نزار بعريني
هل تجوز المفاضلة بين السيء والاسوأ لتبرير انحياز البعض لهذه القوّة الغاشمة من سلطات الأمر الواقع او تلك ، التي شكّلت ميلشياتها المؤدلجة ادوات لتحقيق مصالح ، وتنفيذ سياسات، قوى “الثورة المضادة” للانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي؛ بقواعدها السوريّة ، وسلطات انظمتها الإقليمية ، وحكومات العرّاب الدولي ؟!
هل تلغي الفروقات الكميّة واقع التشابه النوعي ، في الدور والسياق ؟
مَن يُريد تبرير التحاقه بهذه القوّة أو تلك ، من الطبيعي أن يغلّب تناقضات الفرق الكمّي ، على تساوق التشابه النوعي، ولا يختلف في هذا السلوك البراغماتي ” الديمقراطي / العلماني ” ، عن” الإسلامي/ الجهادي ” إلّا باللغة والمصطلحات !!
تقول بعض النخب “الديمقراطية ” لامجال للمقارنة بين واقع الحال” الديمقراطي “في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية “، المسنودة أمريكيا ، والمرتبطة ” إيدولوجيا ” بحزب غير سوري ، ” ديمقراطي / علماني ” ،ومناطق سيطرة ” العمشات” المدعومة ” تركيّا، والمرتبطة روحيّا بحزب غير سوري ” جهادي “، او ” سلطة النظام ” المعوّمة روسيا ، والمرتبطة.ايرانيّا ،و بما هي سلطة نظام ” شوفيني – طائفي ” ؛ وقد يكون كلام حق ،كمّيّا، لكنّ ما يُراد به هو عين الباطل، اذا اخذنا بعين الإعتبار حقائق نوعية بارزة :
١- الجميع ، هي سلطات امر واقع ، حصلت على شرعيتها من البندقية والدبّابة ، التي قدّمها الداعم الخارجي !
٢- الجميع، ولد ، او حافظ على سلطته ، في إطار الخيار العسكري الميليشياوي، الذي انطلق في اعقاب انتفاضة الشعب السوري، ربيع ٢٠١١ ، وشكّل في سياقه اداة مشتركة لتحالف القوى المعادية للتغيير السياسي ، ولوحدة وسيادة سوريا ، الدولة الديمقراطية التعددية، وجسّد احد أذرع الثورة المضادة!
٣- هويّة قيادات الميليشيات الإيدولوجية ، الطائفية او القومية، لا تمثّل انتماءات السوريين ، القومية او الدينية .
فأذا كانت هويّة ” العمشات ” الاسلامية لاتمثّل ، المسلمين ، وهو واقع محسوس ومدرك ، فهل تمثّل هوية قيادة ” قسد ” القنديليّة الأكراد السوريين ، او هويّة النظام القومية ، السوريين العرب ؟
٤-طبيعة المرحلة الراهنة من الصراع بين القوى التي تورّطت في حروب ” الخيار العسكري الميليشياوي”، على الصعيدين الإقليمي والدولي ،التي بدأت صيرورتها مع وصول حروب تقاسم سوريا الى حصص ومناطق نفوذ في ربيع ٢٠٢٠ ، الى حالة ” ستاتيكو “، فرضتها موازين قوى الصراع ، وجسّدها الاتفاق الروسي/ التركي في آذار ،وتتميّز بالسير على طريق استكمال شروط صفقة سياسية،( تتناقض جوهريا مع مسار جنيف ، وما يدعو اليه القرار٢٢٥٤من انتقال سياسي ، ومع ” مسار سوتشي / الجنة الدستورية ،من وصول الى حل سياسي توافقي بين” النظام وقوى المعارضة ” ) ، تعبّر عن توافق الجميع على الحصص التي حصلوا عليها ، وتقاطع مصالحهم في شرعنتها ، عبر مشروع مشترك لإعادة تأهيل جميع سلطات الأمر الواقع ؛رغم ما يشكله نجاح هذا المشروع ، واستمرار ما يكرّسه من حقائق ، من اخطار على مصالح السوريين المشتركة، ووحدة الدولة السورية، ناهيكم عن الهزيمة التاريخية لأهداف المشروع الديمقراطي للشعب السوري!
بناء عليه ، دعونا نطرح السؤال الرئيسي :
كيف نفهم هذا التناقض في سلوك السلطتين المهيمنتين في مناطق ” الإدارة الذاتية “؛ السلطة العسكرية الأمنية التي يحتكرها قادة ” قوّات سورية الديمقراطية” ، ” قسد “، والسلطة السياسية التي يقودها ” مجلس سورية الديمقراطية ” ، ” مسد” ؟
بمعنى،
كيف نفسّر هذا التناقض في ما تدّعيه ، وتسعى إليه قيادة ” مسد ” ( الواجهة السياسية لسلطة الإدارة الذاتية )، وبين ما تمارسها قيادة قسد على ارض الواقع ؟.
في الوقت الذي يقود فيه قادة مسد – السيّد رياض درار ” الرئيس المشترك ” والسيدة إلهام أحمد ” الرئيس التنفيذي “، بتنسيق مع ، وبغطاء سويدي ، ورعاية أمريكية- نشاطا واضحا على صعيد القوى والشخصيات ” الديمقراطية العربية “،الناشطة في الفضاء السياسي والثقافي الأوروبّي والأمريكي، سعيا، كما يعلنون ، لتنشيط الحوارات الديمقراطية السابقة ، وصولا إلى ” مؤتمر ديمقراطي عام ” ، يتخذ من مناطق سيطرة ” قسد ” قاعدة إنطلاق ديمقراطية ، ونموذجا يُحتذى ، وموقع جذب لجميع الديمقراطيين السوريين ، تمارس قيادة ” قسد “، القوّة العسكرية والأمنية المسيطرة على مناطق ” الإدارة الذاتية “،ما هو متناقض تماما مع ادنى مقوّمات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا تقتصر على إقصائها احزاب وقوى ديمقراطية كردية ، و تنكّرها لاتفاقات تعزيز العمل الديمقراطي الكردي المشترك- كانت قد وقّعتها مع قيادات الاحزاب الكردية المنضوية في إطار ” المجلس الوطني الكردي ” – بل تصل إلى درجة انتهاكات صارخة لأبسط أشكال حقوق الكرد انفسهم الديمقراطة والإنسانية؛ لم يكن حرق مكاتب الأحزاب إلّا غيضٌ من فيض !!
رغم كل ما يتضمنه خطاب التبرير الذي تسوقه ” القوى والشخصيات الديمقراطية ” المشاركة في نشاط مسد – خاصّة حول ضرورة اغتنام ” الفرصة الذهبية ” التي تعطيها ” الرعاية الدولية ” ، وحول افضلية مناطق ” مسد” بالمقارنة مع مناطق سلطات امر الواقع الأخرى ، ” الأسد والعمشات !”، فان الإجابة على تلك التساؤلات المشروعة ليست فقط برسم قيادة ” قسد “، ومسد والعرّاب الأمريكي، بل هي أيضا برسم” القوى والنخب الديمقراطية” نفسها ، الساعية للتحالف مع قسد ، في اطار جهود مسد ، والذين يبررون بأهميّة الفرصة التي تتيحها قيادات ” الإدارة الذاتية “لتحشيد القوى الديمقراطية السورية ، ولخلق نموذجا ديمقراطيا يُحتذى به من قبل جميع السوريين،…. استعدادا لوصول قطار السلام الأمريكي ، الذي طال انتظاره !
فهل حقّا يجرؤ الداعون إلى اغتنام “الفرصة الديمقراطية ” التي توفّرها، كما يزعمون ، اليوم سلطة” الحكم الذاتي”، التي يهيمن عليها “حزب الاتحاد الديمقراطي، PYD ،على رفع اصواتهم بوجه الممارسات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيات الحزب الديمقراطي ، لترويع المدنيين، و حرق مكاتب احزب سياسية غير مسلّحة إلّا بالكلمة والرأي … ، أم انّ “سلوكهم الديمقراطي” لا يخرج عن دور رفاقهم في” الجبهة الوطنية التقدّمية؛ ولا فرق يُذكر، طالما تأتي خطوتهم الديمقراطية” التحالفية في سياق” إعادة تأهيل” سلطات أمر واقع ، جوهرها هو الاستبداد، وحكم البندقية ،ولا يغيّر من حقيقة طبيعتها ان تكون تحت رايات وإيديولوجيات مختلفة ،و لاتحمل من مقوّمات الشرعية السوريّة والدوليّة إلّا ما يقدّمه حصولها على دعم عسكري خارجي ، في سياق مشروع أمريكي/ روسي إقليمي ، معاد لحقوق ومصالح جميع السوريين ، وفي مقدمتهم السوريين الكرد ، ونضالهم التاريخي للتحرر والدمقرطة !!
السلام لسوريا الموحّدة ،
والحريّة والديمقراطية والعدالة لجميع السوريين، وفي مقدمتهم الكرد !
