ولكي نقترب من الحقيقة، أود منك أن تبحث عن المنطق القويم الكامن فيما وراء العقل الباطن، لتملك الصبر على قراءة الآتي من الأفكار المطروحة بتأني، لا يحتاج الفرد إلى سوية عالية من المدارك لفهم ما أود البوح به، بقدر ما يحتاج إليها للابتعاد عن الحزازيات وكره الاخر مسبقاً.
الخط السياسي والثقافي الذي أؤمن به واضحة وبينة من خلال مقالاتي، وخاصة نظرتي إلى السلطة السورية والطورانية ودولة ولاية الفقيه والتي هي ساطعة، كوجه الشمس، ونحو الحركة الكردية، السياسية والثقافية، متزنة، فيها كل التقدير والأحترام، على الأقل للرأي الآخر، حتى ولو كنتُ في الطرف المعاكس، لأساليب بعضهم في النضال، أو الطرح والتحليل والإستنتاج.
ومع كل هذا يبقى الآخر إنساناً، إن كان قارءً أو متكلماً أو كاتباً، وجميعنا نحمل تناقضات الخلق على الأرض، الصواب والخطأ، الحزن والبهجة، الكره والمحبة، الخبث والنقاء… لكن الأسمى بيننا هو الذي يستطيع أن يسيطر على مسيرة العقل وأنزياحاتها، كالتمكن من أختيار المنطق في الكلام، والتمسك بالحكمة، والرزانة، والإنصاف، أثناء الحديث مع، أو عن، أو على الآخر.
سوف أنجرف في تيار الوضوح والإفصاح، وأوجه الكلمة إلى الهدف، والحديث يدور هنا حول الفن أو الفنان، وبالضبط عن الفنان خيرو عباس.
لا يمكن الأعتراض حول كونه فنان وعلى مستوى كردستان، وله أسم وصوت، وإلا لما حدث كل هذا الضجيج، ولما جرت كل هذه النقاشات، وكتبت فيه العديد من المقالات، والتي معظمها لم تكن لها غاية متزنة، كالبحث عن المنطق والتفاهم، وتبيان الحقيقة، علماً بأنه، ليس هذا هو بيت القصيد من هذه الكتابة.
هناك جهات مشبوهة تقف وراء كل تلك المقالات والمزايدات الوطنية، والضخامة الإعلامية بالنسبة للأعلام الكردي في سوريا التي تجاوزت الحدود.
والمحرك الأساسي في النهاية وفي الخفاء هي نفس السلطة التي صرخ الفنان خيرو عباس وبدون عقلانية لرئيسها!؟.
وقد شرحت هذه المؤامرات، عدة مرات في مقالاتي، وما تقوم السلطة السورية من الحراك وخلق الصراعات بين جميع شرائح المجتمع الكردي، والتي هي حرب مخططة ضد الكرد بأكمله، وما الفنان أو الفن الكردي سوى حلقة من الحلقات التي تدخل في مخططهم، وقد بينت هذا، قبل الهوبرة العشوائية للفنان بكثير.، بينت سابقاً كيف أنهم خلقوها داخل المجتمع الكردي، السياسي والثقافي، وبين ” العائلات ” التي لا تعي، أو لا تؤمن بهذا، وبين القوى الداخلية والذين في الشتات…علينا الإنتباه والوعي، وللنقد خطأ كلام الفنان خيرو عباس وأمثالها، ونستفيد، لا أن ندخل في المهاترات والهجوم على البعض بالعفوية وبدون روية أو حكمة، والتي يثيرها وتستفيد منها السلطة، السلطة وبعثها فقط.
لئلا يتغامز شريحة هناك، بعضهم البعض، وتخرج الإبتسامة من تحت الشوارب ” كما تقال بين العامة ” أقول وبكل وضوح، أندد وبقوة، وأنا ضد كل ما قاله ابن العم الفنان خيرو عباس في حفلته التي أقامها في حلب، والتي كانت في الشهر السابع من الصيف الماضي، ولم تكن اليوم أو البارحة أو قبل أسبوع، وقد نقدناه حينها، وأحترم آراء الأخوة المثقفين الذين كتبوا أو نقدوه بشكل شفهي أو بتعليقات على كليبه، من أجل النقد والتحليل المنطقي والوصول إلى استنتاج مفيد، ولم يتعرضوا إلى خارج مجال كلامه، أقصد بالضبط عائلته، أو بعض الأحزاب الكردية.
لكن هناك من نبش عنها اليوم، وحرضها البعض لغايات أبعد بكثير من البحث أو الدفاع عن القضية الكردية، أوالحفاظ على سوية الفن أو الفنان الكردي، وعفة الإعلام الكردي وصواب مسيرة السياسة الكردية، لماذا لم تنشر الكلمة حينها وهي مسجلة من يومها لدى الجميع ولدى الذين أرسلوها للنشر؟.
مواقفي ومواقف الكتاب من آل عباس والعديد منهم واضحة حول هذا الموضوع، وهي جلية من خلال كتاباتنا، والعائلة برمتها لها آراء مختلفة ومتنوعة كتنوع المجتمع الكردي وحركاته السياسية، وضمنها كأي عائلة كردية أخرى من عائلات كردستان فيها من جميع الأصناف والمفاهيم، وكل من يهاجم ويتهم ويحكم بالأحكام المبتذلة ويبيع المزايدات، ينافق على نفسه، لا على الإنسان الكردي.
أقول هذا ليس خوفاً أو تزلفاً من أي إنسان، أو جهة على أرض كردستان أو خارجها، بل تبياناً للحقيقة، وأقول لأولئك الذين يريدون التصيد في المياه العكرة والآسنة، وأنبههم، وأتمنى أن تكون هذه هي المرة الأخيرة أنبه فيها، بعدم محاولة تجاوز الخطوط الحمر، وأقولها وبكلمة واضحة من كان له بيت من الزجاج والزجاج الرقيق جداً، أن ينتبه عند رمي الآخرين بالحجارة، وكنت قد نبهت إلى هذا، لكن كما نشاهد بأن مستويات الإدراك والوعي تنزل أحياناً كثيرة إلى الحضيض، وبيوت الجميع في هذا الكون لها أطراف من الزجاج، علينا ان لا نلقي بعضنا بالحجارة، الحكمة تتطلب التفاهم والنقاش والنقد، والنقد القوي المتسم بالرزانة، ومعرفة الحدود، والتوجه للمخطئ مباشرة لتقييمه لا لتهديمه، ” من كان منكم بلا خطيئة فليرجم ” النقد شيء والرجم شيء آخر، وما أسهل الرجم وكتابة المهاترات، وبيع الوطنيات والمزايدات في أسواق النخاسة، الصعب هو النقد المتزن الذي يفيد ويستفيد منها الجميع، ومثل حادثة الفنان خيرو عباس ، العائلة، وأصدقائه، والحزب الذي دعمه أو خلقه، ووو…خطوط حمر لا يحق لمخلوق أن يتجاوزه.
لا شك بأن خيرو عباس فنان، وفنان قدير، له جمهوره الواسع في كردستان، بعضهم يحبونه، وآخرون لا يطيقون صوته، إما لغايات شخصية، أو لذوق خاص بالفن عامة والغناء خاصة.
وأنا واحد من الذين يسرحون في الخيال مع الفن الكلاسيكي والأغاني الفولكلورية القديمة، والتي لها موسيقى خافية بين نغم الصوت والكلمات، أو على آلة فريدة كالكمنجة أو الطمبور، أو الزرنة، أحب أغاني خيرو عباس التي لها أرتباط مع الفن الكلاسيكي، والتي تحوي على النفس الطويل، وبعض من أغانيه لا أعود إليها ثانية.
أنه الذوق الفني، الفن الغنائي حالة نسبية تختلف من إنسان إلى آخر، مثلما الرسم وأنواعه، بعضهم يتلذذ بالسريالية، وآخرون بالواقعية، وبعضهم يلوذون مع الفن التشكيلي، أو كالشعر وأنواعه، لذلك لا يحق لأي فرد ان يحكم على الفنان بالمطلق، ومن نظرة أحادية.
حدث في الماضي حالات من المقاطعة، لثقافة معينة ومن ضمنها الغناء والموسيقى، وكانت ورائها غايات ثقافية سياسية، فالحزب النازي أحرق كتب ومؤلفات جميع المفكرين اليهود، أو الذين كانوا لهم علاقة بالسامية، كما أنهم حظروا على الشعب الإستماع إلى موسيقى العديد من الفنانين والموسيقيين الكبار، ومعظمنا سمع بالثورة الثقافية في الصين أيام ماو تسي.
التجرد أو التحكم بالذوق الفني لغايات سياسية أعتبره قصر نظر، والسؤال هنا: هل هناك من كردي لا يستمع إلى الموسيقى والأغاني العربية والتركية والفارسية، وجميعنا نكتب أو نقرأ بتلك اللغات.
ما رأيكم بأن نقاطع ليس فقط الفنان خيرو عباس بل نقوم بثورة ثقافية عامة على ثقافة كل من لا يحب الكرد، أو لا نحبه؟!.
القضية عند التحليل والنقد، يجب أن لا نخرجها من مجالاتها بشكل جزاف، فليس لخيرو عباس أية بنية سياسية، ثقافته محاطة بالفن الغنائي وحده، فالإسقاطات الخارجة عن هذا تعتبر إجحافاً بحق الفنانين عامة قبل أن يكون بحق خيرو عباس.
إنه من آل عباس، لكنه فنان يحمل كيانه الخاص وفكره الخاص، لا يحق لأي كان التجاوز على عائلتة من خلال كلمات جزافية قيلت في حفلة، أما على خلفية غامضة غير مقبولة، أو بطفرة فنان على المسرح، عندما يتيه مع غليان جمهوره، وعليه تنهض شريحة هناك، ويستغل الموقف ليهاجم فيها عائلة بكاملها، ومن ضمنهم من وجه كلام مباشر إلى شخصي ولأخرين من العائلة، ولهذا حملت هذا اليراع لا لأهاجم أو أدافع عن خيرو عباس، وكنت قد ذكرت في السابق، ولمرات عديدة، بأني لا أرد على المهاترات، لكن هناك من أرضخني لكتابة هذا التوضيح، إلى أن حدا ببعضهم هناك، وطلب مني ومن الكاتب عباس عباس بديباجة خلط فيها الصفاقة باللباقة أن نكتب، ذاكراً بما إننا نكتب منذ حوالي عدة سنوات فقط، وبشيء من التهكم، وهو بالتأكيد يعلم بأننا وأخرين من الأخوة نكتب منذ السبعينات من القرن الماضي، ولكن مجالات النشر أنذاك معروفة لمعظم الكتاب الذين عاصروا تلك الفترة، وحتى اللحظة بعض الإخوة يرفضون النشر من على المواقع، وقد أجبرت شخصياً من قبل الإخوة على النشر، والأن أصبح النشر من على المواقع الإلكترونية عبئاً ثقيلاً كواجب وطني من الصعب الإبتعاد عنه، والغريب، أنني سمعت هذا السؤال التشكيكي والتحريضي الآسن أكثر من مرة، ومن نفس المجموعة من الأفراد! ويتبين بأن الحديث دارج لدى البعض، وما الفرق فيما إذا كنا قد بدأنا بالكتابة اليوم أو البارحة أو منذ أربعون سنة؟! فهل سيغير هذا من المفاهيم والأفكار المطروحة؟ وقد كُرر هذا السؤال في الثلث الأخير من مقالة كتبت بيد كاتب متزن، وبتحليل منطقي للماضي والحاضر وبإيجاز، عن خلفية ثقافية ميزته عن الكثيرين من الذين كتبوا عن الموضوع نفسه، لكن وللأسف، المقالة شوهت، في ثلثها الأخير بيد كاتب مص مداده من إحدى المستنقعات الثقافية الآسنة، وبث سموم الحقد والكراهية على كل الأطراف، محاولاً تقليد الكاتب الأول ، لكن أين الثرى من الثريا، والعتب على الكاتب الأول الذي سمح لقلمه الجميل ان يختلط بالأفكار المرقعة والمجمعة من أرصفة الحقد والبغض، وأصبحت المقالة، تشبه الكأس المملوؤة بالعسل المخلوط بقطرات من ثقافة السم.
وهنا أسأل الذين طلبوا منا الكتابة، عن أو على ماذا تودون أن نكتب؟ ومن أين علينا أن نبدأ؟ فالخطأ الذي فعله الفنان خيرو عباس، واحدة من المئات إن لم يكن من الألاف التي حدثت بين الشعب الكردي وتحدث الأن، هل تودون أن نكتب:
1.
عن الثورات الكردية التي أطفأت بيد الكرد، وذهبت ضحيتها الألاف من الأبرياء، وكان هناك مدافعون عن الجهتين، والكل كان يرى نفسه الأصوب، ولم يحدث بأن قبلوا بالتحاور والنقاش الحضاري.
2.
عن الثورات التي لا تزال سارية من على الساحة الكردستانية، وورائها الملايين من الكرد، ويهاجمها وبضراوة الملايين الأخرى من الكرد، قتال أخوة لا تختلف عن الماضي، وسيأتي اليوم الذي سيقولون كلمتهم في هذه الوقائع كما نقوله عن الماضي، وسيتهمنا الأجيال القادمة بالغباء على الأغلب، بسبب عدم محاولة وقوفنا على محاورات منطقية للحصول على أستنتاج إيجابي.
3.
هل تودون أن أكتب عن الحركة الكردية السياسية في سوريا.
لكن حسب أية وجهة نظر؟ وجهة نظر الذين يتهومونها بالعمالة؟ أم الذين يلصقون بها العديد من الصفات المخزية، أم من وجهة نظر الذين يجدونها الصرخة الوحيدة في وجه السلطة، أم من وجهة نظر أولئك الذين لا يجدون أي فرق بينهم وبين أقوال الفنان خيرو عباس؟
4.
عن القارئ الذي ضاع بين تيار المثقفين، وأشباه المثقفين، والمدعين بالثقافة، والذين يخلطون الحابل بالنابل.
5.
أم عن الكتاب الذين لا يعرفون للقلم مسيرة، غير المهاترات والتهجم على الجميع بدون تقدير للقيم والحدود الإنسانية والحضارية في التفاهم؟ أم عن الكتاب الذين يشترون من على البسطة والذين يبيعون الصفحة باليورو، وتغلى قيمة صفحاتهم لا على جمال الكلمة، بل كلما كانت السوداوية والمهاترات والهجاء فيها أعفن؟.
6.
عن الصراع الذي خلقه الأمن السوري، وأدخله بخبث في كل بيت كردي، وأصبح واضحاً فاقعاً بين جميع شرائح الكرد، أم عن القادم الأفظع؟.
7.
عن الفن الهابط بكلامه وكليباته وموسيقاه، وبلا رقيب، بسبب الضياع المخيف في ثقافة المجتمع الكردي.
8.
عن أولئك المطربين الذين جعلوا من أغوات، أبطال اسطوريون في التاريخ الكردي، لمجرد نهبه للقرى المجاورة لقرى عشيرته، أو قتله لأبن عمه أو عمه للتحكم على عشيرة لا تتجاوز مساحة مساكنهم عشرة كيلومترات مربعة.
9.
أم عن الأغوات الذين دفعوا ل “مطرب ” ليؤلف عليه أغنية ويخلق الأمجاد،.
وبالمناسبة سمعت واحدة من هذه الأغاني التي تدرج وللأسف في خانة النغم الكلاسيكي، كان قد شكل حديثاً، يغني عن أمجاد أحدهم إلى أن يترجاه السلطان العثماني ويطلب رضاه، لإيقاف الذبح بالعشيرة المجاورة لعشيرته.
10.
ربما عن عن تاريخ الكرد الذي يجب أن ينقح جملة وتفصيلا؟.
11.
الأفضل عن الذين جعلناهم أبطالنا التاريخيين والذين لم تكن لهم معرفة بأنه هناك أمم ودول، والعالم كان محصوراً بين عدة قرى كانوا يحكمونها ويعيثون فيها فساداً وجهالة، أم عن الذين ذبحوا مسنيهم من الكرد، وأصبحوا أبطال وعظماء في أعين البعض؟.
12.
عن ثقافة الإنسان الكردي التي لم تتبدل منذ الخليقة، الذي يقول أنا ولا غيري، والبقية إلى الجحيم، أم عن ثقافة الصراع الأبدي، وهنا الأن من يقول فليذهب ” محمود ” إلى الجحيم، فقط لأنه “محمود ” لا بسبب الأفكار التي أطرحها للجدال والبحث حوله، أو التي أؤمن بها، أو أكتب عنها، ودون أن يناقشني عليها وينقدني من خلال آرائي.
13.
بل لنكتب عن الذين يهاجمون القادة السياسيون والمثقفين، كل من جانبه؟ لكن عن أي قيادي يجب الكتابة، بل ربما الأفضل بأن نساعد المهاجمون، وماذا عن قادة المهاترات؟.
14.
مارأيكم بأن نكتب عن شباب عائلة، تجاوزوا القيم الكردية وعزتها، وأنتهكوا الحرمات بكلمات بذيئة على المرأة الكردية، والتي على أثرها كتب العاملون على الموقع الكردي سوبارو، أعتذاراً لآل عباس في الوطن والمهجر، وكما نعلم، مهما تعمقت الخصومات في المجتمع الكردي، لا تسمح الأخلاق الكردية النقية، وعزة النفس الأبية، بالنزول إلى الحضيض والدرك الأسفل من النذالة، في أنتهاك قيم المرأة الكردية وعزتها.
15.
أم عن المزايدات الوطنية، ما بين الأخيار والرعاع، الذين أجتمعوا في إحدى غرف البالتوك الكردية، والتي دُعيتُ إليها، وطُلبَ مني أن أتحدث في البداية لأفتح نقاش ومحاورة واعية، ندين فيها الفنان خيرو عباس، وكل من يخوله نفسه على القيام بمثل تلك التجاوزات، بل الأفضل عن التكتلات التي كانت في الغرفة، بين الضيوف الذين تجاوز عددهم خلال نصف ساعة المائة والعشرون شخصاً، تلك الغرفة التي أنقسمت إلى ثلاثة محاور، المحور الأول كانوا من أفراد ينتمون إلى مجموعتين معروفتين، وكأنهم كانوا يتصارعون على من سيرفع راية كردستان فوق قمة جبال ” باكوك ” تلك الراية التي وقعت من يد الفنان خيرو عباس في معارك النضال! قسم منهم كانوا يهاجمون خيرو بلا حدود، وقد كانت لهم مواقف مسبقة ثابته لا علاقة لها بالحوار والنقاش، وبدئها شخص بالكلام ومهاجمة آل عباس بدون أن يحترم رأي ومفاهيم الأخرين، أو أن يعطي أي أعتبار للغرفة وللموضوع الذي اجتمع مثل ذلك العدد بسببه، وكان واضحاً من هو ومن أين وإلى من ينتسب، من مجموعة أصحاب المواقف الثابتة، الذين كانوا يؤيدونه، قبل أن يستمعوا إلى أقواله، لأنهم كانوا يعرفونه من صوته، كما عرفته أنا أيضاً، وذكر أحد أبناء عمه لي أسمه “بالبريفات” ومن ثم بالهاتف، وطلب مني عدم الرد، لذلك خرجت من الغرفة لعدة ساعات، لئلا أنجر إلى الرد، وكانت لي كل القوة بالرد عليه وتهديمه وتجريحه وتجريح عائلته، كما حاول أن يفعلها هو، وتهديم من حوله، لكنني فضلت أن لا أنزل إلى مستواه الهابط، وثقافته الآسنة تلك، لذلك جاريت الصمت، على مبدأ علي بن أبي طالب، ” ما جادلت جاهلاً إلا وغلبني، وعالماً إلا وغلبته ” والقسم الأخر يدافعون، ويؤكدون على عدم تجاوز البعض للحرمات، والتي حصلت عن سابق قصد وتصميم.
والمجموعة الثانية التي كانت لها غاية وكراهية مسبقة تجاه ب ي د، وقناة روج ت ف، ومجموعة برخدان، وفي المواجهة المجموعة التي تقف بالمرصاد لكل من يتطاول، علماً بان هؤلاء هم الذين نقدوا وأدانوا الفنان بقناعة ومنطق وبعقلانية.
والمجموعة الثالثة أحتوت شريحة من الأفراد الذين تاهوا مع المزايدات الوطنية، والقلائل منهم من حاورا بمنطق جميل، وتكلموا ونقدوا خيرو عباس وغيره، وبسوية عالية، وأستطاعوا أن يحللوا بفكر متفتح، ويصلوا إلى نتائج واقعية، كمقالة أو مقالتين نشرت، وكانت بهذا المستوى، من على صفحات المواقع الكردية، وللأسف القلائل هم الذين أستمعوا إلى منطق العقل، والرزانة في البحث عن الأسباب، للوصول إلى النتائج.
بسبب هذا الخلط من التناقضات، لم أحاول التحدث في الغرفة بعد عودتي إليها ثانية آنذاك.
والأن باستطاعتي كتابة الكثير عن ما جرى آنذاك من المهاترات والمزايدات، والكلام الذي كان يدور فيما وراء الستارة، وعن العديد من المؤامرات الطفولية والمهازل المضحكة، وعن المؤامرات التي حيكت فيما بعد، وأن أردتم سوف أكتب عن المقالات، أو التعليقات، التي كتبت بأيادي البعض وأرسلت لأخرين للإطلاع ونشرت تحت أسماء ” وهمية ” ودفعت القيمة باليورو.
عن أي من هذه المواضيع المؤلمة في الواقع أو التاريخ الكردي يجب أن نكتب، أم عن مآس أخرى لم تخطر ببالي، أبتليً بها الكرد، أو يعاني منها الكرد الأن؟ وأنا الذي أُفضل دائماً، طرق تلك الأبواب التي ورائها تجتمع السلطات الدكتاتورية السورية والطورانية وولاية الفقيه، وهم يخططون في كيفية أجتثاث الإنسان الكردي من جغرافيته، ومحو تاريخه.
وأحاول فضح مؤامرات تلك السلطات الناهبة للكرد، قدر الأمكان.
أما إذا تطرقت إلى المجتمع الكردي، فأنني أحاول بقدر ما استطيع، التحلي بالحكمة والحلم والتمسك بالمنطق والرزانة في النقد والتحليل علني والأخرين أن نصل إلى إستنتاجات سوية.
الدكتور محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
MAMOKURDA@GMAIL.COM