خليل كالو
بعد المحنة السياسية التي تعيشها النخبة الافتراضية السياسية الكردية الآن وتعثرها على مدار السنوات الماضية من بدء الحدث السوري الذي لم يهدأ غباره وجدت النخبة الثقافية الكردية التي ناشدت للتغير نفسها في خانة الإهمال والعجز وفي زاوية ضيقة تحسد عليها والتي كان من المفترض أن لا تنظر من جديد كي تجود عليها الحزب الكردي بحرسه القديم ـ الجديد من وعود أو إشارات وألا تكون رهاناتها على الصراعات الحزبوية المقيتة والتأرجح بين هذا المعسكر وذاك والوقوف على أبواب الرجاء والهجاء والبكاء بل كان من واجب رسالتها الأخلاقية والمهنية والثقافية الرهان على حس الجمع و قدرة تلك القوى السياسية على الفعل والعمل .
هنا تكمن محنة المثقف الكردي اليوم وخاصة الكتاب منه الذين لم يسعوا يوما لتخفيف وطأة الصراع والأزمة وإزالة العوالق والعوائق التي تعترض وتقف أمام حركة إنسيابية سليمة بل يزيدون في الوقت الذي بات الطريق مفتوحا أمام أي حركة ثقافية كردوارية حداثوية في الصميم والجوهر لتأسيس مؤسسات ثقافية مستقلة ومنظمات المجتمع المدني بالاعتماد على القدرات الذاتية بدلا من الخارج والتمويل المشبوه وتضليل الرأي العام والشعبي والبسطاء من الناس باسم الثورة والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة على الورق دون التأسيس لواقع عملي على الأرض لتكون هي قوة الحل أو الحل ذاته لأي مسألة عامة وصد أي حركة حزبوية لا تتوافق مع الشأن العام ومصلحته . ولأسباب بنيوية لم تظهر تلك النخبة قدراتها في العموم بالاستفادة من الفرص الهائلة التي وفرها الإعلام الالكتروني والشارع المفتوح على مصراعيه وشبكات التواصل الاجتماعي بل المفارقة أن أغلب النخبة الثقافية وقعت في فخ النأي بالنفس أو الاستقطاب والتقوقع والهروب من رسالته الوجدانية والاكتفاء بأدوات قديمة وأدبية تقليدية كحالة مريضة وجبانة بدلا عن التواصل الحي مع الشارع والاشتباك العملي مع الراهن المعاش مما أسفر مع تقادم الأيام عن تحولهم عمليا إلى نخبة افتراضية لا تأثير لها على الحالة السياسية وعلى أرض الواقع وأصبحت ذيلا لكش الذباب عند الطلب لدى السياسي الكردي الفاشل عملا .
ما هو منظور في الأفق من سيادة الأجواء الحزبوية والحزبية التقليدية على المشهد العام ورجوع الكل إلى الأصل الفاسد والمعوق للتطور والحداثة في بنية الفكر والتفكير ولقواعد الاشتباك العملي على الأرض من احتكاك حيوي وايجابي مع الجمهور.بل انتكست الحركة الثقافية بالتزامن مع تقهقر الحراك السياسي إلى نفس قواعد الاشتباك السابقة التي لم يجن من ثمارها أحد سوى أعداء الكرد سابقا وغلبة الحرس القديم بذهنية التسلط الحزبوي وعودة المصالح إلى مقدمة النشاط العام الأكثر نفوذا في المنهج السياسي وذلك من خلال العصبيات الحزبية وقوة المال السياسي والإرهاب الفكري دون قيام الحراك الثقافي وعجزه في بلورة أي رؤية سياسية ـ ثقافية وبالتالي سلوكية ـ تنظيمية كردوارية وقومية جامعة في هذه المرحلة ودون تأثير على في الشارع واكتفى بالمراهنة على تلك الأحزاب الفاشلة والمهزومة تاريخيا .
ما زاد من بؤس الصورة هو ما يكتنف المشهد السياسي ـ الثقافي الكردي من ترهل وفوضى خلاقة ومن صراعات مرضية من انعدام التنسيق والأنانية الحزبية في بناء واقع هش بنفس الأدوات والأساليب القديمة التي لا تنتج إلا ذاتها القديمة ولو بلبوس جديد مما يبشر وينذر بأيام لا تخلو من صراعات قديمة على النفوذ وبسط سيطرة كل معسكر تقليدي على ما تبقى من ملئ فراغ وما تيسر من نفوذ بغية الحفاظ على مصلحة معسكره وبالتالي الحزب والشخصية ملتويا بالاعتماد على أجندات خارجية وتأجيج مشاعر المجتمع تقسيما وزيادة الهوة بين أفراده بافتعال حوادث جانبية لتثير أطراف النزاع من حولها الغبار الكثيف للتعتيم على المشهد الحقيقي وحجب الرؤية عن الجمهور لمعرفة الحقيقة .
لا تمثل الخيارات والمنهج السلبي التي تتخذها النخب الافتراضية الثقافية الآن من استقطاب وذيلية وجعل نفسها طرفا في الصراع الحزبوي الكردي علاجا ناجعا لمعالجة الخلل الحاصل في بنية السياسة والعقل والوجدان الكردي مما يستدعي مراجعة الذات والاستقلالية في الحركة وبناء حركة ثقافية فكرية وثقافية جادة تعيد التوازن في الخارطة العامة للحركة الكردية وتكون لها الرأي في الحل والربط والتأثير وجذب الشباب والشخصيات المشتتة القادرة على العطاء والتأثير على حلبة الحراك الذي سوف يعكس بالضرورة على أداء الحياة السياسية للمجتمع الكردي وبناء الإنسان المتفوق على الذات العاطلة والجبانة .
9.5.2014
ما هو منظور في الأفق من سيادة الأجواء الحزبوية والحزبية التقليدية على المشهد العام ورجوع الكل إلى الأصل الفاسد والمعوق للتطور والحداثة في بنية الفكر والتفكير ولقواعد الاشتباك العملي على الأرض من احتكاك حيوي وايجابي مع الجمهور.بل انتكست الحركة الثقافية بالتزامن مع تقهقر الحراك السياسي إلى نفس قواعد الاشتباك السابقة التي لم يجن من ثمارها أحد سوى أعداء الكرد سابقا وغلبة الحرس القديم بذهنية التسلط الحزبوي وعودة المصالح إلى مقدمة النشاط العام الأكثر نفوذا في المنهج السياسي وذلك من خلال العصبيات الحزبية وقوة المال السياسي والإرهاب الفكري دون قيام الحراك الثقافي وعجزه في بلورة أي رؤية سياسية ـ ثقافية وبالتالي سلوكية ـ تنظيمية كردوارية وقومية جامعة في هذه المرحلة ودون تأثير على في الشارع واكتفى بالمراهنة على تلك الأحزاب الفاشلة والمهزومة تاريخيا .
ما زاد من بؤس الصورة هو ما يكتنف المشهد السياسي ـ الثقافي الكردي من ترهل وفوضى خلاقة ومن صراعات مرضية من انعدام التنسيق والأنانية الحزبية في بناء واقع هش بنفس الأدوات والأساليب القديمة التي لا تنتج إلا ذاتها القديمة ولو بلبوس جديد مما يبشر وينذر بأيام لا تخلو من صراعات قديمة على النفوذ وبسط سيطرة كل معسكر تقليدي على ما تبقى من ملئ فراغ وما تيسر من نفوذ بغية الحفاظ على مصلحة معسكره وبالتالي الحزب والشخصية ملتويا بالاعتماد على أجندات خارجية وتأجيج مشاعر المجتمع تقسيما وزيادة الهوة بين أفراده بافتعال حوادث جانبية لتثير أطراف النزاع من حولها الغبار الكثيف للتعتيم على المشهد الحقيقي وحجب الرؤية عن الجمهور لمعرفة الحقيقة .
لا تمثل الخيارات والمنهج السلبي التي تتخذها النخب الافتراضية الثقافية الآن من استقطاب وذيلية وجعل نفسها طرفا في الصراع الحزبوي الكردي علاجا ناجعا لمعالجة الخلل الحاصل في بنية السياسة والعقل والوجدان الكردي مما يستدعي مراجعة الذات والاستقلالية في الحركة وبناء حركة ثقافية فكرية وثقافية جادة تعيد التوازن في الخارطة العامة للحركة الكردية وتكون لها الرأي في الحل والربط والتأثير وجذب الشباب والشخصيات المشتتة القادرة على العطاء والتأثير على حلبة الحراك الذي سوف يعكس بالضرورة على أداء الحياة السياسية للمجتمع الكردي وبناء الإنسان المتفوق على الذات العاطلة والجبانة .
9.5.2014