افتتاحية جريدة الوحـدة *
إن التاريخ الكردي عموماً – القديم والحديث – زاخرٌ مع الأسف بالخلافات البينية والتشتت والجهل والتخلف ، وبتناقضات مصالح أصحاب القرار ، التي كانت من أسباب سقوط إمارات وكيانات وثورات كردية وتأخرّ تَشكلّ أي كيان جيو سياسي كردي إلى أواخر القرن العشرين رغم توفر عوامل الشعب والتاريخ واللغة والأرض والموارد ، … إلى جانب دور النفوذ والمصالح الإقليمية والدولية وتأثير الأيدولوجيات في زرع الخلافات وتفريق صفوف الكُرد وحتى تأجيج نار الاقتتال الداخلي ، لأجل السيطرة عليهم والتحكم بمصيرهم وحجب تطلعاتهم الوطنية والقومية والإنسانية … ولعل العامل الأبرز حالياً في تشتيت الصف الكردي في سوريا وخلق الإحباط واليأس والشعور بالخطر في نفوس أبناء الكُرد هو الخلافات السياسية وعوامل الأنا الحزبية والانتهازية والمصالح الشخصية .
ففي كنف دولة ديمقراطية يتوفر فيها السلم والأمان والضمانات الدستورية والقانونية والمؤسساتية لحقوق وواجبات المواطنين والجماعات البشرية ولمكونات الشعب كافةً ، يمكن أن يكون الاختلاف السياسي والفكري والتعددية وتنوع وتعدد المصالح تحت السقف الوطني أمراً طبيعياً ، … ولكن حين تعرض جماعة بشرية لخطر خارجي أو لسياسات محو وإنكار الوجود واضطهاد وظلم وهضم لحقوقها ، من البديهي ، بل من الواجب أن تلتئم تلك الجماعة وتوحد صفوفها في وجه ذاك التهديد والعداء ، ويتجاوز أبنائها خلافاتهم الجانبية وتناقضاتهم الثانوية ليوحدوا جهودهم وطاقاتهم ويركزوا على التناقض الأساسي في سبيل إزالة الخطر الداهم وتحقيق أهداف استراتيجية والتأسيس لمرحلةٍ مستقبلية أفضل .
في حالتنا الكردية السورية ، كان إنكار وتهديد وجود وكيان شعبنا من صلب سياسات الحكومات المتعاقبة على دست السلطة ، وكذلك غياب المسألة الكردية عن اهتمامات المشهد السياسي والثقافي العربي السوري عدا استثناءات ومواقف خجولة ، أي كان هناك تهديد وخطر دائم على الكُرد الذين دفعوا ثمناً باهظاً من حياتهم جراء الاضطهاد الواقع عليهم ، فكان طبيعياً أن تبادر نخبة كردية مثقفة إلى إعلان إرادة سياسية بصيغة تنظيم حزبي في 14 حزيران 1957 ، ليلتف حوله الجماهير الكردية ، وهو يعمل على وحـدة الشعب الكردي ويركز عليها للنضال على رد المظالم ونيل الحريات والحقوق القومية الديمقراطية المشروعة ، وليكون ذاك التنظيم الوليد أمل الكُرد وأداتهم في الكفاح السياسي السلمي … إلا أن القمع السلطوي والملاحقات الأمنية والجهل والتخلف وتأثيرات خارجية عديدة ، كانت وراء تشرذم الحركة الوطنية الكردية في سوريا وتوّسع تناقضاتها الثانوية ، في حين كان وحـدة الصف الكردي – أمل الجماهير وغايتها – شعاراً على لسان جميع الأحزاب الكردية ولازال دون أن تدرك جيداً ما هو مغزى ومدلولات ومتطلبات ذاك الشعار أو تعمل وتضحي بما هو مطلوب لتطبيقه على أرض الواقع وتسعى لتحقيق الأهداف المرجوة منه .
لقد أذهل الشعب الكردي في سوريا مَن حوله بوحدته في لحظات ومنعطفات تاريخية عديدة ، وأثبت أنه أهلٌ لها ، في أعياد نـوروز على مرّ عقود ، في انتفاضة قامشلو 2004 ، وفي إعلان تأييده للهيئة الكردية العليا ….
إذاً وحـدة الصف الكردي في سوريا ، ليست شعاراً نتغنى به في المناسبات ونزين بها صفحات الجرائد والبيانات ، بل هي ضرورة سياسية واجتماعية ومهمة أساسية أمام جميع الأطراف الكردية في مرحلةٍ عصيبة وخطيرة يعيشها بلدنا سوريا ، وذلك من أجل الدفاع عن المناطق الكردية ضد الهجمات العسكرية والارهابية التكفيرية والحفاظ على المجتمع الكردي من الفُرقة والتمزق وتجنب الاقتتال الداخلي ودرء مخاطر الهجرة والفقر والعمل على إدارة المجتمع وتنظيم حياته وشؤونه قدر الإمكان وتهيئة الظروف لإنجاحها ، عبر تكاتف الأحزاب والنخب الاجتماعية والثقافية ، بدءاً من قبول الآخر المختلف والاحترام المتبادل وتقديم تنازلات متقابلة والتركيز على ما هو مشترك وتطويره من خلال حوار أخوي بنّاء وشراكة حقيقية في تقرير المصير واعتماد أشكال وأدوات الإدارة والعمل المشترك دون استعلاء من أحد أو تلكؤ وعرقلةٍ من آخر .
يعدُّ وحـدة الصف الكردي شعاراً وهدفاً قومياً ليس موجهاً ضد مصالح أو وجود أي مكونٍ سوري أو ضد مصالح وكيان سوريا وطناً وشعباً بل يخدمها ما دام أنه موجهٌ ضد الظلم والاستبداد والإرهاب بكافة أشكاله ويبغي تحقيق غايات إنسانية وديمقراطية لشعبٍ مغبون .
في حالتنا الكردية السورية ، كان إنكار وتهديد وجود وكيان شعبنا من صلب سياسات الحكومات المتعاقبة على دست السلطة ، وكذلك غياب المسألة الكردية عن اهتمامات المشهد السياسي والثقافي العربي السوري عدا استثناءات ومواقف خجولة ، أي كان هناك تهديد وخطر دائم على الكُرد الذين دفعوا ثمناً باهظاً من حياتهم جراء الاضطهاد الواقع عليهم ، فكان طبيعياً أن تبادر نخبة كردية مثقفة إلى إعلان إرادة سياسية بصيغة تنظيم حزبي في 14 حزيران 1957 ، ليلتف حوله الجماهير الكردية ، وهو يعمل على وحـدة الشعب الكردي ويركز عليها للنضال على رد المظالم ونيل الحريات والحقوق القومية الديمقراطية المشروعة ، وليكون ذاك التنظيم الوليد أمل الكُرد وأداتهم في الكفاح السياسي السلمي … إلا أن القمع السلطوي والملاحقات الأمنية والجهل والتخلف وتأثيرات خارجية عديدة ، كانت وراء تشرذم الحركة الوطنية الكردية في سوريا وتوّسع تناقضاتها الثانوية ، في حين كان وحـدة الصف الكردي – أمل الجماهير وغايتها – شعاراً على لسان جميع الأحزاب الكردية ولازال دون أن تدرك جيداً ما هو مغزى ومدلولات ومتطلبات ذاك الشعار أو تعمل وتضحي بما هو مطلوب لتطبيقه على أرض الواقع وتسعى لتحقيق الأهداف المرجوة منه .
لقد أذهل الشعب الكردي في سوريا مَن حوله بوحدته في لحظات ومنعطفات تاريخية عديدة ، وأثبت أنه أهلٌ لها ، في أعياد نـوروز على مرّ عقود ، في انتفاضة قامشلو 2004 ، وفي إعلان تأييده للهيئة الكردية العليا ….
إذاً وحـدة الصف الكردي في سوريا ، ليست شعاراً نتغنى به في المناسبات ونزين بها صفحات الجرائد والبيانات ، بل هي ضرورة سياسية واجتماعية ومهمة أساسية أمام جميع الأطراف الكردية في مرحلةٍ عصيبة وخطيرة يعيشها بلدنا سوريا ، وذلك من أجل الدفاع عن المناطق الكردية ضد الهجمات العسكرية والارهابية التكفيرية والحفاظ على المجتمع الكردي من الفُرقة والتمزق وتجنب الاقتتال الداخلي ودرء مخاطر الهجرة والفقر والعمل على إدارة المجتمع وتنظيم حياته وشؤونه قدر الإمكان وتهيئة الظروف لإنجاحها ، عبر تكاتف الأحزاب والنخب الاجتماعية والثقافية ، بدءاً من قبول الآخر المختلف والاحترام المتبادل وتقديم تنازلات متقابلة والتركيز على ما هو مشترك وتطويره من خلال حوار أخوي بنّاء وشراكة حقيقية في تقرير المصير واعتماد أشكال وأدوات الإدارة والعمل المشترك دون استعلاء من أحد أو تلكؤ وعرقلةٍ من آخر .
يعدُّ وحـدة الصف الكردي شعاراً وهدفاً قومياً ليس موجهاً ضد مصالح أو وجود أي مكونٍ سوري أو ضد مصالح وكيان سوريا وطناً وشعباً بل يخدمها ما دام أنه موجهٌ ضد الظلم والاستبداد والإرهاب بكافة أشكاله ويبغي تحقيق غايات إنسانية وديمقراطية لشعبٍ مغبون .
* جريدة الوحـدة – العددان / 251 – 252 / – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)