إن جنيف هو اليوم الموعود لكم وسترفعون رايات النصر من فوق عباءاتكم ويستقبلكم السوريون بالورود والارز ووقع المؤتلفون على قرار الذهاب الى جنيف 2 بدون اية شروط وتزاحم المتعارضون على ادراج اسماؤهم في الحكومة او في هيئة الحكم الانتقالية المزعومة وحتى لو كان المنصب مرافق او حاجب او مستشار المهم انهم سيدخلون دمشق عبر طائرات الآواكس الامريكية والايرباص الفرنسية فهم صانعوا النصر السلمي وليسوا كأحمد الجلبي الذي دخل بغداد على ظهر دبابة امريكية.
وطلت اللعبة علينا نحن جميع السوريين فالحلفاء الاستراتيجيون للأسد (الروس والايرانيين) يعلمون ان هناك استحقاقات رسمية سورية قادمة والمجتمع الدولي برمته لازال يتعامل مع نظام الاسد الا البعض القليل من الذين يدعون صداقتهم للشعب السوري قد قطع علاقته بشكل كامل مع النظام في دمشق، وان نظراء الروس وشركائهم في جنيف 2 هم في ورطة حقيقية وخاصة ابو حسين باراك اوباما، لطالما قال ان الاسد فقد شرعيته وخلصت صلاحيته، وهو محرج اما م شعبه اولا واما م حلفاؤه في دول الخليج ثانيا فيجب ان يكون هناك مخرج لحالته البائسة التي وضع نفسه فيها فكان كبير مهندسي النصب والنفاق لافروف جاهزا فهو يمتلك الحلول وليس على الامريكان سوى بيع السوريين بضع كلمات بدون رصيد ،وجرهم الى الجلوس الى طاولة المفاوضات مع وفد حكومي قادم من دمشق، وهذا ما حصل فعلا وهنا كانت الطامة الكبرى ان تجلس وتفاوض وفدا ندا لك فانت اعترفت ضمنيا بانه شرعي، وهو يمتلك كل الحقوق والامكانات التي لا تملكها انت واعطيته الشرعية الرسمية وبرعاية دولية للاستمرار في تنفيذ الاستحقاقات السورية ومنها استحقاق انتخابات الرئاسة السورية، ولن يستطيع احد في العالم منعه وانتقاده فالمعارضة السورية اول من اعترف به شرعيا بانه نظام وليس عصابة لان الدبلوماسية لا تحاور العصابات تحت رعاية دولية وان فاوضتها بدفع فدية لتحرير بعض الصحفيين او الرهائن فتكون سرية او عبر سماسرة ،وبذلك ال جنيف 2 تنفس الامريكان الصعداء واوفوا بوعدهم لحليفهم الاستراتيجي المزمن (الاسد المقبور والابن) واعطوه الشرعية من جديد لإعادة ترشيح نفسه لدورة جديدة ورئاسة جديدة، ولما لا وانه يحارب عنهم القاعدة والارهاب ويحفظ حدود دولته المسجلة باسمه من تصدير هذا الارهاب والحارس الامين لإسرائيل التي لازال البعض من معارضينا يعتبرها عدوة ومحتلة لقسم من اراضي سوريا ويتناسى بان بلدنا سوريتنا كلها محتلة منذ خمسون عاما . فهل ستكون هناك مباركة بعد البيعة في جنيف 3 ؟؟؟