الهواجس المحقة التي تقض مضاجع الكوردي,في
كوردستان سورية ,وجملة العوامل المتسببة له في القلق انما مصدرها الصيغة الحياتية التي يحاول الأعداء فرضها على
المجتمع الكوردي, فعشرات الرسائل التي يكتبها المعذبون في الداخل انما تعبر عن سوء
الأوضاع من جميع النواحي ,انها خلاصة المعاناة,أو محصلة المعادلة اليومية من العيش
أو من الحياة التي يحياها السكان الكورد تحت وطأة التعذيب النفسي الذي طال أمده,ان
الحياة التي فرضها النظام علينا ككورد وكبشر لا تقبلها كل القوانين والأعراف التي عرفها الانسان منذ الهمجية,فالأوضاع السياسية
المعقدة والتي تطبق قوانينها على أنفاس الكوردي لاتسمح له بأن يصطحب معه حتى ساعة
النفي سوى الأحزان,على الرغم من أنه لا يخفى على أحد من المتابعين للكوردولوجيه,
نهم الكوردي للفكاهة ,والدعابة التي يتميز بها موروثيا,إنما كلها اضمحلت وتحولت
شخصيته من انسان متفاعل ومتجاوب الى شخص آخر متفتت ضائع ,وعلى الأغلب لا مهتم
بأولوياته وثوابته التاريخية.
عند اتباعها للمناهج التربوية الهادفة لهدم مجموع القيم والعادات والتقاليد,والأسس
التي قامت عليها حضارة المجتمع الذي تربى فيه ذاك الفرد,عندما لا تكون هناك مؤسسات
بمؤهلات موازية ورادعة ,تعمل في الاتجاه الآخر,أي تنوير أفراد المجتمع,على العكس
مما يراد لهم أن يكونوا عليه, وبذلك تحبط محاولاة تلك الجهات,وللتاريخ يجب أن ننصف
أحزابنا الكوردية في سوريا التي كانت بمثابة السد الممكن تحت سقف المطر السام ,ان
صح التعبير أو بمثابة المظلة التي تقي من شرور تلك السموم,على امتداد أعوام
طويلة,وعلى علاتها كانت بمثابة الكتائب السلمية الواقفة في وجه الهجمات الخبيثة
للنظام السوري,عبر فضح سياساته اعلاميا,وبطريقة ذكية تماما,لذلك حافظ الاكراد في
سوريا على تماسكهم وبدوا متجانسين وأقرب الى القضية من اخوانهم أكراد تركيا,على
الرغم من الفارق الكبير بينهم عدا وامتدادا.
,والتي كان من المؤمل أن يحصد خلالها وعلى أثرها الكورد في كوردسان الملحقة بسوريا
على حقوقهم,كلها أو بعضها,إلا أن المثبت على الأرض هو ان النظام استفرغ الثورة
عموما من محتواها عبر جرها للمواجهة المسلحة,وانقضاضه على الامال الكوردية عبر
تأسيسه لما يسمى بالجيش الوطني في المناطق الكوردية ,وهو جيش مكون من البعثيين والقومجيين
العرب,ممن نستطيع ان نصفهم بالمرتزقة,جنبا الى جنب مع وحدات الحماية الشعبية ,وهو
تنطيم ميليشوي مكون من أنصار حزب العمال الكوردستاني الموجودين في سوريا,هذا التنطيم ابتدعه النظام
لحرف المطالب الكوردية عن محورها,وزج الكورد في معاركه هو كيفما شاء هو,ولذلك بدى
المشهد الكوردي أكثر مأساوية من أي وقت مضى,فالمستبد وغاصب حقوق الكورد على مدى
عقود من الزمن يمسك بالدفة والمقود بيديه ,يوجه مسيرة الغد الكوردي للمنحى الذي
يرتأيه,ويناسبه.
اللامعلنة هو انشاء ما يسمى( بمقابر
الشهداء ) بشكل مستغرب,قبل ظهور داعش والنصرة,كانت المقابر وعلى امتداد كوردستان
الملحقة بسوريا قد دُشنت,وتم تهيئتها لاستقبال اعداد كبيرة جدا من الأفراد ,طبعا
الكورد,ممن سيستشهدون في معارك قادمة,وكان هذا الأمر ملفتا,أي شهداء ونحن أصحاب
اغصان الزيتون,ومن هو عدونا ونحن لا نريد الكورسي الرئاسي في دمشق,أية مؤسسات
استقصائية يملكها الكورد حتى يستشفوا المستقبل ويتنبؤابه ,كانت وراء هذا التفسير
المطابق للواقع والصحيح!!!!!!!! ولماذا كل هذه المقابر في كل المدن والبلدات وحتى
القرى الكوردية,حتى قبل وقوع الحدث!!!!!!!
أسئلة محقة تتبادر للذهن ,فالرواية هنا
تذكرنا بقصة نوح عليه السلام مع قومه أثناء تهيأته للسفينة ,فأوحينا اليه ان اصنع الفلك بأعيننا ووحينا. وعلى اليابسة البعيدة عن البحار, ويصنع الفلك وكلما مرّ عليه ملا من قومه سخروا منه. مع وجود الفارق وهو أن الله ألهم نوحا عليه
السلام,وهنا الملهم مبهم,ولم يسخر الناس من المقابر بل خافوا من مكائد الكائدين.
العابثون بالمستقبل الكوردي ,جنبا الى جنب مع النظام البعثي الفاشي.