توضيح للحقيقة والتاريخ

مصطفى جمعة

في رده على الدكتور أدهم باشو، كتب الأستاذ مصطفى أوسو مقالا مطولا يسرد فيه بعض وقائع ومجريات عملية الوحدة الاندماجية بين حزب الاتحاد الشعبي الذي كنت سكرتيرا له، والحزب اليساري الكردي الذي كان السيد خير الدين مراد سكرتيرا له، ويغفل بعضها الآخر، علما أنني لا أحبذ مثل هذه الردود ولا أجد فيها أية فائدة، خصوصا في هذه المرحلة السياسية التي تتطلب تجاوز كل ما يثير التوتر والاضطراب في الساحة الكردية، ولكن، آسفا، عندما تأتي سرد الوقائع على غير حقيقتها وتشوه بعض المحطات المهمة في حياة حزب آزادي آنذاك، رأيت من واجبي أن أشير إليها مع حفظ احترامي للأستاذ مصطفى أوسو، دون أن أسرد كل سير العملية الاندماجية، ياعتبار أنني أحضر لكتاب يتناول مجمل ظروف عمل الحركة الكردية وتجربتي الحزبية والسياسية فيها.
نعم، استلمنا رسالة من قيادة الحزب اليساري الكردي حول عملية الوحدة الاندماجية، هذه الرسالة كانت قبل العملية بأشهر قليلة فقط، ولكنه لا يشير الى الاعداد الكثيرة من الاجتماعات التي كانت قد تمت بين الحزبين قبل ذلك بثلاث سنوات ولم تكن تنتج زرعا، وأعتقد أن الأستاذ مصطفى لم يكن قياديا وقتها، وأذكر أيضا أننا في آخر اجتماع لنا في القامشلي بحضوره توصلنا الى الاتفاق النهائي، ومع ذلك تأخر الإعلان كثيرا لسبب وحيد هو رغبة السيد خير الدين أن يكون هو السكرتير، مما حدا ببعض رفاقنا في القيادة الى مفاتحتي بهذه الرغبة، فتجاوبت معها بهدف وحيد هو رؤيتي بأن الوحدة بين حزبين هي لصالح فضية شعبنا. 
بعد هذه الفترة عقد اجتماع مشترك بيننا في حلب لإكمال ما بدأنا به، وهنا طرح فكرة السكرتير ومكتب الأمانة، فقدم الرفيق بشار أمين مداخلة جميلة وأشار أن هذا الأمر يتعلق بالرفيق مصطفى جمعة، وهو حر في التخلي عن مركزه أو لا، فجاوبته فليكن السيد خير الدين سكرتيرا.
بعد فترة قصيرة عقدنا مؤتمرنا بهدف الموافقة على عملية الوحدة الاندماجية، وكان الطرف الآخر قد عقد كونفرانسا أيضا لنفس السبب ولكنه أضاف خمسة أعضاء آخرين لقيادته بغير وجه حق ليتساووا مع عدد قيادتنا، علما أنه طرح في مؤتمر حزبنا زيادة عدد القيادة فرفضنا لما اتفقنا عليه، لأننا اعتبرنا هذا التصرف إساءة الى عملية الوحدة من بدايتها، ومعظم هؤلاء طيبون ويشهدون على ذلك.
أما إعادة الأمور الى تلك الرسالة فقط فهي بعيدة عن الواقع والحقيقة. وكذلك بالنسبة الى اسم الحزب الجديد فتوافقنا أنا والسيد خير الدين بحضور الرفيق لقمان في دمشق إذ كنا هناك لنشاط مشترك، وفيما بعد عرضنا هذا الأسم “آزادي” في آخر اجتماع قبل الإعلان في منزل السيد خير الدين، وتم قبوله.
ولا ننسى هنا أننا كحزبين، وفي مرحلة الحوارات، اقترحنا على حزب يكيتي أيضا الانضمام الى هذه العملية، إذ كنا كثلاثة أطراف نقوم بنشاطات مشتركة في دمشق وقامشلو قبل ذلك بفترة طويلة، ولكن حزب يكيتي في آخر اجتماع، وبحضور عدد من المستقلين المتضامنين مع فكرة وحدة الأحزاب الثلاثة اعتذر عن إكمال العملية.
أما ما يتعلق بذهابنا الى كردستان في مهمة ولقائي بالاستاذ صلاح بدر الدين وزيارته لنا في الفندق، لم يكن إلا من باب اعتباره لنا كرفاق درب عمره عشرات السنين، ولم يشر لا الى التدخل في شأن الحزب وتحريك خلاياه النائمة وأصدقاءه، ولا الى إيجاد موقع له في الحزب الجديد، فهو كان قبل سنتين رئيسا لحزب الاتحاد الشعبي، وتنحى بمليء إرادته عن قيادة الحزب، ورسالة التنحية آنذاك موجودة لدينا ومعروفة لدى القيادة، علما أننا أبقينا على صفته كرئيس للحزب رغم إصراره على عدم تراجعه عن موقفه، حتى المؤتمر الذي اتخذنا فيه قرار الوحدة الاندماجية، فلماذا يريد موقعا له من جديد ؟ ولكنه أحيانا كان يشير الى تصرفات السيد خير الدين مراد وتوجهه الشخصي في تصفية الكثير من رفاق الاتحاد الشعبي في الجزيرة وأوروبا، وكلهم لازالوا أحياء (متمنيا لهم طول العمر).
كما أن السيد مصطفى أوسو لم يذكر كذلك اجتماع المكتب السياسي في حلب بعد الوحدة مباشرة، وفيه طلب السيد خير الدين أن يذهب وفد قيادي من آزادي الى السليمانية للقاء الاتحاد الوطني الكردستاني ملمحا الى أهمية الى هناك، ويذكر جيدا أنني اعترضت، وقلت أن زيارة كردستان دائما تبدأ بلقاء البارتي الديمقراطي الكردستاني والرئيس مسعود البارزاني، وهو ما تم. 
بعد فترة ذهب وفد الحزب الى كردستان بدعوة رسمية من البارتي، والتقى بالرئيس مسعود بارزاني وقيادة البارتي والبرلمان ومكتب العلاقات، وعند عودتنا من اللقاء مع فخامته، دعانا الأستاذ صلاح بدرالدين الى الغداء عنده فتوجهنا الى بيته، واستقبل الوفد بحفاوة بالغة، وبعد الاستراحة وأثناء كلام الأستاذ صلاح، قام السيد خيرالدين من مكانه وجلس في مكان آخر وبدأ بتصفح الجرائد، وبذلك أثبت أنه ليس سياسيا ولا دبلوماسيا.
نعم، في المؤتمر التوحيدي انتخب السيد خيرالدين مراد سكرتيرا للحزب، ولكن كل رفاق قيادة الاتحاد الشعبي آنذاك يعرفون جيدا قبل المؤتمر وحتى داخل المؤتمر أيضا أن مصير الحزب لن يكون سليما إذا لم يكن السيد خيرالدين سكرتيرا له – وهو الذي ما وافق على الوحدة في البداية إلا إذا كان هو سكرتيرا – وبشعور وطني وقومي عال وأحيانا بتوجيه، تصرفت الأكثرية بتسهيل انتخاب خيرالدين.
خلافات الحزب بدأ سريعا بسبب تصرفات السيد خيرالدين الذي يريد السيد مصطفى أوسو تجميلها، لم يذكر ماذا حدث في اجتماع عفرين والتوتر الذي ساد الاجتماع، ولا أشار الى اجتماع قيادة الحزب في المثلث الحدودي وفي الهواء الطلق ولا الى اجتماع القيادة في قامشلو الذي أوقعنا في الخلاف أكثر والتوجس من غموض خير الدين، والذي بعده غادر الى أوروبا، ومن هناك طلب منا إصدار بيان باسم اللجنة المركزية أو المكتب السياسي، مدعين فيه أنه خرج من سوريا خلسة وأنه مطلوب لجهتين أمنيتين، فلم نوافق، فأصدره باسم سكرتير الحزب في الخارج. وكل قرارات تلك الفترة موجودة لدي، وكان يتواصل يوميا من الخارج، ليس مع القيادة؛ بل مع رفاق طرفه، بشهادتهم أنفسهم، ويسبب المشاكل، وشخصيا تعبت في نلك الفترة وأنا أتنقل بين منظمات الجزيرة لإصلاح ذات البين.
