القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الغربة المتراكبة وانتفاضة قامشلو (كردستان يك بارجيه قامشلو حلبجيا)

 
الجمعة 11 اذار 2022


وليد حاج عبدالقادر / دبي 

نعم ! .. كان ذلك يوم الجمعة عصرا والتاريخ هو ١٢ / ٣ / ٢٠٠٤ وكنت بمعية الصديق الصيدلاني مراد خاسو امام فرع ستي سنتر بشارع الوحدة في الشارقة ، ننتظر صديقا آخر وكعادي الأسبوعية في كل يوم جمعة ، اتصلت مع بيتي بالقامشلي حينذاك وسألت عن ولدي الأصغر كوران فقيل لي بأنه في الملعب البلدي يحضر مباراة بين فريقي الجهاد والفتوة ، وقالوا بقلق انهم سمعوا بحدوث   اطلاق رصاص ايضا .. استفسرت ان كان هناك احد من المعارف معه موبايل / كانت الخطوط قليلة حينذاك / قالوا ان ابن خالتنا هوشنك علي ايرسي معه جهاز لا سلكي ، اتصلت معه وجاوبني وقال بأن الأمور فظيعة وهناك قتلى وجرحى وصوت الرصاص كان قويا ،


 نعم كنت اسمع عبر الهاتف صوت الرصاص وقال بأن الأولاد كلهم بخير وانه قد أخرجهم من الملعب و .. بقينا انا ومراد على النار ، الغينا موعدنا وعدنا الى مكتبي بدبي ، واخذنا نتابع الأوضاع ، اتصلت ثانية مع هوشنك وقال بأن المحافظ الحقير سليم كبول كان هنا ، والناس هجمت على سيارته وانه سمعه باذنه يقول لجنود حفظ نظامه  رشوا الكلاب وان عددا آخر قد سقطوا شهداءا وهناك جرحى والجماهير سمعت وهي تطوق الملعب من كل جوانبه ... احببت ان استطلع الموقف السياسي .. اتصلت مع الأستاذ الراحل عبدالحميد درويش بمنزله ورد مشكورا وقال : سمعت بأن هناك احداث في الملعب البلدي ولم يتكون لدينا بعد الصورة .. وهنا كنا قد اخبرنا الأصدقاء ايضا بالحدث وحضر بعضهم الى مكتبي ، واتصلت مع المناضل الراحل محمد نذير مصطفى سكرتير البارتي والذي ايضا اكد بأنه سمع بمشاغبات واطلاق رصاص ، واتصلت مع الصديق عبدالباقي يوسف ابو آشتي وكان سكرتيرا لحزب يكيتي حينذاك وقال بأنه موجود فوق شركة سندس للاقمشة مقابل البريد وقريب من الملعب بقامشلو ، وهناك اطلاق نار كثيف وقطع للطرقات وسألني ؟ ألا تسمع صوت اطلاق الرصاص ؟! وبالفعل كانت تأتينا صداها عبر الهاتف ، قال ان الوضع يتطور بسرعة وهناك شهداء وجرحى ولكننا لا نستطيع اعطاء العدد الدقيق وطلب منا اخطار الرأي العام والإعلام وبدأنا نتحرك ، وللحق والتاريخ فقد لعب بعض من شبابنا دورا هاما ورائعا في تحريك الإعلام وأخص بالذكر منهم السيد احمد نعسو الذي وضع كل علاقاته الشخصية مع الإعلام وسخرها لإيصال الصوت والصدى ، خاصة بعد خيبتنا مع القناتين الكردستانيتين حينذاك ورغم وجود بعض من العلاقات الشخصية ، واتذكر بأنني اتصلت مع قناة كردسات وحولوني الى قسم الأخبار وطلبوا مني ارسال فاكس بالمعلومات وارسلناها وبعدها اتصلت ، وكان ردهم بأنهم لا يستطيعون الإشارة اليها الا بعد ذكرها في وكالة انباء عالمية مسنودة ، واتصلت ببعض اصدقائي في فضائية كردستان واعطوني موبايل رئيس دائرة الأخبار وعلى ما أذكر كان اسمه د . عبدالرحمن والذي اعتذر بعدم امكانية اذاعة الخبر وفق قانون الإعلام والنشر واتصلنا مع القسم الكردي في صوت امريكا ، وتوصلنا الى قناعة بأنه الأجدر أن نركز على وسائل اعلام عالمية وبالفعل هذا ما كان وما حصل وخاصة بعد سلسبيل تدفق الأحداث صبيحة يوم ١٣ / ٣ / ٢٠٠٤ ومعها بالفعل تأطرت جهودنا ايضا وأخذنا نتواصل مع فعاليات كثيرة في الداخل وشخصيات عديدة امنا لهم التواصل مع الإعلام ونقل حقيقة ما جرى ...
نعم ! لقد كانت ليلة ١٢ على ١٣ / ٣ من سنة ٢٠٠٤ من احلك الليالي وأصعبها على الأمة الكردية قاطبة بعد أن بدأت بعض من الأمور تتسرب وتتضح وبات مسألة التواصل مع الداخل هي من المعضلات الكبيرة وكثيرون من شبابنا هنا في دبي  بدوا هائجين غاضبين ومتوترين جدا ، لابل ان كثيرين منهم صمموا ان ينزلوا الى سوريا ، ونحن نتابع الأخبار ونتلقطها واصبحنا بلا إرادية غرفة عمليات عفوية وغير منظمة او موالية سوى لجماهيرنا المنتفضة حرمة للدم الكردي وبقدرة قادر أمنا رقم موبايل تركي لصديق في قامشلو ، واستطعنا ان نتصل مع الصديق ابو آشتي / عبدالباقي