القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

وإذا...

 
الخميس 06 كانون الأول 2007


  غازي حسين العلي *

إذا قرأت دراسة نقدية ولم تعجبك، نزلت عليك لعنة كاتبها، واتهمك بالتخلف، لأنك لم تستوعب بعد نقد ما بعد الحداثة، الذي يعتبر نفسه أحد فرسانها.
وإذا قرأت رواية ولم تنل رضاك، ووجدت فيها مجرد هرطقة لغوية، نعتك مؤلفها بالجهل، لأنك لم تطّلع على آخر منجزات الرواية العالمية، التي تجاوزت ما فوق الواقع وما تحته. وإذا كنت من هواة حضور المعارض التشكيلية، فعليك أولاً تعلم فنونها ومدارسها، من تكعيبية وتجريبية وسريالية و... وأن تلمّ بالكتلة والفراغ وما يسمى بفضاء اللوحة، وإلاّ اتهمت بفقر الذائقة الفنية، وأنك لا تفهم بالفن وفنونه.


وإذا قرأ أحدهم عليك (قصيدة) ولم تهزك كلماتها ومعانيها، اتهمك بصلف القلب والبلادة، وإذا سألته عن قراءاته، يقول لك دونما تردد: أنا لا أقرأ شيئاً، لأن الشعر من الشعور، وأنا أكتب مشاعري؟ وإذا صدح أحدهم بأغنية في مطعم ولم تطرب لها، فأنت من جماعة أم كلثوم وعبد الحليم وفيروز، فمن الواجب الحجر على ذوقك وذوق أمثالك. وإذا حدث وسجلت ملاحظات سلبية في صحيفتك، عن مهرجان ثقافي ما، فقد تجد من يتهمك بقلة الفهم والنزاهة والوطنية، وأنك لم تدرك ما تحقق فيه من معجزات. وإذا حالفتك الشجاعة يوماً، وقلت ما تود قوله دونما مواربة في مسؤول ثقافي، ستجد من يعدك بالويل والثبور وعظائم الأمور.‏‏
الملحق الثقافي لجريدة الثورة
27/11/2007م

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات