خدر خلات بحزاني منذ أن كنا في المرحلة الثانوية قبل أكثر من عشرين عاماً، ما زالت ذاكرتي تحتفظ بواحدة من العبارات التي كان غالباً ما يكررها مدير مدرستنا عندما كانت تحدث مشكلة ما في الصف الدراسي، حيث كان يقول ((الطلبة المعروفين والمشهورة أسمائهم لدى إدارة المدرسة هم نوعين، الأول هو الطالب المجتهد، والثاني هو الطالب الكسول والمشاغب)).
تذكرت هذه المقولة، وأنا أرى اليوم إن معظم وسائل الإعلام المتلفزة والالكترونية والمسموعة والمقروءة تتناقل أخبار الإيزيدية، أو بصورة أدق أخبار (نكبة سنجار).
هؤلاء الإيزيدية الذين أمسوا بين ليلة وضحاها يتصدرون الأخبار والتقارير في شتى وسائل الإعلام..! وأيضاً..
ومع نهاية حرب الخليج الثانية (أم الهزائم) ومع الشلل الذي أصاب الكهرباء آنذاك (إسوة بحاله اليوم) كنا نتابع الأخبار من خلال المذياع، وفي إذاعة مونتي كارلو وفي إحدى الليالي القريبة من بعد نهاية تلك الحرب المجنونة قال الإعلامي اللبناني غسان سلامة ـ وزير الإعلام السابق على ما أظن ـ في إحدى تعليقاته (( اليوم العراق لم يعد يتصدر الأخبار، بل الصومال بعد اندلاع حرب طاحنة هناك..)) واعتبر سلامة إن العراق سيرتاح قليلاً لأنه لم يعد يتصدر الأخبار..! أعود وأقول..
لا هنيئاً لمن يتصدر الأخبار وتتركز عليه الأضواء..
و الإيزيديون اليوم انتقلوا من الحضيض ـ على المستوى الإعلامي ـ إلى القمة..
والأدهى إنها نجومية (نكبوية) والتي قال عنها احدهم بأنها من (اكبر الكوارث العراقية منذ سقوط صنم ساحة الفردوس) بينما وصفها آخر بـ (ضربة نووية صغيرة)..! والأكثر مرارة، وبينما كنت أتابع احد التقارير الخاصة بالنكبة الإيزيدية في احد المواقع التابع لإحدى الفضائيات المعروفة، استوقفني تعليقا لأحد القراء من جملة تلك التعليقات التي تجاوزت ألمائتي تعليق، حيث قال موبخاً أصحاب التعليقات ((أكثر من أربعمائة إنسان إيزيدي قتلوا ما بين طفل وشيخ، وانتم تسالون: من هم الإيزيدية؟ ماذا يعبدون؟ ماذا يأكلون؟ كيف يتزوجون؟؟ وقلة قليلة منكم قدمت تعازيها بهذا المصاب..))..! لنعود للشهرة الإيزيدية، ونسال، من أين جاء مصدرها؟؟ شهرة الإيزيدية لم تأتي من خلال مقتل أربع وعشرين عاملا إيزيدياً من منتسبي معمل نسيج الموصل على يد ثلة إرهابية في 22 من نيسان الماضي..
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من تهجير عشرات العوائل الإيزيدية من (بغداد، البصرة، ديالى، الرمادي، كركوك، والموصل).
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من اختطاف مواطنين إيزيديين على طريق الموصل بعويزة حيث كانوا قد ذهبوا لجلب طحين الحصة التموينية لكونهم يمتلكون وكالة مواد غذائية، فخطفتهم ثلة إرهابية واقتادوهم إلى حي الانتصار (شرق الموصل) وقتلوهم رجما بالحجارة والبلوك…! وشهرة الإيزيدية لم تأتي من خلال اختطاف مواطنين إيزيديين آخرين من باعة الزيتون على طريق بغداد كركوك وقتلهم في اليوم التالي قرب منطقة الرشاد بالحجارة والبلوك في (مهرجان) دموي على صيحات (الله اكبر)..! وشهرة الإيزيدية لم تأتي من منع أكثر من سبعمائة وخمسون طالبا إيزيدياً من أداء امتحاناتهم في جامعة الموصل.
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من منع أكثر من ثلاثمائة موظف إيزيدي حكومي من ارتياد الموصل وتهديدهم بالقتل علناً.
