إيران .. محاولات يائسة للدكتاتور من أجل البقاء! 1-3

 عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
بالنظر إلى المشهد السياسي في إيران اليوم؛ يمكن للمرء أن يرى الحقائق بشكل صحيح وأن يتخذ الخطوات المناسبة، وإلا فسيكون “كمن يتحرك ليلا لوجهة مجهولة” أو “يتحرك على حد سيف حاد” والتي تكون نتائجه المؤلمة إما “الضياع” أو “التضحية”!
يُذكر فصل الصيف من كل عام  بذروة المواجهة بين قوتين متضادتين في المشهد الإيراني، ومناسبات كعملية الضياء الخالد الملحمية عام 1988، وتنفيذ مجزرة الإبادة الجماعية بحق السجناء السياسيين المجاهدين والمناضلين في نفس العام بأمر شخصي من خميني، والهجمات البرية سنة (2009) والهجمات الإرهابية سنة (2013) ضد قوى المقاومة في أشرف الأولى في العراق بأمر من علي خامنئي، وكذلك عقد التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية من بينها، لكن ما نشهده هذا الصيف في مدار مختلف من هذه المواجهة.
هدف النظام الإيراني من إحتلال العراق!
أراد النظام الإيراني زج تياراته وعملائه للتحكم في العراق تحت راية التحالف الدولي، وبهذه الطريقة يجعل مصير شعب هذا البلد رهينة في يده، ويقضي بشكل خاص على وجود القوى البديلة لنظامه في العراق أي (أشرف) ويبيدها، وعلى الرغم من أقصى الجهود التي يبذلها النظام الوصول لهذا الهدف والتي أدت إلى إستشهاد وقتل ما يقرب من 200 شخص من أعضاء المقاومة الإيرانية ونهب ما يقرب من 600 مليون دولار من أصول  سكان أشرف بواسطة عملائه الدمى الذين قاموا بالجزء الأعظم من أفعاله بهذا الخصوص، لكن المقاومة الإيرانية بتوجيه من السيدة مريم رجوي، وبدفعها كلفة باهظة وعبورها للعديد من  المحن والأحداث الدامية والمعاناة، استطاعت أن تنقل ساحة معركتها الرئيسية ليس باتجاه الغرب، بل إلى الشرق، أي إلى داخل إيران!
وحدات المقاومة في إيران! 
تحتكم المقاومة الإيرانية الآن على جيش تحرير مقتدر داخل إيران، والذي تحتوي قوته الأولية على الآلاف من “وحدات المقاومة” في المدن الإيرانية، والتي يتجلى كفاحها وفعالياتها بشكل يومي! وبمعنى آخر أن ساحة المعركة الرئيسية للمقاومة الإيرانية ضد الدكتاتورية الحاكمة هي أرض إيران التي تقع الآن تحت احتلال نظام ولاية الفقيه المتحكم في إيران منذ أكثر من أربعة عقود! ويعرف نظام ولي الفقيه علي خامنئي هذه الحقيقة جيدا ، لكنه يريد أن لا يراها ولا يعرفها الآخرون!
الإدعاءات الباطلة ومؤامرات النظام ضد المقاومة!
يحاول هذا النظام وجهازه الدعائي والدبلوماسي الإرهابي القول إن المقاومة الإيرانية ليس لها قاعدة شعبية داخل إيران، وأنهم قد نجحوا في إبعادهم خارج إيران وبعيدا عن حدود إيران، وبالنهاية يقولون إن نظامهم ليس لديهم معارضة ولا بديل، ومن أجل إضفاء الشرعية على نظامهم غير المشروع ، مدعين أنه إذا كانت هناك معارضة واحتجاجات ضد هذا النظام فهم ليسوا سوى فلول النظام الديكتاتوري السابق الذين يهتفون الآن بشعار “رضا شاه طوبى لروحك ” في الإحتجاجات داخل البلاد، وهي نفس السيناريوهات والمشاريع التي خُطِطَ لها بالكامل في مجلس أمن هذا النظام والأجهزة ذات الصلة وقد نُفِذت على أرض الواقع  من قبل من خططوا لها أيضا، لكنها مفتعلة وعارية عن الصحة.
