جان كورد
30.09.2007
لم تشهد جبهة الجولان السوري، منذ زمن بعيد، تحركات عسكرية واسعة النطاق كالتي تشهدها الآن، ولم يخترق الطيران الاسرائيلي الأجواء السورية حتى في الأيام التي تلبدت فيها سحب الديبلوماسية الدولية بمثل هذا الشكل الذي يخترقه الآن، والقلق الذي يبدو على وجوه المسؤولين السوريين أصبح يفضح ارتباكهم الكبير أمام عدسات التصوير، والوجوم يخيم على رؤوس كل الذين يدخلون ويخرجون من مقر الجامعة العربية، وها هو وزير خارجية العربية السعودية يصرح بأنه قال للايرانيين مباشرة بأنهم يتوجهون صوب الخطر الكبير المحدق بالمنطقة…
لم تشهد جبهة الجولان السوري، منذ زمن بعيد، تحركات عسكرية واسعة النطاق كالتي تشهدها الآن، ولم يخترق الطيران الاسرائيلي الأجواء السورية حتى في الأيام التي تلبدت فيها سحب الديبلوماسية الدولية بمثل هذا الشكل الذي يخترقه الآن، والقلق الذي يبدو على وجوه المسؤولين السوريين أصبح يفضح ارتباكهم الكبير أمام عدسات التصوير، والوجوم يخيم على رؤوس كل الذين يدخلون ويخرجون من مقر الجامعة العربية، وها هو وزير خارجية العربية السعودية يصرح بأنه قال للايرانيين مباشرة بأنهم يتوجهون صوب الخطر الكبير المحدق بالمنطقة…
تصريحات الرئيس الايراني الأخيرة وحديثه عن استعداد بلاده لملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي من العراق تبدو وكأنها خدمة مجانية لآلة الحرب في الولايات المتحدة وتحرك يهدف إلى نزع الفتيل الأخير للأمان في المنطقة… ويتساءل بعضهم عما إذا كانت هناك عبارة هتلرية نازية لم يكررها بعد هذا الرئيس الايراني الغريب الأطوار…والعرب، معتدلين ومتشددين، حائرون‘ لايحسدون على ما فيهم الآن، لأنهم لايدرون عما سيفعلونه إن وقعت الواقعة، فهل يقفون مع أمريكا ويضعون قواتهم العسكرية تحت أمرة جنرالاتها لغزو إيران مثلما فعلوا لطرد صدام حسين من الكويت، أم أنهم سينسون لفترة وجيزة صراعاتهم المذهبية العنيفة مع ملالي طهران وقم ، ويحملون صور علي خامينئ وحسن نصر الله ويتصدون بها لجحافل الجيوش الغربية؟
وإنها مشكلة عويصة حقا… فالفرس “الصفويون!”، “المجوس!”، “اعداء الامة الإسلامية!”، إن انتصروا على أمريكا فمن يضمن للعرب أن لايصبحوا تحت رحمة هؤلاء الملالي الذين لم ينسوا “القادسية” ومذابح الأمويين بحق أئمتهم وأتباع أهل البيت العلوي حتى اليوم؟ وإن تمكنوا من التوغل غربا في العراق، فمن سيقف في وجههم ويمنعهم من احتلال مكة والمدينة وعقد المحاكمات الكبيرة بحق أبو بكر وعثمان وعمر (رضي الله عنهم) أو التقدم صوب عمان لاطفاء شعلة العائلة الهاشمية إلى الأبد، ثم الاتفاق مع اسرائيل على تقسيم المنطقة تقسيما جديدا حسب مصالح الطرفين، تمهيدا لصراعات مستقبلية وبتقنية حديثة أخرى؟…
العرب في هذه المعادلة الجديدة ممزقون داخليا، إذ أن أولى الصواريخ التي سقطت على حيفا وغيرها من المدن والمناطق الاسرائيلية، لم تكن صواريخ عربية وانما فارسية، وحسن نصر الله لايمكن اعتباره بطلا عربيا وانما جنديا إيرانيا بكل معنى الكلمة، فلقمة طعامه ايراني، وحذاء مقاتله ايراني، والدولار الذي يشتري به الذمم والإعلام وبعض نواب الشعب دولار ايراني، وخطبه النارية تمر على رقيب ايراني… وهذه الصواريخ التي يطلقها ويهدد بها تأتيه من ايران مجانا، فكيف يمكن للعرب أن يعتبروا هكذا دولة عدوة لهم، وكما يقال : عدو عدوك صديقك، فايران ضد اسرائيل – كما يبدو – والدليل هو دعمها التام لحزب الله ولمن جعل من بلاده جسرا لحزب الله… ولكن من ناحية أخرى لاشك أن ايران هذه تنظر إلى السواحل الغربية للخليج “الفارسي!” نظرتها إلى جزيرتي طمب الكبرى وطمب الصغرى، ولايمكن نسيان قول ذلك الفارسي الذي قال للبحريني أو القطري:”أبنوا ما تشاؤون من عمارات شاهقة ومدن جميلة على ضفاف الخليج، ولكن ابنوها بشكل جيد، فنحن نحب استلامها منكم في المستقبل وهي في حالة حسنة…!!”
نعم، ايران التي يرتدي زعماءها أردية عربية ويتحدثون بالعربية ويزعمون أنهم يحبون البلاد العربية، تطمح في استعادة ملك أكاسرتها الذين وصلوا في يوم من الأيام إلى اليمن السعيد، وبعض الايرانيين يقولون: نحن لنا الحق في استعادة ما سلبه العرب منا أيام “فتوحاتهم!” ويستغربون كيف يسمى الاستعمار في كل أنحاء العالم بالاستعمار، إلا في قواميس اللغة العربية، حيث يسمى التوسع العربي شرقا وغربا بالفتوحات!!
