وفد من قوى (إعلان دمشق) يوجه رسالة إلى مكتب الأمم المتحدة في دمشق

نص الرسالة التي قدمها وفد من قوى (إعلان دمشق) إلى مكتب الأمم المتحدة في دمشق في 10/12/2006 بمناسبة الذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان

 

إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي
  دمشق في 10/12/2006

 

السادة المحترمون في مجلس حقوق الإنسان
هيئة الأمم المتحدة – نيويورك

بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لإطلاق ” الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” في 10 / 12 / 1948، الذي صار يوماً عالمياً لحقوق الإنسان ، يتقدم إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في سورية ( وهو تآلف سياسي معارض ، مكون من مجموعة كبيرة من الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية المستقلة والعاملة بالشأن العام ) برسالته هذه إلى مجلسكم الموقر باسم المواطن السوري عارضاً حجم الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، التي تجري في بلادنا بشكل مستمر على يد السلطة الاستبدادية والنظام الشمولي الذي يتحكم بمصير سورية ومواطنيها منذ أكثر من أربعة عقود .
ورغم أن شعبنا السوري ، عبر دولته ومؤسساته، ساهم منذ وقت مبكر في تأسيس الأمم المتحدة ، ووضع مواثيقها المختلفة.

وكانت بلادنا في عداد الدول التي صادقت على العهد الدولي لحقوق الإنسان, وهي إحدى أهم مواطن الحضارات الإنسانية الأولى ، إلا أن أوضاع حقوق الإنسان في سورية اليوم صعبة للغاية .

ويهمنا أن نضع بين أيديكم بعضاً من الحقائق والوقائع لإيضاح الصورة .
فبسبب حالة الطوارىء والأحكام العرفية المفروضة على البلاد منذ 8 / 3 / 1963 ، يجري انتهاك حياة المواطن وحقوقه الدستورية والقانونية .

إذ يتعرض لهدر أدنى حقوقه في حرية التعبير عن آرائه وأفكاره ومواقفه، حيث يتعرض الكثير من المواطنين للاستدعاءات الأمنية المتكررة و للسجن التعسفي لمجرد التعبير عن رأيهم بكلمة أو محاضرة أو مقاله .

يتساوى في ذلك الأكاديميون والسياسيون والصحفيون , ويسري القمع على المنتديات والمؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني .

ونذكركم بالدكتور عارف دليله والمفكر مشيل كيلو والمحامي أنور البني والشيخ رياض درار ونزار رستناوي و كمال لبواني،  وغيرهم كثير من المواطنين البسطاء الذين يتعرضون لمثل هذه الانتهاكات اليومية.

وقد مضت السلطة عميقاً في الاضطهاد السياسي ، عندما فصلت من العمل كل من يعبر عن رأي آخر أو يتخذ موقفاً مختلفاً عن مواقفها ، أو ينتقد سياساتها ، كما حصل مؤخراً .


منذ عقود والمواطن السوري محروم من قضاء مستقل يلجأ إليه، ودولة عادلة يحتمي بها من جور السلطة التنفيذية التي لا رقيب عليها ، والأجهزة الأمنية والمحاكم والقوانين الاستثنائية التي لا حدود لسلطاتها ، مثل محكمة أمن الدولة العليا المعروفة بمجازر أحكامها التي طالت الآلاف من السياسيين من مختلف الاتجاهات و التي يقف اليوم أمامها ثمانية من زهرة شاب وطلاب المجتمع السوري، والقانون رقم 49 الذي يحكم بالإعدام على المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ويجرمهم لمجرد الانتماء السياسي .

  نتيجة لذلك فقد قضى الآلاف في سجون النظام فترات طويلة تجاوزت في العديد من الحالات عقدين من الزمن .

وقد أمضى بعضهم أكثر من عشر سنوات قبل أن يقدموا لهذه المحاكم غير الدستورية ،وحتى الآن هناك الآلاف من المواطنين الذين دخلوا السجون ، وضاعت آثارهم ، ولا يعرف ذووهم عنهم شيئاً .