وما ذكره الأستاذ مصطفى أوسو بأنني كنت أدلي بتصريحات للمواقع الإعلامية بحق خير الدين مراد ليس صحيحا – يقصد بعد خروجي من السجن وما بعده – ولكن وجدت أن وضع الحزب قد استفحل نتيجة تدخلات السيد خيرالدين، فلا اجتماعات حزبية ولا احترام للهيئات أو القيادة، فتم عقد اجتماع للمكتب السياسي في حلب ودعيت أليه. في هذا الاجتماع علمت بالاتفاق بين طرفي الحزب كما أورده الأستاذ مصطفى أوسو، لكن دون أن يذكر أن هذه المبادرة من خيرالدين وصلته حصرا :
* الاتفاق على أن يكون سكرتير الحزب من طرف (الاتحاد الشعبي سابقاً) وسمت السيد بشار أمين بالاسم، وأن يكون نائب السكرتير من طرف (اليساري سابقاً) وسميت السيد مصطفى أوسو بالاسم .
* الاتفاق على أن يكون لكل طرف من طرفي الوحد الاندماجية، الحزب اليساري وحزب الاتحاد الشعبي، نفس العدد من الأعضاء في اللجنة السياسية، حيث تم تحديدهم بخمسة لكل منهما وبالاسم، بينهم السيد خير الدين مراد، طبعاً من حصة طرف (اليساري سابقاً) .
* وكذلك الاتفاق على أن يكون لكل طرف من طرفي الوحدة الاندماجية حزب الاتحاد الشعبي والحزب اليساري نفس العدد من أعضاء الهيئة القيادية.
في هذا الاجتماع أدليت برأيي ويجب أن يتذكره الجميع بمن فيهم الأستاذ مصطفى أوسو. قلت بالحرف الواحد: هذا الاتفاق عبارة عن عملية تجارية، وحدث في غيابي، ولكنني كحزبي سألتزم به.
في هذ الاجتماع سلمني الأستاذ بشار أمين إدارة الاجتماع، وكان الموضوع الأساسي هو عقد المؤتمر كما كانوا متفقين، فلم يتم الإقرار، وانتهى الاجتماع، دعيت بعد فترة الى اجتماع آخر للمكتب السياسي كمحاولة مني لتذليل بعض العقبات، فلم يحضر أحد من طرف اليسار، ثم دعيت مرة أخرى بعد عشرة أيام، فلم يحضر أحد أيضا، وفيما بعد وصلتني رسالة من السيد خيرالدين يذكر فيها أنه سيعود الى الوطن السوري لأداء واجبه. وبعد ذلك بأسبوع علمت بوجود السيد خيرالدين في ديار بكر وبعد يومين دخل الى قامشلو عبر معبر نصبين – قامشلو دون أية عوائق أمنية مخالفا بذلك طلبه من المكتب السياسي بإصدار بيان حول وضعه الأمني.
نعم، الكوادر المتقدمة في طرف الاتحاد الشعبي قبل أن أستلم مهامي من جديد، كانوا قد اجتمعوا أكثر من مرة، وأخذوا قرارا بأن لا يتجاوز عقد المؤتمر الثاني للحزب شهر أيار 2011 ، ولكن لم يكن هناك تجاوب من الطرف الآخر بسبب تواصلهم الدائم فرديا مع السيد خيرالدين ومعرفتهم بمجيئه، وهو نفس سبب تغيبهم عن اجتماعات المكتب السياسي.
بعد عودة السيد خيرالدين مراد، دعينا الى اجتماع للجنة المركزية في حلب، ويعرف الرفاق أنني أبلغتهم بعدم حضور خيرالدين الاجتماع حتى يأخذ الرفاق قرارهم في ذلك، ولكنه حضر، وساد الاجتماع جو من المشاحنات لسبب وحيد، وهو عدم موافقته على عقد المؤتمر، وانفرط الاجتماع حتى دون تحديد موعد آخر للاجتماع القادم.
بعد فترة، وبعد اجتماعاته المتكررة مع قيادة طرفه، دعينا الى اجتماع في قامشلو للمكتب السياسي، في هذا الاجتماع فقد السيد خيرالدين كامل احترامه وأهليته لقيادة حزب مثل آزادي: ولا أشير هنا الى أي شيء، رغم وجود الكثير. سأشير فقط الى موقفه العنيف والصادم، برفضه المطلق لتحديد موعد لعقد المؤتمر الثاني. والكوادر المتقدمة في الحزب كانوا قد أبلغونا بأن لا يتجاوز موعد المؤتمر خمسة عشر يوما، فقلنا له بالحرف الواحد بأننا سنحاول إقناع الرفاق بفترة الشهرين للمؤتمر، فرفض، فقلنا ستة أشهر، فرفض، فقلنا فقط حدد أنت موعدا كما تراه مناسبا حتى لا يحدث الانقطاع فلم يحدد، وادعى أنه غاب عن الوطن بضع سنوات ويحتاج الى وقت لترتيب أموره.