يوسف سكرتير يكيتي حينذاك / وعلمنا بأن النظام قد قرر ان ينفذ حملة تأديبية قاسية وقد قطع مفاصل قامشلو وركز مفارز ونقاطا عسكرية وانها تقوم بحملات اعتقالات عشوائية وأن يوم غد ، يوم تشييع الشهداء سيكون مفصليا والنظام يحاول زج مدير المنطقة في المواجهة وهناك تصميم جماهيري وبوحدة وتلاحم قل ان تشهده الساحة الكردية بأن الجماهير هي التي ستدفن شهدائها وان مدير المنطقة اضطر ليرضخ ، ولكن مع التهديد الصريح بأنهم لن يتهاونوا في الرد العنيف وتم تطويق المدينة من كل الجهات ومنع الوفود والجماهير الكردية لابل حتى مداخل المدن مثل ديرك وعامودا وغيرها سدت وأعيد كل من حاول او يحاول الوصول الى قامشلو الجريحة .. تواصلنا مع ديرك ، تكلمت مع المناضل بهزاد دورسن/ فك الله اسره / ومع اخيه ابراهيم ، مع ابن خالي بهزاد كمال في عين ديوار واصدقاء كثر يتذكرون .. اكد المناضل بهزاد بأن ديريك تغلي والجماهير قلقة جدا على مصير قامشلو ، الناس كلهم متوترون وبصراحة بقدر القلق هناك حالة من النشوة القومية العارمة صدقا وليد / والكلام لبهزاد / الحزبية تبخرت .. قامشلو بجرحها وحدتنا وقلت له ولأخيه ابراهيم ولابن خالي : حذاري الإستفراد بقامشلو .. حاذروا !! بدل توجه الجماهير الى قامشلو اسمعوها صوتكم من مواقعكم ، اماكنكم ، قامشلو ستذبح من الوريد الى الوريد ولأدخل وبصدق في حميمية بكاء هستيري لربما ما بكيتها سوى حرقة على رحيل اخي هشيار بعدها بسنين ، وليخطف صديقي  مراد الصيدلاني الموبايل من يدي وبقينا سهرانين ومع موعد خروج موكب الشهداء كنا وكأننا نعيشها لابل ونسير وسط الجماهير المنتفضة والمشيعة ، رشقات الرصاص ، الجرحى ، الشهداء الجدد و .. مع سقوط الشهداء الجدد وانكشاف همجية النظام واصراره على الحسم الدموي خرج المارد الكوردي من عقاله ، جائني اتصال من ابن خالي بهزاد كمال / من عين ديوار / ردا على اتصالي به في تلك الليلة السابقة وقال : ديرك بقراها وكل جماهيرها تنتفض وتصرخ لقامشلو .. شعب ديريك شعب حي و .. اتصل وليد توفيق وقال عامودا ثائرة ودرباسية وهاهي سري كاني يي وتواترت الأخبار ، شهداء ، جرحى ، معتقلون ... والهتاف يعلو ويصرخ واصبحنا بعد ان كنا يوم الجمعة نتوسل لجملة على الشريط الإخباري ولينعكس الأمر مع سلسبيل الإتصالات معنا بحثا عن صوت من الداخل نؤمنه لهم / وسائل الإعلام / لينقل الصورة الحقيقية .. صرنا رغم الألم الممض على الشهداء والجرحى وعديد المعتقلين الكبير نسمو ، نعم ، امام تدفق الحالة الجماهيرية التي تجاوزت وسبقت كلاسيكيات الجدران التنظيمية التي بدت هشة جدا امام الدم الكردي المهدور ولتشتغل عجلة كثيرين من داخل الحركة السياسية الكردية نفسها واشتغالها شبه العلني لاجهاض الإنتفاضة الجماهيرية العفوية ولكنها العارمة ولنكن واقعيين فأن الإنفصام البنيوي كرديا سوريا تمأسست عمليا على ارضية الإنتفاضة واستطاع النظام ان يكيف اجراءاتها ويستخلص عبرها عكس الحركة الكردية والتي الى الآن تختلف في التشخيص والتوصيف وبالتالي هل هي انتفاضة جماهيرية كانت أم هبة او احداث ولربما مشاغبات ... الأمر الوحيد والهام هو ان الشعب الكردي في كردستان سوريا اثبت بأنه في وحدته سيهز اركان النظام وثبت ايضا مدلولية وفعالية الرأي العام العالمي من خلال دور الجاليات الكردية في الخارج من خلال المظاهرات والإحتجاجات وواثق / انا / بأنه لو استمرت الإنتفاضة اسبوعا واحدا لكان النظام قد توجه فعلا لتقديم تنازلات كبيرة  ، نقطة اخرى وباختصار : توضح هشاشة مواقف المعارضات !! السورية حينذاك وان صدر تصريح هنا او هناك ولربما زيارات بروباغنداوية وقد وصفها هيثم المالح بصريح العبارة / رحنا وقابلنا عشائر عربية لأنكم كنتم مرعوبين ان ينفذوا بحقكم مجازر / ... و ... ليصبح سارقي المحلات والأرزاق الكوردية !! مدافعون شرساء عن الديمقراطية ... بقيت كلمات لابد من ذكرها وهي : صرخة الكردستانيين في أجزاء كردستان الثلاث الأخرى : كردستان يك بارجيه    قامشلو حلبجيا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات