حجي عفريني من مواليد 1965 ناحية المعبطلي التابعة لمنطقة عفرين في كردستان سوريا ، حاصل على الشهادة الثانوية (الفرع الادبي ) ، تعرف على فكر حزب العمال الكردستاني في أواسط الثمانينات ، وألتحق بصفوف الثورة فعلياً في بداية التسعينات ، حيث شغل عدة مناصب قيادية سواء على الصعيد العسكري و التنظيمي والدبلوماسي ، لم يقتصر أهتمام السيد حجي عفريني في المجال العسكري والتنظيمي ضمن جبال كردستان ، بل تغنى بطبيعة كردستان وكتب عن رفاقه الشهداء ، وذلك من خلال قصائده وقصصه القصيرة ، ومن أبرز إنتاجاته الأدبية كتاب شعر بعنوان ( صور من المقاومة ) ، وكان من أوائل الرفاق الذين أقتنعوا بنهج الشهيد كمال شاهين ، وهو أحد أبرز مؤسسي الوفاق الديمقراطي الكردي السوري ، حيث شغل منصف عضو المنسقية العامة للوفاق منذ التأسيس لغاية مرحلة الانشقاقات في الآونة الاخيرة ، وهو أحد القياديين الذين رفضوا فكرة الانشقاق ، وطرح مع والد الشهيد كمال شاهين مشروع إعادة توحيد صفوف الوفاق ، ويشغل الان منصب الناطق بأسم اللجنة القيادية للوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الاصلاح) ، لذلك أرتأينا نحن في جريدة الوفاق إجراء هذا الحوار الهادئ معه ، لنستفسر منه عما يجري في الوفاق الديمقراطي.
في البداية نرجو أن تحدثنا عما يجري في صفوف الوفاق في الآونة الاخيرة ؟.
قبل أن أتحدث إليكم عما يجري في صفوف الوفاق الديمقراطي ، أرى أنه من الضروري العودة الى الظروف التي تأسس فيه هذا التنظيم ، لقد تأسس الوفاق الديمقراطي الكردي السوري في مرحلة حساسة جداً ، حيث كان يشهد الحراك السياسي في كردستان سوريا مرحلة إنعطافٍ جديد ، أي بعد مرحلة انتفاضة الثاني عشر من آذار المجيدة ، الكوادر المؤسِسة للوفاق الديمقراطي رفضوا وبشكل قطعي الانصياع الى ما سمي في تلك المرحلة ( بالامر الواقعي ) ، سواءً ما كان يطرح في صفوف قيادة الثورة ، أو من قبل القيادات السياسية في كردستان سوريا ، لذلك تبنى الوفاق ومنذ التأسيس خطاباً جديداً سواء على الصعيد السياسي أو الاعلامي أو الدبلوماسي ، وقد توضح ذلك بشكلٍ جليّ في المنهاج السياسي الذي طرحه الوفاق في كونفرانسه التأسيسي في 6/11/2004 وتم التصديق عليه في المؤتمر الأول في نيسان عام 2005 وذلك من خلال طرح مشروع مبدأ الحكم الذاتي لكردستان سوريا ، وأن القضية الكردية في سوريا هي قضية أرض وشعب ، وقد لاقى هذا الخطاب الجديد ترحيباً واسعاً من قبل الفئات المثقفة والكادحة في كردستان سوريا ، إلا أن إستشهاد الرفيق كمال شاهين باني ومنظر الوفاق في وقت مبكر من تأسيس الوفاق ، أثر سلباً على المسيرة النضالية للوفاق الديمقراطي ، لأنه وبكل صراحة لم يتمكن الرفاق أعضاء المنسقية آنذاك من ملئ الفراغ الحاصل في قيادة الوفاق سواءً من حيث التوجيه السياسي للحركة ، لأن خطاب الوفاق لم يكن خطاباً أعتيادياً ، وكان يتطلب شخصيات قيادية بأمتياز .
هل تقصد من هذه المقدمة بأن قيادة الوفاق لم تتمكن من ترجمة ما تم الوصول إليه في المنهاج السياسي في الواقع العملي ؟.
هذا ما أقصده بالضبط ، لأنه وبصريح العبارة لم أرى أحد من قياديي الوفاق (المنسقية العامة ) بأنه قد كتب سطراً واحداً بعد إستشهاد الرفيق كمال شاهين ، الوفاق ما زال يتربع على الميراث الذي خلّفه لنا الشهيد كمال في كتابه (مسيرة أكراد سوريا …..) ، فهل من المعقول أن تتمكن قيادة ما من إدارة تنظيم كالوفاق من حيث تبنيه لنهج وفكر جديد ..
؟ ، قيادة الوفاق لم تكن مؤهلة لقيادة هذه التنظيم ، فبدلاً من الانشغال بالمنهاج السياسي للتنظيم ، أنشغلت قيادة الوفاق ببعضها هذا من جهة ، ومن جهة ثانية (المنسقية العامة للوفاق ) كانت غير قادرة على قراءة المستجدات الطارئة سواء على الساحة الاقليمية أو الوطنية ، لذلك لم نرى في مسيرة الوفاق وضوح في الرؤية السياسية بصورة عامة ، فكان هناك تخبط واضح من حيث العلاقات والتحالفات مع الحركة السياسية في كردستان سوريا .
كيف وصلتم الى هذه المرحلة بدون أن تحصل انشقاقات منذ البداية ، وأنتم بينتم لنا مدى ضعف الجانب القيادي في الوفاق ؟.
حجي عفريني : في الحقيقة انه سؤال جيد ، فالانشقاق قد حصل فعلياً في عام 2007 أي ما قبل عقد المؤتمر الثاني ، ففي تلك المرحلة الانشقاق كان مابين قيادة الوفاق في كردستان سوريا وقيادة الوفاق في كردستان العراق ، ولأول مرة ظهر الفكر ( اليميني واليساري) ضمن الوفاق ، ولكي تتمكن قيادة الوفاق في كردستان العراق من إرضاخ القيادة في كردستان سوريا ، تم الاعلان عن تجميد عضويتنا في إعلان دمشق كورقة ضغط على قيادة الوفاق في كردستان سوريا حيث تم تسميتهم بالتيار اليميني في تلك المرحلة ، إلا انه لم يتم نشر تلك المستجدات في الوسائل الاعلامية ، فبوادر الانشقاق ظهرت فعلياً في تلك المرحلة .
إذاً ما هي حقيقة الانشقاقات الحاصلة في الوفاق ، وما هي المواضيع التي أختلفتم عليها ؟.
في الواقع لا يوجد أي خلاف فكري أو سياسي بين الاطراف المنشقة بصورة عامة ، والدليل على ذلك بأن كل الاطراف ما زالت تتبنى المنهاج السياسي والنظام الداخلي الذي أقره المؤتمر التأسيسي الاول للوفاق ، ويمكنني القول بأن حقيقة الانشقاقات نابعة من ردود فعل إتجاه التصرفات الشخصية التي كان يتبعها المنسق العام (الفردية ، التصرف بمقدرات الحزب ، عدم الرجوع الى القيادة في معظم القرارات المصيرية للتنظيم ) ، بعبارة أخرى هي خلافات تنظيمية بحتة .
كثرت في الآونة الاخيرة العديد من الشائعات والدعايات حول تدخل بعض الجهات الخارجية في الامور التنظيمية للوفاق ؟.
هذا صحيح ، مع إنبعاث الوفاق ومن الوهلة الاولى ، حاولت بعض الاحزاب الكردية في كردستان سوريا إحتواء هذا التنظيم ، فبعض التنظيمات السياسية طرحت علينا أن نكون جناحهم العسكري مدعين : ” على أن قياديي وكوادر الوفاق هم ذو خبرة عسكرية وتنقصهم الخبرة في العمل السياسي “، والبعض الآخر حاول إحتواء البعض من قياديي الوفاق لجعل هذا التنظيم كرديف لهم .
وهنا أنتهز هذه الفرصة مخاطباً كافة الاحزاب والتنظيمات الكردية في سوريا ، بأن قوة الوفاق في وحدتهم ، وبالتالي سينعكس هذا إيجاباً على الحراك السياسي في كردستان سوريا بشكل عام ، لأن الوفاق تنظيمٌ يملك الخبرة على الصعيد السياسي والتنظيمي والعسكري ، وأؤكد للتنظيمات التي تسعى الى الاستفادة من هذا الواقع من خلال تعاملهم مع بعض أطراف الوفاق وبنفس الوقت معاداة أطراف أخرى ، بأن هذه السياسة التي يتبعونها سياسة خاطئة ولا تخدم القضية الكردية بأي شكلٍ من الأشكال .
نشرت العديد من المواقع الالكترونية بعض المقالات والبيانات تتهم فيها بعض الاطراف الكردستانية ، وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني بأنه يقف وراء ما حصل من إنشقاقاتٍ في الوفاق ، أنتم كيف تفسرون ذلك ؟.
في الحقيقة كل ما نشر في صدد ذلك خالي من الصحة ، كنت قد بينت لكم في بداية حديثي بأن الأخطاء التي أرتكبتها قيادة الوفاق الديمقراطي هي من أهم الاسباب التي آلت إليها الأمور في وقتنا الراهن ، والحق يقال بأن الأخوة في الإتحاد الوطني الكردستاني بذلوا جهود كبيرةٍ للحيلولة من دون أن تحصل أية إنشقاقات في صفوف الوفاق الديمقراطي ، ونحن بدورنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والأمتنان على مواقفهم الوطنية هذه ، وكل من يدّعي في داخل التنظيم أو خارجه بأن الاطراف الكردستانية وراء ما حصل في الوفاق ، فهو واهم وبتصريحاتهم هذه يسعون الى طمس الحقائق وتأجيج الصراعات والخلافات مع أشقائنا الكردستانيين ، وليتستروا على فشلهم في إدارة التنظيم .
أنتم كجناح المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردستاني -سوريا ، طرحتم مشروع وحدة الوفاق ، هل يمكنكم أن تبينوا لنا المراحل التي وصلتم إليها بصدد هذا المشروع ؟.
أجل طرحنا مشروعاً كهذا ، فبعد وصول والد الشهيد كمال الى اقليم كردستان العراق ، كان يحمل معه مشروعاً سياسياً من أجل إعادة توحيد صفوف الوفاق ، وهذا المشروع كان يعبر عن وجهة نظر كافة الفعاليات السياسية والتنظيمية والمؤسساتية للوفاق في كردستان سوريا ، وقد طرح والد الشهيد مشروعه هذا على الطرفين المنشقين ( الوفاق الديمقراطي الكردستاني –سوريا والوفاق الديمقراطي الكردي السوري ) ، والجدير بالذكر بأن المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردستاني ناقش هذا المشروع ، حيث تم رفضه من بعض القياديين وقبول من بعض القياديين الآخرين ، أما بالنسبة للوفاق الديمقراطي الكردي السوري قبلوا المشروع بدون قيد أو شرط في تلك المرحلة ، ونحن بدورنا القياديين من الوفاق الكردستاني الذين شجعوا هذا المشروع ووقفوا الى جانب والد الشهيد كمال ، عقدنا إتفاقاً مع المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردي السوري للعمل سويةً على إتمام الخطوة التوحيدية للوفاق ، إلا إنه بعد وفاة الدكتور نوري علي والد الشهيد كمال شاهين إثر نوبة قلبية ، تراجع المكتب السياسي في الوفاق الديمقراطي الكردي السوري عن الإتفاق الذي وقعوه معنا ، ولأسباب غير معروفة ، لذلك أضطررنا نحن جناح المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردستاني بعقد إجتماع موسع للكوادر المؤيدة لنا ، لدراسة هذا الواقع الجديد ، ليصبح هذا الاجتماع الكونفرانس التأسيسي الأول للوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الإصلاح) .
لماذا الوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الاصلاح) ؟.
سؤال وجيه ،والإجابة عليه يتطلب العديد من الصفحات ، لأن الإصلاح كمصطلح واسع الانتشار ويطلق على التحسينات أو على إلغاء سوء التصرف والعيوب ، مصطلح له مدلولاته التاريخية ، وهناك العديد من التيارات الإصلاحية تمكنت من إصلاح ما تم إفساده سواءً على مستوى التنظيمات أو الدول ، فهذه المرحلة تتطلب الإصلاحات ، وهنا أقصد بأن منطقة الشرق الأوسط كأنظمةٍ ودولٍ كلها بحاجة الى إصلاحات جذرية ، وعند النظر الى واقع الحركة السياسية في كردستان سوريا ، فهي بأمس الحاجة الى الإصلاح ، ومما لا شك فيه بأن الوفاق الديمقراطي الكردي السوري من التنظيمات التي باتت الاصلاحات فيه من أولوياتنا ، تنظيم لم يمضي على تأسيسه سوى بضعة سنوات ويعاني من هذا الانقسام والتشتت الذي بات كمرضٍ خبيث يعشعشُ في جسد الوفاق ، بحاجة الى عملية إصلاح جذرية.
الوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الاصلاح ) ، يسعى إلى إصلاح ما تم إفساده سواء على الصعيد السياسي أو التنظيمي و الاعلامي ، ومحاربة الفساد المالي والأداري الذي يعاني منه الوفاق في السنوات الماضية ، نحن لسنا تيار منشقٍ عن أحد لأننا نمتلك الجذور الأساسية التي كبُر عليها الوفاق الديمقراطي ، تلك الجذور المتمثلة بنهج شهداء الوفاق شهداء الكلمة الحرة والرأي الآخر ، والتي ترفض كل المحاولات الانقسامية ليس في صفوف الوفاق فحسب وإنما ضمن الحركة السياسية الكردية بصورةٍ عامة ، وحينما عقدنا الكونفرانس الاول لتأسيس الوفاق الديمقراطي (تيار الإصلاح ) لم يكن في برنامجنا تأسيس تنظيمٍ جديد ، وإنما لكي نتمكن من جمع كل الأصوات المنادية للإصلاح ضمن إطارٍ منظم ، لنتمكن من خلاله إتمام عملية الإصلاح في صفوف الوفاق الديمقراطي بشكل منظم ، لذلك عقدنا الكونفرانس تحت شعار ( نحو مؤتمر توحيدي ) ، ونحن بدورنا لن نكتفي بعملية الإصلاح ضمن الوفاق لوحده ، وإنما سنقف إلى جانب كافة الأصوات المنادية للإصلاح ضمن الحركة السياسية الكردية في كردستان سوريا.
قبل أن أتحدث إليكم عما يجري في صفوف الوفاق الديمقراطي ، أرى أنه من الضروري العودة الى الظروف التي تأسس فيه هذا التنظيم ، لقد تأسس الوفاق الديمقراطي الكردي السوري في مرحلة حساسة جداً ، حيث كان يشهد الحراك السياسي في كردستان سوريا مرحلة إنعطافٍ جديد ، أي بعد مرحلة انتفاضة الثاني عشر من آذار المجيدة ، الكوادر المؤسِسة للوفاق الديمقراطي رفضوا وبشكل قطعي الانصياع الى ما سمي في تلك المرحلة ( بالامر الواقعي ) ، سواءً ما كان يطرح في صفوف قيادة الثورة ، أو من قبل القيادات السياسية في كردستان سوريا ، لذلك تبنى الوفاق ومنذ التأسيس خطاباً جديداً سواء على الصعيد السياسي أو الاعلامي أو الدبلوماسي ، وقد توضح ذلك بشكلٍ جليّ في المنهاج السياسي الذي طرحه الوفاق في كونفرانسه التأسيسي في 6/11/2004 وتم التصديق عليه في المؤتمر الأول في نيسان عام 2005 وذلك من خلال طرح مشروع مبدأ الحكم الذاتي لكردستان سوريا ، وأن القضية الكردية في سوريا هي قضية أرض وشعب ، وقد لاقى هذا الخطاب الجديد ترحيباً واسعاً من قبل الفئات المثقفة والكادحة في كردستان سوريا ، إلا أن إستشهاد الرفيق كمال شاهين باني ومنظر الوفاق في وقت مبكر من تأسيس الوفاق ، أثر سلباً على المسيرة النضالية للوفاق الديمقراطي ، لأنه وبكل صراحة لم يتمكن الرفاق أعضاء المنسقية آنذاك من ملئ الفراغ الحاصل في قيادة الوفاق سواءً من حيث التوجيه السياسي للحركة ، لأن خطاب الوفاق لم يكن خطاباً أعتيادياً ، وكان يتطلب شخصيات قيادية بأمتياز .
هل تقصد من هذه المقدمة بأن قيادة الوفاق لم تتمكن من ترجمة ما تم الوصول إليه في المنهاج السياسي في الواقع العملي ؟.
هذا ما أقصده بالضبط ، لأنه وبصريح العبارة لم أرى أحد من قياديي الوفاق (المنسقية العامة ) بأنه قد كتب سطراً واحداً بعد إستشهاد الرفيق كمال شاهين ، الوفاق ما زال يتربع على الميراث الذي خلّفه لنا الشهيد كمال في كتابه (مسيرة أكراد سوريا …..) ، فهل من المعقول أن تتمكن قيادة ما من إدارة تنظيم كالوفاق من حيث تبنيه لنهج وفكر جديد ..
؟ ، قيادة الوفاق لم تكن مؤهلة لقيادة هذه التنظيم ، فبدلاً من الانشغال بالمنهاج السياسي للتنظيم ، أنشغلت قيادة الوفاق ببعضها هذا من جهة ، ومن جهة ثانية (المنسقية العامة للوفاق ) كانت غير قادرة على قراءة المستجدات الطارئة سواء على الساحة الاقليمية أو الوطنية ، لذلك لم نرى في مسيرة الوفاق وضوح في الرؤية السياسية بصورة عامة ، فكان هناك تخبط واضح من حيث العلاقات والتحالفات مع الحركة السياسية في كردستان سوريا .
كيف وصلتم الى هذه المرحلة بدون أن تحصل انشقاقات منذ البداية ، وأنتم بينتم لنا مدى ضعف الجانب القيادي في الوفاق ؟.
حجي عفريني : في الحقيقة انه سؤال جيد ، فالانشقاق قد حصل فعلياً في عام 2007 أي ما قبل عقد المؤتمر الثاني ، ففي تلك المرحلة الانشقاق كان مابين قيادة الوفاق في كردستان سوريا وقيادة الوفاق في كردستان العراق ، ولأول مرة ظهر الفكر ( اليميني واليساري) ضمن الوفاق ، ولكي تتمكن قيادة الوفاق في كردستان العراق من إرضاخ القيادة في كردستان سوريا ، تم الاعلان عن تجميد عضويتنا في إعلان دمشق كورقة ضغط على قيادة الوفاق في كردستان سوريا حيث تم تسميتهم بالتيار اليميني في تلك المرحلة ، إلا انه لم يتم نشر تلك المستجدات في الوسائل الاعلامية ، فبوادر الانشقاق ظهرت فعلياً في تلك المرحلة .
إذاً ما هي حقيقة الانشقاقات الحاصلة في الوفاق ، وما هي المواضيع التي أختلفتم عليها ؟.
في الواقع لا يوجد أي خلاف فكري أو سياسي بين الاطراف المنشقة بصورة عامة ، والدليل على ذلك بأن كل الاطراف ما زالت تتبنى المنهاج السياسي والنظام الداخلي الذي أقره المؤتمر التأسيسي الاول للوفاق ، ويمكنني القول بأن حقيقة الانشقاقات نابعة من ردود فعل إتجاه التصرفات الشخصية التي كان يتبعها المنسق العام (الفردية ، التصرف بمقدرات الحزب ، عدم الرجوع الى القيادة في معظم القرارات المصيرية للتنظيم ) ، بعبارة أخرى هي خلافات تنظيمية بحتة .
كثرت في الآونة الاخيرة العديد من الشائعات والدعايات حول تدخل بعض الجهات الخارجية في الامور التنظيمية للوفاق ؟.
هذا صحيح ، مع إنبعاث الوفاق ومن الوهلة الاولى ، حاولت بعض الاحزاب الكردية في كردستان سوريا إحتواء هذا التنظيم ، فبعض التنظيمات السياسية طرحت علينا أن نكون جناحهم العسكري مدعين : ” على أن قياديي وكوادر الوفاق هم ذو خبرة عسكرية وتنقصهم الخبرة في العمل السياسي “، والبعض الآخر حاول إحتواء البعض من قياديي الوفاق لجعل هذا التنظيم كرديف لهم .
وهنا أنتهز هذه الفرصة مخاطباً كافة الاحزاب والتنظيمات الكردية في سوريا ، بأن قوة الوفاق في وحدتهم ، وبالتالي سينعكس هذا إيجاباً على الحراك السياسي في كردستان سوريا بشكل عام ، لأن الوفاق تنظيمٌ يملك الخبرة على الصعيد السياسي والتنظيمي والعسكري ، وأؤكد للتنظيمات التي تسعى الى الاستفادة من هذا الواقع من خلال تعاملهم مع بعض أطراف الوفاق وبنفس الوقت معاداة أطراف أخرى ، بأن هذه السياسة التي يتبعونها سياسة خاطئة ولا تخدم القضية الكردية بأي شكلٍ من الأشكال .
نشرت العديد من المواقع الالكترونية بعض المقالات والبيانات تتهم فيها بعض الاطراف الكردستانية ، وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني بأنه يقف وراء ما حصل من إنشقاقاتٍ في الوفاق ، أنتم كيف تفسرون ذلك ؟.
في الحقيقة كل ما نشر في صدد ذلك خالي من الصحة ، كنت قد بينت لكم في بداية حديثي بأن الأخطاء التي أرتكبتها قيادة الوفاق الديمقراطي هي من أهم الاسباب التي آلت إليها الأمور في وقتنا الراهن ، والحق يقال بأن الأخوة في الإتحاد الوطني الكردستاني بذلوا جهود كبيرةٍ للحيلولة من دون أن تحصل أية إنشقاقات في صفوف الوفاق الديمقراطي ، ونحن بدورنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والأمتنان على مواقفهم الوطنية هذه ، وكل من يدّعي في داخل التنظيم أو خارجه بأن الاطراف الكردستانية وراء ما حصل في الوفاق ، فهو واهم وبتصريحاتهم هذه يسعون الى طمس الحقائق وتأجيج الصراعات والخلافات مع أشقائنا الكردستانيين ، وليتستروا على فشلهم في إدارة التنظيم .
أنتم كجناح المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردستاني -سوريا ، طرحتم مشروع وحدة الوفاق ، هل يمكنكم أن تبينوا لنا المراحل التي وصلتم إليها بصدد هذا المشروع ؟.
أجل طرحنا مشروعاً كهذا ، فبعد وصول والد الشهيد كمال الى اقليم كردستان العراق ، كان يحمل معه مشروعاً سياسياً من أجل إعادة توحيد صفوف الوفاق ، وهذا المشروع كان يعبر عن وجهة نظر كافة الفعاليات السياسية والتنظيمية والمؤسساتية للوفاق في كردستان سوريا ، وقد طرح والد الشهيد مشروعه هذا على الطرفين المنشقين ( الوفاق الديمقراطي الكردستاني –سوريا والوفاق الديمقراطي الكردي السوري ) ، والجدير بالذكر بأن المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردستاني ناقش هذا المشروع ، حيث تم رفضه من بعض القياديين وقبول من بعض القياديين الآخرين ، أما بالنسبة للوفاق الديمقراطي الكردي السوري قبلوا المشروع بدون قيد أو شرط في تلك المرحلة ، ونحن بدورنا القياديين من الوفاق الكردستاني الذين شجعوا هذا المشروع ووقفوا الى جانب والد الشهيد كمال ، عقدنا إتفاقاً مع المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردي السوري للعمل سويةً على إتمام الخطوة التوحيدية للوفاق ، إلا إنه بعد وفاة الدكتور نوري علي والد الشهيد كمال شاهين إثر نوبة قلبية ، تراجع المكتب السياسي في الوفاق الديمقراطي الكردي السوري عن الإتفاق الذي وقعوه معنا ، ولأسباب غير معروفة ، لذلك أضطررنا نحن جناح المكتب السياسي للوفاق الديمقراطي الكردستاني بعقد إجتماع موسع للكوادر المؤيدة لنا ، لدراسة هذا الواقع الجديد ، ليصبح هذا الاجتماع الكونفرانس التأسيسي الأول للوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الإصلاح) .
لماذا الوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الاصلاح) ؟.
سؤال وجيه ،والإجابة عليه يتطلب العديد من الصفحات ، لأن الإصلاح كمصطلح واسع الانتشار ويطلق على التحسينات أو على إلغاء سوء التصرف والعيوب ، مصطلح له مدلولاته التاريخية ، وهناك العديد من التيارات الإصلاحية تمكنت من إصلاح ما تم إفساده سواءً على مستوى التنظيمات أو الدول ، فهذه المرحلة تتطلب الإصلاحات ، وهنا أقصد بأن منطقة الشرق الأوسط كأنظمةٍ ودولٍ كلها بحاجة الى إصلاحات جذرية ، وعند النظر الى واقع الحركة السياسية في كردستان سوريا ، فهي بأمس الحاجة الى الإصلاح ، ومما لا شك فيه بأن الوفاق الديمقراطي الكردي السوري من التنظيمات التي باتت الاصلاحات فيه من أولوياتنا ، تنظيم لم يمضي على تأسيسه سوى بضعة سنوات ويعاني من هذا الانقسام والتشتت الذي بات كمرضٍ خبيث يعشعشُ في جسد الوفاق ، بحاجة الى عملية إصلاح جذرية.
الوفاق الديمقراطي الكردي السوري (تيار الاصلاح ) ، يسعى إلى إصلاح ما تم إفساده سواء على الصعيد السياسي أو التنظيمي و الاعلامي ، ومحاربة الفساد المالي والأداري الذي يعاني منه الوفاق في السنوات الماضية ، نحن لسنا تيار منشقٍ عن أحد لأننا نمتلك الجذور الأساسية التي كبُر عليها الوفاق الديمقراطي ، تلك الجذور المتمثلة بنهج شهداء الوفاق شهداء الكلمة الحرة والرأي الآخر ، والتي ترفض كل المحاولات الانقسامية ليس في صفوف الوفاق فحسب وإنما ضمن الحركة السياسية الكردية بصورةٍ عامة ، وحينما عقدنا الكونفرانس الاول لتأسيس الوفاق الديمقراطي (تيار الإصلاح ) لم يكن في برنامجنا تأسيس تنظيمٍ جديد ، وإنما لكي نتمكن من جمع كل الأصوات المنادية للإصلاح ضمن إطارٍ منظم ، لنتمكن من خلاله إتمام عملية الإصلاح في صفوف الوفاق الديمقراطي بشكل منظم ، لذلك عقدنا الكونفرانس تحت شعار ( نحو مؤتمر توحيدي ) ، ونحن بدورنا لن نكتفي بعملية الإصلاح ضمن الوفاق لوحده ، وإنما سنقف إلى جانب كافة الأصوات المنادية للإصلاح ضمن الحركة السياسية الكردية في كردستان سوريا.
هل من كلمة أخيرة؟.
في نهاية هذا اللقاء أتقدم إليكم بجزيل الشكر ، وأتمنى لجريدتكم الغراء المزيد من التطور والازدهار ، وأقول بأن زمن الاصلاح قد حان ، وأناشد كل الاصوات المنادية للاصلاح ضمن الحركة السياسية في كردستان سوريا ، لاجل إعادة الثقة بين الجماهير الشعبية وحركتنا السياسية ، للمضي قدماً نحو تحقيق مبدأ الحكم الذاتي لكردستان سوريا وسوريا ديمقراطية.
أجرى الحوار : خوشناف حسين
رئيس تحرير جريدة الوفاق
في نهاية هذا اللقاء أتقدم إليكم بجزيل الشكر ، وأتمنى لجريدتكم الغراء المزيد من التطور والازدهار ، وأقول بأن زمن الاصلاح قد حان ، وأناشد كل الاصوات المنادية للاصلاح ضمن الحركة السياسية في كردستان سوريا ، لاجل إعادة الثقة بين الجماهير الشعبية وحركتنا السياسية ، للمضي قدماً نحو تحقيق مبدأ الحكم الذاتي لكردستان سوريا وسوريا ديمقراطية.
أجرى الحوار : خوشناف حسين
رئيس تحرير جريدة الوفاق