المؤتمر الكردي السوري مصدر التمثيل الشرعي ( ٩ )

صلاح بدرالدين
حول جواب ” اللاجواب ” من حزب الاتحاد الديمقراطي – ب ي د –
  كنت نشرت في الحلقة الثامنة نص كل من رسالتي حراك ” بزاف ” التي يدعو فيها – الاتحاد الديموقراطي – للموافقة على مشروع عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بالقامشلي ، ومايستدعيه من شروط النجاح مثل – اللجنة التحضيرية – وتمثيل الوطنيين المستقلين ، والرسالة الجوابية للاخوة في – ب ي د – التي تجاهلت الموضوع الرئيسي الوحيد في رسالة الدعوة ، وحملت بدلا من ذلك دعوة من جانبهم لحضور ( مؤتمرهم المزمع عقده في العشر الأول ! من العام الجديد من اجل حل القضية الكردية ..) ، ومن الواضح ان مضمون رسالتهم الجوابية في هذا الوقت بالذات الذي تحررت فيه سوريا من نظام الاستبداد ترمي ولو بشكل غير مباشر الى : ١ – اعتبار حزبهم وسلطتهم – الامر واقعية – الممثل الوحيد للكرد السوريين ، ٢ – نفي وجود الوطنيين المستقلين وهم الغالبية الساحقة ، ٣ – الاستمرار في  مصادرة قرار الكرد السوريين ، ٤ – تجاهل التعددية الفكرية والسياسية في الساحة الكردية السورية ، ٥ – الالتفاتة السريعة جدا من نفي القضية القومية الكردية السورية الى تبني مؤتمر مزعوم لحل القضية الكردية ! ؟ وهم وغيرهم يعلمون ان   حل القضية  كما هو معروف مشروط بالاجماع الكردي ، والتوافق الوطني في ظل العهد الجديد بدمشق ، أي انهم لوحدهم عاجزون عن ذلك .
ماذا عن جواب – المجلس الوطني الكردي – ؟
  في رسالة مماثلة تمت دعوة أحزاب – الانكسي – للموافقة على المشاركة في المؤتمر الكردي السوري الجامع ، والى هذا التاريخ لم نستلم أي جواب مباشر ، وما استنبطناه من مجمل احاديث مسؤوليها ، وتوضيح ( الرئاسة ! ) الذي كان بمثابة الإجابة غير المباشرة ، وما تسربت من معلومات ، تاكد لنا ان هذا المجلس منفصل عن الواقع ، ويستمر في العيش على أوهام – التمثيل الشرعي الوحيد – ، كما انه يمر باوقات عصيبة ، وبدأ يفقد مظلته الوطنية الوحيدة على الصعيد السوري ( انهيار الائتلاف )وهي بدورها ستضعف المظلة القومية في قادم الأيام , وكل ذلك برسم الاشقاء في أربيل .
مفارقة في غاية الغرابة
  الطرفان الحزبييان على استعداد لملاقاة اية جهة خارجية وداخلية ، ولكنهما يمتنعان عن الحوار الشفاف مع الوسط الكردي السوري ، يبذلان الجهود ، ويوسطان الاخرين للتواصل ، والتعامل مع تركيا ، وروسيا ، وايران ، وامريكا ، وفرنسا وحتى – إسرائيل – ولكن يمارسان كل أنواع – التحايل – وخلق الذرائع عندما يتعلق الامر بتوحيد القرار الكردي السوري في العهد الجديد ، يهرولان ، ويتسابقان نحو دمشق ، ويجتمعان مع أحزاب كانت في جبهة النظام البائد ، ويمتنعان حتى الإجابة على رسائل كردية تدعو لوحدة الصف عبر المؤتمر الجامع المنشود .
مرحلة جديدة تستدعي التوضيح وإعادة النظر في بعض المصطلحات
  أولا –  من باب التوضيح : صحيح نحن في حراك ” بزاف ” طرحنا مشروعنا السياسي بمافي ذلك إعادة بناء الحركة الكردية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع منذ أعوام ، وعندما كنا من معارضي النظام المستبد والداعين لسقوطه ، ولكن كنا قد اوضحنا مرارا ان مشروعنا بشأن المؤتمر يصلح في كل وقت ، وصياغة مشروع بالحالة الكردية الخاصة تسهيل للحوار ، والتفاهم في عهد مابعد الاستبداد ، وبناء عليه وجهنا رسائل الدعوة الى الطرفين الحزبيين ، ليكون للحالة الكردية عنوان واضح ضمن الحالة الوطنية العامة .
من ” الاستقطاب ” الى ” الاستعصاء ”
  ثانيا – كنا نطلق منذ نحو عشرة أعوام وفي عهد نظام الاستبداد على الطرفين الحزبيين ( الأحزاب التابعة لسلطة الامر الواقع ، وأحزاب – المجلس الوطني الكردي – تسمية ( طرفي الاستقطاب ) ، ولم يعد هذا المصطلح مناسبا بعد اليوم ، حيث سنستخدم بعد الان تسمية ( طرفي  الاستعصاء ) ففي زمنهما انقسمت الحركة السياسية الكردية ، وتفككت ، ودب الصراع بين أحزاب الطرفين بل امتد الى المجتمع ، ذلك الصراع كان ومايزال حول النفوذ ، والمحاصصة ، وخدمة اجندة المحاور الخارجية ، والقليل القليل من مسائل هذا الصراع يلامس افتراضيا القضية الكردية ، والقضايا الوطنية ، وهنا لابد من التأكيد ان طرفي المشكلة لاتتوفر فيهما شروط لا حل القضية الكردية ، ولا الدعوة للوحدة والاتحاد ، ولاعقد مؤتمرات حرة ومستقلة وسيدة نفسها ، فهما الان جزء من المشكلة وليسا جزء من الحل فقط الوطنييون المستقلون مهيؤون لهذا الدور التوحيدي النزيه .
  ثالثا – ( طرفا  الاستعصاء) وكل على حدة ، لديهما قضايا خاصة بهما ، لاتمت بصلة للكرد السوريين ، وبالغالبية الوطنية المستقلة ، هناك مسائل عسكرية ، وامنية ، ومالية ، وجرمية ، وقضائية ، وقد تحصل تطورات تفاجئ الجميع بعد وضع اليد بدمشق على وثائق فروع الامن  والمخابرات ، هناك إشكاليات العلاقة مع الخارج ، والتبعية ، والمال السياسي ، والكرد السورييون بغالبيتهم العظمى لاشان لهم بأزمة الأحزاب ، ولن يتحملوا اوزارها بالنيابة ، وبصراحة لافضل لاحزاب ( طرفي المشكلة ) على الكرد السوريين خصوصا في موضوع حرمان الكرد من شرف المشاركة في اسقاط الاستبداد ،  فقضية الكرد السوريين تنحصر في الحقوق القومية المشروعة ، والديموقراطية ، والتطور الوطني العام ، والمشاركة مع العهد الجديد في بناء المؤسسات ، وصياغة الدستور ، والحفاظ على السلم الأهلي ، وإزالة العسكرة عن كاهل المجتمع .
  رابعا – كشف الاسبوعان الاخيران وخلال تواصل حراك ” بزاف ” مع بعض أحزاب ( طرفي  الاستعصاء ) ان كلا من (حزب الاتحاد الديموقراطي و الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) هما اللذان يقرران كل شيئ ، وان بقية الأحزاب مجرد ارقام تابعة تتلقى حصصها من الأموال الشهرية ، ولاتشارك بالقرار ، قد يكون هذا الامر معروفا لدى البعض ، او موضع شك لدى البعض الاخر منذ أعوام ، ولكن تاكد لنا مجددا على ارض الواقع .
  خامسا – انعقد المؤتمر الوطني السوري سريعا  او متاخرا ، واشترك فيه الكرد بالعدل والمساواة او باقل التوقعات ، ومن الان وحتى صياغة الدستور السوري الجديد ، وانتخاب السلطة التشريعية – البرلمان – وتشكيل الحكومة ، وإعادة بناء المؤسسات ، والبدء بالاعمار ، فان مهمة إعادة بناء ( الحركة الكردية السورية ) على شكل تعبيرات منظمة ، تحمل المشروع الكردي للسلام ستبقى في أولويات خيارات الوطنيين الكرد على أسس سليمة ، ومن المفيد في هذه المرحلة ان يشعرجميع الوطنيين المستقلين ، والشخصيات ، والنخب الثقافية ، والشبابية  بالمسؤولية التاريخية وخصوصا – الوسط الرمادي – والتخفيف من غلواء – الانا – الواسع الانتشار والتوجه نحو العمل الجماعي الديموقراطي ضمن القضيتين القومية والوطنية بذلك وحده يمكن خدمة الشعب ، وبناء الوطن .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Nisrin
Nisrin
3 أيام