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من اصطيادهم فرادى وجماعات على الطرق المؤدية للموصل، والعثور على جثثهم مهشمة وممزقة فيما بعد على قارعات الطرق والمقابر..! بل إن شهرة الإيزيدية (المشهورون سابقا بعبادة الشيطان ـ كذا ـ ) أتت من خلال قتل فتاة إيزيدية كانت على علاقة آثمة بشاب مسلم..! حيث قتلت تلك الفتاة في نهاية الأسبوع الأول من نيسان الماضي بطريقة غريبة عن تقاليد المجتمع الإيزيدي، وبطريقة تعتبر سابقة خطيرة في سجل الإيزيدية، حيث قتلت رجماً بالحجارة والبلوك عل يد (بضعة) أشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم، ومعظم الفتلة محتجزون لدى السلطات بانتظار محاكمتهم لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من عمل مشين أدانه الإيزيدية قبل غيرهم، حيث أدانه سمو الأمير تحسين بك أمير الإيزيدية، وأدانه المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، كما صدرت عشرات بيانات الاستنكارات والإدانة من (جميع) المؤسسات الثقافية والاجتماعية الإيزيدية سواء في كوردستان أو العراق أو في المهجر، إضافة إلى إدانة تلك الحادثة البشعة من قبل الشخصيات الإيزيدية المرموقة ممن تبوئوا أو يتبوءون مناصب (مهمة) سواء في حكومة العراق الفيدرالية، أو في حكومة إقليم كوردستان..
وكل تلك الإدانات لم تنفع ولم تشفع للإيزيدية..
وبالتالي (عثرت) مجاميع الإرهاب والجريمة المتعطشة أصلاً للدماء على (قميص عثمان الإيزيدي) وبدا التنكيل والتقتيل ومعه بدا نزيف الدم الإيزيدي، ولا احد يعلم متى سيتوقف ذلك النزيف..! قبل بضعة أشهر نشرنا مقالنا المتواضع المعنون (إيزيدية ضد الإيزيدية..!) فسمعنا اللوم والتقريع من إخواننا المهتمين بالشأن والهمّ الإيزيدي، وقبل فترة قصيرة نشرنا مقالنا الآخر (اقتلوا الإيزيدية..
فلا نصير لهم..!) فسمعنا التقريع واللوم ذاته..! وها نحن نكرر دعوتنا ونقول للإيزيدية: ابقوا على حالكم من التشرذم والتنافر والتصارع والتقاتل ولـ (يأكل أولكم لحم ثانيكم) وفي نفس الوقت ستستمر المهرجانات الدموية والاحتفالية التي تقام على شرف الأضاحي الإيزيديين..! أين نصيرنا؟ أين مناصرنا؟ هل تم الكشف عن خيط (لجريمة واحدة) من عشرات الجرائم التي طالت الإيزيدية؟؟..
الجواب أقوله وبثقة..
كلا..فما دام المجني عليه إيزيدي من أولئك الكفرة المارقون ممن تجرؤوا على قتل (فتاة طائشة) أشيع عنها كذباً وافتراءاً إنها أعلنت إسلامها، الأمر الذي نفاه أبيها في مؤتمر صحفي مصغر ـ أقول ما دام المجني عليه إيزيدي، فلا حاجة للعناء في كشف الجريمة..!! إذن يا سادتي..
كل الإيزيدية هم مشاريع للقتل والإبادة المجانية، ولا تستغربوا إذا سمعتم أخباراً مهولة أخرى عن استباحة الإنسان الإيزيدي واستباحة التجمعات الإيزيدية، ومن الآن عليكم تهيئة بيانات الاستنكار والإدانة..! قبل أن نختم موضوعنا هذا، وكي لا نكون جاحدين، نقول: إن حكومة إقليم كوردستان ـ مشكورة ـ قدمت ما بوسعها فور وقوع نكبة سنجار، ولكن الم يكن من الممكن تجنب تلك الكارثة من خلال توفير الحماية للمناطق الإيزيدية بقوات البيشمركة؟؟ سيقول لي احدهم هناك عقبات دستورية تمنع ذلك..
وعليه أقول: أليس هناك من وسيلة للتنسيق في المواقف مابين الحكومة الفيدرالية ـ الغارقة في مشاكلها ـ والحكومة الكوردستانية لحماية الإيزيدية، إلى حين أن ينجلي الموقف من المادة 140 من الدستور الفيدرالي؟؟ أليس من الممكن إن ذلك التنسيق سيمنع نكبات وكوارث أخرى؟؟ هل الإنسان يصنع الدستور كي يحميه ويحمي حقوقه، أم كي يتركه مهملا على قارعة الطرقات عرضة للأخطار والنكبات؟؟
khederas@hotmail.com
هؤلاء الإيزيدية الذين أمسوا بين ليلة وضحاها يتصدرون الأخبار والتقارير في شتى وسائل الإعلام..! وأيضاً..
ومع نهاية حرب الخليج الثانية (أم الهزائم) ومع الشلل الذي أصاب الكهرباء آنذاك (إسوة بحاله اليوم) كنا نتابع الأخبار من خلال المذياع، وفي إذاعة مونتي كارلو وفي إحدى الليالي القريبة من بعد نهاية تلك الحرب المجنونة قال الإعلامي اللبناني غسان سلامة ـ وزير الإعلام السابق على ما أظن ـ في إحدى تعليقاته (( اليوم العراق لم يعد يتصدر الأخبار، بل الصومال بعد اندلاع حرب طاحنة هناك..)) واعتبر سلامة إن العراق سيرتاح قليلاً لأنه لم يعد يتصدر الأخبار..! أعود وأقول..
لا هنيئاً لمن يتصدر الأخبار وتتركز عليه الأضواء..
و الإيزيديون اليوم انتقلوا من الحضيض ـ على المستوى الإعلامي ـ إلى القمة..
والأدهى إنها نجومية (نكبوية) والتي قال عنها احدهم بأنها من (اكبر الكوارث العراقية منذ سقوط صنم ساحة الفردوس) بينما وصفها آخر بـ (ضربة نووية صغيرة)..! والأكثر مرارة، وبينما كنت أتابع احد التقارير الخاصة بالنكبة الإيزيدية في احد المواقع التابع لإحدى الفضائيات المعروفة، استوقفني تعليقا لأحد القراء من جملة تلك التعليقات التي تجاوزت ألمائتي تعليق، حيث قال موبخاً أصحاب التعليقات ((أكثر من أربعمائة إنسان إيزيدي قتلوا ما بين طفل وشيخ، وانتم تسالون: من هم الإيزيدية؟ ماذا يعبدون؟ ماذا يأكلون؟ كيف يتزوجون؟؟ وقلة قليلة منكم قدمت تعازيها بهذا المصاب..))..! لنعود للشهرة الإيزيدية، ونسال، من أين جاء مصدرها؟؟ شهرة الإيزيدية لم تأتي من خلال مقتل أربع وعشرين عاملا إيزيدياً من منتسبي معمل نسيج الموصل على يد ثلة إرهابية في 22 من نيسان الماضي..
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من تهجير عشرات العوائل الإيزيدية من (بغداد، البصرة، ديالى، الرمادي، كركوك، والموصل).
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من اختطاف مواطنين إيزيديين على طريق الموصل بعويزة حيث كانوا قد ذهبوا لجلب طحين الحصة التموينية لكونهم يمتلكون وكالة مواد غذائية، فخطفتهم ثلة إرهابية واقتادوهم إلى حي الانتصار (شرق الموصل) وقتلوهم رجما بالحجارة والبلوك…! وشهرة الإيزيدية لم تأتي من خلال اختطاف مواطنين إيزيديين آخرين من باعة الزيتون على طريق بغداد كركوك وقتلهم في اليوم التالي قرب منطقة الرشاد بالحجارة والبلوك في (مهرجان) دموي على صيحات (الله اكبر)..! وشهرة الإيزيدية لم تأتي من منع أكثر من سبعمائة وخمسون طالبا إيزيدياً من أداء امتحاناتهم في جامعة الموصل.
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من منع أكثر من ثلاثمائة موظف إيزيدي حكومي من ارتياد الموصل وتهديدهم بالقتل علناً.
