الاستقواء بأمريكا

  رفيق رسمي

مخترع مصطلح الاستقواء بالغرب او (بأمريكا) من الساسة المضللين المخادعين البارعين المحترفين باللعب بعقول ومشاعر وعواطف العامه البسطاء و السذج و الجهلاء والمعتم عليهم والمفعول بهم والمصنوعة عقولهم بشكل يخدم مصالح تلك (الفئة المضللة) والمستفيدة من هذا التعتيم حتى تستطيع بسهولة من خلال فئة من متوسطي الثقافة ان تتمكن من السيطرة على عقول الجهلاء (فالاعور ملك وسط العميان)، كى يكون العامة اداة طيعة تفعل بهم السلطة السياسية كما تشاء ووقتما تشاء كل ما تشاء ، وهو مصطلح من عدد لا نهائي من الجمل والعبارات والاكلاشيهات التى تستخدم بكثرة لشل العقل عن التفكير المنطقي العقلاني الواعي المستنير والهاب المشاعر والعواطف بمشاعر مضادة توحي بالخطر ، حتى لا تستخدم العامة ذرة واحدة من التفكير العقلاني
بل دائما التخاطب يكون مع الاحاسيس والمشاعر والعواطف مع القطيع ، فتستخدم الادارة السياسية مثل تلك الجمل والعبارات التى يتم تركيبها من خبراء فى الخداع والتضليل الجماهيري للتهييج العاطفي واثارته وجدانيا والهاب المشاعر الغريزية في العقل الباطن (اللاوعي)، وهو احد ادوات السيطرة التامة الناجحة الفعالة في السيطرة على القطيع ، السيطرة على عقولهم  بتغيبها عن الحقائق ، وجعل الانسان ينساق فى حركته وراء الغريزة في العقل (الاواعى)، فالحقيقة الساطعة كالشمس، ولا تحتاج الى اي جدال نحوها ان امريكا شانها فى ذلك شان كافة الدول الاخرى بل شانها شان كافة الافراد، فهى لا تدافع عن اى دين او اي شي على الاطلاق سوى مصالحها فقط حتى تظل كيانا مهيمنا مسيطرا على العالم، فتسخر كافة الادوات والاليات والوسائل لذلك.

وهو حق يمارسه الكل بلا استثناء، اذا لماذا هو حلال لنا حرام على غيرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 فمصطلح الاستقواء في معناه اللغوي يعني القوي الذي كان قويا في الأصل ثم تم انتزاع مصادر قوته حتى يصير (ضعيفا) اي جعلوه مستضعف بسلب كل مصادر قوته عمدا مع سبق الاصرار والترصد ، لذا هو يريد أن يستعيد عافيته وقوته كي يعيد بها حقوقه المسلوبة والمنهوبة من فئة لا تعرف سوى الفتونة والعصبجية والفردة والدراع والتخويف والارهاب اي بقانون الغابة (اي بطرق بعيده تماما عن القانون المدني) ، إذا هو مصطلح عاطفى للخداع الاعلامي الجماهيري وتضليل البسطاء في المعرفة ، مستثمرين فى ذلك نجاحهم الفذ فى ذرع كل الوان وانواع ودرجات الكراهية نحو الغرب فى نفوس البسطاء فى المعرفة ، فقد نجحت السلطة السياسية ببراعة فى تحويل حقد البسطاء الكامن فى صدورهم من عدد لا نهائي من المعاناة اليومية جعلت الحياه مستحيلة ومكروهة ومن الماسي المتعددة الكثيره للغاية التي يعانون منها فى حياتهم اليومية بشكل يزداد ويتضحم يوميا ، الى سببان لا ثالث لهما ، اولهما هو الغرب المتمثل فى امريكا التى هي السبب الرئيسى والجوهري والمحوري فى كل مشكلة بسيطة او كبيرة تواجهها فى حياتك فهي الشيطان الاعظم والاوحد وسبب كل ما يواجهك من معاناة فسبب المغص الذى اصاب ابنتك هو امريكا ، وسبب الفشل الدراسي والفشل الكلوي لابنك هو الاتحاد الاوربى ….,,وسبب طلاقك من امراتك هو الغرب كله وهكذا ، فهم لم يخطاوا فى ادارتهم لسياسة البلاد ابدا والله ، ولم يتفرغوا الى تخمة ارصدتهم فى بنوك سويسرا على حساب