البلاغ الختامي للاجتماع الموسع لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) برئاسة الدكتور كاميران حج عبدو.

بعد فشل كل المحاولات الرامية من قبل بعض الرفاق بالإضافة إلى بعض الحريصين من أعضاء الأحزاب الكردية الشقيقة لرأب الصدع الذي طال حزبنا نتيجة محاولات البعض من قياداته جر الحزب إلى مواقع تتنافى مع سياسته ونهجه ومقررات مؤتمراته، عقد (الرفاق المستنكفون) اجتماعهم الموسع يومي 9 ـ 10 كانون الثاني 2015 و بإسم شهداء الحزب و رئيسه الراحل اسماعيل عمر و تحت شعار الالتزام بالثوابت النضالية للحزب والاستمرارعلى نهجه خدمة لمصلحة الشعب الكردي في سوريا. حيث حضر لاجتماع ممثلون عن منظمات الحزب في الداخل و تركيا و إقليم كردستان و أوروبا.
بدء الاجتماع بدقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب وشهداء الكرد وكردستان والثورة السورية المباركة، و على روح رئيس حزبنا الخالد أسماعيل عمر، ثم تطرق إلى النقاط التالية:

 

في المجال السياسي:
حمل الاجتماع النظام الاستبدادي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد نتيجة إصراره على خياره الأمني العسكري في قمع الشعب السوري مستخدما جميع صنوف الأسلحة الثقيلة حتى المحرمة دولياً، ناهيك عن الدمار الهائل الذي أصاب البلاد واقتصاده مما أدى إلى تشرد الملايين من ديارهم.
ومما زاد المشهد السوري تعقيدا وتشابكا دخول ميليشيات حزب الله وفيلق القدس وغيرهم للقتال إلى جانب النظام، وذلك بالتوازي مع دخول المجاميع المسلحة المتطرفة والإرهابية، ليأخذ الصراع منحا طائفيا وليمارس النظام على إثره أبشع الجرائم بحق الشعب السوري ـ الذي دفع ثمن باهظا على طريق خلاصه من الاستبداد والدكتاتورية ـ بذريعة مكافحة الإرهاب الذي مارس بدوره ومازال أبشع وأفظع المجازر ضد الإنسانية بحق الشعب السوري عامة والكردي خاصة. حيث أضحت سوريا مسرحا لتصفية حسابات ونزاعات خدمة لأجندات ومصالح محاور إقليمية ودولية. ومرد هذا يعود إلى عجز وتقاعس المجتمع الدولي وتنصله من مسؤولياته وعدم جديته في اتخاذ موقف صارم حيال التراجيديا السورية.
وفي ظل هذا الصراع يبقى الرهان على الحسم العسكري خاسرا ويبقى التوصل إلى تسوية سياسية ـ سلمية مخرجا لإنهاء الأزمة المستفحلة هو الخيار الأنسب لإنهاء الاستبداد من جهة وإنقاذ سوريا وشعبها من براثن الإرهاب من جهة أخرى. مما يستوجب من كافة أطياف المعارضة السورية والتي نحن جزء منها إلى التكاتف والتضامن لتشكيل إطار وطني جامع يجسد كافة مكونات الشعب السوري لوضع رؤية سياسية واضحة لرسم ملامح سوريا المستقبل، سوريا ديمقراطية برلمانية تعددية لامركزية تضمن حقوق جميع مكوناتها بما فيها الحقوق القومية للشعب الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والشعوب.

 

في المجال الكردي:

 

توقف الاجتماع مطولا على ما تعرضت وتتعرض له المناطق الكردية من قبل ما يسمى بتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) وأخواته. إذ لم تتوقف هجماته بدعم وتمويل من الأنظمة الغاصبة لكردستان على المناطق الكردية في سوريا، وتصاعدت وتيرة هجماته الإرهابية على منطقة كوباني منذ أواسط أيلول عام 2014 والتي أسفرت عن تهجير وتفريغ المنطقة من سكانها. ولكن بسالة المقاتلين الكرد في مدينة كوباني المترافقة مع الضربات الجوية لقوات التحالف أدت إلى تطويق تمدد تنظيم داعش. كما أن القرار الذي اتخذه برلمان إقليم كردستان بإرسال قوات من البيشمركة لدعم ومساندة شعبنا في كوباني كان قرارا تاريخيا تجلت فيه صورة التلاحم القومي بين أبناء شعبنا الكردي في عموم كردستان. لقد حيا الاجتماع بنات وأبناء كوباني الذين دخلت منطقتهم (كوباني) التاريخ وأضحت رمزا للصمود وحازت على تعاطف واحترام المجتمع الدولي، مما أعطى دفعا للقضية الكردية في الأوساط الدولية. كما توقف الاجتماع مطولا على اتفاقية دهوك الموقعة بتاريخ 22.10.2014 بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي برعاية رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وأكد على أهميتها وضرورة تنفيذ بنودها وذلك لتلاقي وتضافر الجهود السياسية والإدارية والعسكرية بعيدا عن نهج وسلوكيات التفرد والفرض.
كما أكد الاجتماع على ضرورة التواصل مع الحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية والثقاقية المستقلة، و إيلاء الأهمية بالمرأة و تفعيل دورها في كافة المجالات، واستمرار التواصل مع جميع الرفاق المؤمنين بنهج الحزب للعمل و التكاتف معاً، وترك باب الحوار مع الأحزاب السياسية مفتوحاً بغية بلورة مشروع وطني سوري ـ قومي كردي على أسس الحداثوية والديمقراطية.

