وليد حاج عبدالقادر / دبي
حينما تتلبس عقلية الإستبداد وكمسخ ذهنية بعضهم، وعلى إثرها تتداخل فيهم التوجهات الى درجة تصبح عندهم كل ممارسات الإستبداد وطيشها قيما نضالية ومن ضرورات المعركة، وكل المنجزات الموجودة قبلا أيضا تصبح هي من نتاجات معارك النصر بقيادة المستبد وتصبح بالضرورة هبة منه ومكرمة !، وكل هذا في تناس عملي لكل الفظاعات والمظلوميات التي مورست، والأبشع فيها هو مخيال بعضهم وترديدهم لسذاجات على شاكلة ان المكرمة تمت حتى يعرف الشعب مدى تفاني القوة المهيمنة واهتمامها ببناها التحتية، فتزيح بعضا من قشور لأزمات هي من صنعتها في الاساس، وقد تطلق سراح معتقلين وايضا هي من جارت عليهم و : تتشدق بانها تسعى لتصون ما أنجز بفضل دماء الآلآف من المقاتلين الشهداء والحفاظ عليها ! ولكن ممن و أين ؟ ومن ثم لماذا هذا التباكي ؟ جملة اسئلة ستفرض نفسها ؟
وكبداهة ستبتدئ بالسؤال الأهم الموجه لمنظومة PKK ؟! عن أية خيانة يتكلمون ؟ وعن أية قضية سواها المخيالية يتحدثون ؟ محاربة داعش ؟ نعم ! ولكن ماذا بعد ذلك ؟ والأهم ؟ ماهو المقابل السياسي المنجز لا المادي والعملياتي ؟! والحلفاء ؟ أولم يكونوا صرحاء معهم ومعنا، واعلنوهاعبر قادتهم المفترضين بأن امريكا لم تعدهم بشيء , هذه الحلقة التي كانت منكشفة وبتصريحات من أعلى هرم داعميهم، بأن شراكتهم لا تتجاوز محاربة داعش ؟! وهنا قد ندرك نحن مدى صعوبة بعض منهم ممن لم يحسب ليوم كهذا لا بل وتسامح استعدادا لأمور مفترضة ظل دائما يترقبها كضربة حظ او مندل ولكن ومع هذا ! بقي دائما الرهان الرئيس : هناك متسع من الوقت ومجال لتحالفات قد تستجد، وطبيعي ان تكون رغائبية العودة إلى دفء النظام وإيران والمراهنة عليها ليست مجرد عبث بقدر ما قد تكون لغاية الوفاء بالعهد، وعليه فإن التركيز على الجعجعة مع تركيا والعزف على وترها لن يفهم في باب الاستهلاك الشعاراتي، وحينها سيصبح الهروب منه إلى حضن النظام مبررا كغاية وهدف، وهذه لن تتم سوى بالالتفاف ومن جديد على الواقعية القومية ! . وعليه سنفترض سؤالا : هل سيلتقط قادة ب ي د النفس القومي في اللحظات الأخيرة ؟! أم أن ضجيج الجعجعة وانعكاسها التي تلمح وبقوة إلى أن النقيض هي التي ستسود ؟، وعليه هل ستفتح أدراج الصندوق الأسود بعلاتها واطرافها بينيا ؟ وهل ستنكشف تلك اليد الغميقة وسيعود – البصمجية – الى مربع المهمة الأساسية والمتمثلة بترويض وتدجين وتهجير ناسنا كخطوات تمهيدية وببهرجة مافوق احتفالية بإعادة الأمانة الى الذي سلمها كعهدة مرتجعة وبجبرية ؟ ونعود الى عهود الرقباء والمساعدين وطرائق تقديم الطاعة ذلا وبتقارير ممهورة ببصماتهم الحقيقية .