انفرط الاجتماع مرة أخرى بسبب تعنت خير الدين الذي ورفضه كل الاقتراحات، فخرجنا نحن رفاق المكتب السياسي لطرف الاتحاد الشعبي وعقدنا اجتماعا خاصا بنا، توصلنا فيه الى قناعة كاملة بأن آزادي موحدا لم يعد قائما، وفي هذه الحالة سنلبي طلب الكوادر المتقدمة بعقد المؤتمر خلال خمسة عشر يوما، خاصة وأننا نعيش بدايات الثورة السورية، وأيضا لأن حوارات الأحزاب الأثني عشر بمن فيهم حزب الاتحاد الديمقراطي، من أجل عقد المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الكردي قد شارف على نهاياتها.
في اليوم التالي ذهبنا بشار أمين وأنا الى اجتماع الأحزاب، وكان السيد خير الدين موجودا، فأبلغنا الاجتماع بأننا وصلنا الى الطريق المسدود، كحزب موحد، ونحن نمثل آزادي، وأننا على وشك عقد مؤتمرنا، فأبدى اجتماع الأحزاب أسفه لهذا الوضع، وطلب السيدان نصرالدين إبراهيم ومحي الدين شيخ آلي، الانفراد بنا، وأبلغانا بتأجيل مؤتمرنا عشرة أيام حتى يتسنى لهم إقناع السيد خيرالدين، وربما لا يؤدي التشنج الحالي الى الانشقاق، فتجاوبنا معهما، ثم طلب منا الحضور بأن نغادر هذا الاجتماع حتى اليوم التالي ليبتوا هم في أمر آزادي. في اليوم التالي حضرنا الاجتماع وقرأوا نص قرارهم وأكدوا أن كل الاجتماعات السابقة كان يحضرها الأستاذ بشار أمين كممثل لحزب آزادي، وأن يحل الطرفين مشكلتهما، فاعترض السيد خيرالدين على القرار وبدا عليه الامتعاض، ولكنني أستدركت وقلت بأن قراركم غير واضح تماما ولكننا نحترمكم ونوافق على قراركم، وهنا دافع السيد صالح مسلم عن خيرالدين أيضا، ولكن لم ينفع، فخرج ولم يعد بعدها، ولكن قرر الاجتماع أن يحضر طرفي آزادي الى مؤتمر المجلس الوطني الكردي.
بعد إعلان المجلس الوطني الكردي بأيام، عقد طرف الاتحاد الشعبي مؤتمره، بعد إبلاغ الطرف الآخر بموعده ودعوته للحضور ولكنه رفض، واتصلت شخصيا ببعض أعضاء المكتب السياسي للحضور فلم يفعلوا أيضا، وهكذا أسدل الستار على تجربة وحدوية غير ناجحة مع الأسف كما ذكرها الأستاذ مصطفى أوسو.
أعتقد أن السيد خيرالدين مراد لم يكن كفؤا لإدارة حزب آزادي، وارتكب أخطاء جسيمة في فترة سكرتاريته، وبعد ذلك داخل حزبه أيضا، الذي لم يأتي الأستاذ مصطفى على ذكر ولو واحدة منها، ولكنه تلقى ضربته النهائية من قبل رفاق حزبه قبل مؤتمر الاتحاد السياسي بأيام.
أما ما يتعلق بمسألة الاتحاد السياسي، فقد كنا في البداية ثلاثة أحزاب: البارتي ويكيتي وآزادي، وعقدنا عدد من الاجتماعات ومحاضرها جميعا موجودة عندي، وانضمام الطرف الآخر جاء بعد فترة أشهر، وبعد انسحاب حزب يكتي، انضم يكيتي الكردستاني، والجميع يذكر أنني اقترحت عند الدعوة الى انضمام آزادي مصطفى أوسو، أننا طالما نريد توسيع الاتحاد، هناك طرفان آخران أيضا يريدان الانضمام فلم يقبل .
15/5/2021 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…