إلى أين يتجه وضع النظام السوري..
ماذا عن وضع النظام..
هل سيدخل الحرب مع إسرائيل أم لا..؟
اعتقد أن النظام يعيش حالة حرجة ودقيقة، نظراً للتحديات التي يواجهها البلد خارجياً وداخلياً، والتي بدورها تستوجب توفير المستلزمات المطلوبة لخلق الأرضية المناسبة للخروج من المأزق.
أما بالنسبة لدخول الحرب مع إسرائيل، اعتقد أن سورية لن تكون المبادرة بالحرب.
هل تمتلك سوريا القوة لمحاربة اسرائيل؟
مع وجود تداخل كبير بين السؤال الأول والثاني أؤكد ثانية أن سورية لن تكون المبادرة بالحرب مع إسرائيل لأسباب وعوامل سبق أن حددتها في السؤال الأول.
في حال وقع الحرب بين اسرائيل وسوريا ..أين ستستقر موقع المعارضة الكردية والعربية؟
إن المعارضة بجناحيها العربي والكردي هي معارضة وطنية بامتياز وإن الخندق الذي تختاره هو خندق الدفاع عن الوطن.
هل جبهة الخلاص الوطني بقيادة خدام وبيانوني لديها القدرة على العمل من دون الكرد.
إن أي جهة معارضة تسعى إلى التغيير الديمقراطي في البلاد لا يمكنها وبأي شكل من الأشكال أن تتجاهل دور الكرد في المعادلة، فالكرد يشكلون 15% من المجتمع السوري، والحركة الكردية وبالرغم من الضربات الموجعة التي وجهت لها خلال عشرات السنين وحالة الانقسام المفرط السائد في صفوفها إلا أنها لا زالت الأكثر قوة وحراكاً ولا زالت تتمتع بالتفاف شعبي واسع بين أوساط الشعب الكردي.
ماذا عن موقف اعلان دمشق من القضية الكردية في غرب كردستان..
هل أنها تتعامل مع القضية على أنها قضية أرض وشعب أم ماذا..؟
سؤال يتكرر مئات المرات منذ تأسيس إعلان دمشق وحتى الآن، وقد أكدنا في أكثر من محفل ومجال ونؤكد أن إعلان دمشق مبني بالدرجة الأولى على توافقات وشيء طبيعي في حالة كهذه أن لا تكون الوثائق المتفق عليها صورة طبق الأصل عن برامج الحركة الكردية وهكذا بالنسبة للجانب العربي، أما ما يخص الكرد والقضية الكردية في سوريا في وثائق الإعلان ” أنها تؤكد على إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية مع ضمان حقوقه السياسية والاجتماعية والثقافية ” على قاعدة وحدة البلاد أرضاً وشعباً، أما عن كون القضية الكردية قضية أرض وشعب فالسوريون جميعاً يدركون أن الشعب الكردي لم يأتي من المريخ وإن وجوده التاريخي على هذه الأرض أمر مفروغ منه، أما عن تردد بعض الجهات العربية المعارضة أو رفضها في قبول هذا المبدأ فهذا أمر يعود لها ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى أن ثقافة الأخوة في الجانب العربي لا زالت تعاني بل تعيش تحت تأثير الخطاب الشوفيني والأحادي الرسمي الذي لا يعرف للآخر مكاناً.
نضال الحزب اليساري الكردي على الساحة في غرب كردستان في أي مستوى..
وهل ينطلق من أن كردستان سوريا جزءا من الأمة الكرديةأم ماذا..؟
لا شك في أن كل ساحة من الساحات الكردستانية لها ظروفها الخاصة ووضعها المشخص الذي يشكل قاعدة أساسية في وضع البرامج وتحديد أساليب النضال، إلا أن ذلك لا ينفي التداخل بين مجمل الساحات الكردستانية أي كان الطرح السياسي ومهما تنوع واختلف من ساحة إلى أخرى أو ضمن الساحة الواحدة إلا الثابت تاريخياً أن كردستان تعرض للتقسيم والإلحاق في ظروف تاريخية معروفة للجميع وأن الكرد في الساحات الأربعة ومنها الساحة الكردية في سورية هم أصحاب قضية عادلة وأن قضيتهم ليست مجرد قضية إنسانية أو مسألة مواطنة كما يدعي البعض بل هي قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية وأن أي تفكير لحل هذه القضية بأقل من كونها قضية أرض وشعب يعد تفكيراً قاصراً ومبتوراً.