أزمتان مميتتان!
تمكن النظام الدكتاتوري الإيراني الذي بدأ بالقمع داخل إيران والترويج للحرب والإرهاب خارج حدود إيران من النجاة من السقوط  على يد جيش التحرير الوطني الذراع العسكري للمقاومة الإيرانية وبشكل واضح في صيف عام 1988 بمساعدة الاستعمار ومهندسي سياسة الإسترضاء والمهادنة الغربية، وهو سعيد بفرص الإسترضاء غير المتوقعة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها، ويواجه هذا النظام أزمتين عميقتين أخريين ويتعارضان  بشكل مباشر مع طبيعة هذا النظام، إحداهما هي ” حركة التقاضي من أجل الشهداء” والتي تجعله في مواجهة مع  الشعب الإيراني، والأخرى هي “حيازة الأسلحة النووية” والتي تجعله شعوب العالم، والتي يطلع الباحثون على حقائقها جيدا، ويعرفون أن قائد هذه المواجهة وحامل الراية في هاتين المواجهتين الكبيرتين ضد النظام الحاكم  كانت المقاومة الإيرانية.
حراك المقاضاة لأجل دماء الشهداء!
بقدر ما كان من قمع الحريات والاعتقالات والتعذيب والإعدامات ومجازر الإبادة الجماعية بحق المعارضين وخاصة أعضاء المقاومة جزءا لا يتجزأ من وجود هذا النظام منذ البداية وحتى الآن، بقدر ما يجب الإشارة والتركيز على الأسباب والأبعاد المؤلمة لذلك، ووضع أصابعنا للتأكيد على ضرورة محاكمة مرتكبي مجزرة الإبادة الجماعية لأكثر من 30 ألف سجين سياسي في صيف سنة 1988 التي ارتكبها قادة هذا النظام وعلى وجه الخصوص إبراهيم رئيسي (رئيس جمهورية ولاية الفقيه الحالي) الذي كان من مرتكبي ومنفذي هذه المجزرة !
محاولة النظام لإزالة هوية حراك المقاضاة!
في أعقاب الإعلان عن حركة التقاضي لأجل دماء شهداء مجزرة الإبادة الجماعية التي وقعت سنة 1988، والتي تم الإعلان عنها من قبل السيدة مريم رجوي في عام 2015، والتي بفضل هذا الإعلان عن ميلاد هذه الحركة ووجودها الفاعل على أرض المعرض سرعان ما أصبحت قضية مجازر الإبادة الجماعية  بمخططاتها وأبعادها “القضية الرئيسية في المشهد السياسي الإيراني” ما دفع علي خامنئي للتخطيط إلى إزالة الهوية والآثار والأسباب  التي  تقف عليها حركة التقاضي بكل طريقة ممكنة، والعمل على إخراج هذه الحركة من أيدي المقاومة الإيرانية،  ولهذا الغرض وفي سيناريو قضائي سياسي معقد للغاية ودفاعي في نفس الوقت قرر الكشف عن أحد مسؤولي خلاياه النائمة والذي على أساس أنه كان داخل السجن، من خلال كتابة “رسالة استنكار ضد منظمة مجاهدي خلق” و ” المشاركة في مجازر الإبادة الجماعية للسجناء “، وبواسطة وزارة المخابرات في النظام الحاكم انتقل إلى أوروبا وقد شرع في عملية ” تبييض ” معرفا نفسه للعالم كـ” حامل راية حراك المقاضاة لأجل دماء الشهداء “وبهذه الطريقة يقوم بالتستر والتغطية على الجريمة الكبرى التي ارتكبوها والنأي بنفسه ونظامه عن الهدف المعلن لحركة التقاضي وهو “معاقبة كل مرتكبي هذه المجزرة على يد العدالة”!
يُتبع
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…