفي (اليشتر) أيضا بيت للنار قديم , وسهل اليشتر مازال معروفا ، وهي بلا ريب مطابقة لمدينة ليشتر او لاشتر التي ذكر ابن حوقل وغيره ، أنها على عشرة فراسخ جنوب غربي نهاوند واثنى عشر فرسخا  شمال شابوخاست (ابن حوقل) (وفي المستوفي – شابورخواست) , ولا يعلم شيء عن خفتيان سوى أنها قلعة محكمة البناء حولها القرى على ضفاف نهر الزاب (يرجح أنها خفتيان ابي علي الزرزاري أو خفتيان الصغير (ابن خلكان 1/569 – 570 ) التي تمثلها اليوم هاوديان قرب راوندوز (وخفتيان سرخال بن بدر بن حسنويه في شهرزور ، والتي ذكرها أيضا أبن خلكان المتوفي سنة 681 هـ . وكذلك في دربيل (اردزبيل) وهي مدينة ذات هواء طيب .ولم يشر المستوفي الى موقعها ولوعلى وجه التقريب , وبهذا يختتم المستوفي كلامه في أقليم كردستان , ولم يذكر البلدانيون  العرب القدماء : ببهار والاني وخفنتيان ودربيل ولا المدينتين المعروفتين بالدربند .
وبذلك فأن أقليم كردستان كان يضم في القرن (الثامن للهجرة – الرابع عشر م)  المدن التالية : كرمانشاه , حلوان , كرند , كنكوار ، أسد اّباد , بهر , سيشر , شهرزور , ماه ده شت , اليشتر , هرسيد ، جمجمال (سلطان اّباد) , دربند تاج خاتون , دربند زنكي , الاني , خفتيان , دربيل  .
كردستان في العصر الحديث
يقول الملا ادريس البلديسي : ” ان السلطان سليم الاول  -العثماني – أمرني لدى عودتنا من فتح تبريز – سنة 1514 م – بأن اسعى لدى جميع الامراء الاكراد المنبثين في كردستان ابتداءا من أرمية واشنه وديار بكر حتى ملطية لادخالهم في الطاعة قاطعا لهم العهود والمواثيق الاسلامية بالعمل على تأليف ملوك واّمراء كردستان وأنضوائهم تحت اللواء العثماني ” . وكتب الرحالة التركي اوليا جلبي في (سياحتنامه  – بدأ برحلته في جمادي الاول 1065هـ/1655م) بعد تجواله في جميع أنحاء كردستان , يقول : ” أن ولايات ارضروم ووان وحكارى وديار بكر والجزيرة والعمادية والموصل وشهرزور وأردلان تؤلف بمجموعتها  كردستان التي يستغرق قطعها 17 يوما ” .
تعرضت بلاد الكرد الى اول تقسيم بعد معركة جالديران التي وقعت في سنة 1514م بين ايران والامبراطورية العثمانية , تخضع القسم الاكبر لحكم العثمانين , وأقر هذا التقسيم في معاهدة عقدت  في سنة 1639م بين الفرس وبين السلطان العثماني مراد الرابع . وكان الشعب الكردي قبل الحرب العالمية مقسما الى أقسام : فكانت بلاده موزعة بين الدول االعثمانية والفارسية والروسية , وكانت بعض المناطق الكردية قد اصبحت جزءًا من روسيا عام 1813م عقب معاهدة (كلستان) بين ايران وروسيا , وكان الكرد يعيشون في ولاية اليزابيث بول (اكنجة القديمة) , وبعد ذلك ضم قسم من الكرد الى ولاية (يرفان) وفقا لأتفاقية (تركمان جابي) عام 1828م . واخيرا ضم كرد قارص وأردهان ايضا الى روسيا  .
وبناء على المعاهدة المعقودة بين روسيا السوفيتية وبين تركيا والمعروفة بمعاهدة (برست ليتوفست) المعاهدة في 21 اذار 1921 م أعيدت منطقتا قارس وأردهان الى تركيا ولم يبق في الاتحاد السوفيتي سوى الاف قليلة يعيش أغلبهم  في حمهورية أرمينيا في منطقتي (تالين والاكوز) وتعرضت كردستان العثمانية الى تقسيم جديد بعد الحرب العالمية الاولى فقسمت بين تركيا والعراق , وبموجب أتفاقية أنقرة عام 1929م تنازلت تركيا بموجبها عن رقعة من أراضينا لفرنسا التي كانت تحتل سوريا يرمئذ .
