سأختصر مقالي هذا! حسبي الإشارة إلى التالي طبعاً، ولاحقاً أنوّه
بأهمية المقالين المنقولين عن موقع الكتروني وهما يضيئان الأرضية التي جاء بها داعش، وعليها يكون تحركه،
والمدد الذي يبقي داعش، وفعل انقلاب السحر على الساحر:
لقد قيل الكثير عن هذا الذي يتقاسم الداعشي في
اللباس والراية وما يقرَأ على الراية.
لا أظن أن المتشكل زياً وكتابة ولوناً، منزوع التاريخ،
مهمله والأسباب الموجبة لذلك، بالمعنى الثقافي والعقيدي والسيكولوجي.
أنه صبغة، وأن كل الألوان تخرج منه ” كل الأبقار سوداء، كما يقول هيجل
الفيلسوف الألماني “، لتختفي تالياً، كما هو المصب للمنبع في الأبيض، وهذا
ليس بلون طباً .
هل نضع الليل والنهار قبالة بعضهما بعضاً ؟
هل الأسود عالم رحمي، وأن الأبيض عالم منبثَق منه،
تلاشيه في إثره : أن الأسود مفهوم أنوثي والمخبَّأ الملقَّح ذكوري خارجاً ؟
يأتي الأسود بداية، كما هو مبتدأ العالم، هلامه، أو عماء،
والأبيض ما يدل عليه، أو يلحق به .
الأسود لون تحدٍّ، خوف، رهبة، استحالة
التمييز بين الأشياء، قبر مفتوح، هوة عميق تخفي قاعها، إرهاب وترهيب، السجن
تذكيراً، انعدام الحياة، أو عجز عن التحرك..الخ، ولكنه يخفي الداخل فيها، مثلما
أنه يضعه في مواجهة ما لا يتوقع، مثلما أن المنخرط في لعبته لا يمكنه التكهن
بالمآل، وفي الأبيض يكون المرئي، المكشوف، الممكن تبينه، أو تحديد موقعه، إنه
الخطوط التي تقطع في بنية الأول، رغم أنه يتلقاه، والأبيض يعايَن عبر السواد،
وكذلك يجاوره في آن .
لنذكّر أهل الأدب والموسيقى بـ” القصيدة الصائتة
لرامبو الفرنسي، وقبل أكثر من قرن وربع القرن كيف افتتح قصيدته:
A noir E blanc
A أسود، E أبيض، وفونيتيكياً: يظهر حرف آ في
التهجئة وكأنه أكثر من الحرف ودونه تسمية، لأنه يأتي على وسع الفم والحلقوم، دون
ملامسة الشفتين، باعتباره حلقياً، وبإطلاق، كأفق مفتوح كاملاً، أما الآخر،
فمصغّره، محدوده، حركته التي تتحدد ضمن فسحة فمية صوتية منضبطة، فهو من جنسه
نسبياً، ويعقبه، ويحيل عليه كذلك ..
في الوضع الداعشي، لا يظهر أن ثمة أمراً
عرَضاً قد تم في الاختيار والمسار: ثمة فعل تعمدي، قصدي، مدروس، كما لو أن الدواعش ليليون،
وقادرون على محو كل شيء. نعم، إنهم نزع للذاكرة، وتأسيس المغاير كلياً، إعلان
قياماتي ما، جرّاء مسح كل ما هو قائم بغية بداية جديدة، ولتأتي الكتابة شعاراً،
وتعريفاً موجزاً ومكثفاً لحقيقة الداعشي الجهادية التكفيرية .
الكتابة امتلاك للعماء، ووضع خميرة في
الهلامية، للتحول إلى المنتظر، لأن الكلمة تمتلك طاقتها السحرية، إي بمثابة ولادة أخرى:
الكلمة، الجرح، والكلمة، مفتاح الحياة، والكلمة العنوان، والكلمة الموقع وجهته
وحدوده، والناظر في المقال الأول، لا بد أن يلاحظ مدى استثمار الداعشي لما هو
تاريخي إسلامي، لا بل ما كان في البدء الأول، وهذا ليس بمباغت للمعني بالموضوع: ما
كان سابقاً الإسلام سواد، ليكون ظهور الإسلام بياض وفتح معابر، والكلمة/ الشعار
تأميم العالم، إعلانه ملكية للقائمين به وعليه، كما هو وضع ختم الرسول في أول
رسوله في رسائله الموجهة إلى الآخرين ليسلموا.
المفارقة، هي أن يكون كل ذلك في المتحف
الاستانبولي المسمى، حيث شعار ” لا الله إلا الله ” أول الشهادتين ونصفها، ومن ثم التراتبية في
الكتابة ” الله، رسول، محمد ” أي القراءة من الأسفل، وهو توجه نحو
الليلي وحركته عبر الصعود من الأسفل إلى الأعلى، من العتمة إلى النور، من السديمي
إلى المضاء والمرئي ..
المفارقة، أن تركيا لم تدخر جهداً في السماح لداعش أن يكون كياناً في
الولادة والنشأة والتجلي وقوة الانتشار، كما هو فحوى المقال الثاني الذي يلي الأول، وأن الخطر الذي تستشعره تركيا الآن، هو النار التي أسهمت
في إشعالها، أي حين استأنست بليل لا يستثني العابث به وبقانونه، بزعم أن الموجَّه
ليلياً لا يمسسه بسوء تالياً ، لأن الداعشي يعتبر كل ما عداه سواداً، ويعتبره
هدفاً مرحلياً له، وضمناً تركيا : الجهة المساندة، والمعبر ، والتخوم، وأن مد
الخطر قائم، ولا بد أنها استدركت ذلك على خلفية من الغزوة الداعشية المفبركة لحدود
كردستان وفظائعها في شنكال، ومواجهة الكرد لها.
هذا يحفّز على لزوم إمعان النظر في هذا
السواد الذي يتجاوز حدود الراية، لأنها بدون هامش، أي حين يتراءى العالم بأجمعه عماء، سواداً،
وأن الأبيض هو الأبيض الممهور بزعامة داعشية، فهل نحن خارج التاريخ حقاً ؟
القائم بينهما ومن يهتم بأمره …
من موقع : وردنا الساعة ” الالكتروني
1
يتوسط سوادها دائرة بيضاء تثير
الفضول، تتبدّل فيها مواضع الألوان بشكل مقصود، فيستخدم اللون الأسود هذه المرة في
نقش كلمات لا تعطي معنى مفهوما إن قُرئت من الأعلى نحو الأسفل (الله، رسول، محمد)،
وتعلوها عبارة منقوشة بالأبيض على الخلفية السوداء هي الشق الأول من الشهادتين في
الدين الإسلامي (لا إله إلا الله).
رايات التنظيمات الجهادية في كونها سوداء بالكامل، وأحياناً بيضاء بالكامل، مكتوبٌ عليها عبارة مكتملة
هي (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، يُذيّل تحتها اسم التنظيم أحياناً، كما هي
راية “جبهة النصرة” اليوم مثلاً، أو راية “حزب التحرير”، أو القاعدة في وقت سابق.
الدائرة البيضاء من الأسفل نحو الأعلى، لتشكّل استكمالاً للشق الأول من الشهادة:
(لا إله إلا الله)، وأمّا سرّ ذلك فيمتلكه متحف “توب كابي” في “اسطنبول”، البقعة
البيضاء هي تمثيل لخاتم كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يختم به مراسلاته لسلاطين
العالم، يحتفظُ المتحف بنسخة منه.
بهذا الشكل، (محمد رسول الله) في دائرة تُكتب فيها الكلمات من الأسفل نحو الأعلى،
ويحتفظ المتحف بمراسلات مختومة بهذا الخاتم، إلا أن أغلب المراجع تذكر أن الخاتم
الموجود في المتحف مصنوع بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لأن الأصلي كان قد
ضاع بعد أن سقط من يد “عثمان بن عفان”.
رضي الله عنه قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم قيل له
إنهم لن يقرأوا كتابك إذا لم يكن مختوماً فاتخذ خاتماً من فضة ونقشه محمد رسول
الله فكأنما أنظر إلى بياضه في يده)، ويرد عن ضياع الخاتم في “سنن أبي داود” في
“باب ما جاء في اتخاذ الخاتم”: (فكان في يده حتى قبض وفي يد أبي بكر حتى قبض وفي
يد عمر حتى قبض وفي يد عثمان فبينما هو عند بئر إذ سقط في البئر فأمر بها فنزحت
فلم يقدر عليه)، وعن المكتوب على الخاتم يرد: (أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكتب إلى بعض الأعاجم فقيل له إنهم لا يقرءون كتابا إلا بخاتم فاتخذ خاتما من
فضة ونقش فيه “محمد رسول الله”)
الإسلامي من “الحجرة النبوية” في المدينة المنورة عام 1917 في ذروة الحرب العالمية
الأولى، واحتفظت بها الدولة التركية حتى اليوم.
بعد مقتل “أبو مصعب الزرقاوي” في العراق، وتأسيس ما سمّي بـ”دولة العراق
الإسلامية” بقيادة “أبو عمر البغدادي” عام 2006 كفرعٍ من فروع القاعدة، والذي ما
إن قُتل حتى خلفه “أبو بكر البغدادي” شاغل الدنيا والعالم اليوم، إذ أنه لم ينتظر
طويلاً حتى انشقّ عن “تنظيم القاعدة” وغيّر اسم تنظيمه لـ”دولة الإسلام في العراق
والشام”، ثم إلى “الدولة الإسلامية” مختاراً لنفسه لقب “خليفة”، ومحتفظاً بالراية
كعلم للدولة التي أسسها من حدود بغداد وحتى حدود حلب.
من التنظيمات الجهادية التابعة للقاعدة في العالم واستبدلت بها الرايات القديمة،
كـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” والموجود في اليمن، و”القاعدة في بلاد المغرب
الإسلامي” وغيرها، وذلك على حساب الرايات الأصلية والتي كانت سوداء بالكامل منقوشٌ
عليها الشهادتان في الدين الإسلامي: (لا إله إلا الله محمد رسول الله (
القاعدة، ونددت تنظيمات القاعدة في العالم بذلك وأعلنت استمرار تأييدها للظواهري،
إلا أنّ جميع هذه التنظيمات -القاعدة وداعش- تتمسك بهذه الراية ممثلاً لها،
وترفعها أينما حلّت دون أن تمايز بين بعضها البعض، وكأنها تتزاحم في أحقية امتلاكها
..
مقال آخر، من الموقع نفسه
كل الخطوات اللازمة للدفاع عن تركيا إذا شكّل
تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أي تهديد لأراضيها، بدا الأمر أشبه بحلقة مفرغة.
إذ لم يعد سرّاً أن تركيا، ثاني أكبر قوة مسلّحة في «شمال الأطلسي» متورطة حتى
أذنيها في مستنقع «داعش».
أنقرة الحدود التركية ـ السورية للمقاتلين الأجانب للتدفق إلى سوريا، ومنها إلى العراق لاحقاً.
سلّحت وموّلت وسهّلت تنقل «الجهاديين» عبر مناطقها الجنوبية إلى الشمال السوري.
حتى بات من نافل القول إنه لولا تلك الرعاية، لما كان «داعش» يتمتّع بالقوة التي
مكّنته من الاستيلاء على تلك المساحة الشاسعة بين سوريا والعراق.
