القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: رد على مقترح منظمة المجتمع المدني، التابع للنظام

 
الخميس 24 اذار 2022


د. محمود عباس

 الصادر بتاريخ 22/3/2022م، والمتضمن ست بنود مليئة بالوباء الفكري والتمييز العنصري. ليكون من ضمن الدستور السوري القادم. دون أن يكون هناك رد من قبل اللجان المعارضة، وبينهم الكورد.
رغم سنوات الدمار، والكوارث التي حلت بالشعوب السورية والوطن، والمتوقع أن تظهر نوع من التآلف والتراضي بين مكوناتها المتنوعة، نلاحظ أن الوباء الثقافي لا يزال معششا في ذهنية شرائح عدة ضمن الوطن، وبشكل خاص المجموعات التابعة للنظام، وقد كنا نحاول عن طريق المعارضة تلطيف هذا التوجه العنصري، لكن تبين عدم نجاحها، فصمتهم تعكس نوع من الرضى على المقترح، كما وأن الدمار لم يخلق العلاج، وأن سوريا ستظل غارقة في مآسيها ربما لعقود قادمة، فيما لو لم يتم إيجاد دواء للعنصرية المستندة عليها السلطة كبيئة للبقاء.


 المقترح، يعكس منهجية النظام الشمولي، رغم أنه تدمير لمفهوم الوطن، وترسيخ لديمومة الكوارث. فمن خلال نصه وبنوده يحاول التلاعب بمدارك المكون العربي ثانية؛ تحت صيغ مختلفة، ينشرها من خلال منظمة تعرض ذاتها تحت أسم المجتمع المدني، ويقوم وبنفس الأساليب العنصرية الماضية:
1- نشر المفاهيم العروبية العنصرية ومنطق إلغاء الأخر بين السوريين، والتي لا زالت مترسخة في ذهنية النظام، كأسلوب لجذب المجموعات الحاقدة حوله.
2- التلاعب بمدارك المكون العربي السوري، من خلال إعادة المجتمع إلى الصراعات القومية، بعدما دمره تحت منهجية الصراع الطائفي المذهبي.
3- إلغاء جميع المكونات السورية، وفرض المكون العربي، إي إعادة منطق السيادة والموالي.
4- طمس الوجود الكوردي، كقومية ثانية ضمن الجغرافية السورية، المقيم على أرضه التاريخية.
  جميعنا نعلم أن الوطن، كان للنظامين البعثي والأسدي، شعارا نظريا، أستخدم في كل المراحل الزمنية لإسكات الشارع السوري، دون أن يقدما على أية خطوات عملية تؤدي إلى ترسيخ قناعة الشعوب السورية به أو الإيمان بوجوده. وقد كان ذاك التناقض والتلاعب، واحدة من الأسباب التي خرجت فيها جموع الجماهير من كل المكونات السورية ضد النظام. 
 فمنذ سيطرتهما على مقدرات سوريا، عملوا على توسيع شرخ الخلافات الأثنية والمذهبية، وضرب الأطراف التي لم تكن ترضخ لهم بمطرقة الوطن والوطنية، وجعلوا الشعارات من الأدوات التي استندوا عليها لديمومة الهيمنة.
  نشروا ثقافة موبوءة بين المجتمع، ثقافة السيادة والموالي، العبودية للسلطات الأمنية، والتمييز بين المكونات السورية المتنوعة، وتسخير شعار العروبة للتلاعب بذهنية المكون العربي، كمحاولة للقضاء على روح الأخوة العربية الكوردية، قبل طمس القضية الكوردية والتي كانت من أحدى أولوياتهم، فرزوا لها مربعات أمنية مختصة.
 ولإنجاح مخططاتهم العنصرية، اصدروا مراسيم رئاسية وقرارات استثنائية بحق الكورد، ومن ثم قاموا ببناء مستعمرات الغمريين، بعد اغتصاب على أراضي الشعب الكوردي، سايرتها تحريف ممنهج لتاريخه ضمن جغرافيته، وعرض سوريا الوطن الافتراضي كوطن عربي بامتياز والكورد كشعب مهاجر إليها.
