ولعلَّ الوثيقة التي تمَّ تسريبها، من أحد الشعب الحزبية التابعة لريف دمشق، والتي لابدّ أنها نسخة عن أصل موزًّع على المغسولة أدمغتهم من بيت الفساد والدم، تقضي بتقديم الأكفياء في”بلاغة الكذب” لعرقلة مسار-لجنة المراقبين-في حال قدومهم، لتقديم إفادات ملفقة عن الواقع، وتكذيب القتيل على أنه قاتل، وتبرئة القاتل على أنه قتيل، وهو التفاف- بلغة السياسة، على نصاعة الحقائق الواضحة للعيان، الحقائق التي تفوح منها رائحة دماء السوريين، ونشيش أرواحهم المتلظية في محارق اللانظام وشبيحته، وهو أمر”موقوت” إلى حين، لأن الثورة السلمية التي أشعلها ثوار سوريا، ولا تشبه إلا نفسها، لن تدع الموافقة على “البروتوكول” وفق سوء النية، المبيَّت، أن يفلح، حتى ولو شدَّ من أزره المراقب الروسي الملقًّن بصدى رنين”سبائك الذهب”المهرَّبة، لتقدم لهم رشى، حسب المقامات، وحجم شهادات الزور.
عتوُّ اللانظام بلغ حداً، لا يمكن احتماله، فلم يعد هناك”اعتقال” ورمي للمعتقل في منفردة، أو زنزانة، أو ملعب، بل بات “المعتقل” يقدم للنطع، فتقطع أوصاله إرباً إرباً، ناهيك عن قطع حنجرة المغني، ولسان الشاعر، أوعين “مصور البث المباشر”، بعد أن غدا اقتطاع العضو الذكري فلكلوراً لدى جلاوزة نظام باتت ابتكاراته، في إطراد.
ولعل ابن حمص وحده، قادرعلى كتابة “المجلدات” عما لقيه، ناهيك عن ابن “كفرنبل” أو درعا، أو جسر الشغور، وغيرها من النقاط الأكثرسطوعاً، في خريطة سوريا العظيمة.
إن الجامعة العربية، وكذا مجلس الأمن، ومفوضية حقوق الإنسان، ليست بحاجة إلى معاينة “أرض الواقع” ميدانياً، لأن شباب الثورة الذي هزم “الجيش الإلكتروني” للانظام، كما هزم الدم “جيش الإعلام”” أو الأفاكين”، وكما تهزم الصدور العارية”جيش الشبيحة والأمن”، قدم هذا الشباب “الإفادة” الأكثر وضوحاً، عبر دمائهم التي يطهرون بها أرض سوريا، من درعا إلى عين ديوار، وبات أي “بروتوكول” سوى هذا”البروتوكول” الأعظم، حوشياً، من قبيل “لزوم ما لايلزم”، يريد رادة البراهين خداع شعوبهم التي تعيش لحظة الدم السوري، بل وقبل ذلك خداع شباب الثورة، على أنهم معه، وهم عارفون في قرارات أنفسهم، أن الروح الآيلة إلى الزهق لا تتقبل أية مهلة، ولوكانت”رمشة عين” لدى حملة النخوة الأصيلة، وإني لأفهم أية قراءة غير هذه تواطؤاً مع القاتل، وتماهياً معه، وتآمراً على السوري، دونما أيِّ مسوغ، بل وانتصاراً للقاتل، وشراكة معه في الدم المراق نفسه، ولقد صدق أبناء كفر نبل عندما كتبوا على إحدى لافتاتهم” على سوريا الالتزام بالمبادرة العربية، وإلا فهناك مهلة جديدة،
أجل، إن “ملاحقة الكذَّاب القاتل في سوريا إلى باب داره، ترفٌ فائضُ، لا يتحمله واقع الإنسان السوري، الذي هو أحوج إلى من يعينه قائلاً: إن أفضل بروتوكول مع هذا النظام القاتل، هو أن يرحل حالاً”، لأن الدم الذي يشكل جداول تسيل في كل مكان، لا تفسير آخر لها، سوى أن هناك قاتل مجرم، مقابل ضحية، وإن أية قراءة أخرى، هي كذب على التاريخ وطهارة الدم وحركة التاريخ….
في آن، معاً…!.
هوامش وإحالات ومراجع:
*رزق الشهيد غياث مطر بنجل سماه ذووه”غياثاً”
** قالها لي أحد الذين التقوه”من خارج المجلس الوطني السوري”
*** النظام لا نظاماً أينما ورد..
إحالة دموية صغيرة:
-ما الذي يقوله نبيل العربي أمام صرخة تلك الأم التي راحت تصرخ بأعلى صوتها محاولة إيقاظ ابنها من موته…!.
بارقة:
-لعبة تلاميذ أدلب في باحات مدارسهم، هي ترديدهم شعار” حرية للأبد ..غصباً عنك يا أسد..!”
-حول السؤال: لم المزيد من المهل؟”يراجع أعضاء الجامعة العربية واحداً واحداً”
-المقال المقبل إشهدوا إنها” كفر نبل”…!