عن صفحة الصديق المحترم Rizan Cheikhmous “”
“اصدرت السفارة الامريكية في دمشق تصريحاً عبرت فيه عن قلقها العميق من الهجمات الأخيرة لميليشيات PYD على مكاتب المجلس الوطني الكردي واحزابه ، اذا لم يقترن هذا القلق بعمل جدي وملموس وممارسة ضغط حقيقي على قياداته ، لن يكون مجدياً بل بالعكس قد يتطور الى اشكال أخرى من الاعمال الارهابية وستكون مبادرتها التفاوضية في مهب الريح ، وهذا ما تسعى له منظومة قنديل وادواتها في افشال هذه المفاوضات وزرع الفتنة بين ابناء شعبنا وجر المناطق الكردية الى المجهول وتعريضها الى خطر حقيقي ولا يمكن حصر نتائجها غير المحسوبة .
تحية صادقة الى الصامدين على الارض من ابناء شعبنا والذين يواجهون هذه الانتهاكات بإرادة عالية وهمة الابطال والمناضلين”.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1147136542786800&id=100024713950757
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=359486819554029&id=100064781406878
︎ تصريح”
أقدمت مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في وقت متأخر من ليلة الإثنين ١٨ نيسان ٢٠٢٢ على حرق مقر المجلس الوطني الكردي في مدينة ديرك ومكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا في مدينة الدرباسية بعد كسر الأبواب والنوافذ، وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة عليها، كما أقدمت هذه المجموعات المسلحة على حرق هذا المكتب مرة أخرى يوم الثلاثاء ١٩ نيسان ليلة الأربعاء أيضاً مما أدى لحرقه بالكامل وإلحاق أضرار مادية بليغة به، وتسبب هذا السلوك الترهيبي بتعريض حياة المواطنين من سكان المنطقتين للخطر.
كما داهم أكثر من عشرة مسلحين من (PYD) مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في مدينة الحسكة مساء الثلاثاء ١٩ نيسان ٢٠٢٢ وقاموا بترهيب المتواجدين في المكتب من أعضاء الحزب والضيوف وإخراجهم منه تحت تهديد السلاح قبل أن يقدموا على حرق المكتب بالكامل بعبوات المولوتوف.
كما جرت عدة محاولات لحرق مكتب حزب يكتي الكردستاني – سوريا بعامودا ليلة الأربعاء ولم يفلحوا بذلك . وحاولوا أيضاً حرق مكتب المجلس في تربة سبي
سبقت هذه الأعمال الإرهابية مسيرات تحريضية في كافة المدن والبلدات الكردية، تحمل شعارات تخوينيه للرموز الكردية والحزب الديمقراطي الكوردستاني – العراق وللمجلس الوطني الكردي ولقوات البيشمركة، بهدف جر المنطقة للفتنة والاقتتال الداخلي.
ولم يكتفِ مسلحو (PYD) بحرق المكاتب بل أساؤوا لمقدسات شعبنا ورموزه، وأحرقوا العلم الكوردستاني في عمل عدواني مناف للقيم والأخلاق الكردية مما يؤكد بأن هذه المنظومة تستهدف شعبنا وتعمل على النيل من قضيته المشروعة كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية.
إن استمرار سلسلة الانتهاكات الواسعة بحق أبناء شعبنا والمجلس الوطني الكردي وأنصاره من قبل مسلحي (PYD) سوف يكون له نتائج كارثية على المنطقة عموماً، ويساهم في هجرة من تبقى من أبناء شعبنا في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وفقدان الأمان وانتشار حالات السرقة وزيادة نسبة الجرائم كنتيجية للفلتان الأمني التي تشهدها المنطقة.
إن سياسة الترهيب الذي يمارسه pyd ضد شعبنا، وحرق مكاتب المجلس الوطني الكردي وأحزابه تجري أمام أعين التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية الداعمة عسكرياً لهذه القوات التي تستخدم العنف ضدنا، ينذر بفتنة بين كافة مكونات المنطقة، وتجرها إلى ما يخطط له حزب العمال الكردستاني، وعليه ندعو الجانب الأمريكي بممارسة الضغط الكافي على قيادة قوات سوريا الديمقراطية، لإيقاف هذه الانتهاكات وطي ملف حرق المكاتب بالكامل.
إن المجلس الوطني الكردي في سوريا يدين ويستنكر بأشد العبارات هذه الأعمال الإرهابية ويحمّل سلطات أمر الواقع (PYD) وجناحها العسكري قوات سوريا الديمقراطية المسؤولية الكاملة عما تؤول إليه المنطقة من وضع خطير في المستقبل.
الأمانة العامة
للمجلس الوطني الكردي في سوريا
٢٠ نيسان ٢٠٢٢