منـظمـة ( SOZ ): الأقليم يتحمل جزءاً من مآلات الوضع السياسي الكوردي ونرى أنه قد تعامل بشكل خاطىء مع الملف الكوردي السوري وعليهم الأعتراف بذلك

بيان بخصوص الأحداث الأخيرة في المناطق الكوردية .
بعد أن فقدنا الأمل في توجيه نداءاتنا لحزب الـPYD بهدف الضغط لتصحيح مساره ، والكف عن ممارساته الإستبدادية ، قمنا مؤخراً بتوجيه نداءاتنا الى عوائل الشهداء الذين كنا نأمل منهم خيراً إلا أن الـ PYD استخدمهم أيضاً كأداة لشرعنة إستبداده وطغيانه وتحقيق مكاسبه الحزبية الضيقة .
تتحجج بعض الجهات بكذبة الأقتتال الكوردي إلا أننا نرى أن الأقتتال موجود منذ قيام الـPYD بزج الشباب الكورد السوريين وبالإجبار في حروب الوكالة والغير ، والأخطر من ذلك هي حالة الأحتقان التي أثارها هذا الحزب بين المكونين العربي والكوردي بسبب اصطفافه إلى جانب النظام المجرم ، هذا الإصطفاف سيكون له تبعيات خطيرة على مستقبل أهلنا مع جيرانهم من المكونات الأخرى التي دفعت الغالي والنفيس في ثورتها المحقة ضد نظام القتل والتدمير .
إن الخسارة البشرية التي تعرضت لها المناطق الكوردية من هجرة وتهجير مفتعل وممنهج لن يتم تعويضها لقرن كامل ، فضلاً عن الدمار في البنى التحتية والحصار القائم على معظم المناطق الكوردية بسبب سياسة هذا الحزب .
في الوقت الذي يدعي فيه الPYD وعبر إعلامه بحماية الشرف والعرض الكوردي ، إلا أنه أهان الشرف الكوردي بإعتبار أن كرامة الشعوب تتمثل في راياتها ، ووصل الأمر به الى استفزاز مواكب الشهداء الكورد من مقاتلي بيشمركة روج آفا .
يقوم الـPYD بتنظيم مظاهرات للمطالبة بالسيد أوجلان في سوريا وفي الوقت نفسه يعتقل ويخطف وينفي قادة كوردستان سوريا ويحرق ويغلق المكاتب الحزبية التي لا تتبع لنهجها ( نهج الـPKK ) وكأن مناطقنا أصبحت ولاية تابعة لقنديل لتحقيق أهدافها على حساب أهلنا ومدننا ، بل وأصبحت مزرعة لكسب الأرباح عن طريق جمع الأتاوات من أهلنا في مناطقنا المحاصرة والمدمرة ، كانت أخرها دعم بناء مدينة نصيبين الواقعة مسؤولية بناءها على عاتق حكومة أردوغان .
نعلن ومن خلال هذا البيان تضامننا مع المجلس الوطني الكوردي تجاه ما يتعرض له قياداته وأعضاءه من انتهاكات على يد سلطة الأمر الواقع ، كما أننا نحمل المجلس جزءاً من ما يحدث بسبب تعاطيه الفاشل في قضية كان قد أعلن نفسه ممثلاً عنها ولكن تبين فيما بعد هشاشة هذا المجلس والخلافات بين أحزابه حتى قبل أن يتمكن الطرف الأخر من السيطرة على جميع مفاصل الحياة .
لا نخفي الإقصاء الذي مارسه المجلس الكوردي بحق الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني وتكتلاته المشوهة التي فعلت فعلتها ، وأيضاً تخاذله وسكوته في الوقوف مع النشطاء الكورد عندما تمت تصفيتهم وإعتقالهم وتهجيرهم من قبل الPYD ولم يظهر موقفه ولو ببيانات كتابية ، الأمر الذي أدى إلى تقوية الطرف الآخر وبالتالي ليكون الحصاد كما هو الآن .
وبأعتبار أن أقليم كوردستان العراق هو المؤسس والداعم للمجلس الكوردي ، فأن الأقليم يتحمل جزءاً من مآلات الوضع السياسي الكوردي ونرى أنه قد تعامل بشكل خاطىء مع الملف الكوردي السوري وعليهم الأعتراف بذلك ، وعلى أقل تقدير إعادة النظر في أسباب فشل هذا الملف ، ومحاسبة المسؤولين عنه ، إلا اذا كان هذا الواقع المنجز حسب توصياتهم ورغباتهم ، وهذا ما لا نتمناه ، ولا نأمله .
ندعوا جميع التنظيمات الكوردية بالوقوف في وجه الحملة الهجومية والإستبدادية التي تمارسها سلطة الأمر الواقع ضد أحزاب الحركة الكوردية ، والخروج لفضح انتهاكاتها بمختلف الوسائل والطرق ، وندعوا الحركة السياسية الكوردية بالحفاظ على القرار الكوردي في سورية بعيداً عن مصالح وتدخلات الأحزاب من باقي الأجزاء والتي تفضل مصلحتها على مصلحة غيرها وهذا ما أظهره الواقع والنتائج .
إن إستقلالية القرار الكوردي في سوريا هي من الأساسيات التي يجب أن يدركها شعبنا في طريق تحريره وإستعادة حقوقه ، وإن الخلافات الحاصلة في كورستان سوريا هي بسبب احتقان سابق بين الأحزاب الكوردستانية في باقي الأجزاء ، هذا الأحتقان يدفع ضريبته الآن أبناء كوردستان سوريا ، ونأمل أن يصحوا المجلس الكوردي ويتدارك هذه الأمور لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ونعلن وقوفنا إلى جانبه في ما يتعرض له من انتهاكات .
المنـظمـة الوطنيـة للشبــاب الكــورد ( SOZ )
17/8/2016