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من اصطيادهم فرادى وجماعات على الطرق المؤدية للموصل، والعثور على جثثهم مهشمة وممزقة فيما بعد على قارعات الطرق والمقابر..! بل إن شهرة الإيزيدية (المشهورون سابقا بعبادة الشيطان ـ كذا ـ ) أتت من خلال قتل فتاة إيزيدية كانت على علاقة آثمة بشاب مسلم..! حيث قتلت تلك الفتاة في نهاية الأسبوع الأول من نيسان الماضي بطريقة غريبة عن تقاليد المجتمع الإيزيدي، وبطريقة تعتبر سابقة خطيرة في سجل الإيزيدية، حيث قتلت رجماً بالحجارة والبلوك عل يد (بضعة) أشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم، ومعظم الفتلة محتجزون لدى السلطات بانتظار محاكمتهم لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من عمل مشين أدانه الإيزيدية قبل غيرهم، حيث أدانه سمو الأمير تحسين بك أمير الإيزيدية، وأدانه المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، كما صدرت عشرات بيانات الاستنكارات والإدانة من (جميع) المؤسسات الثقافية والاجتماعية الإيزيدية سواء في كوردستان أو العراق أو في المهجر، إضافة إلى إدانة تلك الحادثة البشعة من قبل الشخصيات الإيزيدية المرموقة ممن تبوئوا أو يتبوءون مناصب (مهمة) سواء في حكومة العراق الفيدرالية، أو في حكومة إقليم كوردستان..
وكل تلك الإدانات لم تنفع ولم تشفع للإيزيدية..
وبالتالي (عثرت) مجاميع الإرهاب والجريمة المتعطشة أصلاً للدماء على (قميص عثمان الإيزيدي) وبدا التنكيل والتقتيل ومعه بدا نزيف الدم الإيزيدي، ولا احد يعلم متى سيتوقف ذلك النزيف..! قبل بضعة أشهر نشرنا مقالنا المتواضع المعنون (إيزيدية ضد الإيزيدية..!) فسمعنا اللوم والتقريع من إخواننا المهتمين بالشأن والهمّ الإيزيدي، وقبل فترة قصيرة نشرنا مقالنا الآخر (اقتلوا الإيزيدية..
فلا نصير لهم..!) فسمعنا التقريع واللوم ذاته..! وها نحن نكرر دعوتنا ونقول للإيزيدية: ابقوا على حالكم من التشرذم والتنافر والتصارع والتقاتل ولـ (يأكل أولكم لحم ثانيكم) وفي نفس الوقت ستستمر المهرجانات الدموية والاحتفالية التي تقام على شرف الأضاحي الإيزيديين..! أين نصيرنا؟ أين مناصرنا؟ هل تم الكشف عن خيط (لجريمة واحدة) من عشرات الجرائم التي طالت الإيزيدية؟؟..
الجواب أقوله وبثقة..
كلا..فما دام المجني عليه إيزيدي من أولئك الكفرة المارقون ممن تجرؤوا على قتل (فتاة طائشة) أشيع عنها كذباً وافتراءاً إنها أعلنت إسلامها، الأمر الذي نفاه أبيها في مؤتمر صحفي مصغر ـ أقول ما دام المجني عليه إيزيدي، فلا حاجة للعناء في كشف الجريمة..!! إذن يا سادتي..
كل الإيزيدية هم مشاريع للقتل والإبادة المجانية، ولا تستغربوا إذا سمعتم أخباراً مهولة أخرى عن استباحة الإنسان الإيزيدي واستباحة التجمعات الإيزيدية، ومن الآن عليكم تهيئة بيانات الاستنكار والإدانة..! قبل أن نختم موضوعنا هذا، وكي لا نكون جاحدين، نقول: إن حكومة إقليم كوردستان ـ مشكورة ـ قدمت ما بوسعها فور وقوع نكبة سنجار، ولكن الم يكن من الممكن تجنب تلك الكارثة من خلال توفير الحماية للمناطق الإيزيدية بقوات البيشمركة؟؟ سيقول لي احدهم هناك عقبات دستورية تمنع ذلك..
وعليه أقول: أليس هناك من وسيلة للتنسيق في المواقف مابين الحكومة الفيدرالية ـ الغارقة في مشاكلها ـ والحكومة الكوردستانية لحماية الإيزيدية، إلى حين أن ينجلي الموقف من المادة 140 من الدستور الفيدرالي؟؟ أليس من الممكن إن ذلك التنسيق سيمنع نكبات وكوارث أخرى؟؟ هل الإنسان يصنع الدستور كي يحميه ويحمي حقوقه، أم كي يتركه مهملا على قارعة الطرقات عرضة للأخطار والنكبات؟؟
khederas@hotmail.com