وبالتزامن مع «الهبّة» الدولية التي مهّدت للضربات الأميركية في العراق، اتخذت حكومة رجب طيب أردوغان إجراءات
جديدة، منها تشديد التدابير على حدودها للحدّ من تنقل المقاتلين. غير أن صحيفتي
«ذا غارديان» و«ذا واشنطن بوست» كشفتا قبل أيام أن إجراءات أنقرة المزعومة لم تمنع
ذهاب هؤلاء وإيابهم، إضافةً إلى استخدامهم للمناطق الحدودية في «رحلتهم» من دون
رقابة «جدّية».
الفائت تقريراً عن سعي «داعش» إلى تأمين الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا، لكونها البوابة
الرئيسية لاستقدام المقاتلين الأجانب للانضمام إلى «دولة الخلافة». وأوضحت الصحيفة
البريطانية أن عدداً من مقاتلي «داعش» يتوجّهون نحو الحدود التركية، عبر الشاحنات
المسلحة التي نهبوها من القواعد العسكرية العراقية، مشيرةً إلى أن هذا التحرك
سيكون له «تداعيات ضخمة على تركيا».
وحكومات أوروبية، حثّت تركيا طوال 18 شهراً على ضرورة إيقاف المقاتلين الذين يعبرون إلى سوريا، غير أن
أنقرة لم تبدِ رغبةً جدية في مواجهة «الجهاديين»، وظلّ مسؤولون فيها مصرّين على
أنه «يصعب التفريق بين الحجّاج الآتين إلى تركيا وبين الجهاديين»!
واشنطن بوست» مقالاً، قبل نحو أسبوعين، يؤكد وجود
مقاتلي «داعش» في مدينة الريحانية في لواء اسكندرون. الصحيفة الأميركية التي أشارت
إلى أن البلدة مثّلت لمقاتلي التنظيم المتطرّف «متجراً شخصياً» طوال السنوات
الماضية، نقلت تأكيد أهالي الريحانية أن مستشفيات منطقتهم استقبلت مصابي «داعش»
و«جبهة النصرة» خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى كون المدينة محطة أساسية
لنقل المقاتلين الأجانب والأسلحة عبر الحدود.
العمل مع الولايات المتحدة الأميركية ومع حكومات أوروبية في هذا الإطار، حيث وضع
مسؤولون أتراك «ضمانات» لاعتقال المقاتلين الأجانب الذين يحاولون الدخول إلى
سوريا، وللحدّ من تهريب الأسلحة.
الدائر على حدودها»، وأنه على الرغم من تلك التدابير، لا يزال عناصر «داعش» يعبرون
من تركيا وإليها، «ما يثير أسئلة عن الجهود الدولية لتضييق الخناق على جماعة
معروفة بالصلب العلني وقطع الرؤوس»، بحسب الصحيفة التي تضيف أن تركيا باتت تواجه
العنف بصورةٍ غير مباشرة، بالإضافة إلى النتائج السلبية التي حصدتها نتيجة دعمها
لتلك الجماعات، مثل خسارتها مليارات الدولارات نتيجةً لقطع طريق تجارتها.
الصحيفة حول تدابير أنقرة على الحدود، تمكّنت
«واشنطن بوست» في الريحانية من مقابلة مقاتل في «داعش» يُدعى أبو يوسف، أقرّ بتلقي
الدعم بالأسلحة والإمدادات من تركيا، مشيراً إلى أن «معظم المقاتلين الذين انضمّوا
إلينا في بداية الحرب أتوا من تركيا»، كذلك أكد أن رقماً مرتفعاً من المقاتلين
تلقّى علاجاً في مستشفيات تركيا»، مقدماً الشكر للأتراك على «نجاحنا الحالي».
اجتياح الموصل، كثفت أنقرة اعتقالات المقاتلين الأجانب «المشتبه فيهم»، غير أن الأتراك يرفضون الكشف عن
عدد الاعتقالات.
زادت كثيراً في الآونة الأخيرة، باتت تُغنيه عن الاعتماد على الحدود التركية، وحتى عن الأسلحة الآتية من تركيا،
حيث «بات بإمكاننا الحصول على ما يكفي من الأسلحة في العراق وفي سوريا أيضاً».