دهام حسن
قبل انعقاد المؤتمر الأخير للحزب التقدمي تسربت أنباء عن خلافات داخل التقدمي، لكنها للأسف تفجرت على شكل صراع حاد خلال انعقاد المؤتمر، تبلور عن تيارين، تيار سكوني يميني راقد، وتيار إصلاحي متطلع..
التيار السلفي تمثل بـ (القائد التاريخي) ومن لفّ لفّه ممن لا رأي لهم، ومما تميز به هذا التيار هو الركود الدائم الملازم لنهج الحزب، والانكفاء على الذات، والعزلة عن جسم الحركة الكوردية، بل حتى التشفي من بعض قادتها في بعض الحالات، وربما الكيد للإيقاع ببعضها الآخر، وهو التيار المعروف تاريخيا على صعيد الجماهير الكوردية عموما بالتيار اليميني..
التيار السلفي تمثل بـ (القائد التاريخي) ومن لفّ لفّه ممن لا رأي لهم، ومما تميز به هذا التيار هو الركود الدائم الملازم لنهج الحزب، والانكفاء على الذات، والعزلة عن جسم الحركة الكوردية، بل حتى التشفي من بعض قادتها في بعض الحالات، وربما الكيد للإيقاع ببعضها الآخر، وهو التيار المعروف تاريخيا على صعيد الجماهير الكوردية عموما بالتيار اليميني..
أما التيار الإصلاحي، فهو التيار الذي يدعو إلى التجديد والإصلاح داخل الحزب، ويطالب بالشفافية، مع ما يتميز من اعتدال في نهجه بعيدا عن الشعارات الزاعقة غير الواقعية، كما يدعو إلى التلاقي والتفاهم مع الحركة الكوردية فيما يمكن التوافق والتنسيق عليه، كما يدعو للانفتاح على الحركة الوطنية على صعيد سوريا على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية، ومحاربة الفساد المالي داخل الحزب، والمكاشفة المالية، والتحرر من عقلية الهيمنة، وتحرير رقبة الرفاق، والكف عن استمالة بعضهم بشراء الذمم، ونبذ مزاجية التأبيد والتوريث في الحزب، وهو باختصار تيار يدعو إلى التجديد مع الواقعية في تناول المسائل الإستراتيجية..
جاء قوام المؤتمر كما أراده وخطط له التيار اليميني، حيث تم تعيين بعضهم بترشيحات صورية، كما تم استبعاد البعض الآخر، أو تسقيطهم في الانتخابات التمهيدية، وقد أخذتهم حمى التجاوز والتزوير فركزوا على الوجه الأبرز في الحزب أعني به السيد فيصل يوسف، لكن هذه المرة لم تضبط معهم الحبكة، فاستطاع السيد فيصل يوسف من استمالة واستقطاب عطف وتأييد غالبية الرفاق في المؤتمر، عندما انبرى بمنطق بليغ يرد على كل الذين حاولوا الإساءة إليه بما لقنوا من التكاذب بحقه، ونجح كعضو إلى اللجنة المركزية وسط ذهول واشمئزاز واستنكار المجموعة المناوئة له، فمنهم من تلقّى التوبيخ حتما..لكنه بالمقابل أثار ضجة من التساؤلات والاستغراب، كيف نجح يوسف.!؟
لا أخفيكم أنني التقيت بالسيد فيصل يوسف عقب انفضاض المؤتمر، بعد أن علمنا بخلافات داخل المؤتمر، لكنه كان معي كتوما مقتصدا بالكلام عن المؤتمر، وكان ميالا بقوة لإصلاح ذات البين، ولم أحاول بدوري جرّه للحديث عن المؤتمر، لكن بالمقابل لاحظت عليه بعض المرارة من تصرف بعض رفاقه في الحزب وكيف تم تحريضهم ضده دون وجه حق..
تقدم السيد فيصل يوسف إلى اللجنة المركزية بشكوى مطالبا التحقيق في التهم الموجهة إليه ومن أبرزها ما نقله السيد السكرتير الأستاذ حميد درويش من أن الاتحاد الوطني الكردستاني قد أبلغوه كلاما على لسان السيد فيصل يوسف بأنه هو الذي قد وشى بما حصل في خلافات التحالف، وما نجم عنها من كلام ..
والسيد فيصل ينكر ويطالب بإصرار التحقيق في الموضوع..
لكن الحقيقة أبعد من هذا..
فهي تكمن في مسألة التأبيد والتوريث أو التنحي، مسألة القطيعة والصراع مع الحركة الكوردية أو التحاور معها، مسألة الشفافية في الحزب، أو يبقى الحزب كعلبة سردين مغلقة وفي الجيب، مسألة الفساد، الذي تجلى في شكوى بعض الطلبة الدارسين في كوردستان العراق وكيف تم ابتزازهم، مسألة الفساد المالي والنفقات والإساءة لبعض الرموز داخل الحزب وخارجه من الأصدقاء، مسألة استمالة البعض بوسائل غير شرعية للوقوف معهم..