وتقع أرض الكرد (كردستان) في الشرق الاوسط من اسيا الصغرى وهي تؤلف من الناحية التاريخية والموضوعية أرضا واحدة , فأن بالوسع أن نرسم الحدود بشكل تقريبي كما يلي : يبدأ خط مستقيم عند قمة ارارات في الشمال الشرقي ينحدر جنوبا الى الجزء الجنوبي من زاكروس وبشتكوه , ومن تلك النقطة نرسم خطا مستقيما نحو الى الموصل في العراق ومن ثم خطا مستقيماً نحو الغرب يمتد من الموصل الى المنطقة التركية من لواء الاسكندرون , ومن تلك يمتد خط نحو الشمال الشرقي حتى أرضروم  في تركيا, ثم من أرضروم يمتد الخط نحو الشرق الى قمة ارارات .
أن المساحة الكلية لكردستان تبلغ زهاء (409,650 كم2) . وقدرها بعض الاوساط الكردية (المعهد الكردي في باريس عام 1949) ب( 500 الف كم 2 ). وقدرها ( ل. راميو في كتابه الاكراد ، باريس 1949، ) ب ( 530 الف كم2 ). وهناك ( 194,400 كم2 )من المساحة المذكورة في تركيا و( 950, 124 كم2 ) في أيران و( 72,000كم2 ) في العراق و( 18,300 كم2 ) في سوريا . ويبلغ طول كردستان من الشمال الى الجنوب الف كيلومتر . أما معدل العرض فهو 200 كم في الجزء الجنوبي ، ثم يتزايد شمالا حتى يبلغ 750كم , وكلمة كردستان لا تستعمل رسميا الا في ايران حيث تطلق على أقليم (سنه) من كردستان  الايرانية ، ولو أن كردستان هي القسم الغربي من ايران ويقطنها الكرد , ولكن المنطقة التي يقطنها السنه من الاقليم الغربي هي التي تسمى بكردستان , وان عامة الناس يطلقون أسم كردستان على بلده (سنه) . أن كردستان تسمى في ايران (الغرب) وفي العراق (الشمال) وفي تركيا (الاناضول الشرقي والجنوب الشرقي ) .
المصادر
1-      أمين زكي : خلاصة تاريخ الكرد  وكردستان ط3  ، بغداد ، 1961
2-      الدكتور جورج رود : العراق القديم , ترجمة حسين علوان , بغداد ، 1984
3-      عبد الرحمن قاسملو : كردستان والاكراد ، بيروت ، 1970 .
4-      الدكتور ابراهيم الشريف : الموقع الجغرافي للعراق واثره في تاريخه , بغداد ، بدون تاريخ .
5-      مينورسكي : الاكراد أحفاد الميديين : ترجمة د. كمال مظهر أحمد , مجلة المجمع العلمي الكردي ، العدد الاول 1973م .
6-      طه باقر :وفؤاد سفر : المرشد الى مواطن الاثار والحضارة – الرحلة الرابعة ، بغداد 1965،  .
7-      لسترنج : بلدان الخلافة الشرقية , ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد ، بغداد ، 1954.
8-      الكرد في تواريخ جيرانهم : مقتطفات متعلقة بالكرد وكردستان من كتاب : رحلة اوليا جلسي (اسيا حتنامه) , ترجمة سعيد ناكام , بغداد 1979 .
9-       ابن خلكان : وفيات الاعيان , تحقيق محي الدين عبد الحميد  ، مطبعة السعادة ، القاهرة 1948،  في ستة اجزاء
………………………………………………………
* زبير بلال اسماعيل ( 1938-1998) أحد أبرز المؤرخين الكرد في النصف الثاني من القرن العشرين . وهومؤرخ رائد وأول من كتب تأريخ كردستان القديم ، و تأريخ مدينته العريقة أربيل . من مؤلفته المشهورة : ” تأريخ أربيل ” و ” تأريخ كردستان القديم ” و” ثورات بارزان ” و” تأريخ اللغة الكردية ” . كما ترك العديد من الكتب المخطوطة التي نرجو أن ترى النور قريبا . حيث تنوي دار نشر ” تفسير ” وهو اكبر دار نشر في اقليم كردستان نشر مؤلفاته الكاملة في المستقبل المنظور . وضمن أرشيف المؤرخ الكبير دراسات كثيرة لم تنشر لحد الآن ، ومنها هذه الدراسة ، ربما لأن الراحل كان يلتزم الموضوعية والحيادية في عمله. وليس لي من جهد في هذا المجال ، سوى طبع الدراسة وارسالها للنشر …  جودت هوشيار

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…