في النصف الثاني من شهر تموز الجاري انعقد المؤتمر العاشر لحزبنا تحت الشعارات التالية :
من أجل :
1- الاعتراف الدستوري والقانوني بوجود الشعب الكردي في سوريا على أرضه التاريخية , واستحقاقات هذا الاعتراف تشريعيا واداريا وتنفيذيا .
2- من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتوفير مستلزماتها بين مختلف أطياف المجتمع السوري , بإشاعة الديمقراطية في الحياة العامة وفق صيغ عصرية مدنية , وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص , بمعيار المواطنة الحقّة , دون تمييز بسبب عرق أو اعتقاد أو فكر .
3- من أجل الازدهار السياسي والاقتصادي والاجتماعي , ومحاربة الفساد الإداري وهدر المال العام والمحسوبية , وتحقيق الرفاه والعيش الرغيد للشعب السوري .
من أجل :
1- الاعتراف الدستوري والقانوني بوجود الشعب الكردي في سوريا على أرضه التاريخية , واستحقاقات هذا الاعتراف تشريعيا واداريا وتنفيذيا .
2- من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتوفير مستلزماتها بين مختلف أطياف المجتمع السوري , بإشاعة الديمقراطية في الحياة العامة وفق صيغ عصرية مدنية , وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص , بمعيار المواطنة الحقّة , دون تمييز بسبب عرق أو اعتقاد أو فكر .
3- من أجل الازدهار السياسي والاقتصادي والاجتماعي , ومحاربة الفساد الإداري وهدر المال العام والمحسوبية , وتحقيق الرفاه والعيش الرغيد للشعب السوري .
4- محاربة التمييز و الاضطهاد والقوانين الاستثنائية والمشاريع العنصرية المطبقة بحق الشعب الكردي , ومظاهر ذلك , وأساليب التعريب المتبعة , دفاعا عن الهوية القومية والثقافية والتراثية لهذا الشعب العريق .
5- وحدة الحركة الكردية في سوريا بتشكيل مرجعية شاملة في الخطاب السياسي و الآلية التنظيمية الموحدة , و الجمع بين المحاور و الأطر المختلفة ( التحالف ,الجبهة , التنسيق , أحزاب خارج الجبهة ) في صيغة عمل مشترك جامع .
6- إعلاء شأن البارتي , و تعزيز و ترسيخ ثوابته , و إشاعة الديمقراطية بمنهجية علمية , في حياته النضالية , و جعل نهج البارزاني الخالد منهج عمل , و تجديدا ميدانيا لقيمه النضالية .
5- وحدة الحركة الكردية في سوريا بتشكيل مرجعية شاملة في الخطاب السياسي و الآلية التنظيمية الموحدة , و الجمع بين المحاور و الأطر المختلفة ( التحالف ,الجبهة , التنسيق , أحزاب خارج الجبهة ) في صيغة عمل مشترك جامع .
6- إعلاء شأن البارتي , و تعزيز و ترسيخ ثوابته , و إشاعة الديمقراطية بمنهجية علمية , في حياته النضالية , و جعل نهج البارزاني الخالد منهج عمل , و تجديدا ميدانيا لقيمه النضالية .
7- النضال من أجل تحقيق العدالة و المساواة و الكرامة للمرأة السورية عامة , و الكردية خاصة .
و قد وقف المؤتمرون – في افتتاحية المؤتمر – دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن و كردستان , و على روح البارزاني الخالد , و شهيد حزبنا الأمين العام كمال أحمد درويش , و شهداء الانتفاضة الكردية في سوريا في ربيع 2004 , تلا ذلك انتخاب رئيس للمؤتمر و مساعدَيْه , تلي بعد ذلك التقرير العام الشامل , الذي استعرض الوضع الدولي و الإقليمي و القومي و الوطني بإسهاب و تفصيل , إلى جانب معالجة لوضع الحركة الكردية في سوريا و آفاقها وواقع البارتي سياسيا و تنظيميا و ثقافيا , و قد نوقش التقرير العام بروح نقدية و رفاقية عالية , و بمشاركة و حضور متميزين من رفاقنا في الطرف الآخر لحزبنا ممن كان لهم دور واضح في مناقشة و إغناء التقرير , و معالجة أبرز قضايا المؤتمر , و قد أقر التقرير العام بعد إجراء تعديلات متعددة في فقراته و مواده , ليشكل مرجعا فكريا و سياسيا لرفاقنا في هذه المرحلة الحساسة و الدقيقة من حياة البارتي النضالية .
وقد لاحظ التقرير في الوضع الدولي ( خطورة المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم , و تمر بها المنطقة حيث المد العالمي الديمقراطي و قضايا حقوق الإنسان , مقابل المد المتصاعد للعنف و الإرهاب المنظم , و الذي طال العديد من مناطق العالم المتوترة من امريكا و اوروبا و استراليا و الفلبين إلى افريقيا و منطقة الشرق الأوسط .
ومن أبرز القضايا الملحة و العالقة و التي تعد بؤرا ساخنة , تؤرق السلام العالمي , و تدفع إلى البحث عن حلول عادلة و جادة , القضية الكرديةو القضية الفلسطينية و قضايا سباق التسلح و البيئة و الاحتباس الحراري , و الصراع المتأجج بين ممارسة قمعية تسلطية , تختفي خلف واجهات مدنية و ديمقراطية شكلية , ينبغي فضحها و تعريتها .
وقد لاحظ المؤتمرون أن التداخل الدقيق في السياسة الدولية والإقليمية والمحلية الذي أكد عليه التقريرأمر علمي ومنهجي دقيق, يستند إلى قواعد العمل المنهجي, في السياسة المعاصرة والمعدة بإحكام في أروقةالاستراتيجيات الدولية ومراكز صنع القرارات المصيرية , حيث لوحظ في الوضع الإقليمي أن ملامح شرق أوسط جديد ديمقراطي و مدني بدأ يتوضح , على الرغم من التراكمات و العثرات و الاحتقانات المترافقة مع قواعد الأنظمة الاستبدادية الشمولية إبان الحرب الباردة , و مواقع الصراع و المصالح و تقاسم النفوذ , و هيمنة العقلية القديمة بمرتكزاتها السياسية و التربوية و الإعلامية لا تزال تفعل فعلها , و تقف في وجه أي تحول جذري من شأنه أن يدعو إلى الاعتدال و الوسطية و تحكيم القرارات الدولية , و مسائل حقوق الإنسان و الحريات العامة , و مستلزمات العدالة الانتقالية في كل من العراق و أفغانستان , من خلال حرب إرهابية دموية تغذى و ترعى و تمول , كواجهة لتصفية الحسابات و الأجندات المتصارعة .
وفي الواقع القومي : درس التقرير أشكال التنكر لحق الأمة الكردية في مختلف أجزائها مما شكل عاملا أساسيا في الرد الطبيعي على هذا التنكر حيث شكلت كردستان تركيا معقلا هاما للثورات و الانتفاضات الكردية , بدأ من ثورات النهريين عام 1882 و شيخ سعيد بيران عام 1925 , و إحسان نوري عام 1937 و سيد رضا عام 1936 , لتخمد هذه الثورات بالحديد و النار و يتنكر ورثة الانقلاب الاتحادي عام 1908 لكل وعودهم و مواثيقهم للكرد حتى كانت معاهدة سيفر1920 ببنودها ( 62 , 63 , 64 ) مجرد اعتراف شكلي بحقوق الكرد , لتستبدل بمعاهدة لوزان التي وأدت أي بارقة أمل لطموحات الشعب الكردي , لتأتي الانتفاضات و الثورات اللاحقة ردا طبيعيا لهذا التنكر , و تصعيدا لحركة كفاح مسلح أخذت طابع مواجهة حاسمة حتى كان انقلاب كنعان ايفرين بداية لهجرة معظم القيادات الكردية إلى الغرب و دول الجوار , و أخذ الكفاح المسلح ( طابع صراع دموي لم يحسم إلى يومنا هذا , رغم ادعاء الأنظمة التركية المتعاقبة العلمانية , و اتخاذ لبوس ديمقراطي وواجهة برلمانية , تخفي وراءها أجندة الجونتا و القوة العسكرية الغاشمة , على الرغم من بروز أصوات تحررية تدعو إلى حل سلمي و عادل للقضية الكردية , كما حدث في الآونة الأخيرة و في ظل انتخابات أبرزت إلى الواجهة حزب العدالة و التنمية و التجمع الديمقراطي للمستقلين الكرد الوطنيين ) لتكون بداية تحول جنيني للتفكير في معالجة أهم مشكلة تواجه تركيا مع مشكلة قبرص في سعيها لدخول الاتحاد الاوروبي .
إن دراسة متأنية لواقع الشعب الكردي في تركيا تستلزم رص الصفوف , و التلاحم مع الجماهير , و اعتماد منهج واضح ديمقراغطي إصلاحي يستفيد من تجربة طويلة للحركات و الانتفاضات الكردستانية التي أخفقت في الوصول إلى حل مرض , نتيجة اعتماد النفوذ الفردي , و الافتقار إلى العمق الاستراتيجي الجماهيري , و التناحر و الصراع الحزبي , و عدم وضوح برنامج ديمقراطي متكامل يمكن الحركة من التوحد و التلاقي لمواجهة الفكر الطوراني المتسلح بواجهة مدنية تخفي وراءها أساليب وحشية في الاستئصال و القمع و التفكير القومي البدائي و اعتبار الكرد أتراك الجبال .
و تدارك التقرير الوضع الدقيق للشعب الكردي في كردستان أيران و ما يعانيه من تهميش و إقصاء له و للشعوب الأيرانية من آذريين و عرب و تركمان و بلوش , و تغليب العنصر الفارسي في القيادة و الثقافة و الإعداد و التربية و الإعلام , على الرغم من أصالة الشعب الكردي و عراقته و دوره التاريخي البارز , و قيادته الشعوب الأيرانية عبر قرون طويلة , و على الرغم من نصرته للثورة الإسلامية بقيادة الخميني عام 1979 , في انتفاضة شعبية أطاحت بالنظام الشاهنشاهي الدكتاتوري , لتوأد كل أماني و آمال الكرد مع ازدياد نمط التشدد و التفرد و التطرف على يد أحمدي نجاد , في تحد سافر لقرارات المجتمع الدولي , في تخصيب اليورانيوم و الاستمرار في مشروعه النووي .
إن نضال الشعب الكردي في أيران , و الذي تجسد في إعلان جمهورية مهاباد عام 1946 و ما تلاه و سبقه من انتفاضات و ثورات كردية تمثل إصراره على نيل حقوقه الديمقراطية و القومية , مقابل ما نجد من إعراض و تنكر و غدر و تنكيل , و خيانة تعتمد أسلوب الاغتيالات و التصفية الجسدية كما حدث للدكتور عبد الرحمن قاسملو و رفاقه , و الدكتور صادق شرف كندي خلفه من بعده في قيادة الحزب الديمقراطي , حيث تعرض للاغتيال كسابقة تاريخية خطيرة , لا يمكنها أن تقبر آمال و تطلعات شعبنا في الحرية و الديمقراطية و الحق المشروع وفق ما أقره القانون الدولي .
و قد أسهب التقرير مطولا في دراسة الواقع الاستثنائي المتميز لشعبنا الكردي في كردستان العراق , و ما حققه من إنجازات تاريخية عظيمة بفضل قيادته التاريخية الفذة , المتمثلة بالقائد الأسطوري مصطفى البارزاني , و الذي خلد بكبريات إنجازاته هذا النضال من خلال ثورات برزان الأولى 1932 – 1945 , و ثورة أيلول المجيدة عام 1961 , لتتوج هذه الانجازات من خلال ثورة كولان المباركة 26 أيار عام 1976 , من خلال شخصية القائد مسعود البارزاني و قيادته و خيرة كوادره , ليصل إلى أكبر إنجاز في تاريخ الحركة الكردية الحديثة و المعاصرة من خلال برلمان منتخب و حكومة موحدة و إدارة حكيمة للعملية السياسية في مجمل العراق , بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين و نظامه الدموي , و رئاسة الإقليم و الوصول به إلى التقدم و الازدهار العمراني و المدني , و الاستقرار الأمني , كنموذج ديمقراطي حي و متكامل يمكن أن يحتذى في سائر العراق و أرجاء كردستان كافة .
وقد أولى التقرير واقع الشعب الكردي في سوريا وحركته التحررية و وضع البارتي أهمية بالغة , أغنتها مناقشات مستفيضة , أشفعت بمقترحات وتوصيات منتجة , أوصلت المؤتمرين إلى قرارات صائبة , فقد ركز التقرير وتعديلاته على ضرورة إجراء اصلاح شامل في سوريا , يطال كل مفاصل الدولة والمجتمع , تشريعيا واداريا وتنفيذيا , بمحاربة كل أشكال الفساد الإداري والمالي , وتفعيل القطاع الخدمي , وإنعاش الاقتصاد وربطه بالحوافز المجزية وتحقيق توازن بين الأجر والأسعار , والايمان بالواقع التعددي والأثني والفكري والحضاري , وإشاعة العلاقة المجتمعية المدنية , بوضع مؤسسة تعد الحامل الحقيقي لمجمل العملية السياسية التكوينية , ليكون الشعب الكردي مساهما فاعلا إلى جانب شقيقه العربي , وسائر الأطياف الملونة لخاصية المجتمع السوري ( عرباً و كرداً و آثوريين وأرمن … ) , إلى جانب تبني الديمقراطية منهج عمل , وصيغة مؤسسات , ومبدأ تداول للسلطة , ليأتي صياغة القرار السياسي في طابعه المتكامل و تعدديته السياسية والفكرية , ليكون النظر في مجمل القوانين والقرارات الاستثنائية والمشاريع العنصرية بحق الشعب الكردي في سوريا , من ضمن تلك النظرة المتكاملة والفكر المعاصر .
وقد تضمن النقد الموجه إلى التقرير ملاحظة هامة تتضمن ضرورة إيلاء إعلان دمشق أهمية خاصة , على الرغم من قصور البرنامج السياسي للاعلان وضرورة إيلاء منهج العمل فيه الجانب المطلوب لتطويره وتوسيعه ودفعه تنظيمياً , وتوضيح المطلب الكردي فيه .
أما عن واقع الحركة الكردية المتشرذم , فقد ركز التقرير على ضرورة خروج الحركة من أزمتها ومحاورها , إلى واقع أكثر انسجاما مع طبيعة المرحلة , والارتقاء إلى آفاقها بلم شمل أطرافها في ظل خيمة واحدة , تؤسس لخطاب سياسي موحد وآلية ضبط تنظيمية مشتركة , تستفيد من نتائج انتفاضة الربيع الدامي في 12 آذار 2004, وما كان لهذه الطاقة الجماهيرية من قوة دفق ودفع للحركة إلى توحيد صفوفها , والاعتبار بالتضحيات الجسام التي رافقت التخطيط العنصري لبعض المستفيدين من ضرب الصف الوطني وتمزيق لحمته في سوريا .
وكان التوقف على واقع الحزب وما تعرض له من خطر التمزيق , وتجاوز الشرعية , والخروج على ثوابته , وقيمه النضالية , ورؤية الاقصاء والشطب , والنزوع إلى العقلية التكتلية , مما عبر عنه التقرير , وخرج به المؤتمر ليؤكد على صيانة منطلقات الحزب وثوابته , وتثبيت نهج البارزاني الخالد في الوسطية والاعتدال , والعدل وتكافؤ الفرص , والايمان بقدرته على تخطي الصعاب مهما اشتدت التحديات , تجديدا وحيوية وانطلاقا إلى قيم الديمقراطية الحقة والطابع المؤسساتي للبارتي .
و في الختام استطاع الرفاق انتخاب قيادة متكاملة في الخبرة و الطاقة العلمية , والاجماع على سكرتير عام للحزب.
