كش مؤتمر التحزب…..!!!

خليل كالو

     مات أم ما زال من نبض ..؟  لا ندري كيف سيتم الدخول الى التاريخ بهذا السلوك والرؤية والمنهج المضطرب ومن أي باب ..؟ من باب السمو والمجد أم من باب المزبلة ..؟ يبدو أن الأمر لدى الأغلبية سيان ولا فرق من أي الأبواب دخلوا تبعاً للخيارات المتاحة وتحقيق المصالح الحزبية والشخصية .

حاشا ثم حاشا أن يقبل التاريخ نماذج مستعصية على ذاتها وعلى غيرها إلا في سلة المهملات وهي في طريقها إلى مزبلة التاريخ ….

حيث التاريخ يصنعه الأحذية الثقيلة ويكتبه المنتصرون والضمائر الحية وثمنه الكثير والكثير من التعب والجهد والتضحيات وليس للضعيف من مجد.
  لقد تأخرتم كثيرا يا سادة ربما لم يعد الكرد بحاجة لمثل هكذا مؤتمر بشخوصه وهيكله المرسوم والمخطط وبرؤيته السياسية القديمة إزاء الأوضاع في شارعنا السوري وهناك شك بصلاحية مثل هكذا مؤتمر الآن لمجاراة المستجدات والمتغيرات الجديدة لأنه حزبي وتحزبي أولا ومن ثم أن أمور ووقائع وحقائق كثيرة قد وقعت وطفت على السطح منذ ثلاثة أشهر من بدء المبادرة ثانياً.

فبدل أن قد يكون المؤتمر وسيلة لأجل غاية كبرى قد أصبح الآن هدفا بحد ذاته يسخر له كل الطاقات وليس وسيلة لجمع الكرد وتوحيد خطابه وقراره لمجاراة المرحلة لذا يحتاج الأمر بالتأكيد إلى مراجعة جذرية ورؤية سياسية جديدة تتماشى مع المرحلة وبإرادة سياسية جديدة..!!! 

   أنتم الآن يا ساسة مدينون لغبائنا وإلا كيف رضينا بكم كل هذه المدة الزمنية وأنتم تهدرون الوقت والجهود وتلعبون بمصيرنا وفي كل مرة ننتظر أن تصلحوا أنفسكم كي تبدأ صفحة جديدة  وقول عفا الله عما سلف وإذا بالبعض أكثر فسادا وتعطلا من قبل , لا شك أنهم ماهرون ومخلصون في كل شيء ويخدمون كل شيء ما عدا الكردايتي  وليسوا أغبياء وحمقى بل مستفيدون لهذا يقفزون فوق الحقائق وألد أعدائهم هي الكردايتي عندما لا تنسجم مع مصالحهم  وكذب من قال أنهم الآن يعملون لأجلها.

لا لأنهم لا يدركون أو جهلة بل بسبب طبيعتهم اللاـ طبيعي التي لا تشبه إلا ذاتها  ونتوقع منهم اللا ـ متوقع  فيما هم مقبلون عليه في الأيام القادمة ولو بقوا على هذا المنوال لن يكون محصول حصادهم سوى الزيوان والشوفان والقنجر كما هو كل مرة  .

    منذ ثلاثة أشهر والمؤتمر الكردي في البازار السياسي يساوم عليه كمن يشتري الفجل من سوق الهال القريب من الجامع الكبير في قامشلو “هذا يوزع الكراسي على ذاك وذاك يرفض ذاك ..إلخ من الترهات والخزعبلات ” دون التوافق على خطاب ورؤية سياسية موحدة.

فلو وجد قليل من الإخلاص لكان سيعقد في عشرة أيام وانتهى..! ولكن ماذا يهم رواد المقاهي والحانات الليلية فليكن ألف عصا وخازوق في مؤخرة الغوغاء فهذا نصيبهم وثمن غبائهم فهم يستحقون ذلك , فمنا من هم رؤوسهم صماء كجلمود الصخر, ووجوه قد بهدلها الزمان وحقوقه تباع على مرمى العين ومسمع الأذن فلا يحرك ساكناً , وقيم وثوابت تؤجل وتمحى من الذاكرة والعيون جاحظة تنظر إلى المشهد العام  كالبلهاء كمن استعصى اللقمة في حلقه , آذان طويلة قد استقامت فلا تتحرك ولا تتعقب مصدر الصوت لتستوعب ما يجري حولها كآذان الحمار المتسمر في المكان الذي رأى الذئب من بعيد , ألسنة خرساء ما زالت تحت تأثير البنج وإرهاب الاستبداد وثقافة التحزب سيد الموقف متواطئ مع بقايا حزب مهلل إذا سحب من ثوبه خيطاً وقع منه عشرة خروق في الحال , آمال مزيفة على  شعارات مزيفة في جعبة أشخاص مزيفين تكدست على أخرى أكثر زيفاً محمولة على أكتاف شخوص فاشلة تمتهن التزييف , أنها ثقافة الاختلاس والأخلاق الوضيعة ومن يمتهن الخوزقة .

وكيف سترفع راية التغيير مقلوبة في يد من كان سمسارا في سوق النخاسة إلى وقت قريب , والآن ينصح الناس على فعل العمل الحسن والقول الحسن والفكر الحسن حتى كاد الواحد ينعت نفسه بأنه زرادشت زمانه ونسي نفسه أنه مهرج من الطراز الأول .

  

    لقد تعودنا على المفاجئات وتلقي أنباء الهزائم وأصبحت لدينا مناعة كافية ضد الصدمة وبات الواحد منا حيطاً أصماً لا يشعر بشيء عما يجري حوله بسبب هبابهم للسياسة الكردوارية  وتمييعها, وما الذي آلت إليه النتيجة بعد /50/ سنة ..؟ تشتت وانقسام وثقافة بخسة لا تولد الشجاعة وفكرا يكرس للبلادة وموقف يؤسس للتسول والشحادة ونخب خارج الزمان تثرثر في مضاجعها.

انظروا حولكم نظرة فاحص ومكتشف ستجدون ما لم يكن متوقعاً وستحتقرون أنفسكم  وقطار المرحلة  يسير بالشعارات والكلام بين الجدران , بل أضيف إلى تلك الشعارات هذه الأيام  المبادرات , الندوات التلقينية على الهواء الطلق, المشاورات , الاجتماعات , المؤتمرات وما سيعقبها من المؤامرات والمشاريع المضادة وإبرام الصفقات باسمك يا كردو خلسة على حساب دماء الآخرين التي تسيل من بعيد في هذا الشارع وذاك الزقاق المهم لدى البعض هو كسب بعض عظيمات ملحوسة بأي ثمن كان .

لقد بات الوقت مناسبا في نظر البعض للصيد الليلي كالخفافيش وابن آوى بنبش القبور.

لا شيء تحت الشمس قد وجد هكذا يا كردو بدون ثمن ولم يكن يوماً من الأيام للمتربص والانتهازي من شرف الإنجاز والسمو على طول التاريخ وعرضه  فالأولى بهؤلاء إصلاح الذات وشكر الله سعيهم  ولكن هيهات فالطبع يغلب التطبع ونفس النخب المتطفلة تتزاحم على احتلال الأمكنة والمواقع بلا رخصة وانجازات وأن الدوران في أفلاك مجهولة لن يجلب سوى العار والكشف عن المضمون النتن فلا تقلق يا كردو ستصبح قضيتك كالعادة  موضع مساومة وسلعة بين تجار القضية من جديد ولن يكون القادم أفضل مما كان إذا بقي هؤلاء ساستك..؟   
   
xkalo58@gmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…