إن القادة الاجتماعيين وموضوعه وراثي لا نستطيع أن نحدد قدمه ويزيد على قرون كثيرة, ومع الوقت يتحول القائد الاجتماعي إلي قائد سياسي ذي رأي عندما تتطلب المرحلة ذلك, ولكن بالنتيجة صبغتها هي القبلية من (القيم والعادات والتقاليد الوراثية العشائرية القديمة).
وبخصوص مواقفي الوطنية فهي ليست بجديدة, لقد كان والدي وفي حقبة الاستعمار الفرنسي في سوريا له أثر كبير في بغداد, وذلك قبل ترسيم الحدود بين سوريا والعراق, حيث كانت المنطقة تعرف بالجزيرة , قبل وبعد احتلال الانكليز لها, وعندما ظهرت المقاومة ولم يكن والدي وعشيرته لوحدهم , بل كان هنالك أغوات الأكراد والوجهاء والشخصيات الكبيرة في المنطقة من العرب و الكرد والنخب السياسية التي كانت تعيش في حالة أخوة , يد واحدة ضد المستعمر, ولم تكن هنالك أية مشكلة كردية أو عربية حتى بعد الاستقلال , حيث بدأن نقدر قيمة الحرية, وبدأنا نتذوق طعمها و قيمة العيش كأخوة , وقد كان قدرا أن نجد أنفسنا في مرحلة جديدة , حيث كانت هناك هجمة أخرى أتت من الغرب والشرق على هذه المنطقة , في رغبة واضحة لتمزيقنا باستمرار والتفرقة بيننا تحت اسم الطائفية والقومية و الإقليمية, ومرة أخرى تحت اسم الصراع الطبقي, وكان المطلوب من هذا كله التفتيت بين مكونات وأطياف المجتمع ككل كردا وعربا وسائر المكونات , مما لم نكن نرغب فيه , ولم نكن نحبذ مثل هذه السياسة, بل كنا نرفضها رفضا قاطعا , ونأبى أي تمييز بين كردي او عربي او مسيحي او ايزيدي, نحن كنا ومازلنا أخوة متحابين في المنطقة لا نقبل أي تفتيت أو تمييز وإن كنا قبائل , كون القبائل و أي تفتيت حسب تصور البعض , ولكن الحقيقة أن العكس هو الصحيح , إذ أن القبائل هي التي تملك أخوة عالية, حتى الدين الذي له قدسية كبيرة عند الناس نحن إن جاءنا غدا أمير الإيزيدين تحسين بك فرضا فسوف نحترمه جدا, ونعتبره أحد الرجال والزعامات الكبار في المنطقة..
ولا نقول من باب أن هذا كردي وليس عربيا , وننظر لمقامه الاجتماعي ومنزلته في مجتمعه فنحن نحترم ونعز كل شخص بحسب مكانته الاجتماعية أيا كان انتماؤه القومي أو الديني أو المذهبي , ونحترم المجتمع الذي يقوده كاملا ..
ونحن أهل الجزيرة بيننا علاقات و خصوصية جيدة , حتى في المصاهرة أتمنى أن نستمر على هذه الأيدولوجية التي تربينا عليها من آبائنا و أجدادنا .
إذا كانت تلكم الشواهد والدلائل من الرسوخ بحيث لا يمكن للفتن العابرة أن تنال منها , فما هو تصوركم باتجاه ترسيخ قيم التلاقي , وتعميقها , وما هي محاذير التشويه والتضليل ومحاولة البعض تسميم هذه القيم , بغية الاستفادة من مكائدها ؟؟ .
كقوميتين العربية والكردية , أنا بتصوري هما أقرب قوميتين في العالم , وبخاصة بين شعوب وأمم العالم الإسلامي , حيث تجمعهما وشائج تاريخية وقربى عميقة الجذور, أقولها دائما القومية الكردية هي القومية الوحيدة التي أسلمت بدون قتال, و أيضا حيث أسلمت في السنة 18 للهجرة أي أسرع قوميات أيضا إسلاما وأحسن إسلامهم , عندما أتينا إلى هذه المنطقة وجدنا كل علماء الدين هم من الأخوة الأكراد , ولقد برز عندنا كقومية وكخط إسلامي وحضارة إسلامية مفكرون وشعراء ورجال دين من الأكراد أكثر من العرب , كما برز أعلام في خدمة الحضارة الإسلامية في مجالات عديدة ..