عاش نضال البارتي
عاش نهج البارزاني الخالد
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
حرر أواخر تموز 2007
اللجنة المركزية للبارتي الديمقراطي الكردي في سوريا
و قد وقف المؤتمرون – في افتتاحية المؤتمر – دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن و كردستان , و على روح البارزاني الخالد , و شهيد حزبنا الأمين العام كمال أحمد درويش , و شهداء الانتفاضة الكردية في سوريا في ربيع 2004 , تلا ذلك انتخاب رئيس للمؤتمر و مساعدَيْه , تلي بعد ذلك التقرير العام الشامل , الذي استعرض الوضع الدولي و الإقليمي و القومي و الوطني بإسهاب و تفصيل , إلى جانب معالجة لوضع الحركة الكردية في سوريا و آفاقها وواقع البارتي سياسيا و تنظيميا و ثقافيا , و قد نوقش التقرير العام بروح نقدية و رفاقية عالية , و بمشاركة و حضور متميزين من رفاقنا في الطرف الآخر لحزبنا ممن كان لهم دور واضح في مناقشة و إغناء التقرير , و معالجة أبرز قضايا المؤتمر , و قد أقر التقرير العام بعد إجراء تعديلات متعددة في فقراته و مواده , ليشكل مرجعا فكريا و سياسيا لرفاقنا في هذه المرحلة الحساسة و الدقيقة من حياة البارتي النضالية .
وقد لاحظ التقرير في الوضع الدولي ( خطورة المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم , و تمر بها المنطقة حيث المد العالمي الديمقراطي و قضايا حقوق الإنسان , مقابل المد المتصاعد للعنف و الإرهاب المنظم , و الذي طال العديد من مناطق العالم المتوترة من امريكا و اوروبا و استراليا و الفلبين إلى افريقيا و منطقة الشرق الأوسط .
ومن أبرز القضايا الملحة و العالقة و التي تعد بؤرا ساخنة , تؤرق السلام العالمي , و تدفع إلى البحث عن حلول عادلة و جادة , القضية الكرديةو القضية الفلسطينية و قضايا سباق التسلح و البيئة و الاحتباس الحراري , و الصراع المتأجج بين ممارسة قمعية تسلطية , تختفي خلف واجهات مدنية و ديمقراطية شكلية , ينبغي فضحها و تعريتها .
وقد لاحظ المؤتمرون أن التداخل الدقيق في السياسة الدولية والإقليمية والمحلية الذي أكد عليه التقريرأمر علمي ومنهجي دقيق, يستند إلى قواعد العمل المنهجي, في السياسة المعاصرة والمعدة بإحكام في أروقةالاستراتيجيات الدولية ومراكز صنع القرارات المصيرية , حيث لوحظ في الوضع الإقليمي أن ملامح شرق أوسط جديد ديمقراطي و مدني بدأ يتوضح , على الرغم من التراكمات و العثرات و الاحتقانات المترافقة مع قواعد الأنظمة الاستبدادية الشمولية إبان الحرب الباردة , و مواقع الصراع و المصالح و تقاسم النفوذ , و هيمنة العقلية القديمة بمرتكزاتها السياسية و التربوية و الإعلامية لا تزال تفعل فعلها , و تقف في وجه أي تحول جذري من شأنه أن يدعو إلى الاعتدال و الوسطية و تحكيم القرارات الدولية , و مسائل حقوق الإنسان و الحريات العامة , و مستلزمات العدالة الانتقالية في كل من العراق و أفغانستان , من خلال حرب إرهابية دموية تغذى و ترعى و تمول , كواجهة لتصفية الحسابات و الأجندات المتصارعة .
وفي الواقع القومي : درس التقرير أشكال التنكر لحق الأمة الكردية في مختلف أجزائها مما شكل عاملا أساسيا في الرد الطبيعي على هذا التنكر حيث شكلت كردستان تركيا معقلا هاما للثورات و الانتفاضات الكردية , بدأ من ثورات النهريين عام 1882 و شيخ سعيد بيران عام 1925 , و إحسان نوري عام 1937 و سيد رضا عام 1936 , لتخمد هذه الثورات بالحديد و النار و يتنكر ورثة الانقلاب الاتحادي عام 1908 لكل وعودهم و مواثيقهم للكرد حتى كانت معاهدة سيفر1920 ببنودها ( 62 , 63 , 64 ) مجرد اعتراف شكلي بحقوق الكرد , لتستبدل بمعاهدة لوزان التي وأدت أي بارقة أمل لطموحات الشعب الكردي , لتأتي الانتفاضات و الثورات اللاحقة ردا طبيعيا لهذا التنكر , و تصعيدا لحركة كفاح مسلح أخذت طابع مواجهة حاسمة حتى كان انقلاب كنعان ايفرين بداية لهجرة معظم القيادات الكردية إلى الغرب و دول الجوار , و أخذ الكفاح المسلح ( طابع صراع دموي لم يحسم إلى يومنا هذا , رغم ادعاء الأنظمة التركية المتعاقبة العلمانية , و اتخاذ لبوس ديمقراطي وواجهة برلمانية , تخفي وراءها أجندة الجونتا و القوة العسكرية الغاشمة , على الرغم من بروز أصوات تحررية تدعو إلى حل سلمي و عادل للقضية الكردية , كما حدث في الآونة الأخيرة و في ظل انتخابات أبرزت إلى الواجهة حزب العدالة و التنمية و التجمع الديمقراطي للمستقلين الكرد الوطنيين ) لتكون بداية تحول جنيني للتفكير في معالجة أهم مشكلة تواجه تركيا مع مشكلة قبرص في سعيها لدخول الاتحاد الاوروبي .
