يا حيف على أحد طلابي العرب (محمد صالح عويد) ابن مدينة قامشلي

خليل مصطفى

 

أمس قرأتُ كتابات / رسالات (محمد صالح عويد) على صفحته الفيسبوكية:

الأولى ــ ( هذه رسالة عاقلة وطنية واخلاقية لعموم أهلنا في الجزيرة الفراتية: أرجو ان يعي اهلنا عربا وكردا ، مسلمين ومسيحيين حقيقة دور عصابات Pkk الغازية لجزيرتنا بتكليف من الأسد ، والتي استهدفت عموم اهلنا وكانت ضررا عظيما على اهلنا الكرد اولا .هذه فرصة تاريخية كي نساهم في طرد هذه العصابات بقيادتها الايرانية والتركية للمحافظة على السلم الأهلي في الجزيرة وعموم سورية ، ويتحرر عموم السوريين بكل تنوعاتهم دون منغصات وعثرات . ومن هذا المنبر مطالبهم اولا بتسليم قتلة مشعل تمو والكشف عن مصير عشرات الشباب الكرد السوريين الثائرين على الاسد وتم اعتقالهم واخفائهم حتى اليوم . عدا عن جرائم الحرب والمذابح التي ارتكبوها في قرى الجزيرة ، ويتم ارتكابها اليوم في الرقة وديرالزور وحي غويران بالحسكة . ( بنهاية رسالته أرفق فيديو لـ مهند الكاطع…).

الثانية ــ ( يا حيف عليكم / أغلب نُخب اخوتنا الاكراد . كنت أراهن ان تكونوا معنا يدا بيد محررين لسوريا من غيلان الطغيان: أهون ما في الأمر أنكم خائفون وحائرون حتى اللحظة وأسوأه: أنكم قايضتم طمأنينة الجماعة وروحها ، ببريق سراب الاخرين الخادع: كسرتم الدنَّ وردمتم البئر الذي حفرناه بأظافرنا سوية ، وما شربتم . يا حيف على معايد القريتين.).

ثانياً / ردِّي على رسالات (محمد صالح عويد):

1 ــ يا صديقي أنتَ كُنتَ واحداً من آلاف طلابي (المسلمين والمسيحيين) بمدرسة إعدادية الحمدانية في مدينة قامشلي. وطُلابي حتى تاريخه (وقد غدو رجالاً) يشهدون على صِدْقي واستقامة نزاهتي في أدائي لمُهمَّتي التربوية والتعليمية، وعلى تعاملي الإنساني والوطني معهم (داخل المدرسة وخارجها). وعلى الرَّغم من تعرضي لمُختلف أنواع الظلم والتَّعسف من قبل البعثيين (عرب الحسكة ودمشق). فلا زلتُ (بفضل الله تعالى) كما كُنتُ (خليل) الذي عرفهُ طلابه بالتجربة.

2 ــ يا صديقي (محمد صالح): أنا (خليل) بقيتُ في وطني ولم أُغادرهُ، على عكس ما فعلتَ أنتَ والكاطع، والكثير جداً من المُسلمين والمسيحيين أبناء الجزيرة الفراتية (كما تُسمِّها أنتَ.؟!).

3 ــ أستغرب من عقلكَ ووطنيتكَ وأخلاقكَ وأنتَ تسمِّي الجزيرة السورية بـ الجزيرة الفراتية.؟!

4 ــ أستغرب من جرأتكَ اللاعقلانية (وأنتَ بألمانيا) حيثُ لا تعرف شيء عن حقيقة الوقائع التي جرت في الجزيرة السورية (منذ 2011 ولتاريخه)، وأنتَ تُوجِّه نصائحكَ (الخُلبية) لـ العرب والكورد (المسلمين والمسيحيين).؟!

5 ــ أستغرب من معلوماتكَ (المُكتسبة ساسة تركيا والجُهلاء والمُرتزقة من أبناء الجزيرة) بخصوص تصنيفكَ لـ Pkk بالعصابات الغازية.؟! دون أن يخطر ببالكَ بأن غالبيتهم العظمى هُم من كورد سوريا… جاؤوا (بموجب قرارات دولية ومنها الدولة السورية) لنصرة أخوتهم المظلومين… ولعلمكَ أن العُقلاء من أبناء الجزيرة السورية يعرفون (علم اليقين) بأنهُم: ضحُّوا بأرواحهم ودمائهم لأجل حماية أهالي بلدات وقرى الجزيرة السورية من غزوات الإرهابيين (وتحديداً خلال محاولتهم غزو مدينة قامشلي).؟! بل وأكثر من ذلكَ أنهُم توجَّهُوا إلى محافظة الرقة وحرَّروا عرب المحافظة من قبضة الدَّواعش.

6 ــ أستغرب من قولك: فرصة تاريخية كي نساهم في طرد تلك العصابات.؟! ثُمَّ: كيف بكَ وأنتَ بألمانيا ستُساهم في طردهم.؟! ثُمً يا صديقي إنْ كُنتَ مِنَ العُقلاء، فسُؤالي: هل يكونُ جزاء الإحسان بشن بالعدوان (على مَنْ أحسن للعُربان).؟

7 ــ أستغرب من قولكَ (للمحافظة على السلم الأهلي في الجزيرة).؟! يا صديقي بما أنكَ (أنتَ) في ألمانيا، فمن الطبيعي أنكَ لا تعرف الحقيقة الآتية: إنَّ الذين تصفهُم بالعصابات… هُمُ الذين حافظوا على السلم الأهلي في الجزيرة. وإن أردتَ التأكُّد من قولي فأسأل عُقلاء الجزيرة.؟

8 ــ أستغرب لكلمتكَ: ( يا حيف عليكم نُخب اخوتنا الاكراد…).؟! يا صديقي (محمد صالح): قطعاً ليس من حقكَ أن تُعاتبنا… الظاهر تتناسى بأنكَ تعيش في ألمانيا، ولا زلت فيها حتى تاريخه… والآن لستَ معنا حيثُ نحن على أرض الجزيرة. نحن الذين تحملنا الكثير من غيلان الطغيان، بينما أنتَ في ألمانيا (ولا تزال) حتى تاريخه.

9 ــ أستغرب لقولك (لنا): أنكم خائفون وحائرون… فمن الحق والإنصاف: أن تُردُّ عليكَ أقوالكَ… ثُم يا صديقي: مِنَ المُعيب عليكَ أن تتَّهمنا: بأننا قايضنا… يا صديقي أخبرنا: أيَّةُ جماعة هي التي قايضناها.؟

10 ــ أستغرب اتِّهامكَ (لنا): بأننا كسرنا الدنَّ وردمنا البئر.؟! وهنا (في هذه الجزئية) أسألكَ: مَنْ كسر الدنَ وردم البئر خلال أحداث آذار عام 2004 حيثُ أصحاب السلطة في محافظة الحسكة (ومعهُم أذنابهُم من عرب المحافظة) ارتكبوا بحق الكورد جرائم (القتل والاعتقالات والتعذيب والسلب والنهب).؟

11 ــ أستغرب قولكَ: (حفرنا بأظافرنا سوية البئر).؟ يا صديقي (محمد صالح) أسألكَ: أيَّ بئر شاركتمونا في حفره.؟

بالمُحصِّلة: سأظل كما كُنتُ (إنساناً وطنياً حُرَّاً)… ولكن: يا حيف عليكَ أنتَ.؟

 

صباح السبت 14/12/2024

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…