فيسبوكيات

خالد جميل محمد في ظل النظام الأسدي البعثي الشوفيني الوحشي كنا نفتتح دورات تعليم اللغة الكوردية ونتعرض للمخاطر فإن بعضاً من مدعي السياسة آنذاك ومتخاذلي تلك المرحلة و(الغيورين على لغتهم بدءأ من الثورة السورية!) كانوا يسخرون من عملنا ويهزؤون. أما اليوم فلأن تقديم الاهتمام باللغة على واجب المشاركة الفاعلة في الثورة إنقاذٌ لهؤلاء من استحقاقات العمل الميداني الحقيقي من…

حسين جلبي 1 وداعاً سريه كانْيه: بعد كل ما جرى في (سريه كانْيه)، كُناُ بإنتظار العملية الإعلامية الكبيرة التي ستسدل الستارة على المدينة و أبنائها و أحداثها، و تعلن إنتهاء دورها، و تثقب في الوقت ذاتهُ ذاكرة الناس لتتساقط من خلالها خسائرهم و أوجاعهم و خيباتهم و آمالهم و غضبهم، بحيث تخلو و تُصبح مُهيأة لتلقي القديم بلبوسٍ جديد….

اعتذار أعتذر لأصدقاء الفيسبوك عن عدم المشاركة وفقدان التواصل نظراً لانقطاع التيار الكهربائي التام عندنا هنا في مدينة قامشلو، بحيث أضحت هذه الحالة معتادة ومسلماً بها بشكل يومي. إلا أن هذا الأمر لا يضيف إلى الحياة اليومية في قامشلو شيئاً جديداً، فهو لا يختلف كثيراً عن ذي قبل سوى أن الظلام أصبح سرمدياً الآن. وإذا كانت لهذه الظاهرة من إيحاءات…

زيور العمر علم الاستقلال ليس علم المجاميع المسلحة و لا هو علم الجهات السلفية و الدينية المتطرفة في سوريا، و هو علم رفعه السوريون عندما لم يكن هنالك جيش حر و لا صراع مسلح، بل ان السوريين كانوا ينشدون حريتهم بسلمية، و هذا العلم رفع عندما بدأت القوات المسلحة السورية بإطلاق النار على المدنيين و قتلت منهم العشرات…

صبري رسول يوميات الحصار(22) حياة المسنّ «لم يعد للحياة متعة بعد الآن. ليتني عرفتُ كيف اُستُشهدَ ولماذا»؟؟ يمشي كعودٍ جاف، لم يبقَ سوى الجلد والعظم(حسب التوصيف الشعبي). يقفُ أمام الفرنِ ساعاتٍ طوال، ينتظر دوره، إذا نفخْتَ عليه ربما لن يصمدَ أمامه. سألني عن السّاعة، قلت: إنها الخامسة صباحاً. وسألته: ألا يوجد غيرك ليأتي في هذا البرد؟ قال: آاااه…

إبراهيم الحسين بالأمس كنا في عامودة..كانت السماء ذات لون طيني.. يلزمك الكثير من الصبر لتتخطى في هذه البلدة الوادعة طقوس دفن الميت.. كان البرد على أشده..والناس تبحث عن شيء يحد من الهواء الغارق في ثلجيته.. أمطرت السماء وحلاً ..فاتصل الرتق بين السماء والأرض.. وهرول الجمع بعد أنتهاء الدفن.. في الخيمة التي يكتنفها الظلام تشعر بثقل الأزمة.. الناس متكومة..تنتظر…

صبري رسول حفلة الغاز (15) «ما أبشعَ وجه الجوع، إنّه يشبه تكشيرة غولٍ لا نعرف حجمه، وما أقبح قدومه، إنّه يشبه سنة قحطٍ وفحيعة، لكن الإرادة الداخلية للإنسان أقوى من الغرائز غير المروّضة». سمعتُ زغرودةً طويلة فجأة، نظرتُ إلى ملامح المدخل، كي أتأكّد أني في مدخل منزلي وليس في منزلٍ آخر، أعقبتها زغرودة أخرى أكثر حدةً، بصوتٍ بلوريٍّ شفاف،…

صبري رسول (11) حمامة حزينة خلف نافذة المطبخ ثمة حمامة واقفة على حافة سطح الجيران، تتأمل الفضاء الواسع ناديتها: ألا ينتابك الخوف وأنت واقفة قرب نافذتي؟ ردّت بسخرية: لا تفكر أني جئت طالبة شيئاً منكم، أعرف أنّ مطبخك مجرّد كهف مظلم، لا ريحة دخانٍ فيه ولا دفء ولا نور، كن مطمئناً، لن أطلب زاداً منك، ولا ماء. ثمّ أضاف بلهجة…

حسين جلبي إتفاق هولير لتقاسم السلطة و النفوذ بين الشخصيات و الأحزاب و المجالس الكُردية السورية لم يعد أحد يذكره لا بخير و لا بشر في هذه الليلة الظلماء التي يُفتقد فيها الإتفاقُ، و أصبح هناك صمتٌ رهيبٌ يلف الموضوع، بحيثُ تطلُ معه (من رأسي الظنون، تلومُني، وتشد إذني…). فلم يعد أحد يشيد بإتفاق هولير، أو يقوم بالتأكيد…

صبري رسول الوقودُ هو شريان الحياة اليوميّة للإنسان، يعتمد عليها في مأكله ومشربه وتنقلاته، ونقل بضائعه، وفقدانها يؤدي إلى شلل الحياة كاملة. هذه الأحوال المأساوية غيّرَتْ أنماط السلوك البشري، وجعل الإنسان شرهاً للكسب الطارئ، بأيّ طريقة كانت، ويفقدُ في الوقت نفسه قيماً نبيلاً اكتسبها في تربيته الأسرية والمدرسية، خلال عشرات السنين، لكنها لا تصمد أمام غريزة البقاء، فتتغيّر نتيجة…