في الطب و اللغة والشعر والفصاحة من أمثال احمد شوقي أمير الشعراء العرب الذي هو كردي الأصل وغيره كثر, ونحن لا نرغب بهذا التمييز بيننا وبين الناس ولا نمنع الاعتزاز العربي بعروبته ولا الكردي بكرديته كقيم وكأصالة , دون عصبية أو دعوة عنصرية متشددة وضارة , فلقد سئلت مرة عن العنصرية فقلت: أنا مع العنصرية ولكنني ضد التعنصر أي التعصب , هناك فرق بين العنصرية والتعنصر أنا لا أستطيع أن أقول أنا لست عربيا أنا عربي وأنا شمري أيضا وافتخر واعتز بذلك, ولكن هذا ليس على حساب صهر قومية أخرى واضطهادها ومحوها والاستعلاء عليها فأنا ضد التمييز العنصري, وضد أن تستعلي قومية على حساب أخرى , فنحن مع الحفاظ على العنصر الجميل واللطيف , ومعدنه الأصيل وبخاصة فيما تضمانه من سماحة وحب ويسر من المعاني المتجلية والبارزة في القومية الكردية والعربية حصرا كقوميتين متآخيتين متحابتين متعاضدتين بفي المنطقة التي نعيش فيها جميعا , فأن أعتبر أي تجاوز على منطق الإخاء والتواصل جريمة بل أعتبرها أكبر جريمة أن تثار فيما بينهما الكراهية والحقد والفتن, إنها بحق جريمة بحق بعضنا بعضا, وبحق وطننا جميعا , وبحق الإسلام أيضا الجامع بين إخوة معتصمين ومتحابين ومترابطين , لأننا متشابكون كثيرا, أكثر من غيرنا بحيث قد يغيب عن بعض إخوتنا في المحافظات الأخرى تقدير هذه الروابط التي تربطنا , يعني نحن نريد المودة والإخاء والمحبة , نحن نعيش في وطن واحد , وهذا الأهم , فالناس الذين يعيشون في وطن واحد يستطيعون أن يكون إخوانا يجمعهم العيش المشترك والمساواة , وهو يدل على كثرة وعيهم ونجاحهم, وإن الذين يريدون خلق أمور قد تكون مستوردة في زرع الحقد والكراهية إنما يدل على قلة الوعي لديهم , وضعف حالة الوئام المطلوب , وبالتالي لا يجلبون إلا الدمار والشر لأنفسهم فقط , وان الشرفاء الأكراد والعرب يرفضونها رفضا قاطعا , ونحن لا ننفي وجود أخطاء هنا ولكن يجب أن نعرف كيف نتدارك هذه الأخطاء غير المقصودة , والنابعة عن جهل وسوء إدراك ومسؤولية ربما ولكن ينبغي ألا تعمم هذه الأخطاء على جميع الناس كردا و عربا , وأنا لا أطلب من الكردي أن يكون عربيا فهذا غير صحيح إطلاقا ولكني أطلب منه بإلحاح أن يكون وطنيا, فهذا صحيح ونحن نعيش في وطن واحد, ويجب أن نكون متحابين وتجمعنا راية الإسلام وأخوة تاريخية, ويجب رفع شعار الوحدة الوطنية, فالرئيس الراحل حافظ الأسد أيدناه من دون أي شي فقط لأنه رفع شعار الوحدة الوطنية, وكان هذا الشعار مصدر فخر لنا ومازال والرئيس بشار الأسد لن يكون أقل شائنا من والده إطلاقا لهذه الأمة, وحكامنا لهم سياستهم وتطلعاتهم الخارجية خاصة, أما في الداخل نحن مع كل شيء يؤدي إلى الوحدة الوطنية, ونحن ضد كل من ينزع وحدتنا الوطنية ويسيء إليها من قريب أو بعيد , ولإخواننا الأكراد في كردستان العراق منزلة خاصة بعد أحداث العراق الأخيرة, وبعد ان أصبحت القضية الكردية قضية عالمية, ولهم مكاتبهم في أوربا وفي جميع أنحاء العالم , وكلنا سوف نساهم في بناء وترسيخ علاقات طيبة وودودة , أما في سوريا فهذا بلدنا و بيتنا يجب أن نعمل جميعا معا من أجل إعماره وإصلاحه, وأن نحافظ على الأمن والاستقرار فيه, فالأمن يعطي حافزا للسير إلى الأمام والقضية مستهدفة , في وقت تتدافع من حولنا وتدخل علينا تيارات وتقنيات وآراء ومواقف متنوعة و جديدة , لقد دخلت علينا أمور كثيرة نحن نجهلها في كثير من الأحيان ولكن كلنا سوريون على هذا الأرض , علينا أن ندرك هذه الحقيقة ونعمل من أجلها , ونسعى أيضا إلى إرادة مشتركة لأننا نريد فعلا حقوق واحدة مشتركة , ونعيش ويقع علينا – كقادة اجتماعيين- زرع المحبة والوفاء بين الكرد والعرب وجميع أطياف المجتمع السوري بتكامله وتفاهمه وتناصره وتوحده .
ما هو الدور الذي تقترحونه للشخصيات المؤثرة في النطاقين العربي والكوري لمنع أي شرخ مقبل , والارتقاء إلى مستوى العلاقات المطلوبة ؟ .
نحن معرضون للفتن – وخصوصا بهذه الظروف – ونحن وغيرنا معرضون أما طريقة ترسيخ علاقاتنا وتوطيدها فيكون بالاعتماد على الأوجه الاجتماعية, والناس الوطنين كردا وعربا و المؤهلين لهذا الأمر, فهم مسؤولون كما الدولة مسؤولة , فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع, بل هم مسؤولون أكثر من الدولة لترسيخ هذه القيم , قيم التلاقي والتناصر, وكنت غائبا لفترة, وأتيت إلى الجزيرة والأخبار المتناقلة خارج القطر رأيتها غير صحيحة, وهناك تضخيم كبير من المستفيدين, حيث أرى أن لا وجود للكراهية والحقد الذي تكلموا عنه كثيرا بين العرب و الكرد , ولقد لقيت في أبناء الجزيرة عكس ما روج عنهم , إذ تزداد المحبة بين الناس و لا بل أضحى الناس أكثر صلابة وقوة , وكل ما أرجوه ألا يقع الناس في الخطيئة مرة أخرى وأن يكونوا حريصين , فيقطعوا دابر الفتنة , ويمنعوا الأيادي الخبيثة التي تحاول إثارتها بيننا و سوف لن نسمح لهم بذلك بإذن الله , وبدافع من ترفعنا على كل عوامل الكراهية المثارة , والدفع باتجاه النعرة المتعصبة , أيا كانت وجهتها .
بحكم معرفتكم الواسعة وعلاقاتكم الراسخة مع مختلف سويات المجتمع الكوردي , ما هي أبرز المواصفات التي تجدونها فيمن يمكن أن يتحمل أعباء النضال من أجل تمتين أواصر هذه العلاقة , ومنعها من التلاعب والتدهور ؟ .
أنا قلت سابقا وجهاء الناس و الآن أقول الواعون والعقلاء من الناس , ومن أبناء الجزيرة الخضراء من إخواننا الأكراد , هناك جيل مثقف وواع , يدرك خطورة المرحلة, و أيضا بدون تجاهل رموزهم التقليدية, وأنا أظل قبليا و أتأثر بالقبلية, والأكراد هم مجموعة قبائل ونحن على مر الزمان قاتلنا مع الأكراد كقبائل عربية , وهم أيضا وقفوا معنا في كثير من المعارك والثورات منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا , وبخاصة أيام الاحتلال الفرنسي و الانكليزي , وفي أيام إبراهيم باشا كان هناك كثير من الأكراد يقاتلون مع جدي, وما نشهده من مظاهر التمزق والخلاف هي مما يدخل في إطار المدخول والمستورد , وهي ظواهر غير صحية أبدا , وليس من أصالة الأكراد, وليس من الأيديولوجية التي تربينا عليها, ولكن الوجوه التي يجب أن يكون عليها الاعتماد زادت بالمثقفين وكوادر مثقفة, تدرك مصلحة الأكراد والعرب ومصلحة الإنسانية, فقد كنا ومازلنا منبع الإنسانية لن نكون مستوردين ..
أقصد هنا الأكراد والعرب, وهناك مواصفات كثيرة للإنسان القيادي اقصد بالقيادي ليس فقط في السياسة, وإنما في المجتمع كقادة اجتماعيين كالصبر والأخلاق الحميدة والحكمة والثقافة وأيضا يجب أن يكون له ثقله الاجتماعي حتى تستطيع الاعتماد عليه.
بحكم تلك العلاقات والمعرفة الوطيدة من ترشحون من الشخصيات الكوردية للعب دور وطني مشترك وفاعل ومؤثر بين الشعبين الشقيقين , وما هي مقومات الاختيار الصحيح والمثمر ؟؟ .
لا استطيع ذكر اسم شخص ما , لأن لكل الشخصيات في مجتمعنا احترامها , ولكل تقديره الخاص , فإذا ذكرت اسم الأستاذ عبد الرحمن آلوجي على سبيل المثال ..
قد يقولون لماذا لم تذكر اسمنا؟؟ ولكن الشعب يعرف من يمثله, وهو قادر على التمييز بشكل صحيح , وهو يعلم من يقوده, ويدرك بعمق مقومات الاختيار الصحيح , كنتاج خبرة طويلة تعتمد على نتائج العمل الطويل والمواقف الوطنية الصلبة والراسخة والإخلاص المحض.
من خلال نظرتكم الحياتية وتجاربكم ولقاءاتكم مع رؤساء وملوك وشخصيات سياسية واجتماعية , ما هي الآفاق الوطنية المقترحة لديكم لبناء حالات سوية وراسخة لخدمة المجتمع وآفاق تطوره ولحاقه بركب الحضارة والتطور ؟؟
بصراحة كنت أتمنى أن يكون هذا السؤال مطروحا من السلطة لكي ابدي رأيي, وفي الحقيقة لو سألوني, فأنا امتلك من الرؤى التي آفاق هذه المسؤولية فهي تقع بالأساس على عاتق الطبقة المثقفة والواعيين من أبناء هذا الوطن, وأنا شخصيا إن تم ترشيحي لخدمة المجتمع في ترسيخ هذه العلاقات لا أحد يستطيع أن يمنعني من حقي في الترشيح, مع وجود كفاءة وخبرة عملية , وكلها في سبيل خدمة الوطن والتطور والحفاظ على التراث العريق في القيم النبيلة, وفي النهاية الدولة هي المستفيدة, ونحن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا في سبيل الأمن والتطور في هذا الوطن , وترسيخ دعائم استقراره وازدهاره.
في جولة الرحلة الواسعة التي قمتم بها في العالمين العربي والإسلامي , ما هي أبرز التصورات التي عدتم بها ؟ , وما هي الخلاصة التي رجعتم من زيارتكم لكوردستان العراق ؟ .
ابدأ من كردستان العراق رأيت أن أهلنا في كردستان العراق , يشكلون حالة من المتشابهات والمشتركات في عاداتهم وقيمهم ومآثرهم و تقاليدهم القبلية والعشائرية , وهناك حركة عمرانية كبيرة جدا في كردستان تحاول أن تلحق بركب الحضارة في جميع مجالاتها , وجوانبها و بشكل سريع ورغم العشائرية الموجودة لديهم فإنهم يتعاملون مع السياسة باقتدار, وقد رأيت في الكرد شيمة بارزة ووفاء فربما يتخلى عن كرديته ولكنه لن يتخلى عن وفائه وصدقه ونقائه , وهناك لكل قاعدة شواذ , ولكونهم من سكان الجبل فهم يملكون بنية قوية وصلبة ساعدتهم على مر العصور في الثبات وعدم الزوال والفناء , وظلوا يصارعون البقاء رغم كل محاولات الإبادة , كما حافظوا ببأس وعناد على وجودهم , مع كثرة الشعوب التي محيت وأزيلت , وانصهرت في القوميات الأخرى , ولكن الكرد حافظوا بكل ثبات على وجودهم القومي والثقافي, رغم الظلم الذي لحق بهم من قبل معظم الشعوب في المنطقة , ممن حاولوا إذابتهم ومحو وجودهم من الذين ينادون بالتمييز العنصري وبخاصة من المتشددين والمتطرفين العرب الذين اصطدموا بواقع الثبات والقوة من جهة , وبما بين القوميتين الكردية والعربية من عمق الأواصر , فالحياة قد عمرت بالكردي والعربي جنبا إلى جنب , فعلى سبيل المثال عائلة البارزاني معروفة بنضالها وكرديتها منذ القدم شئنا أم أبينا, وهذا يذكر للتاريخ وهو مدعاة لفخر للعرب قبل الكرد , وأيضا عشيرة الطالبانية لا يتعاملون فقط بالعادات والتقاليد والقيم القبلية والعشائرية وإنما بالسياسة أيضا فهم ليسوا بعيدين عن تركيبتنا القبلية, وسويتها القائمة على رفض الضيم والعسف والفناء, وجميع اللذين يتعاملون بالقبلية يشتركون بالعادات والتقاليد والقيم النبيلة التي تدعو إلي الإخاء والوفاء والمحبة بين جميع الناس وهناك نسبة99% من الترابط القبلي بين الأكراد والعرب , فالأكراد في تركيا وفي المنطقة تتشابه مع العادات والتقاليد العربية , وأنا شخصيا زرت بعض من العشائر الكردية في تركيا , ونتيجة لهذا التشابه والرباط العميقين فإني شخصيا أضحي بالغالي والرخيص في سبيل منع أي فتنة بين الأكراد والعرب , مهما حصل ولن نكون طرفا أو قادة لهذا الخلاف , وسوف نسعى إلى مزيد من التقارب والتواصل وتأكيد القرابة التاريخية والتراثية والحضارية والقبلية.
في معظم لقاءاتكم ومقابلاتكم تركزون على القيم والتصورات القبلية الأصيلة , ما هو تقويمكم لبعدي ألأصالة والتراث, والمدنية والتطور , وما هي أوجه ودرجة التلاقي بين هذه وتلك ؟
أنا مع الأخذ بمعطيات التطور كاملة في هذا العصر..
وذلك بأخذ ما نستفيد منه وفي قيمنا ونتعامل فيها بكامل الفعاليات في كافة مجالات الحياة الفنية والتقنية الحديثة و الانترنيت, رغم كوننا في المقام الأول والأخير بدويين نستورد من الشرق والغرب كل ما يطور حياتنا ودنيانا وعالمنا , ولسنا ضد أي تطور من أي اتجاه كان فالتطور هي عصب الحياة ومن دونه لا نستطيع العيش ومواكبة الحياة , ومجاراة الحضارة وقيمها وتكنيكها وتطوراتها ومخترعاتها.
على ضوء السؤال المتقدم ما هي الأوجه المشتركة بين التراثين الأصيلين العربي والكوردي , و ما هو أثر الثقافة والخؤولة والقرابة والجيرة المشتركة في ذلك كله ؟؟ .
