القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: يا صديقي!

 
السبت 09 اذار 2024


عبدالحميد جمو

يا صديقي
ما ظنناه بنيانا
ما كان إلا طلولا
دكتها  الهطولات سيولا
ما كان يتراءى  ربيعا
بدأ معراجا 
حين اقتربنا من الطور 
في حضرة قدسيته خلعنا النعال


تقربنا للإله بخشوع
قدمنا القرابين
مؤمنين 
وانتظرنا من جلاله 
بهاء الهلال
فأمطرنا بالصواعق
أحالنا ظلالا وشتاتا

يا صديقي
مخدوعون نحن
بسطاء ننجرف مع التيار 
ننساب كالقطيع 
مسلوبي الاختيار
رضينا بالأحلام خيارا
عشقنا العيش فيها 
إيحاء خيال
دمار حاضرنا
مبهم مستقبلنا
ماضينا زوابع
بطولاتنا 
سرد
عرافة بصرت لنا الفنجان
هي أمنا 
و تمسكنا بها
صدقنا  وكذبنا العين 
و اخترنا الاستمرار

يا صديقي 
أ ما كفى تهجدا 
أ لم تكل الأجفان 
من طود النواميس 
أ ما آن 
للأماني الحبيسة أن تتحرر 
من الأصفاد
أم أن  البريق أغوانا
وانسجمنا مع جلجلة        الأغلال 

يا صديقي
سماؤنا ملبدة بالغيوم
أرضنا  مستباحة 
جاهلة 
لا تعرف  من الألوان
إلا الأحمر
و سواد الليل سرمدي 
يطغى على النارنج 
يقتل براعم الأقحوان 

ياصديقي 
فقدنا الأحاسيس
كل حواسنا في موت سريري
لا نشعر بلسعة النار 
تائهون في لجج الثناء 
نحمل كل خيباتنا للأقدار
تاريخنا لا يعرف 
القتل؟
وتقتل
أقرانا تجمعنا وحدة الهم
متباهين 
و نعلنها انتصارا
للشريان على الشريان
نظلم   
نتجبر 
والشامت يزين صدورنا 
بنياشين العار 
أبطال نحن 
نتفنن
في كيفية إرضاء الخصوم 
صناديد نحن 
لطالما نحقق غايات
ونفرض وقائع
تزيد الفرقة
تكثر النقمة
تجهض الهمة
و تمنع تكاثر  الأفكار 

ياصديقي 
كم نحن بارعون 
في التيه و التغطرس
بارعون 
في التسابق لكسب وهم الألقاب
نعرف  كيف تكتم الأنفاس 
مغاوير نحن على بني دمنا
نفتح الأخاديد
في صدور الرجال 
نعرف كيف نخوض المضمار 
بسفاهة الأقوال
وعقم الجدال 
بأنف 
و نحني صاغرين 
أمام موائد الدجال

يا صديقي 
ما بعث فينا رسول
يخرجنا من قمقمنا
ويفرض الشرائع
نصوم لاياته ولا نكلم الأنس 
يبني لنا متبرا
ينبذ فيه الشقاق 
و ينادي حي على الحياة
حي على بناء الإنسان 
حي على الحياة
حي على وحدة الدم 
من المحيا حتى الممات
فكفرنا  بالمواثيق والعهود
وكفرنا بالعبادات 

يَا صَديقِي
لَا تُكذِّب 
نَحْن مهْزومون
فلَا تُحَاوِل البحْث فِي القواميس
لِتنْتَقي ألْفاظك
وَتظهِر قُوتُك
رَجفَة قَلمِك وَهِي تخطٍّ الأحْرف
تَعكِس حقيقَتك 
بِنَاء جمل رَصِينَة 
تُقيم بِهَا رَكائِزك الهشَّة
لَا تُشيد قُصُورَك المبْنيَّة مِن السَّرَاب
ولَا تَجعَل مِنْك حَقيقِية
مَا دُمْت فِي دَاخلِك مُنْهارت
مِن اِنكِسار أَنْت إِلى اِنكِسار
لَا تُحَاوِل البحْث فِي تَارِيخ هَزائِمك
عما يشبه الانتصار

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات