إبراهيم مصطفى (كابان)
ما هكذا نحلل الحدث السياسي يا صديقي ..
ولا يجوز أن نرمي الاتهامات جزافاً بمجرد أن المقياس التحليلي للسياسة أصبح شوربة لدى من يدعي أنه سياسي ومثقف ..
أدهشني كثيراً ما ورد في مقال للسيد زيور العمر بعنوان (فوبيا الأسئلة المشروعة) على بعض مواقع الإنترنت ومنها ( ولاته مه ) مما دفعني إلى كتابة بعض الردود السريعة حول ما احتواه المقال:
لست هنا بصدد مدح شخصا ما أو ما شابه ذلك فأنا معروف عني بانتقاداتي لكل ما هو غير سليم ابتداءً من الشخصيات وانتهاء بالتنظيمات … ومشعل تمو كغيره إنسان عادي قد يخطأ أو لا ، ولست هنا اشخص أو أقيس أعماله وبطولاته فهذا ليس من اختصاصي وإنما أترك ذلك لمن يدعّي بأنه ضالع في السياسة وخبير في الحركة الكوردية في سوريا.
ما هكذا نحلل الحدث السياسي يا صديقي ..
ولا يجوز أن نرمي الاتهامات جزافاً بمجرد أن المقياس التحليلي للسياسة أصبح شوربة لدى من يدعي أنه سياسي ومثقف ..
أدهشني كثيراً ما ورد في مقال للسيد زيور العمر بعنوان (فوبيا الأسئلة المشروعة) على بعض مواقع الإنترنت ومنها ( ولاته مه ) مما دفعني إلى كتابة بعض الردود السريعة حول ما احتواه المقال:
لست هنا بصدد مدح شخصا ما أو ما شابه ذلك فأنا معروف عني بانتقاداتي لكل ما هو غير سليم ابتداءً من الشخصيات وانتهاء بالتنظيمات … ومشعل تمو كغيره إنسان عادي قد يخطأ أو لا ، ولست هنا اشخص أو أقيس أعماله وبطولاته فهذا ليس من اختصاصي وإنما أترك ذلك لمن يدعّي بأنه ضالع في السياسة وخبير في الحركة الكوردية في سوريا.
وأنا أعلم وأدرك إن ما يحصل داخل الحركة ليست مسؤولية القيادات والتنظيمات وحدها فنحن كمثقفين والكتاب أيضاً مسؤولون عنها لطالما نحن نكتفي بنقدها في كتاباتنا ومقالاتنا دون طرح البديل الحقيقي لها ..
ولكن جل ما أقوله هنا في صدد ردي على ما ورد في مقال السيد زيور العمر هو إظهار ما أعرفه عن السيد مشعل تمو الذي استطاع من إقناعي ورفاقي قبل أقل من عام على اندماج (هيئة المثقفين الكورد الذي كنت أديرها) مع تيار المستقبل الكوردي بعد أن رأيت فيه الشخص المناسب للمرحلة ورأينا في تيار المستقبل الكوردي الصيغة الجامعة الأكثر تناسباً لاحتواء كافة الأفكار والآراء المتشرذمة بحكم صراعات ونزاعات تنظيمات حركتنا السياسية الكوردية في سوريا ..
ولم أجد أن السيد مشعل تمو فعل كل ما فعل من أجل إظهار شخصه ..
من وراء تعرضه للاعتقال وسجنه لثلاث سنوات ونصف في أقبية الزنزانات المظلمة ..
وأنه أي السيد مشعل لم يهيمن على التيار أو يفرض اجندته الشخصية عليها .
وإنما هنا بالإضافة إلى توضيح بعض ما ورد في مقال السيد زيور العمر أضيف شهادتي على براعة هذا الرجل العظيم وجرأته وثقافته العالية الذي قال فيه يوماً السيد عبد الرزاق عيد في إحدى كتبه عن حقوق الإنسان في سوريا أن الأستاذ مشعل تمو هو الشخص الوحيد من بين الكورد يحمل لواء النضال حقيقي في مجال حقوق الإنسان .
فليعلم صاحبنا وأنا أكن له ولرأيه الاحترام ، ان في غضون مراجعتنا لمعرفة أداء التنظيمات وآلياتها النضالية منذ تأسيسها إلى اللحظة سنجد أن بين فينة وأخرى تحلت حركتنا بولادات قيصرية تمخضت عنها تنظيمات جديدة أكثر تطوراً عنما سلف ، وما شاهدناه عن التنظيمات الجديدة التي توالدت مع بداية القرن الواحد والعشرين كانت أكثر تطوراً من حيث آلية النضال واستخدامها للسبل الأكثر نجاحاً في تحقيق المكتسبات ، حيث قامت باستخدام سبل مختلفة ومتطورة عن سابقها وقد شاهدنا بعد انتفاضة 12 آذار وبعد اختفاء واغتيال الشيخ الشهيد محمد معشوق خزنوي وطبعاً أقصد هنا بالولادات الجديدة تنظيمات (لجنة التنسيق الكوردي) المولودون الجدد كما يسميه المعسكر العتيق في الحركة الكوردية ، ووجدنا أن هذه التنظيمات أكثر حركية في استخدام آلية التصعيد الميداني وأكثر استخداماً في رفع وتيرة الخطاب السياسي الكوردي .
وإذا كان تيار المستقبل الكوردي آخر تنظيم ولدته البوصلة السياسية التنظيمية الكوردي في سوريا إننا نجد فيه أكثر التنظيمات جرأة من حيث استخدام آلية النضال وأكثر التنظيمات رافعة لواء الخطاب السياسي الكوردي الثقيل كما يسميها البعض .
أقول نعم لقد دفع مشعل تمو ثمن خطابه السياسي الجريء وسنجد ذلك واضحاً في سلة الاتهامات الجائرة والموجه ضده من قِبل الدوائر الأمنية ومحكمة الجنائية بدمشق حيث ارتكزت على اتهامه بنشر دعاوة ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية 0 ونشر أنباء كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة .
وبسبب الخطاب السياسي الذي يتحلى بها تيار المستقبل الكوردي تعرض قبل أسابيع قليلة بعض قياداتها إلى المسائلة الأمنية الشديدة والتهديد المباشر حيث أستدعوا إلى الفروع في (قامشلو – حلب – دمشق ) وتعرضوا خلالها إلى الضغوطات اللذعة من قبل مسئولي الدوائر الأمنية وكان المطلب الرئيسي لهم منهم عدم الاستمرار في الخطاب الذي يتخذه التيار في نضاله القومي الديمقراطي .
وقد هددهم الفروع باعتقالهم ومحاكمتهم إذا ما استمروا بذلك .
وإذا كان الحكم الصادر بحق الأستاذ مشعل تمو يجعل منه بطلاً كما يعتقده صاحبنا زيور العمر فليعلم أن النظام ودوائرها الأمنية ليست بحاجة إلى صناعة بطل بعيداً كل البُعد عن رؤى السلطة وبوقها.
ويعلم الجميع أن مشعل وتياره يكادوا الوحيدين في المطالبة بضرورة تغيير النظام وإقامة نظام ديمقراطي بما يتناسب مع الوضع السوري المتنوع .
فكيف للنظام صناعة مجد لمن يطالب بتغيره !؟.
فمشعل تمو لم يبرز شخصه كما يروجه البعض في تشويه سمعة التيار ..
ومشعل تمو لم يطرح مجرد أفكار شبيه ببرامج تنظيماتنا الكوردية الأخرى ..
ولم ..
ولن يكون تيار المستقبل مجرد تنظيم آخر أضيف ويضاف إلى الأرقام العشرية التنظيمية ..
وإنما التيار رقمٌ للتغير الديمقراطي وتغييرٌ للآلية المتّبعة لدى تنظيماتنا الكوردية .
فقد وجَدَت صعوبة في ناحية تقبلها لدى الشارع السياسي الكوردي ولكنها لقيت الإقبال الكبير لدى شرائح واسعة من الجماهير الكوردية التي رأت في تيار المستقبل الكوردي صيغة جديدة أكثر تناسباً وتناغماً مع المرحلة بعيدة عن الاستعراضات الشخصية والتنظيمية التي تحلت بها تنظيماتنا الكوردية وبعض القيادات الرامبوية التاريخية المعروفة لدى الجماهير .
وإذا كان البعض يعتقد أن الطبول والمزامير التي طرقت وعزفت وتستمر للتعرف بأمجاد وبطولات السيد مشعل تمو وتياره الثائر سبباً واضحاً للشك بأن النظام من يروج لكل ذلك كي يصنع بطلاًَ آخر يضاف إلى أبطال حركتنا الكوردية فليعلم السيد زيور العمر ومن يعتقد مثله أن الإعلام العظيم والكبير الذي رافق اختفاء مشعل كان سبباً في اعتراف السلطات بتواجده لدى دوائرها الأمنية ..
وكان سبباً في عدم الحكم عليه لسنوات عديدة حسب لائحة اتهامات الزور التي قدمتها الدوائر الأمنية للمحكمة ..
وهذه الضجة الإعلامية لم تأتي لنفسها وإنما كان وراء صناعتها وتفعلها فريق تيار المستقبل الكوردي الذي لم يجد أعضاءه طعم الراحة منذ اختفاء الأستاذ مشعل تمو إلى اللحظة وهم يعملون لأوقات طويلة كي تصبح قضية مشعل تمو قضية وطنية وعالمية ليجد من خلالها العالم معانات الشعب الكوردي في سوريا .
وأن المعتقلين الكورد القياديين وغيرهم لم يعتقلوا لكي يصنع منهم النظام أبطالاً فمصطفى جمعة ورفاقه وسليمان اوسو وإبراهيم برو ورفاقهم والصحفي المناضل فاروق حجي ومن سلفه من المعتقلين وخلفه من الوطنيين ما هم إلا ثمرة من تضحيات تنظيماتنا الكوردية في سبيل تحقيق الأمن والسلم الوطني ورفع الظلم والاضطهاد عن كاهل شعبنا الكوردي الذي يتعرض يومياً إلى المعانات على يد الحقودين على قضيتنا .
والسؤال هنا هو ماذا استفاد النظام ودوائرها الأمنية من اعتقال مشعل تمو وجميع المعتقلين الكورد هل كان النظام في انتظار اعتقالهم حتى تفضح الوسائل الإعلامية العالمية لما تفعله وتقوم به اتجاه الشعب الكوردي !؟.
ومشعل تمو هذا الرجل العظيم والوطني البارع والمناضل الفذ استطاع من إثبات وجوده في قاعة المحكمة واستحق بذلك الثناء الكبير لدى الأطراف الكوردية الأخرى حتى المختلفين مع تيار المستقبل ..
فقد شهدت مجريات محكمته التي استمرت لعدة شهور حضوراً جماهيرياً كبيراً ..
وحضوراً حزبياً واسعاً ولم يستثني أي طرف كوردي في الحضور فمن تنظيمات التحالف بشقيها إلى تنظيمات الجبهة وصولاً إلى المتحالفين معه في لجنة التنسيق وشهدت المحكمة حضور مكثفاً للمعارضة السورية ومنظمات الحقوقية الكوردية والسورية والمثقفين والكتاب ، ولقد وجهت الإعلاميات الكوردية من الجرائد والبيانات ثورة كلامية تضاد لوحة الاتهامات وإدانة الاعتقال والوقوف بجانب المناضل مشعل تمو ، ولقد أثنت جميعها على مواقف تمو ..
وطبعاً يستحق تمو كل هذا الثناء وما قاله وقام به أمام المحكمة خير دليلاً على صرامة شخصيته وقوة مواقفه وحقيقة مشاعره اتجاه حقوق شعبه المضطهد الذي قل ما يوجد له مثيل في الحركة الكوردية وخارجها ..
ومشعل الذي قال في إحدى جلساته للقاضي بعد أن وجه له لائحة اتهامات الزور ( إنني لست نادماً على ما أقوم به في تحرير شعبي من الظلم والاستبداد وإذا كان الدفاع عن قضية شعبي جرماً فأنا مجرم وأحكم علي ما تشاء) ولم يتوارى في آخر جلسات المحكمة حينما قال أمام الجماهير التي ملئت قاعة المحكمة وقاعة الانتظار (أنا أفتخر ولست نادماً على قضائي ثلاث سنوات ونصف في سبيل حرية شعبي ) ..
وأقول يا ليتك كنت حاضراً يا صديقي زيور العمر الجلسة الأخيرة للمحكمة ولغيرت رأيك بهذا الشخص العظيم الذي سيقضي ثلاث سنوات ونيف في أقبية زنزانات المظلمة في سبيل آرائه ونضاله من أجل رفع الظلم والاضطهاد عن كاهل شعبنا الكوردي .
وبصدد ما قاله السيد زيور العمر حول إجراء الأستاذ مشعل تمو اتصالات مع عبد الحليم خدام فهذا غير صحيح لأن مشعل ومعروف عنه أنه كان لا يرى في المعارضة السورية وجبهة الخلاص الجهة الحقيقية في إجراء التغيير في سوريا لطالما لا تعترف بحقوق المشروعة للشعب الكوردي الذي يعيش على أرضه التاريخية وقضيته في سوريا هي قضية أرض وشعب وضرورة قيام شراكة حقيقية لما يتناسب مع الوضع الكوردي الذي يشكل القومية الثانية في البلاد وثاني أكبر قومية ..
ولعلى موقفه هذا كان سبباً في عدم انضمامه إلى إعلان دمشق الذي السيد خدام وجماعة الأخوان الرئيسيين فيها .
ولا يفهمني السيد زيور العمر أنني أروج لشخص مشعل تمو وأنا الذي صاحبت هذا الرجل العظيم مشعل تمو وكان لي والمحامي رديف مصطفى رئيس منظمة الحقوق الكوردية شرف آخر لقاء معه قبل ساعات قليلة من اعتقاله فهو رجل شهم لا يحتاج إلى التعرف به ..
فقد عرّف بنفسه خلال جلسات المحكمة وعرفه الناس ورفاقه .
وأخيراً أقول : لكي لا نرمي على الناس الاتهامات اللاذعة جزافاً يجب علينا التحلي بالحقائق لا على التفسير السياسي لأن التحليل السياسي نستخدمه كمقياس لقراءة الوضع القائم لا لتوجيه الاتهامات ..
وبعيداً عن كلام السوق الذي تظهر كسحابة رياح مؤقتة ما أن تظهر هنا وهناك تختفي دون أثر .
ولكن جل ما أقوله هنا في صدد ردي على ما ورد في مقال السيد زيور العمر هو إظهار ما أعرفه عن السيد مشعل تمو الذي استطاع من إقناعي ورفاقي قبل أقل من عام على اندماج (هيئة المثقفين الكورد الذي كنت أديرها) مع تيار المستقبل الكوردي بعد أن رأيت فيه الشخص المناسب للمرحلة ورأينا في تيار المستقبل الكوردي الصيغة الجامعة الأكثر تناسباً لاحتواء كافة الأفكار والآراء المتشرذمة بحكم صراعات ونزاعات تنظيمات حركتنا السياسية الكوردية في سوريا ..
ولم أجد أن السيد مشعل تمو فعل كل ما فعل من أجل إظهار شخصه ..
من وراء تعرضه للاعتقال وسجنه لثلاث سنوات ونصف في أقبية الزنزانات المظلمة ..
وأنه أي السيد مشعل لم يهيمن على التيار أو يفرض اجندته الشخصية عليها .
وإنما هنا بالإضافة إلى توضيح بعض ما ورد في مقال السيد زيور العمر أضيف شهادتي على براعة هذا الرجل العظيم وجرأته وثقافته العالية الذي قال فيه يوماً السيد عبد الرزاق عيد في إحدى كتبه عن حقوق الإنسان في سوريا أن الأستاذ مشعل تمو هو الشخص الوحيد من بين الكورد يحمل لواء النضال حقيقي في مجال حقوق الإنسان .
فليعلم صاحبنا وأنا أكن له ولرأيه الاحترام ، ان في غضون مراجعتنا لمعرفة أداء التنظيمات وآلياتها النضالية منذ تأسيسها إلى اللحظة سنجد أن بين فينة وأخرى تحلت حركتنا بولادات قيصرية تمخضت عنها تنظيمات جديدة أكثر تطوراً عنما سلف ، وما شاهدناه عن التنظيمات الجديدة التي توالدت مع بداية القرن الواحد والعشرين كانت أكثر تطوراً من حيث آلية النضال واستخدامها للسبل الأكثر نجاحاً في تحقيق المكتسبات ، حيث قامت باستخدام سبل مختلفة ومتطورة عن سابقها وقد شاهدنا بعد انتفاضة 12 آذار وبعد اختفاء واغتيال الشيخ الشهيد محمد معشوق خزنوي وطبعاً أقصد هنا بالولادات الجديدة تنظيمات (لجنة التنسيق الكوردي) المولودون الجدد كما يسميه المعسكر العتيق في الحركة الكوردية ، ووجدنا أن هذه التنظيمات أكثر حركية في استخدام آلية التصعيد الميداني وأكثر استخداماً في رفع وتيرة الخطاب السياسي الكوردي .
وإذا كان تيار المستقبل الكوردي آخر تنظيم ولدته البوصلة السياسية التنظيمية الكوردي في سوريا إننا نجد فيه أكثر التنظيمات جرأة من حيث استخدام آلية النضال وأكثر التنظيمات رافعة لواء الخطاب السياسي الكوردي الثقيل كما يسميها البعض .
أقول نعم لقد دفع مشعل تمو ثمن خطابه السياسي الجريء وسنجد ذلك واضحاً في سلة الاتهامات الجائرة والموجه ضده من قِبل الدوائر الأمنية ومحكمة الجنائية بدمشق حيث ارتكزت على اتهامه بنشر دعاوة ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية 0 ونشر أنباء كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة .
وبسبب الخطاب السياسي الذي يتحلى بها تيار المستقبل الكوردي تعرض قبل أسابيع قليلة بعض قياداتها إلى المسائلة الأمنية الشديدة والتهديد المباشر حيث أستدعوا إلى الفروع في (قامشلو – حلب – دمشق ) وتعرضوا خلالها إلى الضغوطات اللذعة من قبل مسئولي الدوائر الأمنية وكان المطلب الرئيسي لهم منهم عدم الاستمرار في الخطاب الذي يتخذه التيار في نضاله القومي الديمقراطي .
وقد هددهم الفروع باعتقالهم ومحاكمتهم إذا ما استمروا بذلك .
وإذا كان الحكم الصادر بحق الأستاذ مشعل تمو يجعل منه بطلاً كما يعتقده صاحبنا زيور العمر فليعلم أن النظام ودوائرها الأمنية ليست بحاجة إلى صناعة بطل بعيداً كل البُعد عن رؤى السلطة وبوقها.
ويعلم الجميع أن مشعل وتياره يكادوا الوحيدين في المطالبة بضرورة تغيير النظام وإقامة نظام ديمقراطي بما يتناسب مع الوضع السوري المتنوع .
فكيف للنظام صناعة مجد لمن يطالب بتغيره !؟.
فمشعل تمو لم يبرز شخصه كما يروجه البعض في تشويه سمعة التيار ..
ومشعل تمو لم يطرح مجرد أفكار شبيه ببرامج تنظيماتنا الكوردية الأخرى ..
ولم ..
ولن يكون تيار المستقبل مجرد تنظيم آخر أضيف ويضاف إلى الأرقام العشرية التنظيمية ..
وإنما التيار رقمٌ للتغير الديمقراطي وتغييرٌ للآلية المتّبعة لدى تنظيماتنا الكوردية .
فقد وجَدَت صعوبة في ناحية تقبلها لدى الشارع السياسي الكوردي ولكنها لقيت الإقبال الكبير لدى شرائح واسعة من الجماهير الكوردية التي رأت في تيار المستقبل الكوردي صيغة جديدة أكثر تناسباً وتناغماً مع المرحلة بعيدة عن الاستعراضات الشخصية والتنظيمية التي تحلت بها تنظيماتنا الكوردية وبعض القيادات الرامبوية التاريخية المعروفة لدى الجماهير .
وإذا كان البعض يعتقد أن الطبول والمزامير التي طرقت وعزفت وتستمر للتعرف بأمجاد وبطولات السيد مشعل تمو وتياره الثائر سبباً واضحاً للشك بأن النظام من يروج لكل ذلك كي يصنع بطلاًَ آخر يضاف إلى أبطال حركتنا الكوردية فليعلم السيد زيور العمر ومن يعتقد مثله أن الإعلام العظيم والكبير الذي رافق اختفاء مشعل كان سبباً في اعتراف السلطات بتواجده لدى دوائرها الأمنية ..
وكان سبباً في عدم الحكم عليه لسنوات عديدة حسب لائحة اتهامات الزور التي قدمتها الدوائر الأمنية للمحكمة ..
وهذه الضجة الإعلامية لم تأتي لنفسها وإنما كان وراء صناعتها وتفعلها فريق تيار المستقبل الكوردي الذي لم يجد أعضاءه طعم الراحة منذ اختفاء الأستاذ مشعل تمو إلى اللحظة وهم يعملون لأوقات طويلة كي تصبح قضية مشعل تمو قضية وطنية وعالمية ليجد من خلالها العالم معانات الشعب الكوردي في سوريا .
وأن المعتقلين الكورد القياديين وغيرهم لم يعتقلوا لكي يصنع منهم النظام أبطالاً فمصطفى جمعة ورفاقه وسليمان اوسو وإبراهيم برو ورفاقهم والصحفي المناضل فاروق حجي ومن سلفه من المعتقلين وخلفه من الوطنيين ما هم إلا ثمرة من تضحيات تنظيماتنا الكوردية في سبيل تحقيق الأمن والسلم الوطني ورفع الظلم والاضطهاد عن كاهل شعبنا الكوردي الذي يتعرض يومياً إلى المعانات على يد الحقودين على قضيتنا .
والسؤال هنا هو ماذا استفاد النظام ودوائرها الأمنية من اعتقال مشعل تمو وجميع المعتقلين الكورد هل كان النظام في انتظار اعتقالهم حتى تفضح الوسائل الإعلامية العالمية لما تفعله وتقوم به اتجاه الشعب الكوردي !؟.
ومشعل تمو هذا الرجل العظيم والوطني البارع والمناضل الفذ استطاع من إثبات وجوده في قاعة المحكمة واستحق بذلك الثناء الكبير لدى الأطراف الكوردية الأخرى حتى المختلفين مع تيار المستقبل ..
