قطعاً لن تُرحب الدول الغاصبة لوطننا كوردستان ، بإعلان استقلال أحد أجزائه ولا الحاقدون والمتآمرون على قضيته القومية، سواء كانوا افراداً ، أم جماعات، ما داموا لم يعترفوا خلال أكثر من عشرون عاماً بالوضع القانوني والدستوري القائم في اقليم كوردستان العراق .
اما تركيا ذات الارث الاتاتوركي البغيض ، فإن الخوف من مفاجآت انقلابات العسكر لم يزل غير مستبعد ، عندما يتلقّى هذا الأخير إشارات من حلف الاطلسي ، وتجربة ديمقراطيات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا لا زالت تُخبىء الكثير ، فهي بالضد من تقسيم العراق ، ولكنها مع تقسيم جزيرة قبرص التي غزاها منذ عام 1974 ، ولا زالت القوات الدولية تراقب وقف اطلاق النار بين الجانبين ، دون ترتيب اي وضع قانوني ، يحد من معانات اهل الجزيرة الصغيرة بسبب تعنت الجانبين التركي واليوناني ( المسلم والمسيحي) وإرثهما التناحري منذ سقوط الخلافة العثمانية .
لهذا بدأ يرتجف اوصال عناصر الامة الديمقراطية واحزاب الشعوب فوق القومية من نبأ إعلان دولة كوردستان العراق ، بعد إجراءات قانونية ودستورية ، على لسان (ال بيشمركة صعوداً أباً عن ًََجَد ونزولاً ابناً وحفيداً )الرئيس مسعود البارزاني
بكل تأكيد الاوضاع الجديدة سيرتب نتائج على الارض من شأنها حماية حدود الدولة المستقلة الناشئة وفق الاتفاقات الاقليمية والدولية ، فيما يخص دول الجوار ، وسيتضمن منع التسلل والتهريب والانطلاق والعمل على زعزعة الاستقرار او القيام بعمليات عسكرية انطلاقاً من اراضي الدول الاخرى بما يهدف الى إعادة الأمن والسلام والتجارة البينية بين طرفي الحدود ، و سيؤثر ايجاباً على تنمية الحياة التجارية والبشرية لشعب كوردستان على الجانبين .
والعلاقات الجديدة سيحد من نشاط حزب العمال الكوردستاني الى اقصى الحدود وسيتضائل محاولات التآمر من ايران والعراق العربي وسوريا لاستخدام هذا الحزب وفق مصالحها كما السابق ، كما ستأخذ الاحزاب الكوردستانية موقفاً يحدد بموجبه العلاقة مع هذا الحزب وخاصة الاتحاد الوطني الكوردستاني وعدم استخدامه للصراع الداخلي ، وسيخسر ب ك ك مناوراته الدموية وتقاطع المصالح والصراعات الاقليمية بين الدول الغاصبة لكوردستان على حساب القضية الكوردية في الاجزاء الثلاثة الى الأبد ودون رجعة ، حيث سيحدد مكان تواجد قواته ومجال تحرك قياداته ضمن معسكرات شبيهة بمعسكر اشرف لمجاهدي خلق الايرانية ، وهكذا نكون امام نهاية لهذا المسلسل الدموي الذي لم ينتج سوى خيبات الامل والانكسارات لشريحة واسعة من ابناء كوردستان على امتداد اكثر من ربع قرن .
ولهذا ابدى اللاعبون الصغار الآبوجيون دهشتهم ، والذين لا يُحسب لهم حساب في معادلة المتآمرون الكبار الغاصبون لكوردستان،( نعم ، دهشتهم لانهم لا يملكون اوراق الرفض)، من استقلال كوردستان العراق واجراء استفتاء دستوري وفقاً لترتيب الاوضاع الجديدة على الارض الكوردستانية ، والعراق عموماً ،
الدولة فوق القومية التي يشيّدونها الآن على الأوهام وهي نقيض الدولة القومية ، التي ذهب ضحية سياساتهم الكارثية الآلاف من ابناء وبنات كوردستان في سبيل استقلالها المزعوم ، وهم في هذه الاوقات يهللون في ذلك الجزء (كوردستان تركيا) بدولة الشعوب الديمقراطية ، الاممية ، كما كان مرشدهم القذافي يبدع في مصطلحاته ، ( الأمة الأفريقية) ، ومنظرهم ستالين يدعوا الى ( الأممية) في الوقت كانت المجاعة والجهل تحصد ارواح الملايين من ابناء العالم . وكأن جل اهتماهم ينصب في ارضاء نزواتهم الشخصية الدكتاتورية . لا استبعد أن يصل الأمر بذوي النفوذ والسلطة في حزب العمال الكوردستاني ، اقتراح تشكيل كانتونات في كوردستان العراق ، اسوة بكانتونات( روج آفا) تكون كانتون قنديل جزء من مكتسبات ثورة شعوب اقاليم الجبال ، طبعاً بدون مصطلح كوردستان . ؟!!!!
في 2014/7/1