كلام صحيح واشد على ايديك ورحمهم الله انهم في حاله سبات من عشر سنوات وأكثر يجوز عليهم الرحمه

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين الفيدرالية لا تعني فقط اقامة نظام حكم إداري أو سياسي ، بل هي فلسفة ترتكز على مفهوم المشاركة الحقيقية في السلطة والموارد، بما يضمن العدالة والتوازن بين مختلف المكونات. ففي سوريا ، حيث يفرض التنوع القومي والديني والجغرافي تحديات عديدة ، تكون الفيدرالية حلاً واقعياً لبناء دولة وطنية حديثة ومستقرة، لا سيما في المناطق الكردية التي عانت تاريخياً…

نظام مير محمدي* شهدت إيران خلال عام 2024 تصعيدًا غير مسبوق في الإعدامات، حيث تجاوز العدد الإجمالي أكثر من ألف حالة إعدام، وهو أعلى معدل منذ أكثر من ثلاثة عقود. هذا الارتفاع الكبير يُظهر بوضوح استراتيجية النظام الإيراني لقمع أي بوادر معارضة داخلية، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة التي تواجهه. الإعدامات كوسيلة للقمع…

حاوره: عمر كوجري الترجمة عن الكوردية: إدريس حسو قال مصطفى أوزجليك سكرتير حزب الوطنيين الكوُردستاني في حوار خاص مع صحيفتنا «كوردستان» إن حزبهم هوحزبٌ قوميٌّ ديمقراطيٌ، مرخّصٌ وعلنيٌ، لا يعرف نفسه بشخص، مجموعة، طبقة، دين أو طائفة، هو حزب من أجل الحقوق القومية، الديمقراطية، والثقافية للشعب الكوردي وجميع المكوّنات العرقية والدينية في كوردستان، ومن أجل حقوق الكورد في المدن التركية،…

طفا على السطح في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت خطاب التحريض والحض على العنف والكراهية تجاه الشعب الكردي في سوريا بحجج ومبررات واهية وغير حقيقية من قبيل رفض مبدأ النظام الفدرالي تارة ومحاربة قوات قسد واتهامها بإبادة المكون العربي تارة أخرى. ففي حين ان الرئيس التركي حرض بشكل صريح على إبادة الكور ودفنهم مع سلاحهم وإن كان كلامه موجه إلى قوات…