فقد شهدت مجريات محكمته التي استمرت لعدة شهور حضوراً جماهيرياً كبيراً ..
وحضوراً حزبياً واسعاً ولم يستثني أي طرف كوردي في الحضور فمن تنظيمات التحالف بشقيها إلى تنظيمات الجبهة وصولاً إلى المتحالفين معه في لجنة التنسيق وشهدت المحكمة حضور مكثفاً للمعارضة السورية ومنظمات الحقوقية الكوردية والسورية والمثقفين والكتاب ، ولقد وجهت الإعلاميات الكوردية من الجرائد والبيانات ثورة كلامية تضاد لوحة الاتهامات وإدانة الاعتقال والوقوف بجانب المناضل مشعل تمو ، ولقد أثنت جميعها على مواقف تمو ..
وطبعاً يستحق تمو كل هذا الثناء وما قاله وقام به أمام المحكمة خير دليلاً على صرامة شخصيته وقوة مواقفه وحقيقة مشاعره اتجاه حقوق شعبه المضطهد الذي قل ما يوجد له مثيل في الحركة الكوردية وخارجها ..
ومشعل الذي قال في إحدى جلساته للقاضي بعد أن وجه له لائحة اتهامات الزور ( إنني لست نادماً على ما أقوم به في تحرير شعبي من الظلم والاستبداد وإذا كان الدفاع عن قضية شعبي جرماً فأنا مجرم وأحكم علي ما تشاء) ولم يتوارى في آخر جلسات المحكمة حينما قال أمام الجماهير التي ملئت قاعة المحكمة وقاعة الانتظار (أنا أفتخر ولست نادماً على قضائي ثلاث سنوات ونصف في سبيل حرية شعبي ) ..
وأقول يا ليتك كنت حاضراً يا صديقي زيور العمر الجلسة الأخيرة للمحكمة ولغيرت رأيك بهذا الشخص العظيم الذي سيقضي ثلاث سنوات ونيف في أقبية زنزانات المظلمة في سبيل آرائه ونضاله من أجل رفع الظلم والاضطهاد عن كاهل شعبنا الكوردي .
وبصدد ما قاله السيد زيور العمر حول إجراء الأستاذ مشعل تمو اتصالات مع عبد الحليم خدام فهذا غير صحيح لأن مشعل ومعروف عنه أنه كان لا يرى في المعارضة السورية وجبهة الخلاص الجهة الحقيقية في إجراء التغيير في سوريا لطالما لا تعترف بحقوق المشروعة للشعب الكوردي الذي يعيش على أرضه التاريخية وقضيته في سوريا هي قضية أرض وشعب وضرورة قيام شراكة حقيقية لما يتناسب مع الوضع الكوردي الذي يشكل القومية الثانية في البلاد وثاني أكبر قومية ..
ولعلى موقفه هذا كان سبباً في عدم انضمامه إلى إعلان دمشق الذي السيد خدام وجماعة الأخوان الرئيسيين فيها .
ولا يفهمني السيد زيور العمر أنني أروج لشخص مشعل تمو وأنا الذي صاحبت هذا الرجل العظيم مشعل تمو وكان لي والمحامي رديف مصطفى رئيس منظمة الحقوق الكوردية شرف آخر لقاء معه قبل ساعات قليلة من اعتقاله فهو رجل شهم لا يحتاج إلى التعرف به ..
فقد عرّف بنفسه خلال جلسات المحكمة وعرفه الناس ورفاقه .
وأخيراً أقول : لكي لا نرمي على الناس الاتهامات اللاذعة جزافاً يجب علينا التحلي بالحقائق لا على التفسير السياسي لأن التحليل السياسي نستخدمه كمقياس لقراءة الوضع القائم لا لتوجيه الاتهامات ..
وبعيداً عن كلام السوق الذي تظهر كسحابة رياح مؤقتة ما أن تظهر هنا وهناك تختفي دون أثر .
13-5-2009