مناقشة المؤتمر الثالث عشر للبارتي في مؤسسة كاوا

دعت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية السيد – محمود محمد – عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني ليقدم محاضرة بعنوان ” نحو المؤتمر الثالث عشر للبارتي ” بمركزها في العاصمة هولير مساء الثلاثاء  .
   في بداية مداخلته قدم المحاضر لمحة موجزة عن تاريخ الحزب الديموقراطي الكردستاني موضحا : بعيدا عن التعريف بالحزب والذي تاسس في منتصف الاربعينات من القرن الماضي فان الحزب بمسيرته النضالية وتضحياته فانه كان مواكبا للاحداث والتغيرات التي تجري وتحدث في المجتمع الكردستاني وفي المنطقة والعالم اجمع , وهذا يبدو جليا مثل باقي الاحزاب السياسية الكبيرة وذلك من خلال مؤتمراته وعلى مدى اكثر من ستة عقود , مضيفا بانه ومن دون شك فان الحزب كان يجدد نفسه في كل مرحلة من مراحل تاريخه النضالي ان كان بالشان التنظيمي او التغيير في البنية الهيكلية لمواكبة التغيرات والتحديات التي كانت تواجهه  
ونحن  هنا وعلى اوبواب عقد  المؤتمر الثالث عشر للحزب فانه يقع على عاتقنا مهام صعبة وواجبات وتحديات جمة وفي غاية من الاهمية , علينا مواكبتها وبما يتلاءم مع روح العصر والتغيرات التي تجري في العالم قاطبة وفي منطقتنا بوجه عام  وفي كردستان على وجه الخصوص , ان كانت  من جهة  احداث تغيرات في  بنية الحزب التنظيمية او في الجانب ا لفكري وذلك من خلال مجموعة من المتغيرات وعلى ضوء الواقع الذي نعيشه وما يتطلب على المدى المنظور  , واذا تمعنا في برنامج الحزب وادبياته فان الحزب متسلح بفكر قومي بعيدا عن الافكار والمذاهب الايديولوجية الجاهزة , وهذا ماجعل الحزب حزبا جماهيريا لكل طبقات وفئات وشرائح المجتمع الكردستاني وذلك في  جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية , اذ نقول ذلك وبكل صراحة بانه لم يكن لدينا نهجا فكريا ثابتا جامدا نسير عليه كون الفكر قابل للتغير وذلك من المتغيرات والاحداث الزمنية المتتابعة المتعاقبة ,  سوى تشبثنا  وتمسكنا بالنهج القومي المعبر عنه بالكردايتي والذي يعبر عن تطلعات ابناء شعبنا في التحرر والانعتاق , وهذا بحد ذاته كان احد المرتكزات الاساسية في مسيرتنا والسير بنهج  متزن ومن خلال تنظيم كان يقودنا  وننتقل  من مرحلة الى اخرى ومن دون احداث اية هزات في الهيكلية التنظيمية’   مبررين ذلك بالعمل التنظيمي السري وكان ذلك يتطلب التمسك بقواعد مركزية صارمة او ما يطلق عليه ”  بالتنظيم الحديدي ” سواء كان على المستوى الافقى او الهرمي العمودي .
واذا  استعرضنا نضال حزبنا فانه يمكننا  القول  باننا خطونا وفي اتجاهات  صحيحة خلا ل تلك الفترات الزمنية من عمر حزبنا  , وبالرغم من الافراط في المركزية لتنظيمات حزبنا  فان واقع الحال تغير الان اذا انتقلنا الان  الى مرحلة العلنية في النضال والذي  بدوره يتطلب تغيرات جوهرية في جميع البنى التنظيمية للحزب وفي جميع المجالات وعلى مستوى المجتمع الكردستاني ان كان على مستوى الكادر الحزبي او اعضاء الحزب عموما , ونحن لاننكر بانه في الشان التنظيمي كانت لدينا افراط في المركزية وكما نوهت اعلاه وبان ذلك كانت له ظروفه وعوامله وباننا سنتجاوز ذلك على ضوءا لواقع الذي نعيشه والمسيرة التي مررنا بها وعلى مدى عقدين بعيد تحررنا من النظام البائد , وبعد سقوطه لما يقارب السبع سنوات .
ومن خلال المتغيرات التي تحدث في هذه المجالات فان السؤال المطروح هنا هل نحن جاهزون لان ننجز مايتطلب منا وعلى ضوء الواقع الحالي والتسليم بما هو واقع الحال وابقاء الامور على حاله , ام ان التغيير المنشود سيغير الحال الى الافضل  لصالح مجتمعنا في الدرجة الاولى وكلك بالنسبة للحزب الذي يتواجد الان في السطة التنفيذية لتقديم الامثل ومواكبة التغيرات التي تعصف بالعالم اجمع   وتواجه تحديات المرحلة المقبلة .
   ومن  هنا نقول انه لدينا مجاميع من اهل الاختصاص ووضعنا البصمات الاولى على مشروع (برنامج ونظام داخلي) يلبي طموحات ابناء شعبنا وسنطرحه عن قريب لابداء الاراء والمواقف حوله وسننشره على الرأي العام سيكون على مستوى العراق والمنطقة بشكل عام وعلى صعيد كردستان بشكل خاص منوها بانه يتوجب رؤية العالم والتغيرات التي جرت وتجري برؤية موضوعية ووقائع ملموسة وخاصة المتغيرات لتي جرت في  العالم بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر  2001وتحرير العراق من النظام الدكتاتوري , وعلى جميع الاصعدة وفي المجالات المتعددة الاقتصادية والسياسية  والاجتماعية والمعيشية منطلقين من الواقع الذي نعيشه وما ينتظرنا من افاق المستقبل  القريب والبعيد طارحين في الوقت نفسه اسئلة بان  مانسير عليه الان هل هو خط سليم يمكن الاستمرار عليه , ام ان  الحزب ووضعه التنظيمي  والحالة القائمة في وضع اخر يمكن اصلاح البعض من الخلل والبحث عن مكامن النقص في مجالات معينة ومن دون احداث تغيرات جوهرية ؟
    ان مايتطلب منا في هذه المرحلة الهامة احداث تغيرات في جميع البنى التنظيمية ويتطلب ان نهيء اعضاء حزبنا و ابناء شعبنا وبكل شفافية ووضوح  وبعيدا عن الشعارات على ما ينتظرنا من مستقبل .


    ان التغيرات التي نشير اليها ليست فقط في كردستان فحسب وانما ايضا يتعلق بالنهج القومي الذي نسير عليه وذلك من خلال الروابط الذي تجمعنا مع ابناء شعبنا في الاجزاء الاخرى من كردستان المقسمة ومايعانونه  في تركيا او في سوريا او في ايران وتبيان موقفنا من ذلك وكذلك بالنسبة لدول الجوار الاخرى المتاخمة للعراق .
ونؤشر هنا  بصدد ايجاد حلول لجميع المشاكل التي نواجها الان او تلك التي ستواجهنا في المستقبل , وماهو المطلوب من حزبنا وكذلك من قبل ابناء شعبنا .


     ففي العراق هناك حزمة من المشاكل المستعصية في التركيبة المجتمعية للشعب العراقي من اثنية ودينية ومذهبية وتنوعات مختلفة يتوجب الاهتمام بها ووضع الحلول لها وعلى المدى المنظور وقد شخصنا جميع  هذه المشاكل في التقرير السياسي المعد طرحه على ابناء شعبنا ودراسته ومناقشته في المؤتمر المنشود ان كان بشأن موقعنا على الخارطة السياسية في العراق ومكانتنا المناسبة في العملية السياسية والتي تتطلب ازالة الغموض عنها وطرحها على المجتمع الكردستاني كوننا الان في موقع السلطة وتسيير امور الدولة التنفيذية وعلى جميع الاصعدة فهل نحن مشاركون في صياغة القرارات لتي تجري داخل العراق كدولة , ام اننا في وضع يطمئن لتسلمنا البعض من المناصب التنفيذية , كل هذه الاستفسارات  مطروحة على اجندات مؤتمر الحزب , مع عدم نسيان العوامل والظروف التي مررنا بها وما نمر به الان ,  اسئلة كثيرة تطرح وتهمس وتتردد يتوجب علينا توضيحها لابناءشعبنا .
      ما اريد توضيحه هنا باننا نطرح ونولى الاهتمام بجوانب عديدة تكاد تكون ذات الاهتمام النوعي لشرائح من مجتمعنا مثل رعاية  جيل الشباب والمرأة وحقوق الانسان وغيرها يجب طرح ذلك ليس بشكله التقليدي وانما بوضع حلول عملية لها ومنهجية مبرمجه وعلى اسس وقواعد عصرية وذلك خدمة لجميع فئات المجتمع .

ونحن لانخفي ايضا باننا جزأ  من المنظومة العالمية والدولة العراقية الفدرالية  , وبانه يتطلب منا التفاعل مع هذه المنظومة واثبات وجودنا في جميع المحافل وفي خطوة تهيئة  وتحضير , مع الاشارة باننا تغاضينا لجملة من المستجدات لاسباب عديدة امكن الان تجاوزها و باننا سنمضي الى تجاوز النواقص واحداث تغير جذري للكثير من المفاهيم التي كانت تعيق انطلاقتنا الى فضاء اوسع لشعب يتمتع بكمل خصائصه القومية لايجاد مكانته في الخارطة العالمية وموقع في دولة العراق الفدرالي مثلما يشرع ذلك دستور العراق والقوانين الدولية بخصوص الفدرالية والدول الاتحادية .

وذلك  بتحمل مسؤلياتنا ان كانت في العراق او في اقلم كردستان .


    وأضاف المحاضر : نمر الان في ظروف خاصة ومرحلة هامة في تاريخ شعبنا ويتوجب علينا الاعتماد على انفسنا وخاصة ان هذه المهمة الاستثنائية التي تقع على عاتق الكوادر المثقفة التي  من المفترض بان  تكون في موقع المسؤولية  وتأدية المهام المطلوبة ومن موقع تقديم كل الامكانيات والمشاركة في سبيل تقديم الافضل للشعب  وليس من الموقع السلطوي او الحاكم , وهذا بحد ذاته يفتح الباب على مصراعيه في ان ينخرط ابناء شعبنا للانضمام الطوعي الاختياري الى الحزب بدوافع الانتماء القومي والوطني ونكران الذات .
      بعد ذلك تم فتح باب النقاش والمداخلات من جانب السادة الحضور الذين أغنوا المحاضرة وأبدوا الملاحظات وتقديم الاقتراحات العديدة .
19-10-2010
الهيئة الادارية
مؤسسة كاوا للثقافة الكردية

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…