إن دراسة متأنية لواقع الشعب الكردي في تركيا تستلزم رص الصفوف , و التلاحم مع الجماهير , و اعتماد منهج واضح ديمقراغطي إصلاحي يستفيد من تجربة طويلة للحركات و الانتفاضات الكردستانية التي أخفقت في الوصول إلى حل مرض , نتيجة اعتماد النفوذ الفردي , و الافتقار إلى العمق الاستراتيجي الجماهيري , و التناحر و الصراع الحزبي , و عدم وضوح برنامج ديمقراطي متكامل يمكن الحركة من التوحد و التلاقي لمواجهة الفكر الطوراني المتسلح بواجهة مدنية تخفي وراءها أساليب وحشية في الاستئصال و القمع و التفكير القومي البدائي و اعتبار الكرد أتراك الجبال .
و تدارك التقرير الوضع الدقيق للشعب الكردي في كردستان أيران و ما يعانيه من تهميش و إقصاء له و للشعوب الأيرانية من آذريين و عرب و تركمان و بلوش , و تغليب العنصر الفارسي في القيادة و الثقافة و الإعداد و التربية و الإعلام , على الرغم من أصالة الشعب الكردي و عراقته و دوره التاريخي البارز , و قيادته الشعوب الأيرانية عبر قرون طويلة , و على الرغم من نصرته للثورة الإسلامية بقيادة الخميني عام 1979 , في انتفاضة شعبية أطاحت بالنظام الشاهنشاهي الدكتاتوري , لتوأد كل أماني و آمال الكرد مع ازدياد نمط التشدد و التفرد و التطرف على يد أحمدي نجاد , في تحد سافر لقرارات المجتمع الدولي , في تخصيب اليورانيوم و الاستمرار في مشروعه النووي .
إن نضال الشعب الكردي في أيران , و الذي تجسد في إعلان جمهورية مهاباد عام 1946 و ما تلاه و سبقه من انتفاضات و ثورات كردية تمثل إصراره على نيل حقوقه الديمقراطية و القومية , مقابل ما نجد من إعراض و تنكر و غدر و تنكيل , و خيانة تعتمد أسلوب الاغتيالات و التصفية الجسدية كما حدث للدكتور عبد الرحمن قاسملو و رفاقه , و الدكتور صادق شرف كندي خلفه من بعده في قيادة الحزب الديمقراطي , حيث تعرض للاغتيال كسابقة تاريخية خطيرة , لا يمكنها أن تقبر آمال و تطلعات شعبنا في الحرية و الديمقراطية و الحق المشروع وفق ما أقره القانون الدولي .
و قد أسهب التقرير مطولا في دراسة الواقع الاستثنائي المتميز لشعبنا الكردي في كردستان العراق , و ما حققه من إنجازات تاريخية عظيمة بفضل قيادته التاريخية الفذة , المتمثلة بالقائد الأسطوري مصطفى البارزاني , و الذي خلد بكبريات إنجازاته هذا النضال من خلال ثورات برزان الأولى 1932 – 1945 , و ثورة أيلول المجيدة عام 1961 , لتتوج هذه الانجازات من خلال ثورة كولان المباركة 26 أيار عام 1976 , من خلال شخصية القائد مسعود البارزاني و قيادته و خيرة كوادره , ليصل إلى أكبر إنجاز في تاريخ الحركة الكردية الحديثة و المعاصرة من خلال برلمان منتخب و حكومة موحدة و إدارة حكيمة للعملية السياسية في مجمل العراق , بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين و نظامه الدموي , و رئاسة الإقليم و الوصول به إلى التقدم و الازدهار العمراني و المدني , و الاستقرار الأمني , كنموذج ديمقراطي حي و متكامل يمكن أن يحتذى في سائر العراق و أرجاء كردستان كافة .