 نحن لا نتحدث عن المظلومية، بل عن الثقافة الموبوءة، والتي لا تزال تجد لها مكان بين شرائح من المكون العربي، تستغلهم السلطة المجرمة في دمشق، رغم كل الدمار الذي ألحق بسوريا كوطن، وما حصل لشعوبها وطوائفها والمجتمع من الضياع في الداخل والشتات.
 المقترح ليس بأكثر من دعوة لتهجير المتبقي من المكونات غير العربية من سوريا، ووضع حد لكل من يتسول له نفسه بالعودة إليها، حتى فيما لو تم اتفاق سياسي حول قادم سوريا. وعليه تم نشره تحت يافطة منظمة المجتمع المدني، على أنه لا علاقة للقوى السياسية المتناحرة به، أي أن المكون العروبي السوري هم أصحابها، وأن سوريا مملكة خاصة للعنصريين، ومحمية للعروبيين. 
 نندد بالبنود، وبأشد العبارات، ونطالب القائمين عليه بالتراجع والاعتذار للمجتمع السوري.
 فما يتضمنه المقترح من الحقد والعنصرية، لا يمثل ثقافة التآلف الوطني. والشعوب السورية الوطنية براء من كل النص ببنوده.
الخزي والعار لكل من تسول نفسه خلق الشرخ بين الشعوب السورية الطامحة لبناء وطن مشترك يتساوى فيه جميع المكونات القومية والمذهبية.
لا شعار يمكن أن يحل مكان شعار إسقاط النظام، بكل فروعه وشروخه وأدواته.
والبديل المنطقي الذي يجب أن يدرج كبنود فوق دستورية، ضمن دستور سوريا القادمة، فيما إذا كانوا جادون على بناء الوطن الجامع للكل، أن: 
1- سوريا تحت أسم (الجمهورية السورية الفيدرالية) مع تحديد إقليم الفيدرالية الكوردستانية، المتضمنة كل المكونات القومية والدينية في المنطقة، في ظل نظام لا مركزي.
2- سوريا دولة تضمن ثقافات متعددة، وتتكون من شعوب عدة، والشعب الكوردي القومية الثانية فيها.
3- اللغة الرسمية هي اللغة العربية والكوردية، وفي منطقة الفيدرالية الكوردية، اللغة الكوردية هي الأولى إلى جانب العربية، واللغات الأخرى الموجودة في المنطقة لها أولوياتها ضمن مناطق تواجد المكون.
نناشد جميع منظمات المجتمع المدني في سوريا بكل مكوناته، وكذلك القوى السياسية المعارضة المشاركة في كتابة الدستور وبشكل خاص الكورد المشاركون، التنديد بالمقترح العنصري، والتكاتف من أجل بناء الجمهورية السورية وطن للجميع دون تمييز.

الولايات المتحدة الأمريكية
23/3/2022م

نص المقترح المنوه إليه:
من جنيف: 
السيدات والسادة أعضاء اللجنة الدستورية المصغرة...
نضع بين أيديكم المقترح الدستوري المقدم من المجتمع المدني.
المبدأ الدستوري: هوية الدولة
النص المقترح:
١. اسم الدولة: الجمهورية العربية السورية.
٢. إن العروبة هوية ثقافة حضارية للجمهورية العربية السورية؛ يحكمها الانتماء التاريخي والجغرافي والمصالح والآلام المشتركة للشعب العربي.
٣. الجمهورية العربية السورية جزء من الوطن العربي والشعب السوري جزء من الأمة العربية.
٤. العروبة وعاء حضاري جامع وحاضن لجميع الثقافات بتنوعها وغناها، تتفاعل في إطارها مكونة حضارة هذا الوطن التي أسهمت في إغناء الحضارة الإنسانية.
٥. إن سورية دولة ديمقراطية ويكفل القانون التعددية السياسية والحزبية التي تقود الحياة السياسية في سورية.
٦. إن اللغة الرسمية للجمهورية العربية السورية هي العربية
22.03.2022

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 9


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات