بداية لابد من التنويه ((أود أن أوضح أن أي استدلال من قِبَلي بآيات قرآنية في مقالتي هذه ستكون من باب الاستشهاد بها من جانب اللغوي وشرح للموقف بعيداً عن فتاوى التحليل و التحريم فقد يكون بيننا من لا يؤمن بأية أديان أو ليس من المسلمين ، بل الغاية كما ذكرت ، سيكون من الجانب اللغوي والنحوي حيث القرآن كلام سماوي- هذا ما أؤمن به – وكونه القرآن يضم جزء كبير من اللغة العربية ، وأوضح أن الخلط بين الدين والسياسة أمر أراه غير صحيح وسيتم بطريقة أو بأخرى استغلال الدين ، إذ ما ادخل في السياسة وخاصة في هذا الوقت بالتحديد ، وعذراً من السادة بيير والحكيم لذكر أسمائهم من دون ألقاب))
ولنبدأ بجملة الدكتور عن تصعيد التدريجي للسلطة ” و ناهيكم عن عمليات القتل التي حدثت في آذار 2004… ومن ثم 2007 و2008 “
وبرأي بيير أن الدكتور ينفي الشهادة عن الشهداء مستنداً على جملة الدكتور (وناهيكم عن عمليات القتل)
يقول الله تعالى في كتابه العزيز عن الشهداء ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون”
وبعد خسارة المسلمين في غزوة أحد وبأمر من رسول الله عليه الصلاة والسلام رد سيدنا عمر رضي الله عنه على المشركين متحدثاً عن الشهداء ((قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار)) وقتلى المسلمين هم الشهداء بالطبع
لذا فقول الدكتور وهو يحصي ممارسات النظام تدريجيا ومنها القتل فهو طبيعي لان الحكومة قامت بعمليات قتل ولم تقم بعمليات استشهادية، وعمليات القتل هي تجريم للسلطة والذين قتلتهم السلطة هم شهدائنا ، أذن ليس هناك شهادة ما لم يكن هناك موت او قتل وليس هناك شخص يعيش بيننا ونراه وهو بنفس الوقت شهيد، وقد سبق أن أبدى الحكيم رأيه بوضوح عن الشهداء في مقالة مؤثرة عن شهداء 2008 بعنوان “في الأربعينية ” عندما يستفسر شهداء 2007 من شهداء 2008 ماذا حدث بعد استشهادنا .
أذن هناك سوء فهم لدى بيير في هذه النقطة ولكن الأخطر و الاهم من هذا وفي هذه النقطة بالذات ان بيير هو من ينفي عنهم صفة الشهداء بتسميتهم ضحايا او قرابين وهي اقل مرتبة وفخر من الكلمة الأصلية ” الشهداء ” لان الرجل لا يعجبه تسمية الشهداء بقوله أنها قريبة من المفهوم الديني وكأن المجتمع الكردي بعيدا عن الدين وهنا يخلط بين حريته وأهوائه الشخصية وبين العادات والتقاليد والقيم الدينية ونعرف أن اسمى كلمة يمكن ان يتمناه الشخص بعد وفاته هو لقب الشهيد وحتى الاحزاب التي تتبنى الفكر الشيوعي والتي ترى الدين عدو السياسة فلم تتبرأ ولازالت تستخدم كلمة الشهيد وبهذا يحاول بيير فرض مصطلحه الشخصي على تسمية ثابتة في العمق الإنساني ،
قد يستطيع الشخص تغيير بيته او لبسه او حتى اسمه كما يفعل البعض، وهم أحرار لأنه شيء يدخل في خصوصياتهم ، ولكن ليس كل من لا يعجبه شيء في المجتمع يستطيع إلغائه بقرار أو رأي شخصي.
النقطة الاخرى، هو شرح بيير كيف خرق الدكتور قرارات مؤتمر العاشر، لأنه لم يستخدم كلمة الانتفاضة رغم تبنيه في المؤتمر العاشر!
والسؤال الم يكن حديث الدكتور في سياق تعداد الممارسات التصعيدية للسلطة ، فلماذا سيحشر كلمة الانتفاضة والتي هي من صنع الشعب الكردي ويغيّر الموضوع ما دام الحديث متواصل عن ممارسات السلطة ومصطلح – الانتفاضة – هو شيء مقرر ومنتهي ومتفق عليه في المؤتمر، وهل قال الحكيم “أحداث ” اذار مثلاً ليتهم بانه نفى الانتفاضة او ” استعاض “عنها بشيء آخر
النقطة الاخرى تعليق بيير على قول الدكتور “أن هناك تصعيداً خطيراً ونوعياً ضد الشعب الكردي من خلال زيادة وتيرة القمع والتنكيل ضد الكرد”
فيبدي بيير اختلافه ايضا بقوله : ” وهنا أيضاً نختلف إلى حدٍ ما مع ما ذكر؛ حيث أن نهج وممارسات النظام السوري – ومنذ الانقلاب العسكري لعام 1963 مستمرة ..” .
وهنا نتساءل الم يرى القاص بيير كلمة ” التــــــــــصــعـيد ” أي الزيادة أي كان هناك ممارسة للظلم والقمع ضد الشعب الكردي كالإحصاء والاعتقال وأخواتها ، ولكنه تصاعد وازداد أي أضيف لهم القتل الجماعي والقصد به (شهدائنا) والمرسوم 49 وخالاته فلماذا تختلف معه حبذا ان توضح هل الممارسات ضد الكرد “مستمرة فقط ” أم “مستمرة مع الزيادة ” أي متصاعدة
النقطة الاخرى على مقال بيير اكتشافه مصطلح ” التقية السياسية ” وكأن القضية الكردية كإحدى قصصه القصيرة يصطلح فيها ما يشاء حتى لو كان ذلك يبعث على سخريته من نضال الحركة الكردية فمعنى كلام بيير ، ان كل المحاولات من قبل الحركة الكردية الداعية للحوار مع السلطة بتقية سياسية ومحاولة لاستدرار عطف السلطة متجاهلا بذلك الحقيقة وهي ضعف وتشتت الحركة الكردية ويرى كأننا امام قوتين متعادلتين او متقاربتين من ناحية القوة .
ونسأل الأخ بيير هل دعت الحكومة الى حوار حقيقي ومتكافئ وتهرب الكرد وطالبوا بالبديل عنها كـ “العطف ” ، ونعرف أن الذي لديه الاستعداد للظلم ليس لديه مكان للعطف كلنا نعرف أنه الواقع ، وكما يقال ” حكم القوي على الضعيف ” وهل عرضوا على الأخ بيير في فترة اعتقاله حواراً ديمقراطياً ورفض.
أذن الأخ بيير بهذا المصطلح يحول كل نضال الحركة الكردية الى مستدر وطالب العطف وفي الحقيقة الحركة الكردية لم ترى غير هذا الطريق الوحيد المفتوح لهم وهو النضال السلمي وليس ” التقية ” وقد تطور النضال من البيانات فقط الى بعض النشاطات والاحتجاجات التي قامت مؤخراً وكان البارتي والحكيم في أول المتوجهين الى دمشق احتجاجاً على المرسوم 49 السؤال فلماذا يحاول بيير تحميل الحكيم وحده كل سلبيات نضال الحركة الكردية بذكرها في مقاله الديمقراطي، ما دام ينتقل بيير نفسه ، وبعد ان يشبع من الحديث عن تقية حكيم بالحديث ، أن هذا ما قامت به الحركة مجتمعةٌَ بقول بيير(( : وهكذا فيمكن القول: بأن ما يسبق الموقف السياسي السالف الذكر، من أسئلة وما تبطنها من صياغات وتعابير يمكن إدراجها تحت يافطة (استدرار عطف السلطات السورية تجاه الكورد وقضيته) أو ما يمكن تسميته بخطاب (التقية السياسية) للحركة الكوردية؛ ))
أذن فلماذا يحاول بيير ان يبرهن بعض مواقف تناقض الحركة ويقوم بتفصيلها على مقاس مقالة الحكيم لإدانته.
والسؤال لـ بيير كيف تستطيع أطلاق كلمة المهادنة وما المقصود بها، حيث يقول بيير : ((القمع والاستبداد الذي يمارس بحق الناشطين والكوادر تدفع أحياناً إلى لغة (المهادنة) وذلك بدل لغة الحوار الحقيقي والمتكافئ)) .
السؤال وهل هناك طريق للحوار حتى يستبدل بمهادنة ، ولن نلومك على كلمة الحوار الحقيقي والمتكافئ وكأننا برأي بيير، نملك دولة مستقلة ولسنا قومية مضطهدة لا تمثل أقل من ربع من سكان سوريا ، ولماذا يحشر كل نواقص الحركة للتشكيك بمقال الدكتور، وغير مطلوب منه في كل الاحوال إلا قول الحقيقة وذكر الخطأ فلماذا المغالاة لكسب حكم بعض القراء ، والتشويش على البعض الآخر، ومن ثم يجيب على نفسه كي يوهم نفسه والبعض الآخر بأنه غير متناقض وذلك بقوله “ونعتقد بأن هذا الواقع ليس فقط الدكتور (حكيم) وكذلك (حزبه؛ البارتي) ولا حتى الحركة الكوردية إجمالاً هي التي تتحمل وزرها ومسؤليتها، وإنما نحن السوريين؛ سلطة ومعارضة مسؤولين عنها” .
أذن هذه مسؤولية كل السوريين برأيك ، فلماذا تحمله كفأس لتنخر بها مقالٍ لسكرتير حزبك ومادام مقال الرجل بالأصل فيه نقاط ضعيفة تستوجب المراجعة .
يعلق بيير ايضا على عرض الدكتور لمأساة الكرد وعما حدث لنضال الحركة حيث اصبح يترافق بالاحتجاجات والتظاهر وعن رد السلطة بمعاقبتها للكرد حتى التصعيد في محاربتهم بلقمة عيشهم ، وهو ما حاول الحكيم عرضه لإظهار ظلم الدولة لمواطنيها وتكرار محاولات الكرد التشبث بحقوقهم و متابعة نضالهم ويأتي عرض الحكيم على شكل” تساؤلات مكررة ” ليزيد من التمسك والإصرار بحقوق الكرد ” وبالتأكيد أن القاص يعرف معنى التوكيد لفظي والمعنوي وليكن العملي ايضاً
فيجيب بيير وهو يحاول اعطاء درس على شكل ” من طالب زكي الى أستاذ يعاني من النسيان “
والكلام لبيير : فإننا لا نود أن نقول: بأنه عليه (الدكتور) العودة إلى مشروع (محمد طلب هلال) حيث الإجابة الوافية وما المراسيم الأخيرة إلا امتداد لتلك السياسة.
القضية الوحيدة التي اتفق مع بيير هو عن قضية الأخوان ونحن لا نزال بانتظار الجواب من الدكتور و كان على بيير قبل ان يحلل أن يصبر أو يطلب معرفة الإشكال ثم ليقرر موقفه ، لأنه يطالب الحركة الكردية والبارتي بمعاقبة الحكيم بقوله:” وهكذا فإن الدكتور (يخرج) الحركة الكوردية وبكل فصائلها من صفوف المعارضة ويدخلها قسراً في صفوف “الموالاة للنظام” و(لا) نعلم ما هو موقف الأحزاب الكوردية بمن فيهم (البارتي) من هذا الطرح السياسي وكذلك موقف المعارضة السورية، إعلان دمشق مثلاً “.
من ناحيتي سأكتفي بهذا التعليق على ما ورد في مقالة بيير ، مع العلم أن الأمر يحتاج كما يفعل البعض من الأخوة الى قسم 2 و..
وأود التأكيد على شيئين قبل طرح بعض الأسئلة للأخ بيير ، وهما ، ان كل عربي شريف يدّعي انه لا يحلم بدولة للأمة العربية فهو غير صادق
وأن كل كردي شريف يدّعي أنه لا يحلم بدولة كردية مستقلة فهو كاذب ، ولكن الواقع غير الحلم لذا اسأل الأخ بيير
هل تبنى حزبنا مصطلح غربي كردستان والإقليم الملحق بسوريا ، فلماذا وأنت العضو الاحتياط للجنة المركزية تكرر ذلك في مقالاتك وتزيلها بعضو الاحتياط ايضاً، أليس هذا خروجاً على دستور ونظام الحزب
وهل اقر الحزب مصطلح القرابين والضحايا بدل الشهداء
ولماذا جاء مقالك الديمقراطي بعد عدة مقالات أو شبه قراءات لمقال الدكتور، والذي كان قد نشر في 1- 5 و9 -5 الم يكن حرياً ان تحلل ذلك قبل الاخرين ولما انتظرت حتى تهجم البعض الآخر فتركض وتحمل سكيناً حاداً لتقضي على من اعتقدته فريسة وأن أحد لن يلومك كونك القاص الذي لا يسكت عن الخطأ ، فرأيت نقطة خلل فأضفت عدة نقاط من خللك عليه ، وخاصة انك كنت اكثر تهجماً واقل فهماً للمقال ولماذا لم نرى لك موقف نقدي على مواقف كثيرة تتطلب ذلك أم أنها فوضى أصوات السكاكين التي تحاول النيل من البارتي وليس من الحكيم لان الدكتور شخص قد يذهب في أية لحظة ويأتي غيره.
خلاصة القول أن الدكتور أخطأ وننتظر إيضاحاً منه، وارى أن لا نخفي الديمقراطية والحرية في داخلنا أو بالقرب منا ومن ثم نستعملهما، مرة واحدة ومعها عصا غليظة فنفسد ونهدم وغاية الديمقراطية والحرية البناء.
وكما تفضل الأخ بيير ، أرجوا أن يكون الذي يجمعنا أكثر عمقاً ونبلاً من الذي يطفو إلى السطح.