لقد مر نضال الشعب الكردي في ظروف تاريخية أوضعته في زوايا حرجة للغاية، فسياسات التنكر والنفي من قبل الحكومات المتعاقبة وتوجيه التهم بقصد تشويه نضال حركته السياسية ووسمها بالتآمر والعداء من جانب آخر أثرت بشكل واضح على رؤية الحركة عموماً والتي اتسمت لفترة طويلة بالضبابية والازدواجية في الانتماء.
ولم يكن الحزب اليساري الكردي في سوريا بعيداً عن هذا الواقع، إلا أنه ومنذ البدايات كان اليسار أكثر وضوحاً في طرحه السياسي وتحديد خياراته التي تجسدت في أن الكرد في سورية ليسوا أقلية مهاجرة كما يدعي البعض، بل هم شعب يعيشون على أرضهم التاريخية وحدد خياره بالحل الوطني الديمقراطي لقضيته العادلة الذي لا ينفي انتماؤه لأمة مجزأة هي الأمة الكردية.
باعتبار أن حزبكم عضو في المؤتمر القومي الكردستاني التي من أهدافها استقلال كردستان وفي نفس الوقت انتم في اعلان دمشق ومن الواضح ان اعلان دمشق لا تتبنى اهداف المؤتمر القومي الكردستاني..
ألا ترون تناقضا في ذلك.
إن أي محفل كردستاني يتمثل فيه اليسار نابع بالأساس من قناعتنا الراسخة أننا جزء من أمة مجزأة، وسبق أن قلت أن التداخل بين الساحات الكردستانية قائم وإن ظروفنا المشخصة تحتم خيار الحل الوطني الديمقراطي في إطاره السوري وهذا نابع بالأساس من عقلنة الطرح السياسي لاعتقادنا أن لا خيار أمام الحركة الوطنية الكردية غير الخيار الوطني الديمقراطي من اجل الديمقراطية والتغيير الديمقراطي وحل القضية الكردية على قاعدة الاعتراف بالوجود الكردي كقومية ثانية في البلاد قومية أصيلة تعيش على أرضها التاريخية، أما إن كان وثيقة الإعلان أكثر عمومية فذلك في سياق التوافق الممكن على الأقل في هذه المرحلة.
منذ زمن بعيد ونحن نسمع باسم حزبكم ونعلم انتم من بقايا الحزب اليساري الذي كان يقوده الخالد آبو اوصمان صبري ..
اذاً لماذا بقي نضالكم في مساحة ضيقة ودون المستوى المطلوب.
لا شك في ان حزبنا الحزب اليساري الكردي في سوريا هو الحزب الوحيد الذي بقي محافظاً على التقاليد السياسية والفكرية للحزب الذي قاده المناضل ” آبو أوصمان صبري” لفترة زمنية وله تاريخه المشرف في نضاله المتفاني في مواجهة المشاريع والمخططات التي استهدفت وجود شعبنا، أما أن نضالنا ينحسر في مساحة ضيقة فهذا أمر يحتاج إلى الكثير من التدقيق، فدورنا لا زال متميزاً وعلى كافة المستويات وبشكل خاص السياسية والفكرية منها وإن كان الأمر ليس بمستوى الطموح فهذه ليشت مشكلة الحزب اليساري الكردي وحده بل هي قضية تشمل جميع أطراف الحركة الكردية في سوريا الناتجة بالأساس من حالة الانقسام المفرطة التي تعشعش في صفوف الحركة والضربات الموجعة التي وجهت لها من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في سورية.
ما سبب الانشقاقات الكثيرة في صفوف احزاب غرب كردستان..
فهناك ثلاثة مليون من الكرد يناضل بينهم 12 حزبا على الأرض و 8 احزاب جديدة انترنيتيا يعني هناك 20 حزبا… كيف تقيمون هذه المشكلة.
