رجال الخردة….!!

خليل كالو

  الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني , فإذا اجتمعا لنفس مرة بلغت من العلياء كل مكان.

أسوأ أصناف الرجال وأسخفهم من هم بلا رأي ومن لا مواقف جدية ومسئولة لهم في القضايا المصيرية والكبيرة وهنا ستكون فقدان الشجاعة لديهم تحصيل حاصل ولا يجتمعان .

فهؤلاء الرجال ليسوا إلا شوارب مصبوغة ومؤخرة ضخمة وخبث خلف الشفاه  وبطن منفوخ بالهواء وليس لديهم المقدرة على إنجاز الأعمال بل هم بذاتهم صنيعة إنجازات الآخرين فما بالكم يا سادة عندما تتبنى أمثال هذه النماذج من الرجال قضية كبيرة بكبر جبل جودي وآرارات في زمن لا مكان ولا فرصة لعيش الجبان فيه إلا من أمتلك القدرة والعزيمة والحكمة وكان أغلظ أكباداً من الإبل كما قالت الكردDil devih bê .
وهذا الكلام قد  قيل عن الشجاعة ومنه الشيء الكثير وهي الصبر و الثبات والإقدام على الأمور النافعة تحصيلاً وعلى الأمور السيئة دفعاً وتكون في الأقوال و الأفعال ، والشجاعة هو التغلب على رهبة الموقف حيث قال بعضهم : الشجاعة صبر ساعة .

الشجاعة من القلب وهي ثبات القلب و استقراره و قوته عند المخاوف ، و هو خلق يتولد من الصبر و حسن الظن وقالت الكرد عن الجبان : سلوقي خسخاء و قالوا عنه دجاجة وأرنبة و قالوا عنه أيضاً الأسد المربوط بنبتة الخبيز Şêrê bi tayê tolikê ve girêdayî  و قالوا عنه بيشمركة ثورة أيلول كلاما كثيرة ومن أطرفها  Ber quz beg  “أي نسوانجي” أي الذي يلتزم البيت جالسا عند ركبة زوجته والثوار في الجبل يقاتلون.

كما كانت الكرد تشترط  قديما فيمن يتولى عليهم سيداً أن يكون شجاعاً وكريماً وست مزايا أخرى من بينها القنص والنضج والعفة والنزاهة وقول الحق ونصرة المظلوم …إلخ.

فأين أسس المقارنة  …؟ 
  من أجبن الكرد ورد اسمه في الحكايات الشعبية  المحلية هو رشكو الأجرب Reşkoyê ser keçel ومن صنف هذا النموذج الملايين يملئون الشوارع والسراويل والكراسي الخشبية فكان هذا الشخص يأخذ عصا غليظاً و يجلس في آخر قبيلته عند القتال والمشاجرات فإن انتصروا ضارب معهم وإن انهزموا فرّ  قبلهم وفي يوم ما دخل كلب في ظلام الليل بيته فخرج هو و زوجته من المنزل و تناول عصاه و قال : الله أكبر واستنجد  فاجتمع أهل القرية و قالوا : مالك ؟ قال: عدو وسارق انتهك عرضي ودخل عليّ بيتي وهو الآن في البيت ، ثم قال : يا أيها الرجل إن تريد مبارزة فأنا أبو المبارزة و إن تريد قتلاً فأنا أم القتل كله و إن تريد المسالمة فأنا عندك في مسالمة قال : فبقي يضرب الباب بالعصا و ينادي فلما أحس الكلب بجلبة الناس خرج من بينهم فألقى العصا من الخوف و قال : الحمد لله الذي مسخك كلباً و كفانا حرباً .

ومن الجبناء قائد يسميه المؤرخون ضرطة الجمل أخذ القيادة بغير كفاية و لا قدرة و لا جدارة .


   بهذه المناسبة  يمكن التذكير بموقف امرأة رومانية عظيمة برأيها حول مصير أبنها الوحيد يقال أن الواقعة قد حصلت في زمن الإمبراطورية ما مفادها: يحكى أن شابا من جيش الدولة اشتكى لأمه الذي كان وحيدا لها قائلا: يا أماه أريد أن تشتري لي سيفاً أطول من الذي بحوزتي لكي أحارب به  فأنا أعاني من مشقة القتال وسألته الأم عن السبب فقال : أن السيف الذي بحوزتي قصير .ففهمت الأم  ما يفكر به ولدها وأن ابنها خائف على حياته وينتابه الجبن عند القتال فقالت له : يا بني تقدم خطوة في القتال سوف يطول سيفك” أي قالت له بمعنى من المعاني تغلب على جبنك يا بني ….

فكيف لنا نحن الكرد أن تسير أمورنا بنماذج لا يصلح أحدهم برعي عنزتين وإذا بهؤلاء يتدافعون لا لخطوة نحو الأمام  لفعل أمر سامي بل لتعبئة كرسي ونيل شرف وهمي والواحد فيهم بلا موقف وجداني وليس له رأي حر وشجاع  فالأعمال الكبيرة تحتاج إلى رجال كبار والصغار سيبقون صغارا حتى لو اعتلوا جبل الجودي وآرارات (أي القضية الكردية)  .حيث مقام الرجال من صنع الرجال ومن انجازاتهم وقدراتهم الشخصية والإبداعية فلا تتوهم يا واهم وستبقى الخردة هي دائما الخردة والأيام القادمة ستثبت النوايا الحقيقية للبعض إذا ما بقي للعمر من نصيب.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…