العرب لم يدفعوا دما أكثر من الكورد في تحرير فلسطين أيام حروب الصليبية ودفعنا ثمنا واحدا ونعيش أخوة واحدة , و الآن هناك نسبة كبيرة جدا من العرب هم من أصول كردية و استطيع تحديد نسبة 50% , وراية الإسلام هي التي تجمعنا, ونحبهم ونحترمهم والعادات والتقاليد العشائرية والقبلية في أيام أجدادنا وأيامنا هذا ولدت بيننا أواصر الأخوة والمحبة المتلازمتين , وخاصة بين الشمر والأكراد وهي علاقات قديمة وتجمعنا ثقافة مشتركة تبرز في قيمنا وتقاليدنا , ونحن شركاء في هذا الوطن ورجائي من السلطة والمسؤولين أن يسمعوا منا أكثر من أصحاب التقارير من المستفيدين ولغايات شخصية , وأقول نحن أكثر دقة منهم وأغنى خبرة ومعلومة , ونمتلك حلولا أكثر وأجدى وأنفع , وعلينا أن ندرك المصلحة الوطنية العليا التي تجمعنا وتظلنا ولا تفرقنا, وان نكف كيد الكائدين عن التربص بقيمنا الوطنية المشتركة.
يقول ابن هشام في سيرته “كل العرب ينتهون إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم” ص 5 / من كتابه ” , ومعروفة تاريخيا الرحلة الإيمانية الكبرى لسيدنا إبراهيم من بلاد الهوريين وصلته الوثيقة بالكورد , ألا ترون في ذلك سرا من أسرار العلاقة الوطيدة بين العرب والكورد مما يرقى بها إلى أقدم العصور ؟؟.
نحن نقول أن الأكراد هم أولاد سومريون وهذا رأينا السومريون والآشوريون والشمريون هم جميعا سلالة واحدة, و ظهور القومية كانت بعد سيدنا إبراهيم عليه السلام , و قبله كانت السومرية هي التي كانت تشملنا جميعا أنا بتصوري إننا ننتمي إلى سام أولاد نوح في المنطقة التي فيها آثار نوح الجميع هاجروا من المنطقة ماعدا الأكراد الذين تماسكوا بالمنطقة وهم من أصائل الأكراد, وان بتصوري الأكراد الموجودون منذ سالف العصور قديما ومن أقدم القوميات المتواجدة الآن , ويجب الحفاظ على الأخوة العربية الكردية بأي شكل كان وأنا ضد زرع الفتن و الأحقاد بينهم, وليس في سوريا فقط بل في جميع أنحاء العالم , وأنا بتصوري لا أحد يستطيع زرع الفتنة بيننا, وذلك لأنه لا يوجد جذور الكراهية بيننا والنبتة لن تنموا إن لم تكن لها جذور, والكراهية فقط وجدت حبرا على الورق , ظهرت عند ظهور الحكام المفرقين غير الجامعين , ولأن الأكراد لم يتقاتلوا مع العرب على مر العصور قتالا له صفة القتال بين قوميتين وإنما مع الفرس حصل ومع الترك أيضا , يذكر ذلك للتاريخ .
كما تعلم العراق يعيش الآن في مرحلة صعبة وما هو تقويمكم للعراق الجديد كما أن هناك انتخابات برلمانية عراقية كيف تصف المرحلة التي يعيش فيها العراق اليوم.
برأيي العراق يعيش في حالة فوضى أكثر من ثلاثين عاما وذلك منذ بداية الحكم في العراق وأنا أصفه مثل سفينة في عرض البحر, تشق طريقها عبر الرياح العاتية, وأيضا أنا متفائل والعراق له رجاله وهناك أمل كبير بهم مثل الأخ مسعود البارزاني والرئيس جلال الطالباني رغم وجود بعض تحفظات لي قديما, ولكن الآن أيقنت أنه الرجل المناسب لقيادة العراق لمواقفه الوطنية للعراق والعراقيين, وأنا شخصيا لا أريد التعامل بالسياسة , وإن كانت الحكمة تقتضي أن نزن الأمور بموازينها , ونحن نتعامل بالقيم والعادات والتقاليد القبلية والعشائرية في سبيل تطوير الوطن والحفاظ على أواصر الأخوة الكردية العربية , ولنا كل الحق في ذلك.
هل لفضيلتكم من تعقيب تضيفونه إلى هذا اللقاء , وما هو مقترحكم لبناء أوسع أسس الثقة والاحترام بين أطياف ومكونات المجتمع السوري وعلاقاته المقبلة ؟؟.
وشكرا لكم على هذا اللقاء وأتمنى لكم كل التقدم والازدهار في خدمة الوطن