الانتفاضة الشعبية كرديا
الكرد من أحد المكونات الوطنية الذي نال ومازال ينال قسطه أضعافا في الاضطهاد والمعاناة والتجاهل وبالتالي فهو من بين الأكثر مصلحة في تحقيق التغيير الديموقراطي أولا من أجل ازالة صنوف الاضطهاد المطبقة منذ قيام الدولة السورية والتي ازدادت منذ تسلط حزب البعث على مقاليد الدولة ورفعها عن كاهلهم ومن أبرزها التمييز القومي والتعريب ونتائج الاحصاء (لم يحل رغم صدور المرسوم 49 الاشكالي غير المفهوم) ومخطط الحزام العربي وتغيير أسماء الكرد ومناطقهم ومدنهم وبلداتهم وقراهم وآثار التبديل الديموغرافي ومنعهم من الوظائف في السلك الخارجي ووزارات الدفاع والداخلية والتربية وحرمان مناطقهم من المشاريع والاستثمارات وتطبيق قوانين استثنائية أمنية خاصة في مناطق تواجدهم بما في ذلك حل مكتب الملف الكردي الأمني السيء الصيت هذا من جهة ومن الجهة الأخرى التمتع بالحياة الديموقراطية والخلاص من الاستبداد وحكم المخابرات والحزب الواحد مثل سائر السوريين وبالأخير معالجة قضيتهم القومية دستوريا وسياسيا حسب ارادتهم في تقرير مصيرهم القومي والاداري ضمن سوريا الجديدة الديموقراطية الحرة التعددية .
قامت الحركة السياسية الكردية منذ أكثر من خمسين عاما عبر أحزاب وتنظيمات لتبذل جهودها في سبيل تمثيل الارادة الكردية في الخلاص وانتزاع الحقوق ووصلت بعد التضحيات والمحاولات الى وضع العاجز عن تحقيق الأهداف المطلوبة في ظروف حصول تحولات بنوية وفكرية وثقافية على مجمل أطراف الحركات القومية في مختلف البلدان ولدى جميع الشعوب وظهور جيل جديد من الشباب مؤهل للتصدي الى المهام القومية والوطنية التي عجزت قيادات التنظيمات عن تحقيقها وقيادة مرحلة الانتفاض الثوري من أجل التغيير وهنا يجب التميز بين ماتم ماضيا وما هو مطلوب راهنا فتقييم التاريخ بواقعية والانفتاح على الحاضر بموضوعية لايسيئان الى أحد وعلى قيادات التنظيمات قبول الحقيقة ومواجهة المستجدات الراهنة برحابة صدر والتسليم بالقيادة الناهضة الناشئة التي تقود الانتفاضة وهي على أي حال من تقديمات القرن الجديد ومحصلة النتاج التاريخي لحركتنا القومية الديموقراطية (كنت في قمة القيادة السياسية لأربعة عقود وأنحني الآن اجلالا لشبابنا) فالشباب هم نتاج الماضي وافضل ماهوموجود بالحاضر وهم بناتنا وأبناؤنا وفلذات أكبادنا ومهندسو مستقبلنا وضمانة حقوقنا ومحط آمالنا وأقولها بكل صراحة ووضوح ومسؤولية بادئا بنفسي بأنني وجيلي ومن هم قبل جيلي لن ننفع لقيادة المرحلة ونعجز عن قيادة الانتفاضة والثورة كل ما نستطيع القيام به هو الالتزام بحركة الشباب وشعاراتهم فهم أنقياء لم يتورطوا في الصفقات ولم يقدموا التنازلات ولم يخفوا الحقيقة عن الشعب وعلينا تقديم النصح اذا طلبوا ولكن دون فرض الوصاية عليهم فهم أصحاب فكر جديد وثقافة جديدة وخطاب جديد بعكس مانحمله نحن من افكار بالية ومواقف اشكالية مترددة وترسبات مسيئة نافرة وعصبيات حزبية فارغة ولننظر الى المشهد بواقعية فالشباب السوري والكردي فيهم يريدون التغيير والاتيان بنظام ديموقراطي جديد والقسم الأكبر من قيادات التنظيمات الكردية مازال يراهن على امكانية قيام النظام بالاصلاحات بل يريد عقد مؤتمر برعاية النظام لايجاد مخرج لأزمة ومأزق الحكم .
كل ذلك لايعفي الشباب من ضرورة الحذر والحيطة من مخاطر حرف مسيرتهم وبث الفرقة في صفوفهم من جانب أجهزة السلطة والمتضررين الكرد كما أنني أصارحهم بكل محبة عن بعض المظاهر السلبية التي لاحظتها مثل بيانات وتصريحات وردود عليها منسوبة الى مسميات شبابية ولا أجد نفسي مرتاحا اليها حيث وجدت فيها نفسا – ستالينيا – في فرز الشباب من بعضهم أو تسمية شخوص في خارج الوطن باسمائهم الصريحة وعناوينهم لتمثيلهم حسب ما تردد وأتساءل هنا فاذا كان كل الوطنيين في الخارج بخدمة الشباب فلماذا تمثيلهم بأفراد ؟ وماذا سيمثل هؤلاء في زمن الفيسبوك وهل هناك حاجة لسفراء وزعامات ؟ لاأعتقد ذلك ان ميزة الانتفاضات الشبابية الشعبية وسر نجاحها في عفويتها وبعدها عن الأدلجة والقرارات الحزبوية والعصبوية الضيقة فلنحافظ على هذه الميزة حتى تحقيق أهداف مرحلتها الأولى وهي تغيير النظام .