خالص مسور
أهكذا وبضربة معلم – يا سيادة الرئيس- تطلب من محاربي الجبال الكرد إلقاء السلاح مجاناً وبدون مقابل؟ ألا تدرك أن فاعل الخير والساعي بالصلح بين طرفين متصارعين يتوجب عليه ألا يطلب من الأضعف إلقاء سلاحه بشكل مجاني ودون مقابل، أليس من المفروض أن يكون الساعي إلى الخير أكثر إنصافاً ونصرة للحق ويطالب الطرف الآخر الأقوى أيضاً – وكنتيجة منطقية- بالتفاوض على الأقل مع ملقي السلاح، لأننا نعلم أن الشعوب المضطهدة لا ترفع السلاح حباً بالسلاح أو بالقتل والتدمير، وخاصة إذا كان رافعي السلاح أكراداً مساكين غمطهم الآخرون حقهم وحقوقوهم، ولم يسلموا حتى من الترانسفير الإسمي أي سلبوهم حتى اسمهم الذي يعرفون به من الأكراد إلى أتراك الجبال.
وحقيقة الأمر ليست هذه إلا سلخ للجلود واستبدال بجلود الآخرين تماماً، فهل هناك شعب أي شعب في العالم يقبل على نفسه هذا اللقب المسلخي الموشى بماء الهمجية والتخلف في نفس الوقت!.
وحقيقة الأمر ليست هذه إلا سلخ للجلود واستبدال بجلود الآخرين تماماً، فهل هناك شعب أي شعب في العالم يقبل على نفسه هذا اللقب المسلخي الموشى بماء الهمجية والتخلف في نفس الوقت!.
ألا تشترط على الاقل يا سيادة الرئيس، على الطرف الأقوى الذي يغير ويبدل في خلق الله على هواه وبغير وجه حق ما يحلو له أن يغير ويبدل، أليس هوالتعدي حتى على حدود الله وشرعه أيضاً:(…وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)-الحجرات.
ألا يرقى هذا الأمر إلى جريمة الإبادة الجماعية وإنهاء شعب بأكمله من الوجود.
فما طلبته يا سيادة الرئيس سيخلد بقاء هؤلاء الكرد البائسين باسمهم الجديد القديم إلى الأبد… أتراك جبال وليس أكرادها؟ ألا نعلم بأن الأتراك ماهرون – وعلى مر تاريخهم- باللعب على الحبلين وممارسة البهلوانات السياسية، وأنهم إن تغدوا بمقاتلي الجبال اليوم فسيتعشون ببيشمركة كردستان العراق غداًًً؟ وسأروي لك يا سيادة الرئيس حادثة واقعية مؤلمة ومعبرة في آن جرت في كردستان تركية في عشرينيات القرن الماضي.
فحينما كانت الدولة التركية تتعقب أخوين فارين من وجه الدولة التركية وزعيمين لعشيرة (رمان) الكردية وهما أمينى بريخانى وأخ له يدعى عبد الله.
في هذه الأثناء انقلب أمين على أخيه عبد الله وتحالف مع الدولة التركية ضد أخيه حيث ساعد الدولة أخيراً في القبض على أخيه عبد الله، وحينما جيء بعبد الله هذا إلى منصة الإعدام وأمام حبل المشنقة خاطب أخاه قائلاً: أمين…عليك أن تعلم يا أمين، بأنني فطور وأنت عشاء!.
ومن هنا ألا تعلم يا سيادة الرئيس إذا ما ألقى هؤلاء مقاتلوا الجبال السلاح ألا يكونون عندها وجبة فطورفاخرة على موائد الذئاب الرمادية، أما شعبك المسكين في كردستان العراق فسيكون ولاشك وجبة عشاء فاخرة ولا ريب؟ تصور– يا سيادة الرئيس- فلولا معركة الزاب الإسطورية التي انتصر فيها حفنة ممن تودهم أن يلقوا سلاحهم، لولا انتصارهم في هذه المعركة الإسطورية على الجيش الثاني في الحلف الأطلسي وعلى أكثرالجيوش بربرية في التاريخ، فهل كان المسؤولون الأتراك سيبادرون بالمجيء إليكم في بغداد والتفاوض معكم ويأخذوا لكم وزنا وجودياً وسياسياًً؟ أليس هذا المسؤل وأسياده أنفسهم هم الذين رفضوا يوماً ما استقبالك إلا كرئيس عشيرة يقطر تخلفاً وهمجية..من وجهة نظرهم طبعاً؟.
