إلى أحزاب المجلس الكوردي

شفان ابراهيم

ليس من الضرورة بمكان, الاتيان بالاسباب التي أدت بالحالة الكوردية إلى هذه الدرجة من الأنحطاط والتدهور الخلقي والمعيشي والوجداني والقومي والسياسي, لأنه مهما تكلمنا ومهما عملنا فلن تجرأ الأغلبية الساحقة من أحزاب المجلس الكوردي على نقد تصرفات ( ب ي د) وليعلم الجميع أن ما حصل منذ بضعة أيام ليست سوى حلقة من سلسلة حلقات التي تزيد من درجة الأحتقان والكبت والتجييش الحزبي, ولو افتضرنا مثلاً -وعلى سبيل المثال فقط- لو قام حزب التقدمي (وهنا أخصصه بكوني أمل فيه خيراً) مع أني لا زلت مستغرباً حتى هذه اللحظة أنه بات مغايراً للصورة المطلوب منه على الاقل بالنسبة لي (عزراً فلست في وارد التنبيه أو التعليم) فهو حزب ذو قاعدة وتنظيمات, لذا لربما كنت امل فيه خيراً اكثر من غيره,
ولو خصصت حزب الوحدة أيضاً وهو من بين الاحزاب التي تتمتع بقاعدة جماهيرية جيدة, لو قام حزبا الوحدة والتقدمي بدورهما المنوط بهما كحزبين رئيسيين في الحركة الكوردية, دون التبخيث من قيمة وقدر الاحزاب الكوردية الكبيرة والمتمتعة بقاعدة جماهيرية وشعبية عريضة وخاصة البارتي ويكيتي وازادي, مع مراعاة التوزع الجغرافي لهذه الأحزاب…

فلو كان التقدمي والوحدة (مع أحترامي الشديد لهما) قد وجها النقد للأخوة في (ب ي د) على تجاوزات , وساقولها , لبعض من انصاره وأعضائه على مختلف تنظيماته العددية, لربما كنا اليوم في حالة اخرى, فما حصل وما هو حاصل اليوم بين الحزب الديمقراطي الكوردي (البارتي) وحزب (ب ي د) ليس وليد الصدفة, ولا وليد اللحظة, إنما هي من نتائج التراكمات السابقة, ومن افرازات ما حصل سابقاً, وهو ما ينبأ بصورة مقيتة قاتمة للغد الكوردي, وفي العودة إلى حالة أحزاب التقدمي والوحدة, فإنني اخصصهما بالذكر لكونهما قريبين جداً من (ب ي د) ولعل المعياري القيمي المفروض على تصرفات اي حزب في هذه الايام هي التي تدفعني إلى التاكيد على لزومية الاقدام على أتخاذ قرارات والعمل نحو إجرائوية الفعل الكوردي الجمعي, إن ما حصل ضد كوادر البارتي هو تصرف سيء للغاية ولا يمت للحالة الكوردية المأمولة العيش فيها, بصلة, وليعلم الجميع أن ما حصل لكوادر البارتي اليوم ومع التاكيد على أن البارتي مستهدف لثوابته ونهجه وقوته ومواقفه, إلا أنه من المؤكد أن الدور سيكون على البقية أيضاً, حتى على (ب ي د) نفسه, لأنه يحفر قبره بيده؛ حين يُبعد بني قومه عن نفسه, ففي كل أعتقال ترتفع نسبة المعادين ل ب ي د, وفي كل أعتقال أو توقيف, يكون موقف عشيرة المعتقل أو الموقف, في حالة أصطفاف بعكس تيار ال( ب ي د), ولو استمر ال( ب ي د) على هذه الحالة, فهل سيجد من يناصره غداً, خاصة وأنه قد أثبت عدم مقدرته على إدارة المنطقة بمفرده, لاسباب أقلها, عدم تقبل الشعب الكوردي له كحزب وحيد يدير المنقطة, وعدم أمتلاكه للعناصر والكفائات اللازمة, وإن كان يبدوا بأنه ذو قاعدة جماهيرية كبيرة, إلا أنه فشل في إدراة المنطقة بمفدره, ولو أُجتيحت المنطقة الكوردية -لا سمح الله- فليعلم ال (ب ي د) أن لا أحد سيناصره سوى البشمركة, والتي وللتاريخ أقولها أنها (البشمركة) لا تعتقل أحداً بمزاجية ورغبات حزبية, إن وجود قوات الحماية الشعبية, كان, سيزيد من فرحتي ومحبتي لو أنهم كانوا يمثلون جميع أقطاب الحركة الكوردية, وخاصة الأحزاب التي تتمتع بثقل جماهيري كبير, وما دعواتنا لتنفيذ وتطبيق وتفعيل اللجان والمكاتب وخاصة اللجنة التخصصية, إلا رغبة منا في رؤية عناصر وكوادر الأحزاب التي (تمتلك عناصر وكوادر) منخرطة في صف واحد, ويداً بيد نحو تحرير وحماية المناطق الكوردية…
وفي عودة إلى موضوع تخصيص بعضى الأحزاب الكوردية للقيام بمهمتها وواجبها الأخلاقي, فإنني أتمنى أن اسمع أن تلك الأحزاب مع حزبي يكيتي وازادي, قد سعوا جميعهم نحو بلورة موقف موحد وتقريب وجهات النظر بين البارتي و ب ي د, وليعلم الجميع أن مساندة ودعم حكومة وشعب أقليم كوردستان العراق, وخاصة الزعيم مسعود البارزاني, هي من أكثر الامور التي حفظت الدم الكوردي من الهدر, وأثبتت التجارب أن صوت البندقية لا يعلوا فوق صوت الزعيم….

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…