مسألة التركيز والاعتماد على وجوه العشائر الكوردية وتقديمهم حتى على الكوادر القيادية..
هو خلاصة القول..
مسألة نهج لا مسألة خلاف يمكن معالجته..
مسألة خلاف بين نهجين من الصعب أن يلتقيا..
تقاطر رفاق القواعد من مختلف المناطق على بيت السيد فيصل مبدين تعاطفهم معه والوقوف مع نهجه الإصلاحي المعتدل، لكنه أبى أن يبدأ بأية خطوة انشقاقية، وظلّ متمسكا بدعوته من اللجنة المركزية للتحقيق في التهم الموجهة إليه زورا، الأستاذ إسماعيل عمر بذل جهودا مشكورة فلم يفلح في مسعاه، لأن السكرتير أصر على أن يقدّم السيد فيصل باستقالته من اللجنة المركزية بهدوء، هكذا نقل إلينا عن لسان الأستاذ إسماعيل شريكه في التحالف، لكن السيد إسماعيل ظلّ يحاور السيد فيصل وأبلغه أن الأستاذ حميد درويش لن يقدم على أية خطوة طالما السيد فيصل على هدوئه، بيد أن السيد فيصل يوسف، قال له: إن تهجمه عليّ في أيّ محفل يحضره لا ينمّ عن ذلك، بل يقول خلاف ذلك، وهو بالتالي يضمر شيئا آخر… وفعلا استغفل السيد حميد درويش الجميع بمن فيهم شريكه في التحالف وأصدر فرمانات قضت بفصل بعض الكوادر القيادية من مواقعهم وفي مقدمتهم الأستاذ فيصل يوسف عضو اللجنة المركزية، ومن الطريف أن الطرف الآخر بين عشية وضحاها يسمونه (عضو اللجنة المركزية سابقا)..
وهذا ما حدا السيد فيصل يوسف مع بعض رفاقه أن يخرجوا بتصريح لا شك أنكم قرأتم مضمونه، وأعقبه بعد ذلك بتوضيح آخر..
الواقع المرئي والمعيش كما يبدو هو أن الحزب مقدم على انشقاق أكيد، أي يفرّخ الحزب حزبا آخر بكل أسف، أي ينقسم الحزب إلى حزبين، أما المسؤولية فيتحملها التيار اليميني الذي استعجل في إصدار قرارات الفصل، كان عليه بالتأني وإجراء بعض الإصلاحات، وحتى بالتنحي، لكن جاء قرار السكرتير ليحسم أمر أكفأ كادر قيادي في الحزب، وليحسم بالتالي لمصلحته حالة التأبيد والتوريث، والقضاء على الدعوة بالشفافية، أو التحقيق في الأمور المالية والفساد، والبقاء على النهج اليميني، فالسكرتير للأسف يرى نفسه (الكل بالكل) هو الحزب مكتفيا بالكوادر الضعيفة حوله، التي لا رأي لها ولا حول، كما يلجأ إلى شريكه في التحالف ربما وجد عنده ملاذا ليتحدى بعد ذلك كل الحركة..
هذا هو واقع الحال، هذه قراءتي بكل صدق، وإن لمستم فيها بعض الانحياز، فإنما هو انحياز نحو الحق ونشدانه، والرفاق الأعضاء في الحزب، هم على المحك، بين الحرية أو التبعية، وحقيقة معدن الإنسان ستبدو واضحة فيما يختار هو، وبأي نهج سيقتدي .!
جاء قوام المؤتمر كما أراده وخطط له التيار اليميني، حيث تم تعيين بعضهم بترشيحات صورية، كما تم استبعاد البعض الآخر، أو تسقيطهم في الانتخابات التمهيدية، وقد أخذتهم حمى التجاوز والتزوير فركزوا على الوجه الأبرز في الحزب أعني به السيد فيصل يوسف، لكن هذه المرة لم تضبط معهم الحبكة، فاستطاع السيد فيصل يوسف من استمالة واستقطاب عطف وتأييد غالبية الرفاق في المؤتمر، عندما انبرى بمنطق بليغ يرد على كل الذين حاولوا الإساءة إليه بما لقنوا من التكاذب بحقه، ونجح كعضو إلى اللجنة المركزية وسط ذهول واشمئزاز واستنكار المجموعة المناوئة له، فمنهم من تلقّى التوبيخ حتما..لكنه بالمقابل أثار ضجة من التساؤلات والاستغراب، كيف نجح يوسف.!؟
لا أخفيكم أنني التقيت بالسيد فيصل يوسف عقب انفضاض المؤتمر، بعد أن علمنا بخلافات داخل المؤتمر، لكنه كان معي كتوما مقتصدا بالكلام عن المؤتمر، وكان ميالا بقوة لإصلاح ذات البين، ولم أحاول بدوري جرّه للحديث عن المؤتمر، لكن بالمقابل لاحظت عليه بعض المرارة من تصرف بعض رفاقه في الحزب وكيف تم تحريضهم ضده دون وجه حق..