نعم ، قد نقدرموقفك النبيل – يا سيادة الرئيس – وخوفك على الإقليم من الإجتياحات القادمة، وأن تكون تلك سياسة يراد بها تحجيم الخطر التركي على الإقليم…فلاباس في هذا.
ولكن حتى هذا لكلام لايصح دون إضافة عبارة التفاوض مع إلقاء السلاح، وهذا هو الصحيح وليس الإلقاء المجاني للسلاح لأن هؤلاء المسلحون هم طليعة شعب له حقوق هضمت وكرامة انتهكت وهم يعملون الآن على استردادها بعدما إعيتهم الحيل والوسائل السلمية.
وبدون هذا فسيأتي دوركم في إلقاء السلاح بالحجج التركية التي لاتنتي ومنها خطركم على مستقبل تركية ذاتها.
ولكن تأكد أن كل الإجتياحات إذا كانت هناك اجتياحات سيكون مصيرها كمصير اجتياح الزاب والفشل الذريع، والحكام الأتراك يعلمون هذا جيداً قبل غيرهم، وأنت تعلم ذلك أيضاً، وغيرك يعلمه.
ولهذا خفت أو انعدمت في تركية أصوات السحق والإجتثاث، ولم يعد يحلمون كما كانوا باجتياحاتهم المهزومة إلا بعد ألف حساب وحساب، ولم يعد يحلمون برحلة صيد ممتعة لقطع رؤوس مقاتلي جبال قنديل أبداً.
نعم لقد استطاع المسؤولون الأتراك خداع العالمين العربي والإسلامي معاً بمواقفهم الظاهرية من مأساة الشعب الفلسطيني ومن العدوان الصهيوني البربري على أطفال غزة، هذا العدوان الذي أدانه مقاتلوا الجبال بأكثر مما أدانه رئيس الوزراء التركي نفسه أثناء سجاله الظاهري مع رأس الدولة الصهيونية في مؤتمرالمانحين الدولي حول غزة.
ألا يرقى هذا الأمر إلى جريمة الإبادة الجماعية وإنهاء شعب بأكمله من الوجود.
فما طلبته يا سيادة الرئيس سيخلد بقاء هؤلاء الكرد البائسين باسمهم الجديد القديم إلى الأبد… أتراك جبال وليس أكرادها؟ ألا نعلم بأن الأتراك ماهرون – وعلى مر تاريخهم- باللعب على الحبلين وممارسة البهلوانات السياسية، وأنهم إن تغدوا بمقاتلي الجبال اليوم فسيتعشون ببيشمركة كردستان العراق غداًًً؟ وسأروي لك يا سيادة الرئيس حادثة واقعية مؤلمة ومعبرة في آن جرت في كردستان تركية في عشرينيات القرن الماضي.
فحينما كانت الدولة التركية تتعقب أخوين فارين من وجه الدولة التركية وزعيمين لعشيرة (رمان) الكردية وهما أمينى بريخانى وأخ له يدعى عبد الله.
في هذه الأثناء انقلب أمين على أخيه عبد الله وتحالف مع الدولة التركية ضد أخيه حيث ساعد الدولة أخيراً في القبض على أخيه عبد الله، وحينما جيء بعبد الله هذا إلى منصة الإعدام وأمام حبل المشنقة خاطب أخاه قائلاً: أمين…عليك أن تعلم يا أمين، بأنني فطور وأنت عشاء!.
