وحدة الحركة الكردية السورية أم ابرام عقد مكونات ( شمال شرق سوريا ) ؟ قضية للنقاش (180)

 صلاح بدرالدين
 هل كتب على الكرد السوريين أن يظلوا أسرى خطاب معاتبة الآخرين الى مالانهاية والشعور بالمظلومية من المقابل في كل صغيرة وكبيرة ؟ أليس الأولى بهم التوجه الى أنفسهم أولا والعمل المنظم العقلاني لإعادة التوازن الى الخلل الذاتي المزمن والملازم لوجودهم  ؟ .
على مسألة بيان ( شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية ) أتحدث الذي لم يكن موجها الى الشعب الكردي ولا الى الشعب السوري بقدر مااستهدف  أحزاب ب ك ك والمجلس الوطني الكردي  – طرفي الاستقطاب – في الساحة الكردية وانني أشبه البيان ( برمية عشوائية من رام بغاية الغباء السياسي )  وفي الوقت ذاته  لم يكن وديا تجاه الكرد وقضيتهم وحقوقهم .
   النخب الكردية  المثقفة المستقلة تحملت مرة أخرى وزر ( أحزابنا الضائعة ) وكانت الأسبق في دحض البيان وتحملت مسؤولية الدفاع عن المبادئ والمسلمات وعن مكامن الخطأ في نص البيان ومضمونه المضحك والمحزن في آن وذلك لم يعني ابدا تأييد سياسات الأحزاب في القضيتين الكردية والسورية .
   فماذنب الوطنيين المستقلين الكرد اذا كان حلفاء – الانكسي – من أكثر الموقعين على البيان ؟ فهو من يتحمل مسؤولية مضمون ذلك التحالف وهل بني على أساس متوازن متين لمصلحة الطرفين أم لا وعليه واجب الإفصاح عن بنود تحالفاته امام الجميع .
   وماذنب  الكرد عموما اذا كان  لحلفاء – ب ي د – المعروفين والمستترين دور في دفع الآخرين الى النفير العام واذكاء الفتنة وتشجيع مفرقي الصفوف وإصدار البيانات والتصريحات في هذا الوقت بالذات لتوجيه الأنظار الى أماكن وقضايا بعيدة عن السويداء حيث أهلها في حالة المواجهة مع النظام وفي وضع يستعيدون شعارات الثورة من جديد  .  
  حتى في مايتعلق بمفاوضات الطرفين فانهما لم يوضحا الأهداف والآليات ومواضيع البحث بشكل شفاف ورسمي وعلني  فكما هو معلوم الدعوة جاءت من السيد مظلوم  ( قائد قسد ) ولانعلم هل  لتوحيد الصف الكردي كما صرح ؟ أم محاولة لابرام عقد بين مكونات ( شمال شرق سوريا ) بزعامة القوة الأكبر جماعات – ب ك ك كما جاء في تصريحاته وعلى لسان قادة – تف دم – وب ي د ؟  .
  غالبية النخب الوطنية  الكردية  لاترى في مايجري كمحاولة لتوحيد الحركة الكردية السورية بل قد يكون من اجل نوع من الاتفاق بين أحزاب لان توحيد الحركة  يستدعي شروطا غير متوفرة مثل : لجنة تحضيرية تمثل المستقلين والأحزاب وميثاق يلزم الأحزاب بقبول المؤتمر الكردي السوري والالتزام بنتائجه وعند ذلك تصبح المسألة شأنا كرديا خاصا وايجابيا في اطار العام السوري وقد تحظى باحترام الكثيرين من السوريين وترقب الآخرين  وامتعاض نظام الاستبداد .
  أما اذا كان الامر يتعلق (بتعاقد المكونات في شمال شرق سوريا) وهو مشروع جماعات ب ك ك المعروف (بالامة الديموقراطية) المجهولة الحسب والنسب والخروج بكيان اداري وجغرافي وسياسي اليد الطولى فيها للعسكر الآبوجي المسيطر عندئذ تتحول العملية الى مسألة وطنية عامة خاصة وان المنطقة تلك تحوي على العديد من الاقوام والثقافات وتشمل الى جانب الكثافة الكردية مناطق مختلطة وكثافات عربية  وسيكون البعد الوطني السوري هو الغالب ومن مسؤولية كل المكونات والاطياف والتيارات السياسية وحتى المجاميع العشائرية ان تدلي بدلوها  .
  وان سارت الأمور حسب هذه الوتيرة فسيكون طرف – ب ي د – هو المنتصر وحقق خطته القاضية باثارة الرأي العام السوري المحسوب على المعارضة ضد – الانكسي – وجزئيا ضد الكرد بشكل عام ثم تسوء العلاقة باتجاه انسحابه أو طرده من – الائتلاف –  وبذلك تتحقق الخطوة الأولى تليها خطوات لاحقة في تنفيذ خطط واجندات هذا الطرف المرتبط تنظيميا وآيديولوجيا بالحزب الام – ب ك ك – ومركز قيادة قنديل على وجه التحديد.
  هناك خطوط حمر لايجوز للأحزاب الكردية وحتى للكرد السوريين مجتمعين تخطيها ومنها التفرد ومن جانب واحد باتخاذ الخطوات والقرارات المصيرية المتعلقة بالنظام السياسي والجغرافيا والسيادة الوطنية بمعزل عن التوافق الوطني والتفاهم الدستوري المسبق وان أجزنا لأنفسنا ذلك فسيدفع شعبنا الثمن ولن يكون لنا الحق في مطالبة الغالبية العربية بالشراكة في السلطة والثروة والقرار .
    وفي السياق ذاته ومنذ بداية ما اشيع عن مفاوضات تجري بين الطرفين بإحدى معسكرات الجيش الأمريكي بمنطقة الحسكة كنت قد حذرت من الانجرار نحو أجندة الطرف الأمريكي الحليف غير الموثوق لأي شعب بالعالم خصوصا الكرد والسورييون عموما فلذلك تبعات كثيرة ومن بينها توسيع الشرخ بين الكرد من جهة وشركاء الوطن من الجهة الأخرى خاصة وبلادنا تجتاز مرحلة انتقالية مثقلة بالهموم والاختراقات مليئة بالفوضى والحذر والمخاطر وأخشى أن المحذور قد وقع .
  والقضية تحتاج الى نقاش