تقدم السيد فيصل يوسف إلى اللجنة المركزية بشكوى مطالبا التحقيق في التهم الموجهة إليه ومن أبرزها ما نقله السيد السكرتير الأستاذ حميد درويش من أن الاتحاد الوطني الكردستاني قد أبلغوه كلاما على لسان السيد فيصل يوسف بأنه هو الذي قد وشى بما حصل في خلافات التحالف، وما نجم عنها من كلام ..
والسيد فيصل ينكر ويطالب بإصرار التحقيق في الموضوع..
لكن الحقيقة أبعد من هذا..
فهي تكمن في مسألة التأبيد والتوريث أو التنحي، مسألة القطيعة والصراع مع الحركة الكوردية أو التحاور معها، مسألة الشفافية في الحزب، أو يبقى الحزب كعلبة سردين مغلقة وفي الجيب، مسألة الفساد، الذي تجلى في شكوى بعض الطلبة الدارسين في كوردستان العراق وكيف تم ابتزازهم، مسألة الفساد المالي والنفقات والإساءة لبعض الرموز داخل الحزب وخارجه من الأصدقاء، مسألة استمالة البعض بوسائل غير شرعية للوقوف معهم..
مسألة التركيز والاعتماد على وجوه العشائر الكوردية وتقديمهم حتى على الكوادر القيادية..
هو خلاصة القول..
مسألة نهج لا مسألة خلاف يمكن معالجته..
مسألة خلاف بين نهجين من الصعب أن يلتقيا..
تقاطر رفاق القواعد من مختلف المناطق على بيت السيد فيصل مبدين تعاطفهم معه والوقوف مع نهجه الإصلاحي المعتدل، لكنه أبى أن يبدأ بأية خطوة انشقاقية، وظلّ متمسكا بدعوته من اللجنة المركزية للتحقيق في التهم الموجهة إليه زورا، الأستاذ إسماعيل عمر بذل جهودا مشكورة فلم يفلح في مسعاه، لأن السكرتير أصر على أن يقدّم السيد فيصل باستقالته من اللجنة المركزية بهدوء، هكذا نقل إلينا عن لسان الأستاذ إسماعيل شريكه في التحالف، لكن السيد إسماعيل ظلّ يحاور السيد فيصل وأبلغه أن الأستاذ حميد درويش لن يقدم على أية خطوة طالما السيد فيصل على هدوئه، بيد أن السيد فيصل يوسف، قال له: إن تهجمه عليّ في أيّ محفل يحضره لا ينمّ عن ذلك، بل يقول خلاف ذلك، وهو بالتالي يضمر شيئا آخر… وفعلا استغفل السيد حميد درويش الجميع بمن فيهم شريكه في التحالف وأصدر فرمانات قضت بفصل بعض الكوادر القيادية من مواقعهم وفي مقدمتهم الأستاذ فيصل يوسف عضو اللجنة المركزية، ومن الطريف أن الطرف الآخر بين عشية وضحاها يسمونه (عضو اللجنة المركزية سابقا)..
وهذا ما حدا السيد فيصل يوسف مع بعض رفاقه أن يخرجوا بتصريح لا شك أنكم قرأتم مضمونه، وأعقبه بعد ذلك بتوضيح آخر..
الواقع المرئي والمعيش كما يبدو هو أن الحزب مقدم على انشقاق أكيد، أي يفرّخ الحزب حزبا آخر بكل أسف، أي ينقسم الحزب إلى حزبين، أما المسؤولية فيتحملها التيار اليميني الذي استعجل في إصدار قرارات الفصل، كان عليه بالتأني وإجراء بعض الإصلاحات، وحتى بالتنحي، لكن جاء قرار السكرتير ليحسم أمر أكفأ كادر قيادي في الحزب، وليحسم بالتالي لمصلحته حالة التأبيد والتوريث، والقضاء على الدعوة بالشفافية، أو التحقيق في الأمور المالية والفساد، والبقاء على النهج اليميني، فالسكرتير للأسف يرى نفسه (الكل بالكل) هو الحزب مكتفيا بالكوادر الضعيفة حوله، التي لا رأي لها ولا حول، كما يلجأ إلى شريكه في التحالف ربما وجد عنده ملاذا ليتحدى بعد ذلك كل الحركة..
هذا هو واقع الحال، هذه قراءتي بكل صدق، وإن لمستم فيها بعض الانحياز، فإنما هو انحياز نحو الحق ونشدانه، والرفاق الأعضاء في الحزب، هم على المحك، بين الحرية أو التبعية، وحقيقة معدن الإنسان ستبدو واضحة فيما يختار هو، وبأي نهج سيقتدي .!