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ريزان شيخموس في الثامن من ديسمبر، سقط النظام الأسدي بعد عقود من القمع والاستبداد، وساد الفرح أرجاء سوريا من أقصاها إلى أقصاها. خرج الناس إلى الشوارع يهتفون للحرية، يلوّحون بأعلام الثورة، وتغمرهم مشاعر النصر والكرامة. لقد ظنّ السوريون أنهم طووا صفحة قاتمة من تاريخهم، وأن الطريق بات سالكاً نحو دولة مدنية ديمقراطية تحتضن كل أبنائها دون إقصاء أو تهميش….

د. محمود عباس   عزيزي إبراهيم محمود، قرأت كلمتك التي جاءت إضاءةً على مقالتي، فلم تكن مجرد “ردّ”، بل كانت استئنافًا لحوارٍ أعمق، طالما تهرّبت منه الساحة الثقافية الكوردية، أو تم اختزاله في شعارات مستهلكة، لم أتفاجأ بجرأتك في تسمية الأشياء، ولا بذلك الشجن الفكري الذي يسكن سطورك، فأنت كتبت كمن يعرف أن لا أحد سينقذ هذا الجسد الكوردي من…

بوتان زيباري   في مسرح الشرق الأوسط، حيث تتبارى الإمبراطوريات القديمة والحديثة في نسج خيوط مصائر الشعوب، تبرز سوريا كقماشةٍ ملوّنة بدماء التاريخ وأحلام الثوار، تُحاك عليها سرديات القوة ببراعة الفيلسوف ودهاء المحارب. ها هي أنقرة، وريثة العثمانيين، تُعيد تمثيل مسرحية “الفوضى الخلّاقة” بأدواتٍ أكثر تعقيدًا، حيث تتحول الجغرافيا إلى رقعة شطرنجٍ وجودية، والسياسة إلى فنٍّ مركبٍ لإدارة الأزمات عبر…

سمعنا عن الأحداث من الراديو، وبعدها حاولت الاتصال مع أخي دجوار، الذي كان متواجداً في ملعب قامشلو البلديّ، لكن ردّ عليّ شخصٌ آخر وهو الصديق حسن، قال: إنّ دجوار ترك هاتفه معي..!، وبعدها علمنا أنّ هناك شهداء، حاولتُ الاتصال بالكثيرين وأخيراً اتّصل دجوار من قامشلو. الساعة الرابعة أتى جوان خالد إلى منزلي، وقال: شعبنا يُقتل.. علينا أنْ نفعل شيئاً، ولا…