على هامش المؤتمر الصحفي لوزير الاعلام السوري عمران الزعبي و بيان الحكومة السورية رداً على الهجوم الاسرائيلي الذي هتكت فيه نسور دولة صهيون مباهي ترسانة آل الأسد العسكرية
بالتأكيد هي ذات الدراما تتكرر و كأنها حيكت بيراع السيناريست ذاته الحاذق بآفات الحكم العربي و أباطرته ليتناوب ممثلو الهرج العربي على أداء الدور ذاته ببلاهة الدوبلير الذي اعتاد أن يبهرج للجموع العربية مآسيهم و آلامهم و كآنها نعمة سماوية ستتحول مع الزمن بيد الحاكم المطلق إلى نعيمٍ لا بعدة نعيم .
من الصحاف مروراً بموسى ابراهيم و الآن عمران الزعبي ذات الرواية و ذات الأشخاص لكن بأشكال و أسماء متباينة و الكل مصر و بكامل فصاحته العربية على أن النظام المدعوم بإرادة الشعب و قوة الرب في السماء سينتصر و يسحق الأعداء الذين تدعمهم مؤامرة كونية غايتها الاساسية القضاء على دولة الممانعة و المقاومة و العدالة و هم يتوهمون أن كلماتهم وحججهم الواهية و التي تتمرد على الواقع و الحقيقة قادرة على ان تقنع الشعوب المذبوحة بيد أنظمتها بأن القاتل بريء و إنما شحذ سكينه و حز عنق الشعب ليحفظ للوطن هيبته و للشعب كرامته .
بالتأكيد لو أقتصر الرد السوري على هذا القدر من السذاجة و الاستهتار لقلنا لأنفسنا هو الضعف و عدم القدرة ما دفع النظام لهذا الرد الهزيل لكن أن يعقبه تصريح للنظام السوري و على شاشة التلفزيون الرسمي بأن النظام سيسمح للفصائل الفلسطينية بأن تضرب العمق الإسرائيلي من الجولان فهذا إقرار واضح من النظام بأنه كان و على مدى خمس عقود متتالية يحمي العمق الإسرائيلي و يمنع الفصائل الفلسطينية و التي كانت قياداتها تقيم في كنفه من ضرب إسرائيل
السؤال الأهم لما يلجأ النظام السوري إلى الفصائل الفلسطينية لتنتقم له و تضرب العمق الاسرائيلي و هو كما يدعي مازال يحتفظ بكامل قوته و تنظيمات جيشه الوطني و الأزمة الداخلية على أبواب الحل أم إنه قد استفاد من هذه الهجمة بقدر ما خسر حيث استطاعت لبعض الوقت أن تلهي العالم عن مجازره وخاصةً ما تفعله ميليشيات حزب الله اللبناني في منطقة القصير بحمص من تطهير عرقي و قتلٍ على أساس الطائفة متزامناً مع ما تفعله شبيحته ومعهم مجموعات الحرس الثوري الايراني في مناطق الساحل السوري و أهمها مجازر البيضا و بانياس و غيرها من القرى التي غدت محاور التصفية و القتل …
أن يتم توجيه خمسٍ وثمانين من صواريخ سكود الباليستية إلى مدينة الرقة و التي اعتبرت أول المدن المحررة من سلطته بالتأكيد هو أمر اعتيادي و مقبول بالنسبة للنظام و داعميه و وزير إعلامه الذي منحته ثرثرته بالدفاع عنه تزكيةً للحصول على الحقيبة الوزارية و لكن مع اسرائيل و التي اغتصبت الأرض و السيادة فالوقت المناسب لم و لن يأت نهائياً ولعل الرد الايراني المتمثل في التنديد بالعدوان و إنها على استعداد لتدريب القوات السورية و كأنها لا تشارك النظام في ذبح شعبه الثائر يضاف إلى ذلك التصريحات من حلفاء النظام ( روسيا – الصين ) بأن على النظام السوري ضبط النفس و عدم اللجوء للرد أدلة واضحة على مدى سخافة النظام السوري و تخاذله في وجه اسرائيل و التي من خلال سديمية العداء معها ظل يرهب شعبه على مدى عقود بمنطلق إنها ترعى الممانعة و المقاومة .
بالتأكيد اسرائيل لم تكن تقصد من عدوانها هذا النظام و رموزه بل أرادت ضرب المنظومة العسكرية من السلاح خشية وقوعها بيد مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل هذه المنظومة التي قدم الشعب السوري من قوت يومه لامتلاكها دون أن يعلم بأنها ستتحول في أحد الأيام إلى أداة لقتله و تهجيره