اللجنة الكردية لحقوق الإنسان: بيان بمناسبة عيد المرأة العالمي

تحتفل البشرية جمعاء غداً في الثامن من آذار بعيد المرأة ، للتذكير بمكانتها الهامة في الأسرة والمجتمع ، وللاعتراف بدورها في نمو وتطور المجتمعات على قدم المساواة مع الرجل و لتسليط الضوء على واقعها وبيان ما تعرضت وتتعرض له من ظلم وتمييز وإقصاء وتهميش عبر حرمانها من ابسط حقوقها الإنسانية ، وفق ما نصت عليها العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
لاشك أن قضية المرأة هي قضية عالمية لا تخص المرأة اوالرجل أو مجتمعاً معيناً بذاته بل هي قضية تخص البشرية جمعاء ، ورغم التقدم الذي حصل في هذه القضية إلا أننا لا زلنا نعيش في عالم تتعرض فيه ملايين النساء والفتيات للعنف كأحد أشد أشكال عدم المساواة تطرفاً ، عالم لا تزال ملايين الفتيات فيه خارج المدارس حيث يتم استخدامهن في أعمال مهينة واستغلالية ويتم الاتجار بهن كرقيق أبيض وتتعرضن لمرض الإيدز، ويتم استهدافهن بالعنف الجنسي ، ويقتلن بدم بارد انتقاماً للشرف كما في بلداننا ، ويتعرضن للاعتداء الجنسي في حالات الصراع المسلح كما في دار فور الآن , وفي بعض البلدان تتعرض النساء لتشويه أعضائهن التناسلية كختان المرأة ، ومازال قسم كبير من الفتيات يعانين من قضية الزواج المبكر وقسم كبير من النساء يعانين من قوانين تمييزية مختلفة ناهيك عن الظلم الاجتماعي ، وغالباً ما تقابل هذه الحالات بالإهمال والإنكار مما يؤدي إلى أثر سلبي بالغ على الأسرة والمجتمع 0 والمرأة السورية فضلاً عن كل هذا محرومة من حقوقها وحريتها السياسية وتزيد المعاناة لدى زوجات وبنات المعتقلين, والمرأة الكردية السورية تتعرض زيادة على ذلك لنوع آخر من الاضطهاد لا تعرفه نساء العالم ألا وهو حرمانها من حقوقها القومية والثقافية المشروعة وحرمان الآلاف من النساء والفتيات الكرديات من حق الجنسية وبالتالي من كافة الحقوق المترتبة عليها إضافة إلى حرمانها من الأراضي التي كانت هي أحق بها من غيرها فضلاً عن أن مناطقها تعاني من نقص التنمية0 إن انتشار الأمية بين ملايين النساء في العالم يشكل عقبة حقيقية أمام تمكين المرأة من أداء دورها في المجتمع بشكل مساو تماماً للرجل ، ولا شكل أن المجتمع الدولي مطالب أولاً بإلغاء كافة القوانين التمييزية ضد المرأة والعمل على إزالة الاضطهاد المجتمعي عنها بغية تحقيق المساواة بين الجنسين, وهو مطالب بدعم تعليم النساء كوسيلة أساسية وفعالة وناجعة في التصدي للتمييز والعنف ضد المرأة ، فالمرأة المتعلمة تعي حقوقها بشكل أفضل, وترفض عموماً الزواج المبكر وهي على الأغلب تنجب أطفالاً أقل, وتملك مقدرة على تربيتهم بشكل أفضل , وهي بعملها تساهم في الحد من ظاهرة الفقر وتساهم في تحسين وضع الأسرة الاقتصادي حيث تصبح أكثر قدرة على ممارسة حق العمل 0 وعلى المجتمع الدولي أن يعفي التعليم النسائي من الضرائب والرسوم وأن يمنع العنف ضد الفتيات في المدارس فضلاً عن تأمين ودعم ممارسة بعض النشاطات الرياضية والترفيهية دون خشية من العنف أو الإيذاء ، ولاشك أن الرجال والأولاد أيضا مطالبون بالمشاركة الفعالة عبر الانضمام إلى حملات مكافحة التمييز ضد الفتيات والنساء من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين والتي تقتضي مشاركة جميع أفراد المجتمع في تحدي القوانين والعادات والأعراف التي تسمح بإهانة المراة وتسهم في التقليل من شانها0 لقد آن الأوان لكي تقبل كافة البلدان والمجتمعات والثقافات المختلفة في العالم برمته بان مصلحة الجميع الحقيقية تكمن في معاملة المراة على قدم المساواة الفعلية مع الرجل فالمنطق البسيط يدلل بشكل واضح لا لبس فيه بان المجتمع الذي يهمش نصف عدد سكانه لا يمكن أن يتوقع نتائج خيرة أو ايجابية من وراء هذا التهميش فمن يهمش أو يلغي نصف مجتمعه لا يمكن له أن يستطيع ولن يستطيع اللحاق بركب الحضارة المعاصرة ابدا0 سوريا –كوباني 7/3/2007اللجنة الكردية لحقوق الانسان مجلس الإدارة
ألف مبروك لجميع نساء العالم عيدا سعيدا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…