عبدالباقي جتو
بالنظر إلى تبعات العمليات العسكرية في مدينة ” كوباني الكوردية, بين قوات الدولة الإسلامية المتطرفة والمدعومة من جهات إقليمية ودولية, وما بين القوات العسكرية التابعة لحزب ( ب ي د ) الكوردية والتي أدت حتى الآن إلى تضحيات كبيرة ونتائج مأساوية إنعكست على المدنيين الكورد العُزّل قد تؤدي في نهاية المطاف إلى مآلات كارثية, وإن أردنا أن نقيّم وضع وواقع مجريات الحرب القائمة من منظور كوردي كوردي, سنصطدم بحقائق وإثباتات واقعية من شأنها أن تمسُّ الأمن القومي الكوردي في كوردستان الغربية والمنطقة برمتها, تتحمّلها بالدرجة الأولى النُخب السياسية والقيادات الكوردية ومراكز القرار في مجمل أحزاب الحركة الكوردية في سوريا.
نحن نقول بأن أهمية الوعي السياسي بالدرجة الأولى في الأحزاب السياسية بشكلٍ عام, بِكَون القضايا لا تُحسم عسكريا وانما تُحسم سياسياً والآلة العسكرية إنما هي وسيلة للوصول إلى أهداف سياسية ، وبالتالي إن غاب الوعي السياسي ذهبت تضحيات الشعوب وانتصاراتها العسكرية أدراج الرياح, وفي حالة حزب ( ال ب ي د ) العكس هو الصحيح, قد تتوفّر القوّة العسكرية إلى حدّ ما، إنما تفتقد إلى القيادة السياسية الحكيمة والواعية, ولا شك أن إبراز قيمة الوعي السياسي للشعب الكوردي في هذا الجزء الكوردستاني تتجلّى من خلال تنظيماته السياسية المختلفة وفي هذه المرحلة بالذات, ولابد أن تحسم موقفها لاسيما عندما يتعلق الصراع بالإرادات التي يكون فيها الحسم للإرادة الأقوى عسكرياً وسياسياً .
ولهذا يترتب ويتحتّم على القيادات السياسية في أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا, اليقظة والإستعجال بضرورة التنسيق والتعاون فيما بينهم ومع الطّرف الآخر مجلس الشعب لغربي كوردستان وعدم السماح للعاطفة أن تحجب الحقائق على أرض الواقع وأن يأجّلوا كل ماهو خارج المصلحة القومية والوطنية الكوردية لعلّهم أن يتمكنوا بتأسيس قوة عسكرية تحت إشراف المجتمع الدولي تدافع عن كوباني وعن المصير والوجود الكوردي ككل, إذ أن الوضع لم يتحمّل أكثر بل بات خطيراً جداً, إذ أن ومنذ فجر التاريخ لم تحقّق أية شعوب على وجه الأرض مطالبها وحقوقها وتقريرمصيرها دون قوات عسكرية إلا نادراً , فأين هو الشعب الكردي من هذه الحقيقة ياترى ؟ وإن لم يتحرّك الآن وليس غداً, فلا أعتقد بأن الشعب الكوردي سيكنّ أي تقدير أو أي إحترام إتجاه حركته السياسية وحتى الثقافية بعد الآن .