كفاكم سرقة من التعليم المفتوح

محي الدين عيسو

كل يوم هناك قرار جديد ،قرارات ارتجالية من المسؤولين عن التعليم العالي في سوريا بخصوص الدراسة في التعليم المفتوح وبالأخص تلك المعمعة التي حصلت في أوقات الامتحانات بخصوص دمج التعليم المفتوح مع النظامي ومن ثم العودة إلى قرار دمج الإدارتين فقط  
وآخر الإبداعات والبالونات التي صدرت من المسؤولين هو التصريح الذي صدر من الدكتور محمد واصل أمين مجلس التعليم العالي لـ “سيريانيوز” حيث قال: لا يحق لخريجي التعليم المفتوح التقدم للدراسات العليا لأن الهدف من المفتوح هو رفع المستوى الثقافي لدى الطلاب التي تمكنهم من تولي بعض الوظائف وفق حاجة السوق ، ولا تعادل أي شهادة تعليم مفتوح من خارج سوريا ولو حتى توافرت فيه كل الشروط ؟! فيبدو أن القائمين على التعليم المفتوح لم يدركوا هذه المعادلة إلا بعد مرور أكثر من خمس سنوات على افتتاح أقسام التعليم المفتوح بعد أن تجاوز عدد الطلاب المسجلين في جميع أقسام التعليم “المفضوح” المئة والعشرين ألف طالب  وطالبة وبعض هؤلاء الطلبة قد تخرجوا ولم يحصلوا على شهادات تخرجهم ولم يجدوا لأنفسهم أي فرصة للعمل داخل سوريا بسبب عدم “حاجة السوق لهم” ثم عن أي سوق يتحدثون ؟ وهل لدينا سوق للعمل غير سوق البطالة والفقر والفساد والقمع ، فلم نعد ندرك إن كانت الغاية من التعليم المفتوح هي التجارة والربح السريع أ م شهادة جامعية تؤمن للمتخرج من الجامعة وظيفة تقلل من نسبة الفقر التي تجاوزت 30 % ، وفقط أود هنا وبعملية رياضية بسيطة أن أسرد للقارئ الكريم حجم الأموال التي يأخذونها من جيب وعرق الطلاب دون أن يقدموا له أي خدمة جامعية بسيطة ، فبحسب الإحصائية الرسمية  لوزارة التعليم العالي عدد الطلاب المسجلين أكثر من (120) ألف طالب ، ولو افترضنا جدلا بأن كل طالب قام بتنزيل مادة واحدة فقط  في الفصل الواحد التي تسعيرتها حسب وزارة التموين العالي 3000 ليرة سورية ، وهذا يعني أن المبلغ الإجمالي للمادة الواحدة (360) مليون ليرة سورية ، مع العلم بأنه لا يحق للطالب بأن يقوم بتنزيل أقل من ثلاث مواد في الفصل الواحد (ست مواد في الفصلين) والذكي يحسبها عالطاير، بالمقابل ماذا يقدم مركز التعليم المفتوح أو وزارة التعليم العالي لهؤلاء الطلبة  ؟ فالكتب الجامعية من جمهورية مصر ، ولا يوجد سكن جامعي للطلبة ،  ولا مباني من أجل تقديم الامتحانات حيث يقوم الطلاب بتقديم امتحاناتهم في الكليات الأخرى ، وكذلك لا يوجد مخابر علمية للمواد العملية ككلية الزراعة في محافظة حمص ، وبما أن الشهادة الممنوحة في التعليم المفتوح تعادل الشهادة الممنوحة في جامعات سوريا وجامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية كيف يصرح مسؤول في مجلس التعليم العالي بأنه  لا يحق لخريجي التعليم المفتوح التقدم للدراسات العليا لأن الهدف من المفتوح هو رفع المستوى الثقافي فالطالب الذي يدرس في كليات التعليم المفتوح لا يريد أن يرفع من مستواه الثقافي إن لم يجد لنفسه فرصاً للعمل .

كما قال أيضاً مدير شعبة المعيدية وحتى القرار الذي صدر بقبولهم في دبلوم التأهيل والتخصص فأنا من وجهة نظري لست موافقا وسأناقش ذلك في الوزارة لأنه ليس من المنطقي أن يتقدم طالب التعليم المفتوح الذي حصل على معدل أدنى في الشهادة الثانوية ويحصل على إجازة جامعية ويتابع دراسات عليا فشهادته ثقافية وليست من الشق الأكاديمي ولا يحق لهم التقدم لأي مسابقة في وزارة التعليم من أجل متابعة دراستهم العليا
  على إدارة مركز التعليم المفتوح أن تقوم بتحديث المناهج التعليمية التي تدرس في الجامعات لتواكب تغيرات العصر و توفير المستلزمات العلمية والمهنية لكل اختصاص ، فكثير من الطلاب على أبواب التخرج وهم مجهولي المصير ووزارة التعليم العالي تتهرب من الإجابة على الأسئلة المطروحة عليها حول مستقبل هؤلاء الطلبة ونحن على أبواب العام السادس منذ إنشاء نظام التعليم المفتوح ، فالعمل الذي يأتي دون تخطيط مسبق تكون نتائجه الفشل فلا نريد أن يكون نظام التعليم المفتوح تجارة الغاية منها جمع الأموال وامتصاص دم الطالب دون توفير فرص العمل أمام المتخرجين واللذين دفعوا الأموال وسهروا الليالي حتى تخرجوا وبعد هذا التخرج يصبحون متسولين في الشوارع وبين أزقة المدن يبحثون عن لقمة العيش ولا يجدونها وقد طالبنا في مقال سابق السلطات المعنية  باحترام الطالب السوري واحترام دراسته بإقامة المباني لمركز التعليم المفتوح وتقديم الكتاب الجيد الذي يتلاءم مع الواقع السوري وأن يأخذ هذا المركز استقلاليته المادية والمنهجية ،وأن لا تكون العملية الدراسية مجرد عملية تجارية تستفيد منها وزارة التعليم العالي وبعض المسؤولين في الدولة ، فمعظم طلاب التعليم المفتوح يتساءلون عن هذه الأموال والتي تقدر بالملايين ، أين تذهب وكيف تصرف وما هي المشاريع المستقبلية إن وجدت وما هو مستقبل الطلاب المتخرجين في التعليم المفتوح ؟ هذه الأسئلة المشروعة نوجهها إلى وزارة التعليم العالي وعلى القائمين على مركز التعليم المفتوح لعلنا نجد الجواب الشافي بعد مرور هذه الأعوام على السرقة والنهب الاختلاس والظلم والفساد والبيروقراطية في مراكز التعليم المفتوح .
ملحوظة صغيرة : دعا مجموعة من الطلاب رفاقهم من الطلبة في كافة اختصاصات التعليم المفتوح للتظاهر السلمي أمام وزارة التعليم العالي بتاريخ 26 / 2 / 2007 لكن للأسف لم يحضر أحد من ” الطلبة ” في الموعد والمكان المحدد

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…