ماهين شيخاني
منذ عام 1979، كنت واحداً من أولئك الذين يتنفسون السياسة همسًا، في غرف ضيّقة تُغلق أبوابها من الداخل، ويقف الحارس في قلبه قبل الباب. كتبنا المناشير على طاولة مهترئة، وكان حبرها أثمن من رغيف الخبز، وأخفيناها تحت المعاطف حين كان الليل يراقبنا أكثر من النهار.
عشنا النضال في المدن والقرى كظلال بلا أسماء، نمشي على أطراف الحروف حتى لا يسمعنا المخبرون. لم نملك سوى شمعة، وصرخة مؤجلة ندفنها في الصدور حتى يحين أوانها.
واليوم، في ذكرى ميلاد الحزب الديمقراطي الكوردستاني – العراق، الذي تعلمنا منه معنى النضال السياسي والعمل الحزبي، وكنا الحزب التوأم في كوردستان سوريا، للأسف وبعد قناعة تامة أضع قلمي… لا لأن الطريق أنهكني، بل لأنني أختار أن أتابع المسير خارج سربٍ يغني وحده، بعيداً عن ازدحام الشعارات وضجيج الاجتماعات التي تعيد ذات الكلام.
أستقيل من الانتماء الحزبي، وأبقى منتمياً للحلم ذاته… كوردستان التي نحملها في القلب، ونحرسها بالعين، ونضيئها – كما بدأنا – بشمعة لا تنطفئ.