الملايين من الجوعى والمرضى من الشعب، ابدا ابدا والله ، وهم غير مصابين بالعتة الادارى بل ان الحكمة اذا نطقت ستشهد انهم اكثر حكمة منها واكثر علما ومعرفة ببواطن وخبايا الامور، اما عن السبب العبقري لبث كراهية الغرب هو عدم المطالبة ان نصبح مثله (طرق ادارته السياسية لبلاده) فطرقه واساليبه كلها ضد الدين وضد الاسلام الذين يتامرون عليه ليل نهار، ولا هم لهم ولا عمل سوى ذلك ، ولا يدرون ان نكبة الاسلام  والمسلمين الاساسية والجوهرية فى رجاله وعلماءه الذين لا هم لهم سوى زياده ارصدتهم فى البنوك على حساب المواطن العادي البسيط ، فهم ابطال الاسلام الاشاوش الذين سخرهم الله لحماية الدين من اعداءه ، ويزرعون كراهية الغرب ايضا لانه بعيد عن متناول ايديهم عن العامة وهم القريبون منه ، فليصب القطيع طاقة حقدهم على الغرب افيد لمصالحهم وانفع لديمومتهم ، وكما ان صناعة عدوا وهميا لهم ليكرهوه بدلا منهم  قمة فى الدهاء ، بل واكثر من ذلك جعلوه ايضا يكره نفسه ويكره حياته وعيشته ، وذلك بالوعظ المستمر فى الجوامع ان (نفسه امارة بالسوء و هي سبب كل ما يواجهه من مصائب وكوارث وفشل واحباط) ، اذا السبب الحقيقي لكل ما يعانيه فى حياته اليومية من كوارث ، هو خطاياه ونواياه السيئة وضميره غير المستقيم ، اذا عليه ان يصلح نفسه اولا (فاذا اصلح نفسه انصلح حال الدنيا كلها وما عليها) ويستمرالقطيع فى جلد ذاته يحملها ما لا طاقه له بها من احمال عسره الحمل ، ويستغرق عمره كله فى محاولة اصلاح نفسه ، وبذلك يشتتون تفكيره بعيدا جدا عن السبب الحقيقي  والاساسي والجوهري وهو (العته الاداري والسياسي لدى كافة المسئولين فى الدولة) اما رجال الساسة  فهم غلابة مساكين ح يعملوا ايه ولا ايه بس واحنا مشاكلنا كتير قوى ، ويتعمدون التعتيم والتضليل على الحقيقة الهامة التي تقول” ان الادارة السياسية اذا كانت قوية وعلمية و اذا انصلح حال رجالها انصلحت الدنيا” لان السياسة تدخل فى كل شى فى الحياة فى كل كبيرة وصغيرة ،
نعود الى المصطلح المضلل الاستقواء بامريكا ، على الرغم من زيفه الكامل والتام ، و المتأمل الذى لديه قليلا من العقل منهم يسال نفسه لماذا حدث هذا ، ما الذي جعلك تستجير بالذي نصب نفسه شرطيا على الجميع بالقوة رغما عن الجميع وهو غريب عنك وعن اخاك فى نقس البلد ، فليس هناك من مبرر واحد فقط لذلك سوى أنه من المؤكد أن أخاك ظلمك ظلما لا حدود له لدرجه انك لا تطيق هذا الظلم وهذا الجور على كافة حقوقك وإنسانيتك وأدميتك وحريتك وفاض بك الكيل وطفح ولا تقوى على تحمله ( ومش عارف تاخد منه لا حق ولا باطل) فماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟، فلا مجير لك سوى الغريب الذي نصب نفسه شرطيا (لمصلحته الشخصية البحتة ايضا والجميع يعلم ذلك) ولكن ماذا تفعل وانت معك كل الحق القانوني والحق الالهي (والغريق يتعلق باشة) ،اخوك يطالبك ان تصمت على ضياع حقوقك التى سلبها منك حتى لا يتهمك بالخيانة والتعاون مع جهات اجنبية ، وهى تهم جاهزة معلبة سابقة التجهيز لمن يختلفون معه فى الرى ولو كان أخاك حقا لما ظلمك ، و لا كان يجرؤ أن يطلب منك أن تصمت عن ظلمه لك ،  ولو نصفك وأعطاك حقك الثابت لدى جميع منظمات حقوق الانسان فى العالم اجمع ، والذى لا جدال عليه اطلاقا لما لجئت مجبرا مكرها إلى الغريب والحديث الاسلامي يقول (الساكت