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. ولات محمد عندما قامت سلطات الجمهورية العربية المتحدة في الإقليم الشمالي (سوريا) عام 1960 باعتقال قيادات وكوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني (تأسس عام 1957 كأول حزب كوردي في سوريا بالتزامن مع صعود التيار القومي العربي آنذاك) قامت بمحاكمتهم بتهمة “السعي لاقتطاع أجزاء من سوريا وإقامة دولة كوردية”. وعلى الرغم من أن أي تنظيم كوردي سوري لم يرفع منذ…

كتب السيد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عبر حسابه الخاص على منصة X تدوينة باللغة الكردية ، جاء فيها : “يضيف الأكراد في سوريا جمالاً وتألقاً لتنوع الشعب السوري، لقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد، سنعمل سوياً على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة”. نرحب بهذه الخطوة التي تعكس بوضوح رؤية سوريا دولة متعددة…

شكري بكر كلنا نعلم أنه كان ولا يزال جوهر الخلاف بين تركيا والنظام البائد في سوريا ، وكذلك مع النظام الراهن في دمشق المدار من قِبل قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع هو ملف ال pyd الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني الذي يهيمن على مقاليد الإدارة في المناطق الكوردية في سوريا ، أعتقد أن على إدارة دونالد ترامب الجديدة في…

خالد حسو في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية من تاريخ شعبنا والمنطقة عامة أتمنى أن نكون واعين مدركين لمسؤليتنا التاريخية في هذا الظرف بالذات ، علينا أن نمد الجسور فيما بيننا كفصائل وتيارات وأحزاب سياسية من الحركة الوطنية الكوردية والنخب الثقافية والإجتماعية ومنظمات حقوق الإنسان وفيما بيننا وبين شركاءنا العرب. أقول إنه وبالأساس كان إعلام النظام البائد والساقط وكافة الأنظمة المتعاقبة…