حكام العرب محتارون وهم ينظرون إلى الساعة التي تشير إلى اقتراب مرحلة الحرب الساخنة بين الغرب وايران، فإذا وقفوا مع أمريكا ثارت شعوبهم ضدهم، وإذا وقفوا مع دولة فارس فإنهم يدعمون بأنفسهم عدوا لايخفي نواياه في املاء الفراغ الذي سيحدثه الأمريكان في حال انسحابهم من المنطقة، والسلفيون المتطرفون ليسوا مستعدين للوقوف مع الفرس الذين يعتبرون في نظرهم أعداء لدينهم، بل يرونهم أشد خطرا على الإسلام من أمريكا وجورج دبليو بوش…
والسؤال المهم هنا هو: هل يستطيع زعماء العرب رفض الطلبات الأمريكية في هذا الصدد؟
بعض العقلاء في المنطقة يقولون بأن الأمريكان يجرون العالم العربي إلى حرب ضد ايران رغما عنه، والعرب سيكونون أول من تلهب النار بترولهم في هذه الحرب…
وإنها مشكلة عويصة حقا… فالفرس “الصفويون!”، “المجوس!”، “اعداء الامة الإسلامية!”، إن انتصروا على أمريكا فمن يضمن للعرب أن لايصبحوا تحت رحمة هؤلاء الملالي الذين لم ينسوا “القادسية” ومذابح الأمويين بحق أئمتهم وأتباع أهل البيت العلوي حتى اليوم؟ وإن تمكنوا من التوغل غربا في العراق، فمن سيقف في وجههم ويمنعهم من احتلال مكة والمدينة وعقد المحاكمات الكبيرة بحق أبو بكر وعثمان وعمر (رضي الله عنهم) أو التقدم صوب عمان لاطفاء شعلة العائلة الهاشمية إلى الأبد، ثم الاتفاق مع اسرائيل على تقسيم المنطقة تقسيما جديدا حسب مصالح الطرفين، تمهيدا لصراعات مستقبلية وبتقنية حديثة أخرى؟…
العرب في هذه المعادلة الجديدة ممزقون داخليا، إذ أن أولى الصواريخ التي سقطت على حيفا وغيرها من المدن والمناطق الاسرائيلية، لم تكن صواريخ عربية وانما فارسية، وحسن نصر الله لايمكن اعتباره بطلا عربيا وانما جنديا إيرانيا بكل معنى الكلمة، فلقمة طعامه ايراني، وحذاء مقاتله ايراني، والدولار الذي يشتري به الذمم والإعلام وبعض نواب الشعب دولار ايراني، وخطبه النارية تمر على رقيب ايراني… وهذه الصواريخ التي يطلقها ويهدد بها تأتيه من ايران مجانا، فكيف يمكن للعرب أن يعتبروا هكذا دولة عدوة لهم، وكما يقال : عدو عدوك صديقك، فايران ضد اسرائيل – كما يبدو – والدليل هو دعمها التام لحزب الله ولمن جعل من بلاده جسرا لحزب الله… ولكن من ناحية أخرى لاشك أن ايران هذه تنظر إلى السواحل الغربية للخليج “الفارسي!” نظرتها إلى جزيرتي طمب الكبرى وطمب الصغرى، ولايمكن نسيان قول ذلك الفارسي الذي قال للبحريني أو القطري:”أبنوا ما تشاؤون من عمارات شاهقة ومدن جميلة على ضفاف الخليج، ولكن ابنوها بشكل جيد، فنحن نحب استلامها منكم في المستقبل وهي في حالة حسنة…!!”
نعم، ايران التي يرتدي زعماءها أردية عربية ويتحدثون بالعربية ويزعمون أنهم يحبون البلاد العربية، تطمح في استعادة ملك أكاسرتها الذين وصلوا في يوم من الأيام إلى اليمن السعيد، وبعض الايرانيين يقولون: نحن لنا الحق في استعادة ما سلبه العرب منا أيام “فتوحاتهم!” ويستغربون كيف يسمى الاستعمار في كل أنحاء العالم بالاستعمار، إلا في قواميس اللغة العربية، حيث يسمى التوسع العربي شرقا وغربا بالفتوحات!!
حكام العرب محتارون وهم ينظرون إلى الساعة التي تشير إلى اقتراب مرحلة الحرب الساخنة بين الغرب وايران، فإذا وقفوا مع أمريكا ثارت شعوبهم ضدهم، وإذا وقفوا مع دولة فارس فإنهم يدعمون بأنفسهم عدوا لايخفي نواياه في املاء الفراغ الذي سيحدثه الأمريكان في حال انسحابهم من المنطقة، والسلفيون المتطرفون ليسوا مستعدين للوقوف مع الفرس الذين يعتبرون في نظرهم أعداء لدينهم، بل يرونهم أشد خطرا على الإسلام من أمريكا وجورج دبليو بوش…
والسؤال المهم هنا هو: هل يستطيع زعماء العرب رفض الطلبات الأمريكية في هذا الصدد؟
بعض العقلاء في المنطقة يقولون بأن الأمريكان يجرون العالم العربي إلى حرب ضد ايران رغما عنه، والعرب سيكونون أول من تلهب النار بترولهم في هذه الحرب…