وقد أولى التقرير واقع الشعب الكردي في سوريا وحركته التحررية و وضع البارتي أهمية بالغة , أغنتها مناقشات مستفيضة , أشفعت بمقترحات وتوصيات منتجة , أوصلت المؤتمرين إلى قرارات صائبة , فقد ركز التقرير وتعديلاته على ضرورة إجراء اصلاح شامل في سوريا , يطال كل مفاصل الدولة والمجتمع , تشريعيا واداريا وتنفيذيا , بمحاربة كل أشكال الفساد الإداري والمالي , وتفعيل القطاع الخدمي , وإنعاش الاقتصاد وربطه بالحوافز المجزية وتحقيق توازن بين الأجر والأسعار , والايمان بالواقع التعددي والأثني والفكري والحضاري , وإشاعة العلاقة المجتمعية المدنية , بوضع مؤسسة تعد الحامل الحقيقي لمجمل العملية السياسية التكوينية , ليكون الشعب الكردي مساهما فاعلا إلى جانب شقيقه العربي , وسائر الأطياف الملونة لخاصية المجتمع السوري ( عرباً و كرداً و آثوريين وأرمن … ) , إلى جانب تبني الديمقراطية منهج عمل , وصيغة مؤسسات , ومبدأ تداول للسلطة , ليأتي صياغة القرار السياسي في طابعه المتكامل و تعدديته السياسية والفكرية , ليكون النظر في مجمل القوانين والقرارات الاستثنائية والمشاريع العنصرية بحق الشعب الكردي في سوريا , من ضمن تلك النظرة المتكاملة والفكر المعاصر .
وقد تضمن النقد الموجه إلى التقرير ملاحظة هامة تتضمن ضرورة إيلاء إعلان دمشق أهمية خاصة , على الرغم من قصور البرنامج السياسي للاعلان وضرورة إيلاء منهج العمل فيه الجانب المطلوب لتطويره وتوسيعه ودفعه تنظيمياً , وتوضيح المطلب الكردي فيه .
أما عن واقع الحركة الكردية المتشرذم , فقد ركز التقرير على ضرورة خروج الحركة من أزمتها ومحاورها , إلى واقع أكثر انسجاما مع طبيعة المرحلة , والارتقاء إلى آفاقها بلم شمل أطرافها في ظل خيمة واحدة , تؤسس لخطاب سياسي موحد وآلية ضبط تنظيمية مشتركة , تستفيد من نتائج انتفاضة الربيع الدامي في 12 آذار 2004, وما كان لهذه الطاقة الجماهيرية من قوة دفق ودفع للحركة إلى توحيد صفوفها , والاعتبار بالتضحيات الجسام التي رافقت التخطيط العنصري لبعض المستفيدين من ضرب الصف الوطني وتمزيق لحمته في سوريا .
وكان التوقف على واقع الحزب وما تعرض له من خطر التمزيق , وتجاوز الشرعية , والخروج على ثوابته , وقيمه النضالية , ورؤية الاقصاء والشطب , والنزوع إلى العقلية التكتلية , مما عبر عنه التقرير , وخرج به المؤتمر ليؤكد على صيانة منطلقات الحزب وثوابته , وتثبيت نهج البارزاني الخالد في الوسطية والاعتدال , والعدل وتكافؤ الفرص , والايمان بقدرته على تخطي الصعاب مهما اشتدت التحديات , تجديدا وحيوية وانطلاقا إلى قيم الديمقراطية الحقة والطابع المؤسساتي للبارتي .
و في الختام استطاع الرفاق انتخاب قيادة متكاملة في الخبرة و الطاقة العلمية , والاجماع على سكرتير عام للحزب.
عاش نضال البارتي
عاش نهج البارزاني الخالد
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
حرر أواخر تموز 2007
اللجنة المركزية للبارتي الديمقراطي الكردي في سوريا