صلاح بدرالدين
نحن باليوم التالي لعهد الظلام ، يوم ميلاد سوريا المعاصرة الجديدة ، نعم سقط نظام الاستبداد ، سقط النظام البعثي ، كنت انا وبنات وأبناء جيلي ، ورفاقي ، وغالبية شعبي الكردي ، والديموقراطيين السوريين نعمل منذ ستين عاما من اجل هذا اليوم ، واجهنا النظام بقدراتنا المتواضعة ، ورفعنا شعار اسقاطه ، ولم نضعف امامه ، وتمسكنا بمبادئنا ، في السجون والمعتقلات ، وفي المدينة والريف ، وبالداخل والخارج ، حققنا الإنجازات على صعيد تجديد حركتنا منذ عام ١٩٦٥ ، قدمنا التضحيات بدون حدود ، سجل مناضلونا ايات البطولة دفاعا عن اهدافنا ، لم نتخلى عن المسلمات ، ولم نرضخ للاملاءات ، والتهديدات ، لاحقتنا الأجهزة الأمنية منذ عهد المكتب الثاني انتهاء بعهد – محمد منصورة – الذي سخر موارد الدولة والسلطة البعثية الحاكمة لشق صفوف حزبنا المناضل – الاتحاد الشعبي الكردي – واثارة الفرقة والانقسام داخل صفوف الحركة الوطنية الكردية ، عرض علينا النظام اغراءات ، ورشوات فرفضناها وتابعنا مسيرتنا النضالية لجيلين كاملين وبقينا مرفوعي الرؤوس امام شعبنا الكردي ، ومواطنينا وشركائنا الوطنيين السوريين ، ساهم شبابنا بكل قوة في الثورة السورية المغدورة عبر التنسيقيات ، وحاولنا الحفاظ على الثورة وانقاذها من شرور الإسلام السياسي ، ولم نفلح ، تابعنا المساعي لاعادة البناء مبكرا منذ عام ٢٠١٢ من خلال مؤتمر وطني سوري جامع ، فلم نفلح ، على الصعيد الكردي ومنذ التاريخ نفسه حاولنا ومازلنا نحاول من خلال حراك ” بزاف ” إعادة بناء حركتنا من اجل وحدة الصف ، والتوافق حول المشروع القومي الديموقراطي الكردي ، وبناء مرجعية سياسية ، تنظيمية ، وتمثيل شرعي منتخب ، وقرار كردي سوري مستقل ، ولاشك ان العهد الجديد سيساعدنا على انجاز مانصبو اليه .
نحن الان امام انعطافة جديدة ، وبناء تحالفات جديدة على الصعيد الوطني ، يغادر فيها المعارضون الوطنييون الكيانات الهزيلة الفاشلة السابقة مثل – الائتلاف – التي بالإضافة الى فسادها وسقوطها الحقت الاضرار بالعمل الوطني ولابد من ان تراجع ماضيها .
نحن الان على اعتاب مرحلة جديدة على الصعيد الكردي حيث فشل واخفق – المجلس الوطني الكردي – وعليه المراجعة العميقة ، وقبول الهزيمة والاعتراف بخطأ رفضه لمشروعنا المطروح منذ تسعة أعوام لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وسلوك النهج المستقل ، وإعادة بناء التحالفات من جديد .
نحن الان على اعتاب مرحلة جديدة على الصعيد الكردي يقتضي اعتراف جماعات – ب ك ك – بما اقترفته من خطايا تجاه الكرد أولا والسوريين عموما ، حينما وفدت لنصرة النظام ومحاربة الثورة السورية ، ودورها السلبي في تحريف مبادئ ، وتقاليد الحركة الكردية السورية ، وتعاملها الميليشياوي القاسي مع الكرد السوريين ، وتسلطها – الاحتلالي على مقدرات المنطقة ، ومن مصلحة الكرد أولا وكل السوريين عودة مسلحي – قنديل – الى أماكنهم السابقة ، وفك الارتباط الآيديولوجي ، والتنظيمي ، والعسكري عن – ب ك ك – والتحول الى حركة مدنية ، سياسية قومية ووطنية تتفاعل مع العمل القومي الكردي المشترك .
بتحقيق هذه الخطوات وخصوصا المراجعة النقدية الشجاعة سيلتئم شمل شعبنا من جديد ، وسنتمكن من عقد مؤتمرنا الكردي السوري الجامع في أجواء الحرية ، وفي ظل سوريا الحرة الجديدة ،.
ننحني اجلالا امام دماء شهدائنا الابرار وفي مقدمتهم شهيدنا ورفيق دربنا مشعل التمو ، والشخصية الوطنية الدينية معشوق الخزنوي ، والشهيد سليمان آلي ، وشهداء ( انتفاضة قامشلو ) من الجزيرة وكوباني وعفرين ، وشهداء نوروز في عفرين ، ونترحم على مناضلينا الاشاوس الذين لم ينحنوا امام الجلاد وعلى راسهم رفيق دربنا العم اوصمان صبري ، وكل الذين ذاقوا مرارة السجون من الحاج دهام ميرو الى عبد الله ملاعلي ، وكنعان عكيد ، ورشيد حمو ، والقائمة تطول .
نحن الان في مرحلة جديدة وعلينا مواصلة النضال من اجل تحقيق المهام الجديدة لمصلحة الشعب والوطن .
اكرر التهاني للجميع ببزوغ فجر الحرية في هذا اليوم المجيد ، وعاشت سوريا حرة ديموقراطية تعددية .