عن حقه شيطان اخرس) هل تريدونا شياطين خرساء ، وهل ستقبلون ان تحيوا معنا وانتم تعترفون اننا شياطين بحكم هذا الحديث الشريف ، و أيضاجاء فى حديث اخر  (من رأى منكم منكرا فليقومه بيده ومن لم يستطع فبقلبه ومن لم يستطع فبلسانه وهو اضعف الإيمان) اذا فلماذا لا نقوم ونعدل هذا المنكر والمكرهة والظلم الواقع علينا ، حسب نص هذا الحديث ، وأيضا (أنا وآخي ضد ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب )وأنا والغريب على من يظلمني حتى لو كان آخي)، فلو جار على آخي فماذا افعل ؟؟ هل اصمت باسم صله الدم وإكراما لآخي الذي لا يراعي هذه الصلة ؟؟ والى متى ؟؟؟ وهل سيقدر هو صمتي هذا ؟؟؟ هو يتوقع مني أن أكون مثاليا في كل شي الى ما لا نهايه ؟؟؟؟ ، وهو له كل الحق في أن يفعل ما يشاء  دون أن يجرا احد أن يحاسبه ، أو يقول له كدة عيب ؟؟ إذا هو أخ عاق بكل تأكيد ، يجب الحجر عليه ليس حفاظا على نفسي أنا فقط بل انه أيضا واجب علي أن أحافظ عليه من شر نفسه اولا ، لان الظالم يظلم الأخر ثم يعود و يظلم نفسه فى الدنيا وفى الاخرة ايضا،  متوهما انه ينصفها حسب ادراكه المريض ، هل اصمت حتى يتمادى في ظلمه لي الى ما لا نهايه ويتوهم أن ظلمه لي هو حق من حقوقه ، بل انه حق تفرضه عليه النصوص الالهية الدينية ، فيفعله كي يرضى الإله ويقدم بها قربانا له كي يغفر له ذنوبه وخطاياه ومعاصيه الكثيرة ، هل اصمت كما يطلب منى فيتوهم كمثل معتقدة اننى شيطان اخرس ، فيبذل قصار جهده كي يقضي على هذا الشيطان فيكسب ثواب ويكسب الجنة بما فيها من حوريات وولدان مخلدون ، وكل ما لذ وطاب ، هل اصمت حتى يتمكن من مخططاته وأهدافه في القضاء علي تماما ، قل لي بالله عليك ماذا سيفعل هو لو كان مكاننا ؟؟؟؟؟؟؟ اليس الله خلقنا بشرا متساون فى الحقوق (كما جاء فى الحديث الشريف (الناس سواسية كاسنان المشط و لا فرق لعربي على اعجمي الا بالتقوى)
ماذا نفعل وقد فاض بنا الكيل وطفح ، والمثل البلدي يقول ( اللوح قال للمسمار أنت فلقتنى ، فالمسمار قاله لو شفت الدق إلي على دماغي كنت عذرتني) ، وعجبت لمن لايقول للضارب لا تضرب ولكنه يقول للباكي لا تبكي ولا حتى تشتكي ولا اسمعلك صوت ولا اسمع نفسك ولا توجعك وانينك على الإطلاق عشان اعرف أضربك براحتي وأموتك بمزاج عالي واعزبك بمتعة واتلذذ بـ قهرك وسحقك ، وشكواك وصراخك بيقللوا مزاجي وبيعكروا دمي وأنا بموتك ، إذا أنت المخطى كيف لك ان تتجرا وتعكر مزاجي ولا تترك لي فرصة كي استمتع بقتلك وسحلك وأتلذذ بمص دماءك ودماء عائلتك كلها وكل ما يخصك ، كيف تتجرا وتصرخ في وجهي وأنا استمتع وأتلذذ وانتشي  بإهدار شرف بناتك وزوجتك ؟؟؟؟؟؟؟ أن عدد الفتيات القبطيات الاتي خطفن وعدد الكنائس التي حرقت وعدد الأقباط الذين حرموا من حقوقهم الطبيعية ثابت ومدون بالأرقام تعالوا نستعرضها ودعها تتكلم ، والارقام لا تعرف الكذب   
اعود واختم بحديث شريف عن الرسول (من اذى ذميا فقد اذانى) فكم مره اذيتم رسولكم الكريم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم قال (اوصيكم بقبط مصر خيرا فان لكم فيها نسبا) فهل عملتم بوصية رسولكم ؟؟؟؟
قبل ان تتهمون الاخر بالتامر عليكم والاستقواء بامريكا عليكم
وبعد ذلك تدعون انكم مسلمون ؟؟؟؟

* رئيس مؤسسه فاسنكو- هرشنكوا سابقا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…