نعم ! لقد كانت كل رسائل المبعوثين والمسؤولين الأمريكيين واضحة، و PKK وكتلتها المتحكمة تعرف عاجلا ام آجلا بأنه سيتم وضع حد لانتدابها على مناطقنا، ولهذا السبب كانت الامور أكثر من واضحة لهذه المجموعة التي وبيقينية تعلم بأنه قد آن الأوان لإعادة ما تبقى من العهدة، وهي توائمت مع الطرح الروسي والعودة – الحميدة – للمدن والبلدات الى النظام، أو ليس هذا هو بالذات سيبان حمو الذي قال :
« باسمي وباسم الإدارة شرق البلاد، كما فعلت قبل الهجوم على عفرين، أوجه نداءا إلى ( المسؤولين في ) الدولة السورية : نحن طرف سوري والأراضي سورية، ويجب على الدولة الدفاع عن أراضي الدولة بكل الإمكانات . خلافاتنا داخلية حول الديمقراطية والسياسة وليست حول الأرض السورية والحدود، ويجب اتخاذ موقف من الاعتداءات التركية . للأسف لا تزال الدولة شبه متفرجة. وإذا كانوا مستعدين، فإننا جاهزون لمناقشة كيفية التعاون لحماية الحدود والعمل المشترك ضد تركيا » . وأشار إلى أنه لاحظ في الفترة الأخيرة « انزعاج القوات الموجودة على الأرض ( التابعة لدمشق وطهران وموسكو )، إنها منزعجة من عمليات المقاومة ضد تركيا في عفرين » . ونقل عن بعض المسؤولين قولهم إن « عدو روسيا حالياً هو أميركا وليس تركيا » .
إن منحنى العمليات تدل وبوضوح بأن الامور تتجه لتصبح مثل حلب وما قبلها وحتى عفرين والجنوب ولا خلاف مطلقا على العدوانية التركية لطالما أن الهدف هم الكرد، وهاهم المنظومة توفر لهم جميعا كل ما تستلزمها من مبررات مضافا لها سعار الخلافات الكردية – الكردية ! .. من راهن على الموقف الأمريكي لا تحملوننا وإياها وزر سفاهتكم او صمتكم ولربما قبولكم فهي أكثر من صريحة معكم، وكانت ضربة قره جوخ اكبر رسالة لكم ولن أتكلم عن جرحنا الذي سيستدام كسفاهتكم سياسيا وتلقائيتكم الببغائية .. تركيا دائما تبرع في كشف عدائها المطلق لكل شيء كردي وبعضنا يمهد لها طرقات ال – هاي ويي – و الأهم : ان القائمين على التقية الوجودية والوجوبية لهم سيسعون بما ملكت أيديهم لأمرين : أولها ومن بعدي فليكن الطوفان ! والثانية العودة الحميدة للنظام العتيد وهذه بتصوري ستكون صعبة في منظار المتحول الدولي وعقدة المنطقة الرئيسة وهنا علينا العودة الى منطق خفض التصعيد ومتلازمة خفض القوة أي قصقصة أجنحة وسحب او طلب استرداد الاسلحة بعد هجين خاصة ومع انحسار داعش وكشف البنتاغون عن جهوزية 8000 ممن دربتهم .. أما الوسطيون والحلقيات التي أوجدت وزنرت الإدارة والتي كانت نتاج تمزقات في نطاقية الطرف الآخر موقفها بقناعتي لن تتجاوز الشتم ولطم تركيا ومديح الظل العالي للنظام الذين لازال في لاوعيهم أن رئيس المخفر هو هو وما تغير في سطوته وجبروته شيء، وهنا في الطرف الآخر ؟ ماذا على المجلس الوطني الكردي ان تفعله : الخطابات لن تفيد والاستعداد للعب دور البديل ستزيد سعار ما كنا نتحجج به دائما وأعني الاقتتال الداخلي، ولهذا يتوجب عليها تحدي كل الممارسات والانخراط بقوة في صفوف الجماهير وتطمينها لأن كارثة التهجير ستكون وبالذات مسمارا أخيرا في نعش كردية مناطقنا، تركيا تدرك بأنها لن تتمكن من التمدد والانتشار العسكري البري، وحزب اتحاد ديمقراطي تدرك بأنها لن تستطيع فتح ملحمة جديدة في كوباني او استنساخ تجربة عفرين التي فشلت، وتركيا أمام ناظريها ترى رعب أوروبا من حرب في ادلب وجوارها وكذلك استهداف كردستان سوريا وكلنا يدرك أن اية خطوة ستكون مقيدة دوليا لتركيا وأية ضربة أيضا هي ضوء أخضر أعطي لها والسؤال وباختصار : هل بقي من أمل في حفظ ماء الوجه كرديا ؟ بكل تأكيد نعم وبعيدا عن إعادة الأمانة او الإردوغانية، المطلوب اولا إزالة كل حجج إردوغان الظاهرة وعدم التباهي بها ومن ثم التركيز على مسارات الحل السياسي وبشكل خاص اللجنة الدستورية . لن يفيدنا نغير عام ولا مطالبة أكثر المقامرين بسوريا وأعني به النظام فقط : السرعة في إنجاز ما يمكن إنجازه كرديا وأعلم أن هذا هو فوق طاقة وإرادة من أصر ان يكون فقط أداة ويؤدي وظيفة لا أكثر . لنتق الله والكوردايتي في مناطقنا ولنفكر ولو مرة واحدة كرديا وبعيدا عن الشعاراتية .
قال القيادي العسكري في قوات سوريا الديمقراطية السيد ريدور خليل لوكالة فرانس برس إبان معارك الحرب ضد داعش في ريف ديرالزور : تدور معارك ضارية داخل بلدة هجين بعدما تقدمت قواتنا وباتت تسيطر على بعض أحيائها والعمليات العسكرية مستمرة بوتيرة عالية، ويستمر السيد ريدور خليل : إن تحرير هجين من داعش لا يعني الانتهاء من التنظيم الإرهابي .. لأنه يتخذ أشكالا أخرى من خلال خلاياه المنتشرة هنا وهناك وعمليات مطاردته ستستمر وقتا طويلا ..
وعليه السيد ريدور خليل : ما مغزى قبول وساطة لإطلاق سراح مجرميها الأسرى؟ ! .. والسؤال الأهم : و … ماذا بعد ذلك ؟! .. و هنا وللعلم أؤكد بانني قرأت تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية عن ال 8000 الجاهزين وسمعت عن وشوشات حول ال 32000 . وعليه فإن قمة الغباء ان يتصور احدهم بأن هذه الممارسات لم تكن متوقعة، لابل والسيناريوهات مفتوحة ومنكشفة وهي الآن مسلطة على الجهة الأخرى عساها تقدم مبررات الإنسحاب من الحوارات، وان مارسوا سياسة ضبط النفس حينها سيخطون تصعيديا وبخطوات – أوقح – .. الرسائل والعصي البينية – عيواظيا – وعيدان – شيواظ سترتد بنيويا .. علينا ونحن الجبليون في إرثنا الكثير من الحكم والأمثلة : الجليد المكثف جدا تحت الضغط يتشظى ويتفتت وهذه عامة ! .. على اليد الغميقة في ب ك ك أن تعلم بأن اليوم هو ليس الأمس والغد شاؤوا أم أبوا هي لخفض القوة الممنوحة مثلما شفط الضعف بثقل الرشاش سيأتي لحظة يصبح فيه الرشاش مجرد لعبة .. ندرك بينياتكم وثقوا بأنه حتى المراييع بالقطيع تأتيها لحظات تهب هبة واحدة وتشرد وحينها لا الرعاة وعصيهم ولا حتى كلابهم تجدي نفعا وإسألوا الرعاة عن – بوجي برانين بوز – ومن داخل القطيع، وفي الختام لنتق الله في الكردايتي فقد يفيد الرشاش الى أن يفقد اهميته، وتصل بالمستقوي بغيره ان يتذكر المثل الكردي ( سواري خلكي هر بيانا ) .