وقد بدأ التحالف الغربي يعد العدة للحرب على – داعش – في العراق أولا وسوريا تاليا
على طريقته بعد أن شعر بدنو الخطر وقرب وقوع المحظور في أن يدق الإرهاب أبواب
أمريكا وأوروبا وأصدقاؤهما في بلدان الشرق الأوسط حسب ماتضمن بيان اجتماع حلف
الناتو في – ويلز – وكما جاء في تصريحات الرئيس الأمريكي وزملائه الأوروبيين .
الحرب الراهنة على – داعش – لاتضعها كأولوية في خطورتها على مصير الشعب السوري
وثورته التي دخلت عامها الرابع بهدف اسقاط نظام الاستبداد والتغيير الديموقراطي رغم
أنها سورية المنشأ والتمدد جغرافيا مما يعني أن أجندة الأطراف المتحالفة تلتقي
جزئيا فقط مع طموحات السوريين في الخلاص من الإرهاب كعنوان عريض وتختلف عن أهداف
ثورتهم من حيث المبدأ والواقع والتفاصيل .
ناشد الثوار الرأي العام والمجتمع الدولي وكل أحرار العالم بمد يد العون والمساعدة
لاسقاط إرهاب الدولة المتمثلة بنظام الاستبداد الأسدي وحذروا من ألاعيب ومخططات
محور الشر السوري – الإيراني – الروسي في استحضار القوى والمنظمات الإرهابية
المحلية منها ومن وراء الحدود بهدف تشويه صورة وسمعة الثورة واختراق صفوفها
واستنزاف قواها وتمزيق تشكيلات جيشها الحر واظهارها بمظهر عصابات وتنظيمات أصولية إسلامية
ظلامية ولكن كل تلك المناشدات لم تلق الآذان الصاغية .
حذر
الثوار منذ ماقبل الإعلان عن ” المجلس الوطني السوري ” في العام الأول
من الثورة من مغبة التجاوب الغربي وحلفائهم المحليين مع طلبات – الاخوان المسلمين –
في الاعتراف بمجلسهم الذي جاء من وراء ظهر الثورة وبطريقة إشكالية أبعد ماتكون عن
التقاليد الديموقراطية والشراكة بين المكونات الوطنية السورية فكان الجواب العملي
الصريح : كل الدعم ( للاسلام المعتدل ! ) وكان ذلك بمثابة – رد الرجل – للثوار
السوريين وتجاوز طموحاتهم المشروعة والحاق الأذى بكل ثورات الربيع في سوريا ومصر
وتونس وليبيا واليمن ومساعدة مجانية لمخطط محور الشر الذي كان يعمل أساسا من أجل
أن يتصدر الإسلام السياسي مشهد الثورة السورية وتحقق له ذلك بدون عناء خاصة وأن
تحكم – الاخوان – بالمجلس سهل تمرير مقاتلي جماعات الإسلام السياسي نحو الأراضي
السورية القادمين من كل حدب وصوب بمافيهم عناصر القاعدة وعبر الحدود الدولية
بمختلف معابرها والتركية تحديدا وقد أدى ذلك عمليا وبالمقابل وكذريعة الى تشجيع
النظام السوري في استحضار مقاتلي تنظيمات من وراء الحدود أيضا مثل ( حزب الله
والجماعات الشيعية العراقية والحرث الثوري وجماعات ب ك ك ) .
التحالف
الغربي في حربه القادمة على – داعش – في العراق وسوريا سيعتمد اشراك الدول
والحكومات الرسمية ذات المصالح المشتركة في القضاء على هذه الآفة المتنامية وسيسلك
كل الدروب الموصلة لتحقيق الهدف بمافي ذلك إعادة النظر في السياسات السابقة تجاه
ايران وحتى النظام السوري وحزب الله لمصلحة الاصطفاف الإقليمي – الدولي الجديد الذي
يتعارض حتما مع البنود الأساسية من أهداف الثورة السورية ومواقفها الإقليمية
ونظرتها حيال خنادق الأصدقاء والأعداء وستكون النتيجة المتوقعة في الحد الأقصى
التي ستنعكس على الساحة السورية لصالح بقاء النظام ومعالجة وضع الأسد – حبيا –
التي طال ما نادت بذلك غالبية – المعارضات – وهذا مايفسر التسريبات الأخيرة حول
انخراط – الائتلاف – ومسؤوليه كطرف هامشي تابع وليس مقررا في لعبة ماتسمى بمشروع
المصالحة مع النظام بعد الانتهاء من المعركة الرئيسية .
من
المؤكد أن الثورة السورية تعتبر – داعش – الخطر الإرهابي الداهم وهي تحاربها بكل
السبل السياسية والعسكرية والثقافية والإعلامية وقدمت من أجل ذلك آلاف الضحايا منذ
أن صنعها محور دمشق – طهران – بغداد المالكي على مرأى ومسمع دول الغرب والعرب
والترك بل تواطىء بعضها وكل ذلك لايعني أن نظام الأسد لايجسد إرهاب الدولة أو أنه
مؤهل لمحاربة الإرهاب بل هو المصدر الرئيسي له مع نظام ايران في المنطقة برمتها .
في هذه
الحالة لاأرى فائدة تذكر من أن تغير الثورة جلدها وترقص على موسيقى الآخرين حتى لو
كانوا في خانة ( الأصدقاء ) أوأن تدفع ثمن تبدل أجندات الأطراف الدولية والإقليمية
القابلة للتبدل والتلون في كل حين وحتى لوبقي ثائرواحد عليه التمسك بأهداف الثورة
التي قدمت من أجلها مئات آلاف الشهداء وملايين الأسرى والمعتقلين والجرحى
والمهجرين نعم نحن سنبقى في مواجهة الإرهاب بشقيه النظامي الرسمي والإسلامي
السياسي عامة والداعشي – القاعدي على وجه الخصوص وسنتمسك بثورتنا وقضيتنا الوطنية
على أن يترافق ذلك مع المضي في بذل الجهود من أجل إعادة بناء قوى الثورة والإسراع
في تشكيل قيادة سياسية – عسكرية مشتركة لقيادة الكفاح من أجل تحقيق الأهداف
المنشودة .