 

في المجال الكردستاني:

 

توقف الاجتماع على هجوم تنظيم الدولة على إقليم كردستان العراق واجتياحه منطقة شنكال (سنجار) بالأسلحة الثقيلة وارتكابه أفظع المجازر بحق الكرد الإيزيديين والتي وصلت لحد الجينوسايد. وبعد مناشدة رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني المجتمع الدولي لمؤازرة الكرد وتزويد البيشمركه بالأسلحة استجابت العديد من دول العالم لإغاثة الشعب الكردي وتقديم السلاح لقوات البيشمركه وتوجيه ضربات جوية لتنظيم داعش الإرهابي. كل هذه العوامل إلى جانب وحدة الصف الكردي وتلاحم الشعب الكردي إضافة إلى نجاح الدبلوماسية الكردية أدت إلى اندحار هذا التنظيم الإرهابي في قضاء شنكال ومناطق كردستانية أخرى. إذ مازالت عمليات تطهير أرض كردستان من فلول داعش مستمرة، لتبقى كردستان قلعة حصينة ضد كل المؤامرات التي تحاك ضدها.

 

في المجال التنظيمي:

 

توقف الاجتماع مطولا على الأزمة السياسية والتنظيمية التي يعاني منها حزبنا منذ ما يقارب العامين نتيجة إصرار البعض على الخروج عن نهج الحزب وخطه السياسي وثوابته النضالية، ناهيك عن تفرد البعض منهم باتخاذ القرارات السياسية والتنظيمية دون الاكتراث بقرارات اجتماع الهيئة القيادية والمحافل الحزبية. وبالرغم من كل محاولاتنا للحد من هذه الخروقات والتجازوات بغية الحفاظ على وحدة الحزب السياسية والتنظيمية، إلا أن جميعها باءت بالفشل نتيجة إصرار الطرف الآخر على تجاهل الأزمة وعدم التعامل الجدي والموضوعي معها. لذلك حمل المجتمعون الطرف الآخر بقيادة السكرتير ونائبه المسؤولية التاريخية لما آل إليه وضع الحزب على الصعيد الداخلي وعلى صعيد المجلس الوطني الكردي والذي نحن من مؤسسيه وجزء أساسي منه ومازلنا مؤمنين بأهمية تطويره وتفعيل دوره السياسي والجماهيري خدمة للقضية السورية بشكل عام والكردية بشكل خاص. كما ناشد الاجتماع كافة الرفاق المؤمنين بنهج الحزب واستقلالية قراره السياسي للتكاتف معا من أجل خدمة قضية الشعب الكردي العادلة.
– المجد والخلود لشهداء حزبنا وشهداء الكرد وكردستان والثورة السورية المباركة.
– معا لحماية نهج الحزب واستقلالية قراره السياسي.
– كل الجهود من أجل سوريا ديمقراطية يتمتع فيها شعبنا الكردي بإدارة ذاتية لمناطقه كوحدة إدراية ـ سياسية.

 

حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

 

15.01.2015

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات سياسية كبرى خلال العقود الأخيرة، وكان من أبرزها انهيار حزب البعث في كل من العراق وسوريا، وهو الحزب الذي حكم البلدين لعقود طويلة بقبضة حديدية وحروب كارثية اكتوت بها شعوب البلدين وشعوب المنطقة وخاصة كل من لبنان وإيران والكويت، ناهيك عن الضحايا الذين فاقت اعدادهم الملايين بين قتيل وجريح ومعتقل ومهجر، أدت تلك…

بوتان زيباري في عالمٍ يموج بين أمواج الآمال والظلمات، يقف العرب السُنة اليوم على مفترق طرق تاريخيّ يحمل في طياته مفهومات المسؤولية وجوهر الهوية. إذ تتساءل النفوس: هل ستكون سوريا جنة المواطنة المتساوية أم ميداناً لحروب أهلية لا تنتهي؟ ففي قلب هذا التساؤل تنبعث أنوار براغماتية تعلن رفض الوهم الخادع لإقامة دولة إسلامية، وفي آنٍ واحد تفتح باب السلام…

فرحان كلش بلاد مضطربة، الكراهية تعم جهاتها الأربع، وخلل في المركز وعلاقته بالأطراف، فمن سينقذ الرئيس من السلطة الفخ؟ أحمد الشرع يسير على حقل ألغام، كل لغم شكل وتفجيره بيد جهة مختلفة. في الإنتماء الآيديولوجي قريب من الأتراك، في منحى القدرة على دفع الأموال والبدء بمشروع بناء سورية في جيوب السعوديين، التمهيد العسكري لنجاح وثبته على السلطة في دمشق اسرائيلي…

أزاد فتحي خليل* منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، شهد المجتمع الكوردي تحديات كبيرة واختبارات دائمة في ظل تلك الظروف المضطربة. لم يكن الصراع بعيدًا عن الكورد، بل كان لهم نصيب كبير من التداعيات الناتجة عن النزاع الذي استمر لعقد من الزمن. إلا أنه، في خضم هذه التحديات، برزت أيضًا بعض الفرص التي قد تعزز من مستقبلهم.