ومن هنا ألا تعلم يا سيادة الرئيس إذا ما ألقى هؤلاء مقاتلوا الجبال السلاح ألا يكونون عندها وجبة فطورفاخرة على موائد الذئاب الرمادية، أما شعبك المسكين في كردستان العراق فسيكون ولاشك وجبة عشاء فاخرة ولا ريب؟ تصور– يا سيادة الرئيس- فلولا معركة الزاب الإسطورية التي انتصر فيها حفنة ممن تودهم أن يلقوا سلاحهم، لولا انتصارهم في هذه المعركة الإسطورية على الجيش الثاني في الحلف الأطلسي وعلى أكثرالجيوش بربرية في التاريخ، فهل كان المسؤولون الأتراك سيبادرون بالمجيء إليكم في بغداد والتفاوض معكم ويأخذوا لكم وزنا وجودياً وسياسياًً؟ أليس هذا المسؤل وأسياده أنفسهم هم الذين رفضوا يوماً ما استقبالك إلا كرئيس عشيرة يقطر تخلفاً وهمجية..من وجهة نظرهم طبعاً؟.
نعم ، قد نقدرموقفك النبيل – يا سيادة الرئيس – وخوفك على الإقليم من الإجتياحات القادمة، وأن تكون تلك سياسة يراد بها تحجيم الخطر التركي على الإقليم…فلاباس في هذا.
ولكن حتى هذا لكلام لايصح دون إضافة عبارة التفاوض مع إلقاء السلاح، وهذا هو الصحيح وليس الإلقاء المجاني للسلاح لأن هؤلاء المسلحون هم طليعة شعب له حقوق هضمت وكرامة انتهكت وهم يعملون الآن على استردادها بعدما إعيتهم الحيل والوسائل السلمية.
وبدون هذا فسيأتي دوركم في إلقاء السلاح بالحجج التركية التي لاتنتي ومنها خطركم على مستقبل تركية ذاتها.
ولكن تأكد أن كل الإجتياحات إذا كانت هناك اجتياحات سيكون مصيرها كمصير اجتياح الزاب والفشل الذريع، والحكام الأتراك يعلمون هذا جيداً قبل غيرهم، وأنت تعلم ذلك أيضاً، وغيرك يعلمه.
ولهذا خفت أو انعدمت في تركية أصوات السحق والإجتثاث، ولم يعد يحلمون كما كانوا باجتياحاتهم المهزومة إلا بعد ألف حساب وحساب، ولم يعد يحلمون برحلة صيد ممتعة لقطع رؤوس مقاتلي جبال قنديل أبداً.
نعم لقد استطاع المسؤولون الأتراك خداع العالمين العربي والإسلامي معاً بمواقفهم الظاهرية من مأساة الشعب الفلسطيني ومن العدوان الصهيوني البربري على أطفال غزة، هذا العدوان الذي أدانه مقاتلوا الجبال بأكثر مما أدانه رئيس الوزراء التركي نفسه أثناء سجاله الظاهري مع رأس الدولة الصهيونية في مؤتمرالمانحين الدولي حول غزة.
ولكن فليتأكد الجميع أن تركية عضو بارز في الحلف الأطلسي الحليف لإسرائيل والمعادي للتطلعات العربية ولهذا يكون ما جرى كان لعباً على الحبال، رمي الوزير التركي من ورائه ذر الرماد في العيون وإعادة تمثيل دور الخلافة العثمانية واحتواء العرب تحت عباءة وريث الخلافة من جديد، وإظهار تركية بمظهر المدافع عن حقوق العرب، بالإضافة إلى آمال بعيدة المدى وهو عزل أكراد تركية والعراق وحشد التأييد العربي والإسلامي له، لمساعدته ضد الشعب الكردي البريء الذي باتت حقوقه تؤرق مضاجع الحكام الأتراك وضد مقاتلي جبال قنديل بل المنتشرين في كل أحاء كردستان تركية.