ا شك في أن الحالة التي تمر فيها الحركة الكردية ليست طبيعية من جراء الانقسام المفرط الذي يعشعش في صفوفها والتي تعود إلى جملة من الأسباب تنحصر في:
1- أسباب ذاتية: وهي أسباب في مجملها غير مبررة تعود بالدرجة الأولى إلى سيطرة النزعة الأنانية والشخصانية لدى وسط واسع في القيادات الكردية إضافة إلى مؤثرات الحالة العشائرية السائدة في صفوف المجتمع والتي أثرت بشكل أو آخر في التكوين الشخصي وبناء الشخصية التي قد تبرز في مرحلة ما، ولا ينسى دور السلطة في مراحلها المتعاقبة في تغذية التناقض واستفحاله، إضافة إلى الصراعات الكردستانية في الساحات الكردستانية الأخرى خلقت حالة من الاصطفاف السياسي والتنظيمي لا تستند إلى مبرر واقعي.
2- العامل الموضوعي: يعود بالأساس إلى التركيبة الاجتماعية للمجتمع الكردي وتوزعه بين شرائح اجتماعية وطبقات متناقضة المصالح مما يفرز بدوره تيارات سياسية مختلفة في رؤاها وبرامجها أي أن بروز تيارات فكرية وسياسية في الحركة الكردية أمر مشروع وله ما يبرره في الواقع الموضوعي فاللوحة السياسية انعكاس طبيعي للوحة الاجتماعية، إلا أن الظروف وطبيعة المرحلة وأولوية النضال من أجل انتزاع الحقوق القومية تحتم تغليب التناقض الرئيسي بين الحركة ومغتصبي الحقوق على التناقض بين أطراف الحركة وتياراتها الذي يعتبر ثانوياً في هذه الحالة، ومن هنا تبرز فكرة التأطير السياسي لنضال الحركة السياسية للشعب الكردي.
ما هو موقفكم من الاتفاقيات التي تعقد بين الأنظمة الغاصبة لكردستان (تركيا – سوريا – إيران)
إن الاتفاقات التي تعقد بين الأنظمة الغاصبة لكردستان نابعة بالأساس من خوفها من المد القومي الكردستاني في المنطقة، وإن أي حراك في الوضع الكردي في أي ساحة كان سرعان ما تتحرك هذه الأنظمة متجاوزة خلافها لعقد اجتماعات ثنائية، ثلاثية (ورباعية في أيام النظام المقبور في العراق) لتحيك مؤامراتها ضد الشعب الكردي وحركته الوطنية التحررية.
إنها في كل الأحوال اتفاقات مدانة من قبلنا ونرى من الواجب على الحركة الكردستانية في أجزاء كردستان أن تأخذ جانب الحيطة والحذر في أية علاقة مع هذه الأنظمة لأنها بطبيعتها معادية لإرادة وطموح الشعب الكردستاني للحرية والانعتاق.
كيف ترون قرار المجلس الأمريكي حول تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم فيدرالية؟
إن الولايات المتحدة الأمريكية لها أجندتها الخاصة سواء كان في العراق أو غيرها من المواقع والتي لن تتجاوز حدود مصالحها على المستوى الدولي العام، ولا أعتقد بأن مثل هذا الطرح يتعدى حدود الضغط السياسي وقد سبق أن أكدنا في أكثر من مجال نحن مع ما تراه الحركة الكردية فيما يتعلق بالشأن الكردي في الساحة التي تناضل فيها أي أن موقف حزبنا يتحدد على ضوء ما تحدده وتراه الحركة الكردستانية وهو موقف داعم ومساند.
مشكلة مادة 140 الخاصة بكركوك الإسراع في الحل أم التأجيل أيهما في خدمة القضية الكردية؟
هذه المسألة تعود لتقديرات الحركة الكردستانية وحكومة إقليم كردستان ومؤسساتها لأن المسألة وأهميتها ليس في التأجيل أو التعجيل بل في التمسك بالثابت التاريخي والواقعي في أن كركوك كردستانية ولا يمكن التفريط بها تحت أي ظرف كان.