ومعروفة جيداً أخبار التعذيب وحكاياته المرعبة والمستمرة في السجون السورية .
إننا كجزء من المعارضة ، ننادي بالتغيير الديمقراطي السلمي المتدرج وبمشاركة الجميع ، لتحويل سورية من دولة أمنية إلى دولة سياسية .

نعمل من الداخل ، ونعاني صعوبات لا توصف في تعامل السلطة معنا.

إذ أننا محرومون من حقوقنا في الاجتماع والتعبير والاعتصام والتظاهر والنشر وكل مظاهر النشاط السياسي السلمي.

والعديد من المعارضين في الداخل محرومون من حق السفر إلى الخارج ، والذين في الخارج محرومون من العودة إلى بلادهم .
تعيش سورية اليوم في شبه ارتهان لإرادة السلطة ولقرارات الحاكم ودائرته المغلقة .

وتحولت المؤسسة التشريعية والقضائية وأجهزة الدولة المختلفة إلى منفذ لتعليمات السلطة التي تراعي المصالح الخاصة أكثر من المصلحة الوطنية العليا .

والشعب مقهور وممنوع من الاحتجاج ، بعد أن صودرت النقابات والاتحادات المهنية وتم الاستيلاء عليها بحل مجالسها الشرعية وتعيين الموالين وتغيير قوانينها  .

وليس في البلاد قانون للأحزاب ينظم الحياة السياسية ، ولا قوانين عصرية وديمقراطية للمطبوعات والانتخابات والإدارة المحلية .

حتى الدستور فقد فصل على قياس الحزب الواحد والحاكم الفرد ، وميز بين المواطنين تبعاً لانتمائهم السياسي .

  
في ظل هذه الأوضاع انتهكت الحقوق الاقتصادية للمواطن وتربع الفساد على العروش محمياً بأذرعه الأمنيه ومراكز النفوذ ، مما زاد المواطن بؤساً على بؤس .


أيها السادة :
 بعد كل ما ذكرناه ، يحق لنا أن نهيب بهيئتكم – التي يعول عليها رغم حداثة عمرها – التضامن مع شعبنا في مسعاه من أجل توطيد ثقافة الحرية وحقوق الإنسان في سورية بالفعل لا بالقول فحسب ، وإبقاء العين مفتوحة على ما يجري في بلادنا بهذا الشأن.

والعمل على تعرية سلوك السلطة السورية في مواجهة شعبها ، ودفعها باتجاه إطلاق الحريات الديمقراطية للشعب .

ونتوقع منكم مساندة جهود شعبنا لإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي ، ودعم نضالنا لرد المظالم إلى أهلها، وإزالة كل أشكال التمييز بين المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية و القومية، و إيجاد حل عادل للقضية الكردية على قاعدة وحدة البلاد و ضمان حقوق الآشوريين (السريان)، وإعادة الجنسية للذين جردوا منها من المواطنين الأكراد، وصيانة حقوقهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وإرساء علاقات المواطنة على قاعدة المساواة التامة بين الجميع .

وإخراج قضايا حقوق الإنسان من دائرة الصفقات مع الأنظمة في منطقتنا .

لأنها قضية إنسانية وملحة بامتياز.
إننا نتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ، وندعم نضاله لتحقيق دولته المستقلة ، مثلما نتمسك بحقوق شعبنا في الجولان المحتل وتحريره وإعادته إلى سورية .

ونتوقع أن نرى جهودكم إلى جانبنا من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية ، وإطلاق سراح الأسرى السوريين واللبنانيين والفلسطينيين من سجونه .


 إن عملا كهذا يترفع عن المصالح السياسية المباشرة والضيقة يدعم ثقة مواطنينا بمجلسكم ونشاطه وطموحاته ، ويعزز إيمانه بالنضال السياسي والدبلوماسي عبر الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة طريقا لبلوغ حقوق الأفراد والشعوب .

بعد أن زعزعت الانتقائية والازدواجية في تطبيق القرارات والتوجهات – أو كادت – الثقة بالمنظمات الدولية .

 

إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي
مكتب الأمانة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…