فإذا كانت تركية تريد الخير للعرب والمسلمين فلماذا وفي أبسط مثال، لم تستجيب للمظالم العربية في مؤتمر المياه الذي عقد منذ أيام في استانبول حتى في اعتبار المياه الدولية كنهري دجلة والفرات ملكاً للإنسانية مثلاً؟ وولهذا ندرك أن تأيده رئيس الوزراء التركي لغزة جاءت تصب في خانة مصالح تركية قبل مصلحة غزة وشعبها، فكان الرجل يريد من ورائه بناء آمال مصالحية بعيدة المدى تخص دولته لاغير.
وعلينا أن ندرك – على الدوام- بأن أي موقف من الحكومات والدول تجاه أية قضية في لعالم هو موقف سياسي بالدرجة الأولى وكما يقال وراء كل عظيم امرأة، كذلك نقول وراء كل موقف دولي مصلحة سياسية ذاتية بالتأكيد.
ولهذا ندرك بأن دفاع رئيس الوزراء التركي لم يأت دفاعاً عن شعب غزة بقدر ما هو جر للعرب إلى فلك المصالح التركية.
نعم، لقد دافع شعب غزة عن نفسه دفاع الأبطال عن حقه المغتصب، فلم يركع لحظة أمام همجية الدبابات والفوسفور الأبيض، رافضاً الإستسلام أمام أعتى قوة بربرية في المنطقة.
هكذا تحارب الشعوب يا سيادة الرئيس ولن تلقي سلاحها بالمجان أبداً.
فلا أحد اليوم من العرب يطلب اليوم من شعب غزة رغم عدم إتفاق البعض معه، أي حتى هؤلاء غير المتفقين، لن يطالبوا الغزاويين إلقاء السلاح بالمجان، بل كان شرط الجميع هو التفاوض مع التهدئة، والأخذ بنظرية الدولتين أي دولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية…انتهى!.
وفي الختام لكم كل تحياتي واحترامي وعذراً – سيادة الرئيس- إن كنت قد أسأت وتجاوزت…
فإذا كانت تركية تريد الخير للعرب والمسلمين فلماذا وفي أبسط مثال، لم تستجيب للمظالم العربية في مؤتمر المياه الذي عقد منذ أيام في استانبول حتى في اعتبار المياه الدولية كنهري دجلة والفرات ملكاً للإنسانية مثلاً؟ وولهذا ندرك أن تأيده رئيس الوزراء التركي لغزة جاءت تصب في خانة مصالح تركية قبل مصلحة غزة وشعبها، فكان الرجل يريد من ورائه بناء آمال مصالحية بعيدة المدى تخص دولته لاغير.
وعلينا أن ندرك – على الدوام- بأن أي موقف من الحكومات والدول تجاه أية قضية في لعالم هو موقف سياسي بالدرجة الأولى وكما يقال وراء كل عظيم امرأة، كذلك نقول وراء كل موقف دولي مصلحة سياسية ذاتية بالتأكيد.
ولهذا ندرك بأن دفاع رئيس الوزراء التركي لم يأت دفاعاً عن شعب غزة بقدر ما هو جر للعرب إلى فلك المصالح التركية.
نعم، لقد دافع شعب غزة عن نفسه دفاع الأبطال عن حقه المغتصب، فلم يركع لحظة أمام همجية الدبابات والفوسفور الأبيض، رافضاً الإستسلام أمام أعتى قوة بربرية في المنطقة.
هكذا تحارب الشعوب يا سيادة الرئيس ولن تلقي سلاحها بالمجان أبداً.
فلا أحد اليوم من العرب يطلب اليوم من شعب غزة رغم عدم إتفاق البعض معه، أي حتى هؤلاء غير المتفقين، لن يطالبوا الغزاويين إلقاء السلاح بالمجان، بل كان شرط الجميع هو التفاوض مع التهدئة، والأخذ بنظرية الدولتين أي دولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية…انتهى!.
وفي الختام لكم كل تحياتي واحترامي وعذراً – سيادة الرئيس- إن كنت قد أسأت وتجاوزت…